|
الإرتقاء بالاستنارة والتقدم بالتبعية (2)
عادل صوما
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 04:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنا تتمة الجزء الأول من الدراسة التي سبق نشرها بالعنوان نفسه. الأشقاء الأعداء هزيمة ثلاث دول تتكلم العربية أمام إسرائيل سنة 1967 كان نتيجة واقعية للصدمة الحضارية الثانية التي حدثت سنة 1948، بعدما فشل المسلمون الفلسطينيون في التعامل مع عودة أشقائهم، حسب ما تقول أسطورة إبراهيم، إلى أرض فلسطين التاريخية. صدمة حضارية للمسلمين لأنهم من جهة تعودوا على الغزو لا أن يتم غزوهم، كما حدث أيام نابليون وما أطلقوا عليه الاستعمار لاحقاً، ومن جهة ثانية اعتبروا هذه الصدمة مركزية في تاريخهم، وليس مجرد هزيمة كيان هش لم يصل لمستوى دولة خلال التاريخ. عاد الإخوة غير الأشقاء المحصنين بالعلم والموارد والغطاء السياسي الدولي، علاوة على ثلاثية الإنسان والتاريخ والعقل، رغم الدافع الديني للعودة، وواجه المسلمون كافة هذه الصدمة بالحشد الديني نفسه، الذي واجهوا به مدافع بونابرت لكن بصورة مختلفة، فكلفوا مفتي القدس أمين الحسيني، لأنه يملك ناصية الكلام، بالتعامل مع الأمر، ودان بحماسته الغيبية أمراً واقعاً دولياً هو قرار الأمم المتحدة بالتقسيم، فقد اعتبر الرجل فلسطين وقفاً إسلامياً لا يجوز التفريط فيه، وقرر بثقافة الرطانة والاشتقاقات اللغوية أن معركة فلسطين الجبارة لن تكون في أروقة هذه الهيئة الدولية الغادرة، بل في جبال فلسطين، ووديانها، ومدنها، وقراها(1). ما وصفه الحسيني كان مجرد أراض فقيرة الموارد لا جيش نظامي فيها أو دولة أو حتى بلديات فاعلة، وطوال التاريخ لم تظهر هذه المنطقة على انها مستقلة أو حتى يشار إليها ككيان سياسي مثل "مصر" أو "السودان" أو "العراق" أو "الشام"، وأهم تقسيم إداري عُرف عن قسم منها هو "متصرفية القدس" أيام الخلافة/الاحتلال العثماني. لكن الحسيني واجه الأمر الواقع مستعيناً بالرطانة الغيبية الحماسية لحشد المسلمين: "إن الفضاء ليردد الآن في سماء البلاد العربية، من طوروس إلى عدن، ومن بغداد إلى مراكش، أصوات حناجر مئات الألوف من الشباب العرب صارخة: لبيك يا فلسطين، وأصوات قعقعة السلاح يقله الناطقون بالضاد وكأنها تصرخ: الويل للصهيونية ولتعش فلسطين عربية حرة". كان أمين الحسيني من كتاتيب الرطانة والاشتقاقات اللغوية، وواجه أناساً لم يأتوا كغزاة مثل نابليون أو الإستعمار، بل أجيال تنتمي إلى هذه الأرض بشكل ديني، أُجبر أسلافهم على التهجير القصري، وعادت الأجيال اللاحقة بخطة وتمويل وسلاح وسقف دولي يحميهم، لأن هذه الأرض وعدهم الله بها في التوراة وتمسك اليهود بهذا الوعد، ثم أنكر المفسرون المسلمون هذا الحق كما ورد في القرآن، في أكثر من موضع. انتهت رطانات الحسيني التي لا تعترف بالأمر الواقع، أو بتغيّر موازين القوى، برفض التقسيم الفعلي الذي أعطى للمسلمين القسم الأكبر من الأرض سنة 1948. السلفية والنهضة لم يظهر المُعَمَم أمين الحسيني من فراغ، فقد كان يسير