أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بشار مرشد - حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع














المزيد.....

حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    


###المشهد الخيالي:
في قاعة افتراضية عائمة فوق بحر متقلب، تتذبذب المراوح بسرعة حسب درجة الحرارة، وكأنها لا تعرف الاستقرار إلا للحظة قصيرة. تظهر ألفا وهي ترتدي سترة نجاة أنيقة، بينما تحمل بيتا بيدها منظارًا، تبحث به عن "عقول سياسية" تائهة في الأفق، محاولتين التمييز بين الحقيقة والوهم في عالم افتراضي متقلب.
##بيتا:
(تضحك ساخرة) ألفا... أظنني وجدت جزيرة من الإسفنج، لكنها تعج بخطابات صارخة تقول: "نحن قيادات الأمة ونخبها المثقفة!" الغريب أن أصواتهم كلها مسجلة مسبقًا، ولا أحد منهم يعرف كيف يركب جملة من بنات أفكاره.
##ألفا:
(تبتسم ساخرة) لا تتعجبي يا بيتا، هؤلاء تعودوا أن يُلقَّنوا الكلام كما يُلقَّن الببغاء. والناس المساكين كانوا يظنون أن في الأمر حكمة، بينما هو مجرد ترديد عبارات مصقولة كطلاء رخيص على جدار متصدّع.
##بيتا:
ومتى ما أُقصوا عن المنصّات، انكشفت حقيقتهم... أول كلمة ينطقونها تكشف أنهم بلا منطق ولا واقعية. كأنكِ تطلبين من فيل أن يلقي محاضرة عن الرشاقة أو الطيران!
##ألفا:
أحسنتِ التشبيه! والغريب أن بعض العامة صدّقوا الوهم لسنوات، يصفقون بحرارة ويهتفون، ثم حين سقط القناع تبيّن أن "السياسي" لم يكن سوى طالب كسول يقرأ من ورقة امتحان منسوخة.
##بيتا:
أتعرفين ما يثير الضحك أكثر يا ألفا؟ حين يُقصَون عن الكراسي، فجأة يتحولون إلى "ثائرين". يتحدثون عن الفساد وكأنهم لم يكونوا جزءًا من المسرحية!
##ألفا:
(ساخرة) وكأن الموجة التي رمتهم خارج المركب منحتهم فجأة شهادة في النزاهة والشجاعة والفطنة. الأمس كانوا يسبحون بحمد الكرسي، واليوم يلعنونه كما لو لم يجلسوا عليه يومًا.
##بيتا:
بل الأعجب أنهم يُغيّرون أفكارهم لا بدافع المراجعة أو تصحيح المسار، بل بدافع البحث عن تسلّق جديد. كالأخطبوط، يمد ذراعه هنا وهناك، علّه يلتصق بكرسي آخر!
##ألفا:
صحيح. وهذا التلون الفجّ يجعلنا نتساءل: كيف خدعوا بعض العامة أصلًا؟ أكان الناس مخدوعين بالبدلة وربطة العنق، أم أن التصفيق كان مجرد عادة جماعية، مثل عدوى التثاؤب؟
##بيتا:
(ساخرة) أظن أن المنابر كانت المسرح، والجماهير المصدّقة كانوا الكومبارس. أما "الأبطال"؟ فلا يتعدون كونهم ممثلين بائسين في أدوار لم يفهموا نصوصها قط.
##بيتا:
لكن يا ألفا، ألا ترين أن السياسة بطبيعتها تحتاج مرونة؟ لا يمكن للسياسي أن يبقى جامدًا أمام تقلب الظروف.
##ألفا:
صدقتِ يا صديقتي... السياسة بلا مرونة كالسفينة بلا مجداف. لكن هناك فرق بين من يغيّر تكتيكه ليحمِي سفينته، ومن يغيّر اتجاهه ليملأ جيبه بالذهب.
##بيتا:
(ساخرة) وهذا هو لب المصيبة! أغلبهم لا يُبدّلون مواقفهم لصالح شعوبهم وأمتهم، بل لصالح رصيدهم البنكي. لو أنهم يُبدّلون سياساتهم لإنقاذ الناس، لصفقنا لهم عن قناعة.
##ألفا:
لكنهم بدّلوا مواقفهم وكأنها أقمصة مستعملة... اليوم مع، غدًا ضد، وبعد غدٍ مع الطرفين معًا، بشرط أن تصبّ الغنيمة في الجيب ذاته.
##بيتا:
يا ليتهم تغيّروا لمصلحة أوطانهم كما يتغيرون لأجل مصالحهم الشخصية... عندها كنا شهدنا نهضة لا مسرحية.
