أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (4)














المزيد.....

مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (4)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط النظامين البعثيين في العراق وسوريا، ظهرت مفارقات حادة في سلوك الحزبين، تعكس اختلاف الذهنية السياسية والمرجعيات الفكرية لكليهما، رغم انتمائهما إلى العقيدة الحزبية ذاتها.
#أولاً: الموقف من الهزيمة والانكسار
من أبرز المفارقات أنّ حزب البعث السوري أعلن حل نفسه بعد يومين فقط من سقوط نظام الأسد، في خطوة حملت دلالات متعددة: حياء أو خجل سياسي من الجرائم التي ارتكبها النظام...؛ او نظرة براغماتية واقعية تستوعب المتغيرات، وتجنّب البلاد مزيدًا من الفوضى... ؛ في المقابل، حزب البعث العراقي لم يعترف بالهزيمة النكراء، بل تمسّك بخطاب الانتصارات والمؤامرات الكاذبة، وألقى باللائمة على الآخرين؛ فتارة يتهم العراقيين بالخيانة، وتارة يحمّل العرب مسؤولية التآمر، متبرئًا من حماقاته المعروفة وجرائمه التاريخية والمجازر والانتهاكات التي ارتكبها بحق الأمة العراقية والعربية والاسلامية .
بل ظل حزب البعث العراقي يصف السفاح صدام بـ"الشهيد والقائد"، واعتبره رمزًا وقدوة، في حين أن نظيره السوري تبرأ من بشار الأسد وتخلى عن إرثه السياسي...!
#ثانيًا: الموقف من الأموال العامة والذمم المالية
هنا تبرز مفارقة أخرى:فالبعث السوري سلّم أمواله وممتلكاته إلى الدولة الجديدة لتتصرف بها وفق القوانين... ؛ بينما حزب البعث العراقي استحوذ على الأموال المسروقة من خزائن العراق، وهرّب الثروات إلى الخارج، حتى وصل الأمر إلى أن يتصارع أقطابه فيما بينهم على السحت الحرام والدعم المشبوه المقدم من قوى إقليمية ودولية حاقدة، بهدف تدمير العراق وإفشال تجربته الديمقراطية الجديدة .
#ثالثًا: الموقف من القيادات
في سوريا، تخلّى نائب الرئيس عن الحزب والنظام فور السقوط، معلنًا القطيعة مع ماضيه السياسي... ؛ أما في العراق، فقد تمسّك الهجين عزّت الدوري، نائب صدام ، بالبعث، وظلّ يعلن ولاءه لصدام والبعث والمسيرة الاجرامية ، مواصلًا دوره في دعم الإرهاب وإشعال الفتنة الطائفية، وإدارة شبكة من الجرائم والاغتيالات ضد الأغلبية العراقية والتجربة الديمقراطية...!
#رابعًا: الإعلام والفن والمطبلون
في سوريا، انفضّ الفنانون والإعلاميون والمطبلون عن بشار الأسد وحزب البعث بعد السقوط، بل أعلن بعضهم الندم وقدم الاعتذار للشعب السوري ... ؛ بينما في العراق، استمرت الجوقات الإعلامية والثقافية والاجتماعية والسياسية المأجورة في تمجيد صدام، والتغنّي بزمن الحديد والنار، رغم أن الحقائق تكشف أن تلك السنوات لم تكن سوى حقبة مجاعة وقهر وبطش، سُمّيت زورًا بـ"الزمن الجميل"، بينما هي في حقيقتها الجحيم ؛ و زمن حكم العوجة والمجاعة , والمقابر الجماعية والسنوات العجاف.
#خامسًا: الموقف الطائفي والاجتماعي
الطائفة العلوية في سوريا أقرت بجرائم النظام، وتخلت عنه، بل تعاونت مع السلطة الجديدة لتجاوز المحنة , واستجابت لكل مقررات الحكومة الجديدة على الرغم من قساوتها واستهدافها للطائفة العلوية المسالمة ... ؛ في المقابل، أصرت الأقلية السنية في العراق، أو بعض أطرافها المؤثرة لاسيما الفئة الهجينة ، على دعم نظام صدام والبعث حتى بعد سقوطه، بل آوت المجرمين والجلادين والارهابيين ، ورفضت تسليمهم للعدالة، وأعلنت الحرب على الدولة الجديدة تحت ذرائع واهية: مرة بحجة مقاومة الاحتلال، وأخرى بدعوى رفض "الحكم الطائفي الصفوي".
ومن المفارقات الكبرى أنّ جبهة النصرة وحكومة الجولاني كافأوا الطائفة العلوية على سكوتها والتزامها بالقوانين بدلاً من التعايش والانصاف ؛ بارتكاب مجازر في قراها، وتدمير منازلها، ونهب ممتلكاتها... ؛ أما في العراق، فقد كافأت الحكومات العراقية المنتخبة الأقلية السنية رغم موقفها العدائي، بتخصيص رواتب تقاعدية لعناصر الأجهزة القمعية السابقة، بل وحتى لأسر الإرهابيين، حتى قيل إنهم حصلوا على أموال في هذا العهد لم يكونوا يحلمون بها في زمن صدام...!
