أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس موسى الكعبي - علم الآثار الرافديني وأدب الرحلات: علاقات متحوِّلة (3)














المزيد.....

علم الآثار الرافديني وأدب الرحلات: علاقات متحوِّلة (3)


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 22:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بقلم. بارت أوغه - جامعة خنت
ترجمة: عباس موسى الكعبي

التخصص والمنهج الأكاديمي: القرن السابع عشر - أوائل القرن التاسع عشر
في أواخر القرن السابع عشر، استمرت الرحلات بصفتها وسائل أساسية لجمع البيانات العلمية، وتم وضع تعليمات أكثر تحديداً تهدف إلى توجيه هذه العملية. ومع ازدهار فلسفات عصر التنوير في القرن الثامن عشر، انطلقت أولى الاستكشافات الداخلية والبعثات العلمية متعددة التخصصات. وكانت أول بعثة وصلت إلى بلاد الرافدين هي البعثة الدنماركية بين الاعوام (1761–1767) والتي ضمّت كارستن نيبور كعالم رياضيات، مع أن الدراسة المنظمة للشرق الأدنى عبر البعثات غالباً ما يُشار إليها رمزياً بحملة نابليون الكبرى على مصر في أواخر القرن. وفي هذه المرحلة، بدأ الموقف السلبي من الحضارات القديمة التي سكنت هذه المنطقة، التي صورها العهد القديم بطريقة وحشية للغاية، يتلاشى تدريجيًا ليحل محله موقف تقدير لإنجازاتها الكبيرة. كما أن احتمالية العثور على نصوص مكتوبة تدعم أو توسّع ما ورد في العهد القديم أثارت الاهتمام بالمنطقة، على الرغم من عدم تحقيق أي اختراقات مهمة في فك رموز الكتابة المسمارية حتى تلك اللحظة. وتركّزت الاهتمامات الأثرية، التي كانت قد انتشرت في أوروبا الغربية، على المواقع البارزة في بلاد الرافدين، مما استدعى وجود دراسة متخصّصة بشكل متزايد. ومع هذه التطورات، بدأ يتسع الفارق تدريجياً بين الرحّالة الأكاديمي (المتخصّص) وبين الرحّالة (غير المتخصص). بدأ الأول، أي الرحالة الأكاديمي، بالتركيز على أسلوب كتابة نصوص أكاديمية أكثر حيادية، كما هو مذكور في أعمال "الآثاريون الأوائل" المشهورين، مثل أعمال "نيبور" و "دو بوشان"، في حين ظل الثاني، أي الرحالة غير الأكاديمي، يركّز على التقديرات والانطباعات الذاتية للأراضي الاجنبية. ورغم أن التمييز بين نوعي الكتابة كان لا يزال غامضًا في ذلك الوقت، وخاصةً فيما يتعلق بمجال دراستنا، إلا أن أسلوب الكتابة الموضوعي المحايدة ازداد أهمية في أوائل القرن التاسع عشر، حين اتخذ العلم ككل طابعاً أكثر "وضعية" وصرامة، وأصبح السعي وراء المعلومات الموضوعية المجردة جزءاً من أدواته.
بينما كان التخصص في استكشاف بلاد ما بين النهرين يسير ببطء، استمرت العديد من الروابط بين الرحّالة والدراسات الأكاديمية للمنطقة. فحتى بدايات القرن التاسع عشر، كان هناك القليل من أعمال التنقيب التي جرت بالفعل؛ وكانت المواقع القليلة التي كُتب عنها ليست سوى محط اهتمام الرحالة المستكشفين بشكل رئيسي. فمثلاً، اعتمد "دانفيل" في دراسته "مذكرات عن موقع بابل" (1755) بشكل كبير على كتابات ديلا فالي، بالإضافة إلى مخطوطة غير منشورة للمبشر الكرملي الفرنسي "إيمانويل دو سان ألبير". وأشار نيبور إلى العديد من التفاصيل التي دونها الرحّالة بشأن المنطقة، وإلى رواية كلوديوس ريتش المنشورة بعد وفاته، والذي يُشار إليه غالبًا كأول عالم آثار حقيقي من بلاد ما بين النهرين، من خلال استكشافاته في بابل، حيث لخّص بوضوح عددًا من مرويات الرحلات التي حدثت في القرون السابقة، التي لم يحظ بعضها باهتمام علمي يُذكر حتى اليوم.
وفي أوائل القرن التاسع عشر، قدّم الفنان الرحّالة روبرت كير بورتر معلومات مهمة عن مواقع مثل بابل وبورسيبا، كما نشر مختارات من أدب الرحلات. وحتى خارج حقل الآثار، حافظ أدب الرحلات على أهميته؛ فمثلاً أشار فرديناند هوفر بايجاز في بحثه(1852) الموسوم "نظرة عامة على تاريخ الشرق الأدنى- كلدة، وآشور، وميديا، وبابل، وبلاد الرافدين، وفينيقيا، وتدمر" (باريس) إلى تقارير رحّالة عن قناة معينة يُعتقد أنها تعود إلى العصر الإسلامي أو ما قبل الإسلامي (ص 362- 364). وباختصار، بينما ازدادت أهمية السفر المتخصّص وعلم الآثار المبكر بشكل تدريجي في القرن الثامن عشر، إلا أن الأبحاث الرافدينية حتى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، لم تكن قد بلغت بعد مرحلة تجعل من مشاركة الأفراد غير المتخصصين أو أساليب الكتابة غير الأكاديمية أمراً غير مقبول.
يتبع..



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم الآثار الرافديني وأدب الرحلات: علاقات متحوِّلة (2)
- علم الآثار الرافديني وأدب الرحلات: علاقات متحوِّلة
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- وين شايفك؟
- هل سمعت بالروائي خايمي بايلي ليتس
- مع قانون حظر المشروبات الروحية في العراق
- عبد الرزاق قرنح
- هذا ليس إنجازا ياهذا..
- ثورة العشرين- وجهة نظر الطرف الآخر..
- شيزوفرينيا وطن..
- حينما ينهب الماضي، يدفع الجميع الثمن
- الاكتشافات الجديدة في العراق تعيد النظر بتأريخ بلاد ما بين ا ...
- ابك ايها الغريب..
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 12
- العراق: قلب الشرق الاوسط 1925 .. ح 11
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 10
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 9
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 8
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 7
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 6


المزيد.....




- البيان الختامي لقمة الدوحة: عدوان إسرائيل -الغاشم- على قطر ي ...
- الثانية خلال شهر.. إسبانيا تلغي صفقة سلاح ضخمة مع إسرائيل عل ...
- صفقات تتجاوز 10 مليارات دولار.. لندن وواشنطن تستعدان لتوقيع ...
- بعد 5 سنوات على الكارثة..بلغاريا توقف مالك السفينة التي ح ...
- نيبال: بين رفاهية فاحشة وفقر مدقع...-جيل زد- ينتفض ويقود مظا ...
- الجزائر: ما الذي ينتظر الحكومة الجديدة محليا وإقليميا ودوليا ...
- المشتبه به في مقتل تشارلي كيرك.. جمهوري ومتبرع لحملة ترامب؟ ...
- قمة الدوحة - الدول المغاربية: إدانات مغاربية لانتهاك سيادة ق ...
- صحيفة بريطانية: الإرهاب الزراعي جبهة خطيرة قد تهددنا مستقبلا ...
- محللون: بيان قمة الدوحة وضع الدول المطبعة أمام التزامات أخلا ...


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس موسى الكعبي - علم الآثار الرافديني وأدب الرحلات: علاقات متحوِّلة (3)