حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 03:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يصادف 15 سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للديمقراطية، الذي أعلنه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2007، بهدف تعزيز المبادئ الديمقراطية الأساسية، مثل المشاركة الشعبية في صنع القرار، وسيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان. ويشكل هذا اليوم مناسبة للتذكير بأن الديمقراطية ليست مجرد عملية انتخابية، بل هي منظومة متكاملة تشمل المؤسسات، والقوانين، والمجتمع المدني، والممارسة اليومية للمواطنين.
تُعرف الديمقراطية بأنها نظام حكم يعتمد على مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات السياسية، من خلال آليات نزيهة وشفافة. وتشمل عناصرها الأساسية :
- الحرية السياسية، مثل حرية التعبير والتجمع.
- المساواة أمام القانون، حيث يتمتع كل مواطن بنفس الحقوق والواجبات.
- المساءلة والشفافية، بحيث تخضع السلطات للرقابة والمحاسبة.
إن نجاح الديمقراطية لا يُقاس بمجرد إجراء الانتخابات، بل بمدى فعالية المؤسسات، واحترام حقوق الإنسان، وتمكين المواطنين من المشاركة السياسية الحقيقية.
■ الوضع الديمقراطي في العراق
بعد عقود من الصراعات الداخلية والحكم الاستبدادي، يواجه العراق تحديات كبيرة في بناء ديمقراطية حقيقية. يمكن تلخيص أبرز ملامح الوضع الديمقراطي العراقي في النقاط التالية :
- تجري الانتخابات في العراق بانتظام، لكنها غالبًا ما تصاحبها اتهامات بالتزوير، وتأثير المال السياسي، وتدخلات الميليشيات، ما يقلل من مصداقية العملية الانتخابية ويضعف ثقة المواطنين.
- رغم وجود دستور يضمن الفصل بين السلطات، إلا أن المناصب العامة غالبًا ما تُوزع وفق الانتماءات الطائفية أو الحزبية، ما يحد من فعالية الدولة ويضعف الخدمات المقدمة للمواطنين.
- تواجه الأصوات المعارضة تحديات كبيرة، كما أن قدرة منظمات المجتمع المدني على التأثير في القرارات السياسية محدودة، مما يخلق فجوة بين المواطن والدولة.
- يؤثر ضعف البنية الاقتصادية والأمنية على قدرة المواطنين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية، لأن الديمقراطية ليست مجرد انتخابات، بل تجربة يومية في حياة الناس تشمل المشاركة في القرارات وتأمين الاحتياجات الأساسية.
■ أهمية اليوم العالمي للديمقراطية للعراق
يشكل اليوم العالمي للديمقراطية فرصة للتذكير بالمبادئ التي يجب أن تحكم الدولة العراقية، وتحفيز الحوار الوطني، وتشجيع مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية. يمكن أن يكون هذا اليوم حافزًا للإصلاحات الحقيقية، مثل مراجعة القوانين الانتخابية، وتعزيز الشفافية، وتفعيل دور المجتمع المدني.
الخلاصة :
اليوم العالمي للديمقراطية ليس مجرد مناسبة رمزية، بل تذكير بمسؤوليتنا الجماعية تجاه بناء دولة ديمقراطية حقيقية. في العراق، تتحقق الديمقراطية فقط عندما تكون الانتخابات نزيهة وفعالة، والمؤسسات قادرة على الخدمة والمحاسبة، والمواطنون متمكنين من المشاركة الفعلية في صنع القرار. الديمقراطية تحتاج إلى صبر وإرادة، وإلى مشروع وطني شامل يضع المواطن العراقي في قلب العملية السياسية.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