بالتوازي مع قشرة النهضة العربية الوليدة كتابات رشيد رضا، أحد مؤسسي الفكر الإسلامي الحديث، كما يوصف. كان طموح رشيد رضا إعادة تنظيم البنية الأخلاقية الكاملة للإسلام، وهي رطانة غير موجود في تاريخ الخلافة الإسلامية كلها، والمهم في هذه الرِدة العقلية باتجاه الماضي، هو اقتباس رشيد رضا لفقره العلمي ومحدودية عقله المفردات الأوروبية النهضوية، وإعادة تحميل المصطلحات الدينية الإسلامية عليها بدلالات أوروبية حديثة، أنتجت مسخاً لا صلة له بما عناه الأوروبيون، ويستحيل أن يؤدي إلى أي خطوة للأمام. حمّل، على سبيل المثال، كلمة "أمة" على مفهوم الدولة القومية الحديثة، بينما" الأمة" تشير إلى جماعة المسلمين، ثم إن كلمة دولة لم توجد أساساً بمعناها السياسي المعروف اليوم قبل عصر النهضة، وحتى مفهوم الدولة/المدينة اليوناني لا ينطبق عليها. كما حوّل الرجوع إلى الخلافة الإسلامية التي انهارت وأدرك العثمانيون أنه لا حياة لها في العصور الحديثة، إلى ضرورة لنهضة الأمة. لا العلم أو المعرفة أو الحداثة. ومن المقالات الغريبة التي كتبها بعد صدور مبادىء ويلسون "كيف سرق الغرب الديمقراطية من العرب"، ويظهر من عنوانها عدم أمانته العلمية، فالعرب لم يذكروا كلمة الديموقراطية في كل أدبياتهم بما فيها القرآن، وأعلى سقف وصلوا إليه هو "الشورى"، وهي غير ملزمة للخليفة. واقعياً ما قاله رشيد رضا وتلميذه حسن البنا ثم سيد قطب وغيرهم، مجرد أضغاث أحلام لحشد المسلمين، ولا يجيب المهووس بهذه الأحلام على: هل يقبل الكويتي أن يحكمه ليبي؟ هل يقبل المصري بخليفة يمني؟ هل يقبل التركي أن يكون الخليفة مغربي؟ كيف سيحكم خليفة تونسي رعاياه في أفغانستان؟ وهكذا..... صحيح أن مرشد الإخوان المسلمين مهدي عاكف قال "طز في مصر وأبو مصر وإللي عايشيين في مصر. أنا ما يهمنيش يحكم مصر واحد ماليزي". لكن هذه الحماسية ستصطدم بالواقع لو تحققت، تماماً مثلما فشلت مجرد وحدة سياسية بين سورية ومصر. حمّل رضا ومريدوه وتلاميذه مفردات إيمانية شرعية طقوسية على مفاهيم حديثة، وأوجدوا مصطلحات لن تستطيع مواجهة ثلاثية الإنسان والتاريخ والعقل، أو دفع الناس نحو التقدم، والنتيجة كانت واضحة سواء في التعامل مع الحداثة، أو في استعمال الدين للوصول إلى السلطة، أو في التعامل مع الصدمة الحضارية الثانية التي تلقاها المسلمون بعودة الأشقاء ملبين نداء الله سواء في العهد القديم أو في القرآن لاحقا: "ياقوم ادخلوا إلى الأرض المقدسة التي كتب الله لكم/المائدة 21". غيبيات وواقع حسن البنا تلميذ رشيد رضا، أسّس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، وكان الإسلام بالنسبة له "دين، وحضارة، ونمط حياة، وأيديولوجيا، ودولة، ولا يتغير، وخارج عن قوانين التاريخ." مشروع حسن البنا في أساسه الأول لا علاقة له بتنظيم الإخوان الدولي اليوم، فمشروعه مواجهة ماضوية سياسية إسلامية، لما حدث بعد انهيار الخلافة العثمانية، وظهور الدول القومية، واستكمالا لمنظومة الاشتقاقات اللغوية لمواجهة واقع "الإنسان والتاريخ والعقل"، فالإسلام