أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تركيا وسوريا بين أوجلان و-التسوية المؤجلة-: هل يقترب زمن الحل الكُردي؟














المزيد.....

تركيا وسوريا بين أوجلان و-التسوية المؤجلة-: هل يقترب زمن الحل الكُردي؟


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة

تُعدّ القضية الكُردية من أعقد الملفات الإقليمية في الشرق الأوسط، إذ ارتبطت منذ قرن تقريبًا بتوازنات دولية وإقليمية متشابكة. اليوم، ومع تحولات المشهدين التركي والسوري، تعود القضية الكُردية إلى الواجهة بقوة، في ظل احتمالات جديدة للتسوية، لكن أيضًا مع تعقيدات لا تقل عن السابق.

الجذور التاريخية للصراع الكُردي

بدأ تهميش الكُرد مع تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، حيث اعتُبرت المسألة الكُردية شأنًا داخليًا أمنيًا، وتم حرمان الكُرد من أي اعتراف دستوري أو ثقافي رسمي (1).
أما في سوريا، فلم تبرز القضية الكُردية إلا في النصف الثاني من القرن العشرين مع ظهور حركات مثل "خويبون" (1929) والحزب الديمقراطي الكردستاني (1957). ومع اندلاع الحرب السورية عام 2011، تحولت القضية إلى ملف إقليمي بعد إعلان الكُرد "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا (روجافا)، وهو ما اعتبرته أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (2).

عبد الله أوجلان: "ورقة الحل المؤجلة"

منذ اعتقاله عام 1999، ظل عبد الله أوجلان رمزًا محوريًا للقضية الكُردية. وعلى الرغم من عزله في سجن إيمرالي، فإن مواقفه و نداءاته لا تزال مؤثرة في الداخل التركي وخارجه.
في أكتوبر 2024، دعا دولت باهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP)، أوجلان إلى إصدار نداء يدعو حزبه للتخلي عن السلاح [1]. لكن، وفق تسريبات مقربين منه، يرفض أوجلان تقديم أي تنازل مجاني ما لم تُقر تركيا بضمانات دستورية تعترف بالهوية واللغة الكُرديتين ( 3).

سوريا بعد الأسد: نفوذ تركي ومعادلات جديدة

سقوط نظام بشار الأسد بيد "هيئة تحرير الشام" المدعومة تركيًا مثّل نقطة تحول استراتيجية. فقد عززت أنقرة سيطرتها على الشمال السوري، وضغطت على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) للاندماج في "الجيش السوري الجديد".
إلا أن قائد "قسد" مظلوم عبدي رفض الانخراط في مشروع ذوبان سياسي أو عسكري، وأصر على إطار اتحادي يعترف بخصوصية الكُرد ( 2). وهنا برز دور مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، كوسيط محتمل بين أنقرة وقسد.

واشنطن وعودة ترامب: تفويض لأنقرة أم انسحاب تدريجي؟

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2025، حصلت أنقرة على ضوء أخضر غير معلن لإدارة الملف السوري. وبالتوازي، تتزايد المؤشرات على انسحاب أميركي تدريجي من شرق الفرات (5).
وبذلك يجد الكُرد أنفسهم محاصرين بين:

دمشق الرافضة للاعتراف بالإدارة الذاتية،

أنقرة التي تعتبر قسد تهديدًا وجوديًا،

وواشنطن المترددة بين الانسحاب الكامل أو الاكتفاء بالدعم السياسي.
مع إيماني أن أمريكا لن تنسحب في المدى المنظور من أجل مصالحها بالمنطقة،

النداء المنتظر: هل يتخلى الكُرد عن السلاح؟

كانت هناك تسريبات عدة تشير إلى احتمال أن يوجّه أوجلان، في 15 شباط/فبراير 2025، "نداء تاريخيًا" يدعو فيه حزبه للتخلي عن السلاح (1 , 3).

إلا أن الموقف الكُردي منقسم:

فريق يرى أنها خطوة ضرورية نحو الحل السياسي،

بينما يحذر فريق آخر من "فخ تركي" يهدف إلى نزع أوراق القوة دون تقديم ضمانات حقيقية.
وكان أوجلان قد حذّر سابقًا: "الفشل في الحل الدستوري سيحوّل المنطقة إلى خمسين غزة جديدة"، في إشارة إلى خطر الحروب طويلة الأمد (3).


الجولاني بين النفوذ والرفض الدولي

إلى جانب الملف الكُردي، يبرز أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقًا)، زعيم "هيئة تحرير الشام"، كقوة أمر واقع. ورغم الدعم التركي له، ترفض واشنطن التعامل معه كطرف شرعي، محذرة من عودة "الجهادية" في ثوب سياسي (4) (5).
هذا التناقض يضع أنقرة والغرب أمام مأزق جديد: هل يُستخدم الشرع كأداة نفوذ، أم يُعدّ عبئًا على أي مشروع ديمقراطي في سوريا المستقبل؟

مؤتمر الحوار الوطني: خطوة ناقصة

أُطلق "مؤتمر الحوار الوطني" باعتباره محاولة لترتيب البيت السوري، لكنه سرعان ما تحول إلى خيبة أمل. فقد اختار الشرع المشاركين على أسس ضيقة، مستبعدًا قوى كبرى كالكُرد والعلويين والدروز والمسيحيين (4).
أما البيان الدستوري الصادر عنه، فقد تجاهل التعدد القومي، وأصرّ على تسمية "الجمهورية العربية السورية"، مع استبعاد حقوق الأقليات.
في المقابل، عقدت الإدارة الذاتية "كونفرانس الحسكة"، الذي شاركت فيه مختلف المكونات السورية، وطرح تصورًا لعقد اجتماعي يقوم على الديمقراطية والمساواة، كان من الممكن أن يشكّل أرضية لدستور توافقي جامع.

خاتمة: لحظة الحقيقة المؤجلة

اليوم تقف سوريا أمام مفترق طرق:

أنقرة تضغط على أوجلان لنزع سلاح حزبه (1)،

دمشق ترفض الاعتراف بالإدارة الذاتية (2)،

واشنطن تميل إلى الانسحاب (5)،

القوى الإسلامية بقيادة الشرع تحاول فرض مشروع أحادي (4).


يبقى السؤال المركزي: هل يشكل نداء أوجلان المحتمل نقطة تحول تاريخية، أم أنه حلقة جديدة في مسلسل "التسوية المؤجلة"؟
المستقبل وحده سيكشف، لكن المؤكد أن أي حل لا يضمن حقوق الكُرد وسائر المكونات السورية سياسيًا ودستوريًا، سيُبقي سوريا رهينة الفوضى لعقود قادمة.


—-------------

المراجع

1. محمد نور الدين، «تركيا تضاعف ضغوطها على الأكراد: أوجلان نحو توجيه نداء تاريخي؟»، صحيفة الأخبار اللبنانية، 8 شباط/فبراير 2025.


2. تصريحات مظلوم عبدي لصحيفة La Repubblica الإيطالية، كانون الثاني/يناير 2025.


3. وكالة "روداو"، مقابلة مع النائب عمر أوجلان، كانون الأول/ديسمبر 2024.


4. وكالة "سانا"، تصريحات حسن الدغيم، شباط/فبراير 2025.


5. تصريحات نائبة المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، وكالة "الحرة"، شباط/فبراير 2025.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات طمس الهوية الكُردية في إيران:
- تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل ...
- طمسُ الآثار والذاكرة الكُردية
- الحوار السوري-السوري: جسور من الثقة فوق بحر من التعقيدات
- التحول التركي في سوريا: من الوحدة إلى الفيدرالية
- تفكك يوغوسلافيا وملامح سوريا: الهويات حين تُكتب بالدم
- سوريا بين تفكك السلطة المركزية وصعود الأقليات: مفترق طرق إقل ...
- هل اقتربت ساعة الصفر للتصادم التركي–الإسرائيلي؟
- أوجلان ومسلم: بين خطاب الاندماج ومأزق الشعارات
- الصراع على سوريا إلى أين؟.. ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإق ...
- نحو اتحاد ديمقراطي يعيد صياغة مستقبل سوريا
- الانتخابات السورية على محك الشرعية: قراءة في الثغرات القانون ...
- تركيا.. العقدة الأكبر أمام الحل السوري
- بعد قرن من الخيانة.. هل حان الوقت لاعتراف أمريكا بكوردستان ا ...
- إسرائيل وتركيا والجيش السوري: صراع النفوذ وإعادة تشكيل المنط ...


المزيد.....




- الشرطة البرازيلية تحرر رهينتين وتقتل ثمانية مشتبه بهم خلال م ...
- مخاوف من أزمة جديدة بين موريتانيا ومالي بسبب التجار والرعاة ...
- لن يسلم حزب الله سلاحه.. لأن المطلوب رأسه
- أصوات من غزة.. شهادات فلسطينيين بعد 700 يوم من الحرب
- ترامب يوقع أمرا بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
- ترامب يكشف عن آخر تطورات مفاوضات إدارته مع -حماس-: -تطلب بعض ...
- خوذة الأشعة فوق الصوتية.. أمل جديد لعلاج الباركنسون دون جراح ...
- أثناء -ملاحقة متشددين-.. قتلى وجرحى عسكريين في جنوب اليمن
- أي تداعيات للمواجهات الأخيرة بين مهاجرين أفارقة في عدة أحياء ...
- في أوج أزمة حول الميزانية، ستارمر يُظطر إلى تعديل حكومته


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تركيا وسوريا بين أوجلان و-التسوية المؤجلة-: هل يقترب زمن الحل الكُردي؟