أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - العراق واستقرار الأغلبية الأصيلة: معادلة الأمن الوطني وحقيقة التوازن السياسي














المزيد.....

العراق واستقرار الأغلبية الأصيلة: معادلة الأمن الوطني وحقيقة التوازن السياسي


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن استقرار العراق لا يمكن أن يتحقق إلا باستقرار أغلبية شعبه الأصيلة، لأن أي اهتزاز في هذه الكتلة الاجتماعية الكبرى ينعكس حتمًا على مجمل البناء الوطني، ويصيب الدولة في عمقها السياسي والاجتماعي والأمني... ؛ والأغلبية الشيعية في العراق، بوصفها الامتداد التاريخي والثقافي والديمغرافي الأكبر في البلاد، ليست مجرد رقم في معادلة الإحصاء السكاني، بل هي ركيزة التوازن الوطني ومفتاح الأمن والاستقرار، بل وضمانة وحدة العراق أرضًا وشعبًا.
إن المساس بهذه الأغلبية أو تهميشها أو إضعاف دورها في القرار السياسي، لا يعني الإضرار بفئة محددة فحسب، بل يعني ضرب البنية الكلية للمجتمع العراقي بكافة مكوناته الاجتماعية ، وإحداث فراغ استراتيجي يمكن أن تملؤه قوى داخلية متطرفة أو هجينة أو أطراف خارجية تسعى لاختراق النسيج الوطني وتفكيكه... ؛ فالإضرار بالأغلبية، أيًّا كانت المبررات أو الشعارات التي ترفع لتبريره، هو في حقيقته إضرار بالعراق بكامله، لأن هذه الأغلبية تمثل العمود الفقري الذي تتكئ عليه بقية المكونات العراقية لضمان الأمن والاستقرار والتعايش.
إن الأغلبية العددية، إذا ما جرى التعامل معها بخفة أو سوء نية، تتحول إلى بؤرة توتر داخلي، ليس فقط مع شركاء الوطن من المكونات الأخرى، بل مع شركاء الدوائر العربية والإسلامية الأوسع، لما لهذه الأغلبية من امتدادات حضارية وعقائدية وسياسية عابرة للحدود... ؛ ومن هنا، فإن إدارة هذا المكوّن الاكبر ليست مهمة ظرفية، بل هي مسؤولية آنية واستراتيجية، ترتبط بإزالة الموانع البنيوية أمام التغيير السياسي العادل، وفي مقدمتها تحالف الفئات المستبدة في الداخل مع قوى الخارج لفرض اختلال موازين القوى لمصلحتها.
إن تحويل الغبن التاريخي والسياسي الذي أصاب هذه الأغلبية إلى حجة ودليل في مواجهة الاستبداد والفساد، ليس مطلبًا طائفيًا أو فئويًا، بل هو أساس لبناء دولة العدالة والمواطنة، حيث يستفيد الجميع من إزالة الظلم وإرساء الحقوق... ؛ و إن استنهاض الأغلبية ووعيها بحقوقها هو استنهاض للوطن بأسره، لأن وعي كل طرف بحقوقه وواجباته هو الضمانة الوحيدة لسلامة الاجتماع السياسي، وحماية التوازن بين المكونات والطوائف والقوميات .
غير أن هذا التوازن يجب أن يكون توازن الحقوق والمصالح، لا توازن الإقصاء أو المساومات المؤقتة... ؛ فالتوازن الذي يبنى على قاعدة الاعتراف المتبادل، والشراكة الحقيقية، هو وحده القادر على صيانة العراق من الفتن الداخلية، وحمايته من أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
إن أي مشروع وطني عراقي يطمح للاستمرار لا بد أن ينطلق من حقيقة أن الأغلبية الأصيلة ليست عبئًا أو تهديدًا، بل هي أساس المعادلة الوطنية، وأن استقرارها وازدهارها هو استقرار العراق كله.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين طمس الهوية وهيمنة العقل الصحراوي والتكفيري
- الخيانة في العراق … الدونية المتوارثة
- الوقاحة… الوجه العاري لانهيار القيم
- مشروع الهوية الرافدينية : نحو تأصيل وطني يتجاوز الطائفة والع ...
- مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (4)
- لا تعارض في البين : هوية الاغلبية في طول الهوية الوطنية لا ف ...
- مصير الأغلبية بين ثنائية الدونية والشعارات والبرامج الطوباوي ...
- جنوب العراق :أرض الثروة والإهمال ... المحطات السياسية والاقت ...
- فشل الإعلام الحكومي في معركة الوعي: العراق بين عجز الداخل وه ...
- وادي حوران بين النصر الأمني والرسائل الاستراتيجية
- حملات إزالة التجاوزات في العراق: لعبة انتخابية أم صراع على ا ...
- صرخة في مشهد: الزوار العراقيون بين قدسية المكان وسرقة الكرام ...
- أوكسجين الشفاه
- مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (3)
- نزع سلاح الشيعة... حين يصبح الحشد عقبة أمام مشروع التفكيك
- مافيا الأراضي في العراق: عندما يتحالف السلاح والفساد ضد الوط ...
- آليات التفكير بين الإبداع والتسطيح: دراسة في أنماط التفكير و ...
- العراق يفتح الأبواب… بينما تغلقها الدول الكبرى والانظمة الاق ...
- بين دقة الاغتيال ووحشية الإبادة.. لماذا تختار القوى الكبرى ا ...
- رفع الأعلام الأجنبية بين السيادة الوطنية والرمزية الدينية: ج ...


المزيد.....




- شاهد.. روبيو يزور -حائط البراق- في القدس برفقة نتنياهو
- حبس عبد الله السيد من أهالي طوسون بتهم -الإرهاب- بعد رفضه خس ...
- نتنياهو يستقبل وزير الخارجية الأمريكي بمكتبه في القدس، ولقاء ...
- الولايات المتحدة والصين تقتربان من اتفاق بشأن -تيك توك- في ...
- الفلبين: حريق هائل يلتهم حيًّا سكنيًّا في مانيلا ويُشرّد 500 ...
- ترامب يهدد بفرض حالة طوارئ وطنية في العاصمة واشنطن
- إسرائيل تعيد حساباتها الجوية.. مشروع ضخم لتحديث مقاتلات -إف- ...
- إلى أين وصلت التحقيقات في مقتل المؤثر كيرك حليف ترامب؟
- كيف يواصل الصحفيون التغطية مع احتلال مدينة غزة؟
- استهداف إسرائيلي للمتحف الوطني في صنعاء


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - العراق واستقرار الأغلبية الأصيلة: معادلة الأمن الوطني وحقيقة التوازن السياسي