رياض سعد
الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 13:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في كل لحظة مفصلية من تاريخ العراق، يتسلل الخونة والدونية وابناء الفئة الهجينة والطغمة الطائفية والانفصالية من بين الصفوف الوطنية كما يتسلل السمّ في الجسد... ؛ هم ليسوا مجرد عملاء بالمعنى التقليدي، بل حالة مركبة من الانحطاط النفسي والدونية الاجتماعية والحقارة الذاتية ... .
اما أبناء الفئة الهجينة الذين فقدوا جذورهم الحقيقية ؛ وانسلخوا عن هوية الأمة العراقية لأنها ليست هويتهم اصلا .
هؤلاء بمجموعهم المتنافر يشكّلون الطابور الخامس في كل محنة وطنية وتحدي خارجي ؛ فتراهم يهاجمون الانتخابات حين تُبنى على إرادة الشعب، ويحرضون على الانقلابات حين تعيق مشاريع أسيادهم، ويدعون للفوضى لأن الاستقرار يعني نهايتهم... الخ .
هم يتزيّنون بشعارات النزاهة والوطن والدين، لكنهم في الجوهر لا يؤمنون لا بالوطن ولا بالشرف ولا بالدين... ؛ يعرفون تماماً أنهم غرباء في قلوب الناس، منبوذون بين أحياء المدن التي باعوها، لا مكان لهم بين أبناء الطائفة التي خانوها، ولا بين الأمة العراقية التي خذلوها. لذلك يلجأون إلى ملاذهم الطبيعي : المهاجر والمنافي الخارجية ، دهاليز المخابرات، وكهوف الذل والعار ... .
الخطر فيهم أكبر من خطر العدو الظاهر، فالأول مكشوف والثاني متخفٍّ، يفتك من الداخل ويسمم الوعي ويشوّه الحقائق... ؛ إن معركة العراق ليست فقط مع قوى الاستعمار والاحتلال ... ؛ بل مع من مهّد الطريق لها، وروّج لمشاريعها، وسوّغ تدخلها تحت ذرائع واهية... ؛ هؤلاء المرتزقة والدونية والخونة يجب فضحهم بلا هوادة، وإسقاط أقنعتهم، وتعريتهم أمام الناس، والتحذير من إعلامهم المأجور ومنصاتهم المسمومة التي تبث الفرقة والكراهية والتشرذم ؛ وتخدم مخططات الاعداء .
الخيانة عندهم ليست طارئة، بل متجددة، متوارثة، متأصلة في النفسية المريضة التي ترى في التبعية شرفاً وفي الوطنية تهمة... ؛ اليوم كما الأمس، يعوّلون على الأجنبي، ويصطفّون مع أنظمة حاقدة وأجهزة استخبارات معادية ... ؛ ضد إرادة شعبهم وضد أصالة وطنهم... ؛ ويسعون لتقويض التجربة الديمقراطية الفتية، وإسقاط العملية السياسية بالعنف والفتن والتآمر والتعاون مع قوى الارهاب والشر والظلام ، ثم يلوّحون بشعارات "الوطنية" و"النزاهة" لتغطية أدوارهم المشبوهة والمنكوسة .
لا يعترفون بحق، ولا يردعهم تاريخ، ولا توقفهم الدماء التي أراقوها سابقا أو باركوا سفكها واراقتها ... ؛ والحل الجذري لا يكون إلا بقطع دابرهم نهائياً ... ؛ عبر إجراءات قانونية صارمة ... ؛ تبدأ بإسقاط الجنسية العراقية عنهم، وإعادتهم إلى أوطانهم الحقيقية إن كان لهم وطن أصلاً، أو طردهم من أرض العراق شر طردة ... ؛ فالأمة العراقية لن تنهض ما لم تتطهر من هذه الطفيليات السياسية والاجتماعية التي نخرت جسدها منذ عقود.
#رياض_سعد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