#سادسًا: السلوك بعد السقوط – العزلة أم التآمر؟
البعث السوري اختار الانعزال، واعتزل قادته الحياة السياسية، فلم ينخرطوا في التشكيلات المسلحة، ولم يحاولوا إسقاط النظام الجديد... ؛ أما البعث العراقي، فقد تحالف مع الحركات الإرهابية المحلية والاقليمية والعالمية، من القاعدة إلى داعش، ليشن حربًا دموية على العراق، بهدف إسقاط التجربة الديمقراطية والعودة إلى الدكتاتورية الطائفية العنصرية.
والنتيجة أنّ كل الدماء التي سالت في العراق بعد 2003، تتحمّلها هذه الفلول البعثية المتحالفة مع قوى التكفير والطائفية، التي أرادت تدمير العراق والعودة إلى عصور القهر والاستبداد.
#الخلاصة: بعثان… ونهايتان متناقضتان
المفارقات بين البعثين السوري والعراقي تكشف حقيقة الذهنية التي حكمت كل بلد: بعثٌ حاول حفظ ماء الوجه، فاعترف بالهزيمة وتخلّى عن السلطة.
وبعثٌ عراقيٌ متغطرسٌ، لم يعترف بالجرائم، ولم يبرأ من الدماء، بل واصل طريق المؤامرة والإرهاب حتى صار وقودًا لفتنةٍ طائفية أحرقت الأخضر واليابس... ؛ وبينما أطلق السوريون على زمن الأسد تسمية "الزمن القبيح" ... ؛ خرجت الفئة الهجينة في العراق لتصف حقبة المقابر الجماعية والمشانق والإعدامات والمعتقلات الرهيبة بأنها "الزمن الجميل"… ؛ مفارقة تكشف عمق التشويه الذي مارسته آلة الدعاية البعثية على الوعي الجمعي، حتى بعد انهيارها.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعارض في البين : هوية الاغلبية في طول الهوية الوطنية لا ف ...
- مصير الأغلبية بين ثنائية الدونية والشعارات والبرامج الطوباوي ...
- جنوب العراق :أرض الثروة والإهمال ... المحطات السياسية والاقت ...
- فشل الإعلام الحكومي في معركة الوعي: العراق بين عجز الداخل وه ...
- وادي حوران بين النصر الأمني والرسائل الاستراتيجية
- حملات إزالة التجاوزات في العراق: لعبة انتخابية أم صراع على ا ...
- صرخة في مشهد: الزوار العراقيون بين قدسية المكان وسرقة الكرام ...
- أوكسجين الشفاه
- مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (3)
- نزع سلاح الشيعة... حين يصبح الحشد عقبة أمام مشروع التفكيك
- مافيا الأراضي في العراق: عندما يتحالف السلاح والفساد ضد الوط ...
- آليات التفكير بين الإبداع والتسطيح: دراسة في أنماط التفكير و ...
- العراق يفتح الأبواب… بينما تغلقها الدول الكبرى والانظمة الاق ...
- بين دقة الاغتيال ووحشية الإبادة.. لماذا تختار القوى الكبرى ا ...
- رفع الأعلام الأجنبية بين السيادة الوطنية والرمزية الدينية: ج ...
- حين يربح الضبع وتُهزم الغزالة
- الزيارة الدينية التي تُقصي أهلها: حين يصبح العراقي غريباً في ...
- البروكرستية العراقية: حين تُقصّ الأرواح لتناسب سرير السلطة
- الهيمنة الناعمة: كيف تبني إيران نفوذها في وسط وجنوب العراق د ...
- السياحة بين العراق وإيران: تبادل غير متكافئ أم استغلال اقتصا ...


المزيد.....




- أبل تكشف عن أنحف هاتف صنعته على الإطلاق.. شاهد كيف يبدو
- كيري واشنطن تتألق بفستان أبيض وأحمر شفاه عنابي في مهرجان تور ...
- استقالة رئيس وزراء نيبال إثر مظاهرات واسعة ومحتجون يضرمون ال ...
- DW تتحقق: إسرائيل تنفق مبالغ طائلة على حملة دعائية حول غزة
- لهذه الأسباب .. أطفال هولندا الأكثر سعادة في أوروبا!
- ترامب ينفي توقيعه على رسالة لإبستين المتهم بارتكاب جرائم جنس ...
- آفي بلوث ضابط إسرائيلي حول الضفة الغربية إلى ساحة حرب
- -هيئة مقاومة الجدار والاستيطان- مؤسسة فلسطينية لمواجهة مخططا ...
- سجادة تروي تاريخا.. كيف يقاوم السجاد الكردي الاندثار؟
- آيفون 17.. آبل تطلق أنحف هاتف بتاريخها.. إليكم الميزات والأس ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (4)