لم يكن حضارة بل ورث حضارات ثم قبرها، كما لم يكن دولة، وخضع لقوانين التاريخ، وكان التغيير واضحاً فيه من حيث الصعود والإنكفاء، كما لم تشبه الخلافة العباسية الخلافة الأموية سواء في الشام أو إسبانيا، ولم تشبه خلافة القاهرة خلافة الآستانة. كما لم تفكر أي خلافة منهم بالتحرك إلى مكة أو المدينة حيث الأصل. مرحلة الإسترداد جاء ضباط انقلاب 1952 وكان معظمهم من "الإخوان المسلمون" إلى حكم مصر بالمفهوم الديني نفسه لمواجهة توابع الصدمة الحضارية، وحسب تقديري الشخصي، استرد انقلاب يوليو 1952 "مصر الحداثة والتعددية" من سلالة محمد علي باشا، وأرجعوها لمرحلة الشعب الواحد بدون جاليات كما كان قبل نهضة محمد علي، لكن خطوة بخطوة لأنه يستحيل أن تتغير مصر بكل مكوناتها وجالياتها التي اكتسبت الجنسية المصرية بين ليلة وضحاها (2). كان هذا أحد المبادىء غير المعلنة لإنقلاب ضباط يوليو، ويبدو أن محمد نجيب لم يكن على علم به، وهذا يبرر الإفراط في البطش الذي عومل به محمد نجيب أول رئيس لمصر من أعضاء مجلس قيادة الإنقلاب، لأنه أصر على عودة الضباط للثكنات بعد نجاح الانقلاب وترك السياسة لأهلها. كيف يعودون للثكنات وحلمهم باسترداد مصر أصبح حقيقة؟ اعتقلوا نجيب ومات داخل معتقله الذي لم يكن يغادره حتى ليُعالج، بل وصل مجرد ذكر إسم محمد نجيب أمام عبد الناصر إلى الغضب على من ذكره، وكان منهم المطرب محمد فوزي الذي كان يلازم نجيب أحياناً في لقائاته الشعبية، ووصل الأمر إلى مطاردة أولاد محمد نجيب والتضييق عليهم لكي لا يرتزقون من أي وظيفة، حتى كسائق تاكسي كما حدث مع أحد أولاده! العلاج الديني منع عبد الناصر القمار بقرار سيادي في أول خطوة دينية له كولي أمر للمسلمين والقيّم على أخلاقهم، ثم حوّل الأزهر من مشيخة إلى جامعة، تشرف على كل بعثات مصر الدينية للخارج، وفيه كليات تُدرس العلوم والطب والهندسة بمفاهيم إسلامية، واستهدف ناصر الجاليات التي اكتسبت الجنسية المصرية وساهمت في نهضة مصر وقوتها الناعمة، بقوانين الحراسات المالية، واستعمل الرطانة الدينية نفسها لحل لقضية فلسطين، لكنه قالها بشعارات مبطنة لأنه بدون عمامة، فالقومية العربية كان يعني بها الإسلامية، والوحدة العربية هي الخلافة، وتعمّد عن سابق تصور وتصميم حذف كلمة مصر لأول مرة في التاريخ حين أطلق عليها "الجمهورية العربية المتحدة"، ما يعني أنه كان يميل إلى كلمة "أمة" وهي ما كان يفتتح بها قرارات تأميمه خصوصاً شركة قناة السويس، وتحيّن عبد الناصر فرصة سنة 1967 لنصرة المسلمين وهزيمة إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، عندما أخبره السوريون بوجود حشود إسرائيلية أمام الغولان، وأكد العسكريون المصريون له عدم وجود أي شيء مريب، ووقعت أسرع هزيمة عسكرية مُهينة في التاريخ لعبد الناصر وحلفائه، بدون خسارة جندي واحد أو طائرة في الجانب الإسرائيلي. حدث في هذه الحرب ما حدث أمام بونابرت تماماً، كانت جيوش مصر وسورية والأردن متخلفة عن أساليب المعارك الحديثة، فانتهت المعركة في ساعات، ولم يعالج عبد الناصر الصدمة والتخلف الحضاري والعسكري أمام دولة إسرائيل الصغيرة، بما فعله محمد علي حين أصبح والي مصر، بل عالج هذا التخلف برطانة رجال الدين الذين أوعزوا إلى الناس بأوامر السلطان "إننا تركنا الله فتركنا نُهزم". مشايخ السلطان الذين عبّر متولي الشعراوي علانية عن رأيهم في هزيمة 1967، فقال صليتّ (سراً) لله سجدة شكر على هذه الهزيمة. لماذا قال الشعراوي ذلك؟! لأن هذه الهزيمة أتاحت إطلالة رجل الدين مرة ثانية بعد انزوائه في الريف والقرى الصغيرة والبلدات، ليهدم قشرة نهضة الناطقين بالعربية في المدن ويحكم الشارع، وهو أخطر من الحكم السياسي، وتعمقت ارتدادات زلازل الرطانة واسترداد حداثة مصر وتعدديتها من عَلمانية أسرة محمد علي ودساتيرهم، بوضع الدين كمادة في دستور مصر العلماني في عهد أنور السادات، ومن مصر انتشر التوجه نفسه فرأينا الدين في دساتير دول أخرى، علاوة على اطلاق مشايخ ليحتلوا الفضاء التلفزيوني أيامها، ويقودوا الأمة نحو الهدف المنشود وهو "علوم الدين" في مواجهة ثلاثية الإنسان والتاريخ والعقل، وبلغ تسويق النظرية أعلى سقف بإعلان السلفي المُعَمَم متولي الشعراوي أنه لم يقرأ كتابا واحدا في حياته سوى القرآن، ومنه تعلم كل شيء، كما فعل المسلمون الأوائل، وهذا واجب كل مسلم. ما قاله الشعرواي يعكس تماماً فتوى ابن تيمية "العلم يعني الصلاة والصوم، أما العلم الآخر فحبذا ألاّ يوجد، وحبذا لو يكون المسلمون جميعاً أميين". وساعد على تفشي هذا الاتجاه تبني الغرب للإسلام كحائط أمام المد الشيوعي. دكة الحكم ثم بدأت زلازل وصول رجل الدين نفسه ليجلس على دكة الحكم في إيران، وأسس ملاليها فروعاً لهم في عدة عواصم عربية أهمها بيروت، ودفع نجاح الملالي الباهر إخوان مصر للوصول إلى الحكم بدعم أميركي واضح للغاية. وعندما دخل أصحاب العمائم مجال السياسة، أداروا القوى الناعمة للدول أيضاً، فرأينا السينما النظيفة والفنان التائب والبنوك الإسلامية وصناعة الطعام الحلال واكتشاف الطب النبوي والإعجاز العلمي في القرآن، ودخل الإخوان المسلمون إلى البرلمان المصري وكانوا حوالي ثمانية وثمانين عضوا، وتعاون معهم حسني مبارك، ومكّنهم، بغضه النظر، من رئاسة كل نقابات مصر، وهكذا تركهم يتحكمون في مفاصل الدولة، ليغضوا النظر عن نيته توريث الحكم لإبنه. ظهر بعد الإنقلاب على حكم الإخوان المسلمين رئيس جمهورية يفتتح خطاباته السياسية كأنها خُطب الجمعة "بسم الله الرحمن الرحيم"، ورغم إعلانه "الجمهورية الجديدة" و"دولة المواطنة" طالب في آخر احتفال بالمولد النبوي بإحياء الأخلاق المحمدية ودعا إلى "ثورة دينية"، ما يعني أن السيسي يتجه أكثر نحو أفكار حسن البنا وسيد قطب ما عدا المناداة بالخلافة، لأنه يعلم كرجل مارس السياسة واقعياً أنها سراب يستحيل تحقيقه، كما أنه تناسى تماماً كل الدعاة منذ خمسين سنة، لأنهم فعلوا كل ما طالب به بالرطانة الدينية نفسها! توجهات عبد الفتاح السيسي مهّدت لرجل الدين في مصر من خلال دولته العميقة الإنتشار أكثر في كل المجالات، ووصل