أبية الريح
كاتبة ، صحفية ،قاصة ، ناشطة حقوقية
(Abeia Elrayah)
الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 10:28
المحور:
الادب والفن
كيف تحتضنك جنة الخلد بالبشر،
منتقاة من أفق
يساق فيه النفاذ وشوشة سرمدية،
تفرغ توق الخلود
في إناء وجودك الملتبس بالرؤى.
التجلي نفسك
والماهية ظل يذوب في امتداد لا يزول،
تراوغه التساميات
كاستبطان يقيم في الرهف المضمر،
ويترسخ في الموازنة بين غياب وأثير.
العمران والحضر والبادية
تتآخى في طاعة سراب،
والزوال يضحك من سلف وخلف
تاهوا بين الملك والدولة والسلطان،
في خطاطة العدل السياسي،
حيث تقايض الفضيلة بالترف،
والتقوى بالفساد المعاش.
الموج يتهكم على الصناعة،
والنسيم يسخر من التجارة،
والزكاة تغني بصوت الشفق:
أيها الخلف، أيها الملك، أيها العز،
ما البأس إن صار النسب حمية،
والفتوة عزفا على وتر من رماد؟
الأفق يفيض وهجا،
ولكن ...! الوشوشة تخفي العدل في مرآة مكسورة
والرهف يصير عصبية
تغتال الاعتدال بارتعاش الغياب.
أترى؟
الجيرة ندى،
الجيران رغبة تتنقل بين لهو ولهيب،
بين لذة تتخفى في هدير،
ونشوة تنقذها غفوة حلم،
كي تظل الوشوشة لحنا أثيريا
يعلو فوق العطر والرماد.
أيها الطيف الطائع،
لقد أفصحت عن ملكية لا ترى،
وظفر يضحك من البأس والكرامة،
مثل أن الزوال ملك،
والملك محض سراب في لهفة باطنية.
الفضيلة سكون،
والتقوى انفلات،
والتسامح نشوة غرام متوحش،
والاعتدال انفجار روحي
يطل من خيال هدير،
ثم يرتوي من صرخة روحية.
في كل هذا ...
لمحة تشبه الوهلة،
ورداء يشبه الغياب،
وطاعة تشبه الحنين.
أليس هذا الأفق مطاردتك؟
أليس هذا الامتداد وهما لامعا؟
أليس هذا "الروح" غيمة تهدهد وهجك الخيالي؟
الجنة، يا أيها الملتبس بالكيان،
تفرغ شهوتها فيك،
فتصبح كلها موجا مرتعشا،
كلها تدفقا وارتواء،
كلها انفجار لهفة في مطلق أبدي،
خفقة في نفحة لامعة،
أو ارتعاشة غيب
تضحك
ترى صدى روحك،
صدى كرامتك،
صدى لهفتك التي لم تطفئها نشوة الأثير،
ولا لذة الوهم،
ولا انفلات الزمان من مطاردة المعنى.
#أبية_الريح (هاشتاغ)
Abeia_Elrayah#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