حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد حادثة اغتيال الناشط اليميني المتشدد تشارلي كيرك، ظهرت عدة نظريات حول دوافع العملية، بعض الفرضيات ادانت اليسار الامريكي، فيما ذهب آخرون إلى ربط الحادثة بمواقفه السلبية من القضية الفلسطينية.
يُعرف كيرك بإنه حليف الرئيس ترامب والمقرب منه، اضافة إلى كونه عضواً بارزاً في جماعة حركة ماغا MAGA - الداعمة والموالية بقوة لترامب.
بلا شك ان الوضع السياسي في امريكا، قد وصل الى ذروة من التصعيد السلبي مؤثراً على الوضع الداخلي، بالإضافة إلى طروحات كيرك المتطرفة والمستفزة للديمقراطيين والليبراليين قد ساهمت بذلك.
في الحقيقة، تشارلي كيرك كان لديه أعداء كُثر، نتيجة مواقفه ضد الديمقراطيين، وقد عمد الى نشرها في المنتديات وتجمعاته مع طلبة الجامعات والشباب لإقناعهم بأفكاره ضد مجتمع الميم والهجرة ودعم إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين وإنكاره مجاعة غزة، كما حمّل اليابان مسؤولية القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي، في مبدأ انتهجه "لوم الضحية وتبرئة الجلاد"
اغتيال كيرك يعد اغتيالاً سياسياً صريحاً، يشبه في دلالاته اغتيال جون كينيدي، هذه العملية دليل على أن حالة الاحتقان السياسي في امريكا في طريقها إلى أن تتحول لعنف مجتمعي، وترجمة صريحة لصراع النخب السياسية بين الليبراليين والجمهوريين الذي تجاوز حدود المنافسة التقليدية، ليصل الى مرحلة الاصطدام كاشفاً بذلك عن فجوة كبيرة بين التيارين، خاصة مع ميل إتجاه البيت الابيض الى اليمين بشكل واضح.
تثبت الاحداث يوم بعد يوم عن إتساع الفجوة بين التيارين في العديد من القضايا، على رأسها الدعم الغير مسبوق لجهات محددة، قضايا المهاجرين، ومحاربة الشذوذ، وقد وصل الاحتقان ذروته حين لجأ ترامب في بعض الفترات إلى نشر الجيش في الولايات الديموقراطية ومهاجمة افكارهم ورموزهم علناً، كما سخر أدواته مثل كيرك لمهاجمة خصومه الديمقراطيين والليبراليين.
تجلى ذلك بوضوح في بعض حوارات كيرك التي هاجم فيها "مارتن لوثر كينغ" احد اكبر الرموز الامريكية.
إن هذا الانقسام الواضح هو شرارة فوضى قادمة مع الوقت، وممكن أن تتحول الى لحظة فارقة في التاريخ الأمريكي الحديث.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