أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - سوريا بين موسكو وأنقرة وتل أبيب: قراءة في حوار الشرع وتحولات -ردّ العدوان-














المزيد.....

سوريا بين موسكو وأنقرة وتل أبيب: قراءة في حوار الشرع وتحولات -ردّ العدوان-


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 08:05
المحور: حقوق الانسان
    


في حوار بثّته "الإخبارية السورية"، عرض الرئيس الانتقالي أحمد الشرع رؤيته للعلاقات الخارجية، في لحظة تتسم بتشابك إقليمي متزايد وتداخل مصالح القوى الكبرى. ورغم الجدل المحيط بموقعه السياسي، فإن تصريحاته الأخيرة تفتح بابًا لتحليل ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا، بما تحمله من رهانات وتحديات.

موسكو: شراكة مشروطة وانسحاب محسوب

أبرز ما جاء في حديث الشرع كان توصيفه للعلاقة مع روسيا، التي بدت أقرب إلى شراكة ظرفية منها إلى تحالف استراتيجي. فمعركة "ردّ العدوان" شكّلت نقطة تحول، حيث انسحبت موسكو عسكريًا من بعض المحاور بعد تفاهمات غير معلنة، ثم عادت لاحقًا إلى مسار سياسي أكثر انتظامًا. هذا التذبذب يعكس أن روسيا تتعامل مع الملف السوري وفق مصالحها، لا وفق التزامات ثابتة أو دائمة.

تصدعات داخلية وتسهيلات ميدانية:

تقارير ميدانية أشارت إلى أن بعض العناصر الأمنية والميليشيات المحلية قدمت تسهيلات لوجستية ومعلوماتية ساهمت في تسريع تقدم المعارضة في بعض المناطق. هذا المعطى يسلّط الضوء على هشاشة البنية الداخلية للنظام السابق، ويؤكد أن الانهيارات لم تكن نتيجة الضغط الخارجي فقط، بل نتاج خلل داخلي متراكم.

أنقرة: دور مزدوج وتحفظات متبادلة

رغم أن الشرع لم يتوسع في الحديث عن تركيا، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن دور تركي متناقض. يتمثل في دعم فصائل معارضة من جهة، وتنسيق مع موسكو من جهة أخرى. هذا التناقض جعل الموقف التركي محل شك داخل سوريا، حيث يُنظر إليه كفاعل ظرفي أكثر منه شريكًا موثوقًا.

تل أبيب: اختبار لحدود النفوذ الروسي

الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، خصوصًا تلك التي تستهدف مواقع عسكرية، تطرح تساؤلات حول مدى قدرة موسكو على ضبط إيقاع العمليات العسكرية في سوريا. الشرع لم يتطرق مباشرة لهذا الملف، لكن حديثه عن روسيا يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول أولويات الحلفاء وحدود نفوذهم.

بإنتظار محاسبة مرتكبي المجازر:

بالرغم من إشارة الشرع إلى ما وصفه بـ"خلافات محلية" بين بعض المجتمعات، فإن هذا التوصيف لا يعكس بالكامل حجم الانتهاكات التي وثقتها تقارير حقوقية وميدانية في مناطق مثل السويداء والساحل. بعض هذه التقارير تشير إلى تجاوزات ارتُكبت على يد جهات مرتبطة بالدولة أو ميليشيات محلية. الشرع اكتفى بالإشارة إلى "أخطاء"، دون تقديم آلية واضحة للمحاسبة أو جدول زمني لإنصاف الضحايا. هذا الغموض يطرح تساؤلات حول جدية المرحلة الانتقالية في التعامل مع ملف العدالة، ويضع مصداقية الخطاب الرسمي أمام اختبار حقيقي: هل ستتم مساءلة فعلية، أم أن الانتهاكات ستظل مطوية تحت عنوان "خلافات محلية"؟

الإعلام الرسمي: خلل في الوسيلة قبل الرسالة

الحوار نفسه كشف عن ضعف تقني في الأداء الإعلامي، حيث بدا صوت الشرع منخفضًا مقارنة بالمحاور، ما أثار انتقادات واسعة حول مهنية القناة. هذا النوع من الأخطاء، وإن بدا تقنيًا، يضعف من تأثير الرسالة السياسية ويعكس خللًا مؤسسيًا في أدوات الدولة الإعلامية، التي يُفترض أن تكون أكثر جاهزية في لحظات التحول.

بين الواقع والتطلعات:

من خلال حديث الشرع، يتضح أن السياسة السورية لا تملك ترف القطيعة مع موسكو، ولا تجاهل الضغوط التركية والإسرائيلية، لكنها أيضًا لم تطرح بعد رؤية انتقالية واضحة تُصارح الداخل بتعقيدات الخارج. التحدي الحقيقي يكمن في بناء سياسة أكثر شفافية وتماسكًا، تستفيد من دروس "ردّ العدوان" دون الوقوع في تكرار أخطاء الماضي.


* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإطار القانوني لاسترداد أصول شركات مخلوف في سياق العدالة ال ...
- ملف حقوقي موسّع حول بطلان عقود الاستثمار التي تبرمها ميليشيا ...
- سوريا: السُلطة في قبضة الفساد وتزييف الألقاب الأممية
- القضاء الفرنسي مدعو إلى تجاوز الإعلان نحو الملاحقة الفعلية
- تحقيق : السومرية بين مطرقة الحق التاريخي وسندان الواقع السكا ...
- العدالة العمياء: كان يجب أن يترافق تعليق قيصر مع مذكرة اعتقا ...
- اعتقال الرئيس الافتراضي لسوريا /صابر شرتح
- وصل إلى السلطة بفضل الثورة… فهل يُبرّر الإنكار؟
- بين جمهوريتين: برلمان ما بعد الحرب هل يمهّد الطريق لسوريا جد ...
- سوريا بين توازن النفوذ وتعثر السيادة: إدارة أزمة أم غياب حل؟
- بصدد تعريف اللامركزية الإدارية: مؤسسات محلية تحت إشراف الدول ...
- سوريا : ضرورة إبرام -اتفاقية أخلاقية- في فضاء النشر المفتوح ...
- الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - ...
- من يحاكم القتلة؟… خطر ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في ذاكرة ...
- الإعلان الدستوري: بين ضرورته السياسية وتهديده لمدنية الدولة
- مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية
- العدالة الثالثة ومخاطر الاحتراب في المشهد الانتقالي السوري
- أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضما ...
- سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...


المزيد.....




- شهداء الجوع في غزة.. ارتفاع عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إ ...
- الاحتلال يكثف عدوانه على غزة.. قصف 3 مدارس وتشريد مئات الناز ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غزة، واليونيسف والأنوروا تحذران + ف ...
- مجلس علماء باكستان يرحب باعتماد الأمم المتحدة إعلان نيويورك ...
- 7 وفيات بينهم طفلان نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 سا ...
- ترامب يعد بـ-تسوية الوضع- في غزة.. ويكشف عن معلومة بخصوص الأ ...
- الرئيس يتلقى اتصالا من رئيس وزراء لبنان مهنئا بنجاح التصويت ...
- لندن: مظاهرة مرتقبة لليمين المتطرف تحت شعار -حرية التعبير- و ...
- أوتشا: إسرائيل حكمت بالإعدام على مدينة غزة
- ترحيب فلسطيني بتأييد الأمم المتحدة لإعلان نيويورك حول حل الد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - سوريا بين موسكو وأنقرة وتل أبيب: قراءة في حوار الشرع وتحولات -ردّ العدوان-