أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الديانات التبشيريّة وإلغاء القوميّة














المزيد.....

الديانات التبشيريّة وإلغاء القوميّة


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 09:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تمثّل القوميّة الرابط المشترك لمجموعة الناس الذين يعيشون تاريخيّاً في مكان معين ويرتبطون بالأصول واللّغة والثقافة. وقد كانت القوميّة هي الرابط القوي الذي يحافظ على البلدان ويمنع الاحتلال الخارجي.

ولكن منذ نشأتها حاولت الديانات التبشيريّة إلغاء قوّة الرابطة القوميّة للشعوب وتقديم الرابطة الدينيّة لتكون أقوى منها. وقد نجحت في ذلك مما جعلها مناسبة لتوحيد الدول الاستعمارية وتكوين الإمبراطوريات الكبيرة. وذلك لأن الشعوب التي يتم احتلال أرضها سوف تبقى خاضعة للأغراب الذين ينتمون لأعراق أخرى ما دامت ديانتهم نفسها. وقد أستغلّ الرومان ذلك وفرضوا المسيحيّة بالقوّة. ومن ثم أتت الدولة الإسلاميّة وفرضت الدين عبر ضغوط الجزية والضرائب على غير المسلمين. واستمرّت هذه الحالة مع الفرس والعثمانيين الذين كانوا يتناوبون على أحتلال بلاد الرافدين وأذاقوا الدول العربيّة الاحتلال والظلم والمرّ بحجة الشعارات الإسلاميّة.

ولكن وعبر التاريخ فجميع تلك الشعارات التي ترفعها الدول الدينيّة هي كاذبة وفي كل الامتحانات التاريخيّة يثبت بأنها كانت محاولات لتجنيد المؤمنين في سبيل مصلحة سياسيّة لنظام الحكم الذي يقوم باستعباد هؤلاء المخدوعين وخاصّة من القوميات الأخرى لتسهيل السيطرة على بلدانهم (1). وطبعاً يحرص نظام الحكم الديني على إقامة الروابط الوهميّة لإيهامهم بالوحدة. فبعض تلك الديانات تقدّم طقوس خاصّة يبيحون بها حتى المُتع المحرّمة. والبعض الآخر من تلك الديانات في عصرنا الحالي تستقطب الأغنياء والمتنفذين من كل دول العالم فتقدم لهم طقوس شيطانيّة تحاول ختمهم بها ومسكها كورقة عليهم لكي لا يعود لهم مجال للتراجع.

أنّ سلسلة الحروب الحالية قد كشفت بأن الفرس يقدّمون قوميتهم ومصلحة بلادهم على جميع الشعارات المذهبيّة التي يرفعونها. وبأن أي فارسي هو أقرب لهم من أوثق حلفائهم الذين يشاركونهم المذهب في الدول الأخرى. فلم يكترثوا للمصاب الكبير الذي وقع على الفلسطينيين واللبنانيين سوى بالشعارات الفارغة. ولكنهم استغلوهم كورقة في سبيل مصلحتهم القوميّة.

وأمّا مكونات العراق الحالي فغالبيتهم العظمى يعودون للعشائر البابليّة والآشوريّة قبل أن يتم تعريبها بعد الفتح الإسلامي عبر نظام الموالي. والذي تكنّت فيه تلك العشائر بأسماء قادة الجيوش العربيّة الذين فتحوا بلاد الرافدين. وحتى تلك العشائر العربيّة الخليجيّة فيعودون في نَسَبَهم إلى بلاد الرافدين التي كانت المركز لهم. (2)

ولهذا فعلى الشيعة العراقيين جميعاً أن يعرفوا بأن عمقهم وقوّتهم في اتحادهم مع إخوانهم باقي مكونات العراق من السنّة والمسيحيين والصابئة واليزيديين وليس مع الفرس. وعلى السنّة العراقيين أن يعرفوا بأن قوّتهم ورخائهم يأتي من وحدتهم مع إخوانهم الشيعة العراقيين والصابئة والمسيحيين واليزيديين وليس مع الأتراك ولا مع غيرهم. وعلى المسيحيين أن يعرفوا بأن قوتهم هي في وحدتهم مع باقي إخوانهم من المسلمين العراقيين السنة والشيعة ومع الصابئة واليزيديين وليس مع الدول الغربيّة ولديهم تجربة مريرة مع المسيحيّة البريطانية التي استغلتهم في بدايات القرن العشرين ووضعتهم في مواجهة مع الدولة العثمانية ثم تركوهم لمصيرهم وساهموا بتهجيرهم من أرض أجدادهم في شمال العراق. وأمّا الصابئة وحتى اليزيديين فنحن أقليّة مجهريّة لا ندين بالولاء سوى للعراق العظيم وعلى قدر تقدّمه نتقدّم وبدون وحدته نتشرذم.

الترميذا سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

(1) الاستعمال السياسي للأديان التبشيريّة
https://mandaean.home.blog/2020/08/30/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%a3%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d9%91/

(2) البحث الأكاديمي “اللُّغة المندائيّة العربيّة القديمة”. ص637-640
https://mandaean.home.blog/2024/11/24/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%a7%d8%af%d9%8a%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8f%d9%91%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%a7/



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشف عن التشابه بين ترنيمة نجع حمادي (الرعد: العقل المثالي) ...
- اللّفظ المندائي بالعراقي والإيراني
- اللُّغة المندائيّة العربيّة القديمة
- درجات السلك الديني المندائي
- فيدراليّة هولندا المندائيّة ومَرَدَة الظلام!
- السومريون هم نفسهم الأكديون
- الأسماء المندائيّة وسلسلة الأجداد
- الفلسفة المندائيّة واحترام الطبيعة
- الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل
- سجود الملائكة والتوحيد المندائي
- اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة
- السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
- كنيانة سُماقا وأصلها إكوما
- الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
- مُعلمنا يهانا وليس يوحنا
- المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا
- الغُرباء والتلاعب بالكتب المندائيّة
- “التَّسبيحُ من السِّحرِ والشعوَذَةِ أقدَم” الكنزا ربا
- التآخي بين العشائر المندائيّة
- البخور العَطِر والطقوس الدينيّة


المزيد.....




- أرملة مالكولم جمال وارنر تعلن عن إنشاء مؤسسة لتكريم ذكراه
- في مقهى -أوكتان- الأمريكي.. روبوتات تُعد وتُقدّم لك القهوة
- مدينة غزة قبل وبعد.. صور تبين حجم الدمار الواسع
- عائلات الرهائن الإسرائيليين يقولون لنتنياهو أنت -العائق الوح ...
- فرنسا: فتح تحقيق ضد رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي ...
- الاحتلال يخطط لتوسيع مستوطنة أرئيل ويعتقل العشرات بالضفة
- تطبيق ألعاب يقود ثورة في نيبال وينتخب رئيسة للوزراء
- مزيج دوائي يحمي الفئران من الإنفلونزا بشكل كبير
- قمة الدوحة في مواجهة خطط إسرائيل للهيمنة
- مارك هاس للجزيرة نت: الدول الكُبرى تشيخ ولا تقدر على حرب طوي ...


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الديانات التبشيريّة وإلغاء القوميّة