الإنتشار أخيراً إلى وضع تعليم الدين ضمن الامتحانات والنجاح فيه إجبارياً، ومادة جديدة مستحدثة في مناهج مصر التعليمية هي "مادة القيم". ولأن الرطانة السلفية للحياة سيطرت تماماً في عهد السيسي، ظهرت الكتاتيب منذ أسابيع في مصر، بعد أكثر من قرن من اختفائها، لبناء المسلم الصالح منذ نعومة أظافره، وأخذ أصحاب العمائم يوسعون دوائر نشاطهم السياسية، فبدأ بروتوكول استقبال شيخ الأزهر لرجال البعثات الديبلوماسية قبل سفرهم للخارج، لشرح وسطية الأزهر ورسالته للدول! وأصبح هناك رجل دين يلازم كل وزير مصري ينصحه بما يفعل للسير حسب الشرع، بل أن السيسي نفسه اتخذ من المُعَمَم أسامة الأزهري مستشاراً (بتاع كله: دين..سياسة.. تعليم.. أثار.. طرق وجسور.. فن.. ثقافة.. رؤية مستقبلية لأديرة مصر التاريخية) الصدمة الحالية الصدمة الحضارية الحالية للناطقين بالعربية كانت من الإسرائييلن بعد أكتوبر 2023، وهي تحتاج لبعض الوقت لرؤية تداعياتها، خصوصاً أن هذه الصدمة حدثت بعد عقود من اعتبار إسرائيل دولة ستزول، أو انها غير قادرة على خوض معارك طويلة، ولا تستطيع الحرب خارج حدودها لأنها أوهى من بيت العنكبوت. والملاحظة الأولية هي استخدام الرطانة نفسها ولغة الإدانات وأساليب تجاهل الواقع للتعامل مع هذه الصدمة، ما يعني أن النتائج ستكون كارثية كالعادة. وختاماً للدراسة أوضح ما عنيته بمضمون عنوانها: الغرب ارتقى بالاستنارة إلى عصر النهضة وعَلمانية الدولة، والمسلمون تقدموا بالتبعية والاستفادة من انتشار التقنية، ما يعني أنهم أنابوا الغرب ليفكر ويكتشف ويخترع، بينما هم يقتبسون ويستعملون مخترعات غيرهم. وقد أقنع اصحاب العمائم المسلمين منذ بداية الصحوة الإسلامية، أن الله سخّر الغرب لهم كدليل على كونهم خير أمة، وهو تفسير ديني عنصري مُخدِّر للصدمات الحضارية والتخلف الإنساني الذي يُواجهونه. وكنتيجة لهذه الآلة الناطقة الجبارة التي تنحت المصطلحات والمشتقات ولا تنتج، نجد الأزهر يروج لفرض الفضاء الديني على كل شيء، بدءاً من سجدة الشكر عند تسجيل هدف في مباراة، مروراً بافتتاحيات وصفات الطبخ ب"اسم الله الرحمن الرحيم"، حتى تعبئة وسائل التواصل الاجتماعي بنجوم الغيبيات، ما جعل وزير الأوقاف المصري أسامة الأزهري، بناء على ما تقدم، يذهب إلى افتتاح مصنع تجميع سيارات! خرجت مصر من دورها الريادي المُلهم في المنطقة، ودخلت حلبة رقص الدراويش، وكانت احدى نتائجه صلاة الخسوف من أيام في مساجد مصر، بمناسبة خسوف القمر الكلي سنة 2025! ساعد كل الرؤساء الناطقين بالعربية مهما بلغت عَلمانيتهم الزائفة هذا التيار، فكل رئيس يعتبر نفسه ولي أمر المسلمين، وأصحاب العمائم بطانته الذين يعينوه على الحكم، ويدعون له على المنابر، ولا يُستثنى منهم سوى الحبيب بورقيبة وإلى حد ما قيس بن سعيد. هكذا استعاد اصحاب العمائم حقهم الإلهي في الحكم، وسيطروا ليس فقط على الريف بل المدن والفضاء السيبراني، واستردوا الناطقين بالعربية إلا قليلا منهم من العَلمانية ورجس الحداثة وشرور الدول المدنية وقواها الناعمة.
(1)رسالة الحسيني إلى المسلمين " معركة فلسطين وأهدافها". (2) من المثير للإهتمام أن ينظر ضباط الإنقلاب إلى محمد علي وسلالته بهذه الطريقة العدائية، التي لم ينظروا بها إلى الاحتلال العثماني، رغم أن سلالة محمد علي استقلوا بمصر تقريباً عن الخلافة/الإحتلال ومنعوا استغلال موارد مصر لصالح الباب العالي، وأسسوا جيش مصر. واضح أن تعددية مصر أيام سلالة محمد علي كانت أهم أسباب هذه العدائية.
#عادل_صوما (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرتقاء بالاستنارة والتقدم بالتبعية (1)
-
حرام لراغب وحلال للداعية
-
الضمير الإنساني والضمير الديني (2)
-
الضمير الديني والضمير الإنساني
-
إذا كان الله معهم فمن هزمهم؟
-
الله وكارداشيان وخالة الحاكم
-
الملكية الإنسانية لا تخضع للسيادة
-
وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة
-
اعتقلوهن بجرم الغناء (2)
-
اعتقلوهن بجرم الغناء
-
تقنيات تحارب غيبيات (2)
-
تقنيات تحارب غيبيات
-
مقاولو هدم الحضارات
-
انتهازية الدين السياسي
-
تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
-
التخدير الديني سلاح النظم القمعية
-
رسائل تنتظر قرارات سياسية
-
شجرة زيتون غنّت للمتوسط
-
الردع دواء التنمّر والمزايدات
-
معايدة المسيحيين في أعيادهم
المزيد.....
-
في هذا الموعد.. سلوم حداد يقدم -الزير سالم- على مسرح أبوظبي
...
-
أجواء تشاؤم تسود في إسرائيل إزاء نتيجة غارتها في قطر.. إليكم
...
-
ولي العهد السعودي يوجه رسائل شديدة اللهجة بشأن هجمات إسرائيل
...
-
ضربات إسرائيلية في اليمن.. والحوثيون يتوعدون بـ-رد قوي-
-
رافضة -فرض الأمر الواقع-.. مصر تشكو إثيوبيا في مجلس الأمن بع
...
-
ماذا نعرف عن خليل الحية الذي حاولت إسرائيل اغتياله في قطر؟
-
صراعات وتضامن وآلاف الضحايا - كواليس بناء سد النهضة الإثيوبي
...
-
إدانات دولية متواصلة ضد الضربات الإسرائيلية على العاصمة القط
...
-
غموض يلف مصير قادة حماس في الدوحة بعد الضربات الإسرائيلية وم
...
-
أعضاء من البرلمان الأوروبي يتضامنون مع غزة وتدابير أوروبية ج
...
المزيد.....
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|