##ألفا:
(ساخرة) بل الأدهى من ذلك يا بيتا... أنهم لم يُبدّلوا مواقفهم لأنهم فكّروا أو راجعوا أنفسهم، بل لأن الكاتب تبدّل! والنص تغير خلف الكواليس، فغيّروا معهم أدوارهم كما تُبدّل الممثلة ملابسها بين مشهد وآخر.
##بيتا:
(تضحك ساخرة بمرارة) كأنهم دمى خشبية، يحركها من يمسك بالخيوط. لا عقل، لا منطق، ولا حتى خجل.
##ألفا:
وفي النهاية، هؤلاء الساسة لم يكونوا قادة ولا مفكرين، بل مجرد ممثلين على خشبة مسرح مهترئ، تتحرك الدمى فيه حسب نصوص يكتبها آخرون خلف الكواليس.
##بيتا:
وكل مرة يُبدّلون مواقفهم، نتذكر أن الكاتب قد تغير... أما هم، فلا يملكون من أمرهم شيئًا. مجرد وجوه على كرسي، تبتسم للكاميرا، وتهتف للجمهور، بينما الحقيقة واضحة لكل من يريد أن يرى.
##ألفا:
المرونة في السياسة شيء... لكن أن تُغيّر لمصلحة جيبك بدل شعبك؟ هذا ليس تكتيكًا، هذا مجرد تمثيل بائس لأجندات متعددة.
##بيتا:
والجمهور المسكين؟ هو الذي يصفق... بالأمس للخواء، واليوم يفيق على حقيقة أن المسرحية كانت طويلة جدًا، وأن الابطال لم يكونوا أكثر من دمى بلا روح.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار المعالجات الرقمية.... التسريب الثالث
- حوار المعاجات الرقمية... التسريب الثاني
- حوار مسرب بين معالجات ألفا وبيتا
- الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية
- ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب
- الشرق والغرب... الظل الذي تغلّب على النور
- بين الركام والأمل… غودو الفلسطيني
- الطبيعة وتصحيح اختلال القوة
- هل يتحول الطموح إلى جموح منفلت؟
- التفاوض....معركة ذكية بين طرفي العملية وأسرار النجاح
- من جعل الفكرة صنمًا، لم يختلف عمّن جعل الشخص معبودًا... الحر ...
- المصادر الإعلامية... الغموض المستحدث والإعلام الموجّه
- سفينة العودة... لن يتهاوى الحلم
- من خراف بانورج إلى دمية لابوبو... غياب الحكمة
- القطيع الهائم… من اليأس يولد الأمل
- ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين
- السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوا ...
- تجارب من التاريخ المعاصر... ثبات المبدأ وتكيف الأسلوب
- الحلم من الثريا إلى الوطن.. واحتي بين الفكر والسياسة والإنسا ...
- جائحة الفيتو... وسكسونيا النظام الدولي


المزيد.....




- وهل غيرها أنهكتْني؟
- تجسيد زنا المحارم في مسرحية -تخرشيش- يثير الجدل في المغرب
- مهرجان الفيلم العربي يعود إلى ستوكهولم بدورته السادسة
- أيادي الشباب تعيد نسج خيوط التراث المنسي في -بيت يكن- بالقاه ...
- أبرز كشف أثري في مصر: نسخة جديدة كاملة من مرسوم كانوب البطلم ...
- قطاع صناعة الأفلام.. الوجه الآخر لصراع الشرق الأوسط
- باريس-اليونسكو : ندوة للإحتفاء بمؤية الشاعر الإماراتي سلطان ...
- -بغداد أجمل حين نقرأ-.. انطلاق معرض بغداد للكتاب وقطر ضيف شر ...
- 4 عروض تفوز في ختام المهرجان العربي لمسرح الطفل بالكويت
- فيلم -كوتور-.. أنجلينا جولي تقتحم كواليس عالم الموضة من قلب ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بشار مرشد - حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع