أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - باريس تكرّم البيشمركة: تكريم رمزي أم بداية لتحوّل سياسي في القضية الكردية؟














المزيد.....

باريس تكرّم البيشمركة: تكريم رمزي أم بداية لتحوّل سياسي في القضية الكردية؟


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد استثنائي جسّد عمق العلاقات الكردية–الفرنسية، أطلقت بلدية باريس، برئاسة آن هيدالغو، اسم "البيشمركة" على شارع وحديقة داخل حديقة أندريه سيتروان (١). هذه الخطوة التي قد تبدو في ظاهرها رمزية، تحمل في طياتها دلالات سياسية أوسع، خصوصًا في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة في الشرق الأوسط.
البعد الرمزي: تخليد نضال الشعوب من أجل الحرية
تكريم البيشمركة في قلب العاصمة الفرنسية ليس مجرد احتفاء بقوة عسكرية قاتلت الإرهاب، بل هو تخليد لتجربة إنسانية لشعب دفع آلاف الشهداء دفاعًا عن هويته وحقه في العيش بحرية (٢). فمنذ معاركهم ضد تنظيم داعش، حيث قدّموا نحو 12 ألف شهيد وجريح (٣). برز البيشمركة كقوة دفاعية أساسية في حماية الاستقرار الإقليمي. ومن هنا، يأتي تكريمهم كرسالة سياسية بأن التضحيات الكردية أصبحت جزءًا من ذاكرة الحرية العالمية.
فرنسا والقضية الكردية: ثبات الموقف رغم تبدّل الحكومات
خطاب الرئيس مسعود بارزاني في باريس لم يكن مجرد شكر، بل كان بمثابة توثيق لمسار طويل من الصداقة. فمن عهد الجنرال ديغول، مرورًا بالرئيس فرانسوا ميتران، وحتى اليوم، ظل الموقف الفرنسي ثابتًا تجاه الكُرد (٤). ولعل استذكار بارزاني للقاءه مع ميتران عام 1992، ودموع دانييل ميتران عام 1989 على ضحايا الكرد (٥)، يعكس أن فرنسا كانت دائمًا على الجانب الإنساني من التاريخ.
هنا، لا بد من الإشارة إلى أن السياسة الفرنسية، على خلاف قوى دولية أخرى، لم تُظهر تردّدًا جوهريًا في التعامل مع القضية الكُردية. هذا الثبات يطرح تساؤلًا جديًا: هل تحاول باريس أن ترسّخ دورها كراعٍ سياسي للقضية الكُردية في المحافل الدولية، تمامًا كما فعلت تاريخيًا مع قضايا التحرر الوطني الأخرى؟
آن هيدالغو: صوت باريس من أجل الحرية
عمدة باريس آن هيدالغو أكدت في كلمتها أن تسمية شارع وحديقة باسم "البيشمركة" هو بمثابة وفاء لتضحيات الكُرد ورسالة إنسانية للعالم (٦). هذا الموقف، وإن جاء ضمن صلاحيات بلدية، يحمل في سياقه السياسي إشارات إلى استعداد فرنسا لمواصلة لعب دور محوري في دعم الكُرد، خصوصًا في ملفات الديمقراطية والتعايش.
ما وراء التكريم: هل يقترب حلم الدولة الكردية؟
التكريم الفرنسي يفتح الباب أمام تساؤلات تتجاوز البعد الرمزي:
هل تمهّد باريس لطرح مشروع الاعتراف الدولي بدولة كردستان على جدول النقاش الأوروبي؟
وهل يمكن أن يكون هذا التكريم بمثابة جس نبض للرأي العام الغربي حول مدى تقبّل ولادة دولة كُردية جديدة في الشرق الأوسط؟
وهل يشكّل ذلك مقدمة لبلورة "مشروع كُردستان الكبرى" الذي طالما كان حلمًا قوميًّا مؤجّلًا؟
الإجابة المباشرة على هذه الأسئلة قد تكون معقّدة، لكن من المؤكد أن فرنسا بإقدامها على هذه الخطوة أعادت تسليط الضوء على القضية الكُردية في وقت يعاد فيه رسم خرائط النفوذ الإقليمي والدولي. وإذا كان التاريخ علّمنا شيئًا عن علاقة باريس بالكُرد، فهو أن فرنسا غالبًا ما تكون صوتًا مسموعًا عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعوب.
خلاصة تحليلية
تكريم البيشمركة في باريس لم يكن حدثًا محليًا عابرًا، بل إشارة سياسية إلى أن فرنسا ما زالت لاعبًا رئيسيًا في ملفات الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية الكُردية. وفي حين يراها البعض مجرد خطوة رمزية، يقرأها آخرون كجزء من سياسة طويلة المدى تهدف إلى تمهيد الطريق أمام اعتراف دولي تدريجي بحقوق الكُرد السياسية.
وعليه، فإن ما جرى في باريس يمكن اعتباره أكثر من مجرد تسمية شارع وحديقة. إنه إعلان بأن الكرد لم يعودوا مهمّشين في الذاكرة العالمية، وأن تضحياتهم باتت تحظى باعتراف رسمي في عاصمة القرار الأوروبي.

مروان فلو
٦/٩/٢٠٢٥

المراجع
مراسم بلدية باريس – تدشين شارع وحديقة باسم "البيشمركة" في حديقة أندريه سيتروان، 5 سبتمبر 2025.
العلاقات الكردية–الفرنسية منذ عهد الجنرال ديغول وحتى اليوم.
خطاب الرئيس مسعود بارزاني – باريس، 5 سبتمبر 2025 (إحصائيات الشهداء والجرحى في حرب داعش).
موقف فرنسا الثابت من القضية الكردية عبر العقود.
لقاءات بارزاني مع الرئيس فرانسوا ميتران (1992) وزوجته دانييل ميتران (1989).
كلمة آن هيدالغو، عمدة باريس، خلال حفل التدشين – 5 سبتمبر 2025.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وسوريا بين أوجلان و-التسوية المؤجلة-: هل يقترب زمن الح ...
- محاولات طمس الهوية الكُردية في إيران:
- تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل ...
- طمسُ الآثار والذاكرة الكُردية
- الحوار السوري-السوري: جسور من الثقة فوق بحر من التعقيدات
- التحول التركي في سوريا: من الوحدة إلى الفيدرالية
- تفكك يوغوسلافيا وملامح سوريا: الهويات حين تُكتب بالدم
- سوريا بين تفكك السلطة المركزية وصعود الأقليات: مفترق طرق إقل ...
- هل اقتربت ساعة الصفر للتصادم التركي–الإسرائيلي؟
- أوجلان ومسلم: بين خطاب الاندماج ومأزق الشعارات
- الصراع على سوريا إلى أين؟.. ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإق ...
- نحو اتحاد ديمقراطي يعيد صياغة مستقبل سوريا
- الانتخابات السورية على محك الشرعية: قراءة في الثغرات القانون ...
- تركيا.. العقدة الأكبر أمام الحل السوري
- بعد قرن من الخيانة.. هل حان الوقت لاعتراف أمريكا بكوردستان ا ...
- إسرائيل وتركيا والجيش السوري: صراع النفوذ وإعادة تشكيل المنط ...


المزيد.....




- غموض يحيط بقمة ترامب وبوتين بعد إصرار موسكو على شروط وقف إطل ...
- حميدتي يهدد والدعم السريع يهاجم سنار ومطار الخرطوم
- إسرائيل تكشف هوية رهينتين تسلمت جثمانيهما من غزة
- ترامب يقول إنه لا يريد -تضييع الوقت في اجتماع- مع بوتين
- سرقة اللوفر: هل لجأت باريس لشركة إسرائيلية للمساعدة في التحق ...
- السودان: هجمات بطائرات مسيرة على محيط مطار الخرطوم قبيل إعاد ...
- الجيش الكوري الجنوبي يرصد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستي ...
- نائب الرئيس الأمريكي يعلن تفاؤله بمستقبل وقف إطلاق النار في ...
- 70 قتيلا وجريحا بانفجار شاحنة وقود في نيجيريا
- البرلمان التركي يقرّ تمديد مهمة الجيش في العراق وسوريا


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - باريس تكرّم البيشمركة: تكريم رمزي أم بداية لتحوّل سياسي في القضية الكردية؟