أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أبية الريح - السودان والمشروع المعاكس














المزيد.....

السودان والمشروع المعاكس


أبية الريح

الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 16:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في لحظة عالمية تتشكل فيها موازين القوى من خلال الذكاء الاصطناعي، والاستثمار السيادي، والبنى التحتية الذكية، يقف السودان ينظر إلى العالم من فتحة ضيقة يشاهد الأمم تبني وتتحرك وتخترع، بينما يحاصر هو في مشروع انتحاري ممعن في التآكل.

في الرياض اتفاقيات بـ400 مليار دولار تُوقع في ساعات تضع المملكة على سكة المستقبل الرقمي والتقني.
في الدوحة المليارات تُضخ في رفاهية الإنسان والتعليم والطاقة النظيفة في بنية تحتية صلبة.
في سوريا التي خرجت للتو من قائمة العزلة بدأ رأس المال الدولي يعود من بوابة الطيران والإعمار.
أما الخرطوم؟!!!
فغارقة في الدخان في قنابل الهاون في نزاعات (منو حرر شنو؟)
فخورة بانتصارات مؤقتة على خرائب تتراقص على وقع طائرات انتحارية وتنتشي بعودة الكهرباء لعشر دقائق!

السودان يعيش داخل مشروع مضاد لفكرة الدولة نفسها. مشروع صنعته نخبة تآمرت على الوعي واستباحت الوطن باسم الدين ونصّبت نفسها وصيةً على المستقبل.

الحركة الإسلامية لم تحكم السودان إلا لكسره وإعادة بناء إقطاعية لعصبتها.

التمكين كان آلية تدمير ممنهجة..
تفكيك الخدمة المدنية .. عسكرة الدولة .. تسليح المجتمع .. تحويل الإعلام إلى ماكينة تضليل.

ثلاثة عقود من هذا المشروع خلّفت شعب محطّم وبنية منهارة ومؤسسات خاوية ونظام سياسي يتكرر عبر الحروب.

ثم جاءت الحرب الأخيرة فبدأ الجزء الثاني من المشروع المعاكس،
لا إعمار لا إصلاح لا مصالحات .. فقط إدمان على الهدم وترويج دعائي بأن الخراب… قدر.
وهكذا أصبحت المقارنات موجعة:

دول تصنع القيمة ونحن نحسب النصر بعدد الجثث.
دول تتجهز لثورة الذكاء الاصطناعي ..حن نبحث عن "مكان لشحن الهاتف
دول تسابق الزمن ونحن نُدار بعقلية الثأر والتكفير والتكذيب.

المشكلة لا تقتصر على الحرب في حد ذاتها ولكن في من يديرها ومن يبررها ومن يرى في الموت مشروع للخلاص.
ما يحدث في السودان نتاج طبيعي لمنظومة اعتقدت أن تدمير الدولة هو الطريق الوحيد لدوام سلطتها.
السودان يحتاج إلى اجتثاث كامل لهذا المشروع وليس إصلاحه.
فلا يرمم الخراب بمن تسبب فيه .. ولا تُبنى الأوطان بمن يرى في المواطن "تابعا" وفي الوطن "غنيمة".
إن لم نقلها الآن بوضوح وصرامة،
هذه هي النهاية الحتمية لأي بلد تحكمه الحركة الإسلامية أو من على شاكلتها.

ختاما":

أختتم بسطر من قصيدة أبو القاسم الشابي إلى طغاة العالم حين قال :

وروّيت بالدم قلب الارض واشربته الدمع حتى ثمل

سيجرفك السيل سيل الدماء وياكلك العاصف المشتعل.



#أبية_الريح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محاولة اغتيال ترامب بالذكرى الأولى.. أسئلة بلا إجابات للآن
- تركيا.. فيديو تأثر زوجة أردوغان بخطابه ورد فعل الأخير يثير ت ...
- دراسة: لقاحات الطوارئ خفّضت الوفيات بنسبة 60% خلال الـ23 عام ...
- غارة إسرائيلية تخلّف سحابة غامضة تثير الذعر في غزة
- بين تفاؤل كبير وتشاؤم مفرط.. انقسام في أوكرانيا إزاء -تحولات ...
- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أبية الريح - السودان والمشروع المعاكس