عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اقرأوا "البيان" الختامي لقمّة الدوحة يوم أمس..15-9-2025
واقرأوا "بيان" اسرائيل في غزّة هذا اليوم.16-9-2025
ستجدونَ أنّ "قمّةَ" الدوحةِ تلك، كانت بمثابة "مجلس فاتحة" باذخ، للمدينةِ "المُتوفاة" التي لم يتم أصلاً عقد "مجلس العزاء" من أجلها، بل من أجل "الدوحةِ" العامرةِ بالمالِ والعافيّة، التي استهدفت إسرائيل جُزءاً من "مُجمّعٍ سكنيٍّ" فيها، يجتمع فيه "قادة" الجناح السياسي لحركة حماس، بينما يتمّ الإجهازُ على ما تبقّى من "بُنيانِ" غزّة الآن، وعلى ما تبقّى من سكّانها، بعد أقلّ من 24 ساعة على ختام تلكَ "القمّةِ" العربيةِّ والاسلاميّة البائسة، و "الفقيرةِ" جدّاً.
هذا هو ردّ تل أبيب على الدوحَة.
شاهدوه الآن على الفضائيّات "العربيّة- الاسلاميّة".. و "تمتّعوا" به، كمتعتكم بـ "الكرنفال" الاستعراضي لـ "الأُبّهاتِ المَلَكِيّةِ- الرئاسيّة"، ليوم أمس.. واطرِبوا على ما وردَ في بيان الدَوحةِ " العَنتَريِّ" جدّاً، و"الدونكيشوتي" أكثرَ ممّا يجب، وعلى جزيلِ "الشِعرِ والنثرِ" الذي جاءَ فيه.
ردُّ العربِ والمسلمينَ في الدوحةِ يوم أمس(على انتهاكاتِ الآخرينَ الدائمةِ بحقِّهم، وتجاوزِ "الآخرينَ" الصريحِ على كُلّ شيءٍ يخصُّهم ويخُصُّ قضاياهم "المُقدّسَة")، كانَ مُجرّدَ "ظاهرةٍ صوتيّةٍ" فجّة.. بينما ردُّ اسرائيل هو في صريرِ "سُرُفات" الدبابات التي يصُمُّ صوتها آذانَ العالمِ "الطَرشاءِ" الآن.. ويتعامَلُ هذا العالمُ مع "ايقاعها" الآن، وكأنّها لا تهرِسُ "مُجتَمَعاً" بشرياً كاملاً، بل "مملكةً" للنملِ الرخيصِ القابلِ لـ "الإبادة".
الردُّ الحاسم والحقيقيّ على "أكاذيبِ" ونفاقِ "العرب- المُسلمين".. هو في "الحقائق" التي يتمّ استكمال "دَقِّ" أُسسها العميقة على أرضِ غزّةَ الآن.. وليس في تَرَف القصور الفارهة، والطائرات "المُطَهَّمَة"، وفنادقِ العشر نجوم.
لم يكن المطلوب من قمّةِ الدوحةِ أن "تُعلِنَ الحرب" على جميع "الأعداء".. ولا أن تقِفَ بالضِدّ من الولايات المُتّحدة الأمريكيّة-الترامبيّة.
كان بوسع هذه "القمّةِ" الفقيرةِ جدّاً في مخرجاتها (حالها حال كلّ القمم العربية - والاسلاميّة على مدى أكثر من 60 عاماً، ضاعت خلالها كُلُّ "فلسطين")، أن تُلوِّحَ بالكثير من أدوات الضغط السياسيةِ والاقتصاديّةِ (والدبلوماسيّة) التي تملكها 57 دولة شاركت في هذهِ "القمّةِ- القاع" مقابلَ "دولةٍ" واحدة، لا تكُفُّ عن العربَدة، وهَدرِ "الكرامات".. هذا إن بقت هناك كراماتً تنتَظِرُ الهَدرَ والسَحقَ بالدبابات والطائرات و "الروبوتات".. وأيضاً بـ قوّة "العقل" الذي يعرفُ كيف يتعامل مع "أعداءهِ" بأفضلِ وأكفأ "الوسائل المُمكِنة والمُتاحة.. هذا "العقل" الذي نفتقدهُ نحنُ.. ليسَ الآن.. بل ومنذُ زمانٍ بعيد.
يا للعار.
نعم.
يا للعار.
لم يَعُد لدينا، وأمامنا، من تجسيدٍ لحالِنا.. سوى العار.
و يا لهُ من عار.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