أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل الشمال-














المزيد.....

تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل الشمال-


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل الشمال"


أثار البيان الأخير الذي أصدره رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الإقليمية والدولية، خاصة بعدما أكد أنّ اتفاق 10 آذار 2025 بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد/YPG) والنظام السوري ملزم، وأنّ أي إخلال به سيجعل التدخل العسكري المشترك بين أنقرة ودمشق أمرًا حتميًا. هذا التصريح يعكس تحوّلًا لافتًا في خطاب الحزب الحليف للرئيس رجب طيب أردوغان، ويضع تركيا في قلب معادلة حساسة تتقاطع فيها ملفات الأمن القومي مع التوازنات الدولية في سوريا.

بهتشلي و"تركيا بلا إرهاب"

في إطار مبادرة "تركيا بلا إرهاب"، شدد بهتشلي على أنّ قسد/YPG جزء لا يتجزأ من التنظيم الانفصالي الإرهابي، مطالبًا إياها بالالتزام التام بمذكرة التفاهم الموقعة مع دمشق. وأكد أنّ أي مماطلة أو التفاف على الاتفاق ستعني التدخل العسكري المباشر، بدعم مشترك من أنقرة ودمشق.

هذا الموقف لا ينفصل عن استراتيجية الحزب القومي، الذي يرى أنّ وحدة الدولة التركية والشعب، بما فيهم الكُرد، خط أحمر لا يقبل المساومة. كما حذر بهتشلي من "مخططات إسرائيلية وصهيونية تستهدف الكُرد وتركيا معًا"، في محاولة لإظهار أنّ مشروع تقسيم المنطقة لا يقتصر على سوريا بل يهدد الأمن القومي التركي ذاته.

التناقض الأميركي – التركي

تتمثل المعضلة الأساسية في الموقف الأميركي تجاه قسد/YPG. فبينما تعتبرها أنقرة امتدادًا مباشرًا لحزب العمال الكردستاني (PKK)، تتعامل واشنطن معها باعتبارها حليفًا أساسيًا في محاربة تنظيم داعش. هذا التباين ظهر جليًا في تصريحات مسؤولين أميركيين متعاقبين:

وزارة الخارجية الأميركية (مارك تونر، 2017) أكدت أن YPG ليست مرتبطة بـ PKK، رغم اعتبار الأخيرة تنظيمًا إرهابيًا.

وزارة الدفاع الأميركية (مارك إسبير، 2019) أوضحت أن الناتو والولايات المتحدة لا يصنفان YPG كمنظمة إرهابية.

البيت الأبيض (جون كيريبي، 2024) شدد على استمرار دعم قسد ضد داعش، مع الاعتراف بحق تركيا في مواجهة PKK.

الخارجية الأميركية (ماثيو ميلر، 2024) أعادت التأكيد على الدور المحوري لقسد في محاربة داعش، دون وصفها بالإرهابية.


هذا التناقض الأميركي يعكس ازدواجية السياسة الغربية: من جهة التزامها بتحالفها مع أنقرة داخل الناتو، ومن جهة أخرى استمرارها في الاعتماد على قسد كأداة ميدانية لمواجهة داعش وضبط التوازنات في شمال شرق سوريا.

البعد الإسرائيلي في الصراع

لم يخفِ بهتشلي انتقاداته لإسرائيل، معتبرًا أنها تنفذ عمليات تهدف إلى "تفتيت وحدة سوريا السياسية والجغرافية"، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لتركيا. هذا الاتهام يعكس رؤية أنقرة التقليدية بأن تل أبيب لاعب مركزي في مشروع "الفوضى الخلاقة" بالمنطقة. لكن السؤال المطروح: هل تسمح إسرائيل لتركيا بفرض إرادتها منفردة في سوريا؟

في ظل احتدام التناقضات، قد تسعى إسرائيل إلى "تأديب" تركيا – وفق توصيف بعض المحللين – عبر الضغط الأميركي أو عبر تنشيط ملفات أخرى مثل شرق المتوسط أو الملف الكُردي، لمنع أنقرة من الانفراد برسم المشهد السوري.

دمشق بين العجز والارتهان

على الجانب الآخر، يظهر ضعف دمشق واضحًا. فالنظام السوري، الذي اضطر لتوقيع مذكرة تفاهم مع قسد، يجد نفسه محاصرًا بين مطرقة تركيا وسندان التحالف الأميركي – الكُردي. السؤال هنا: هل تمتلك دمشق القدرة على فرض سياسات سيادية مستقلة، أم أنّها ستبقى ورقة تفاوض بيد القوى الإقليمية والدولية؟

المثل الشعبي الذي يقول: "يا فرعون من فرعنك؟ قال ما لقيت حد يردني" ينطبق إلى حد بعيد على المشهد السوري. إذ غياب الدور العربي الموحد، وتشتت القوى الإقليمية، سمح لتركيا وغيرها بفرض أجنداتها على الملف السوري.

نحو مواجهة مفتوحة؟

يبقى التحدي الأساسي اليوم هو ما إذا كانت تركيا ستُقدِم فعلًا على تدخل عسكري مشترك مع دمشق ضد قسد/YPG، أم أنّ هذا التصعيد الخطابي يهدف إلى الضغط السياسي فقط.
في حال مضت أنقرة في هذا الخيار، فإن ذلك سيعني:

1. صدامًا غير مباشر مع الولايات المتحدة.


2. تعقيدًا إضافيًا في علاقاتها مع إسرائيل.


3. إعادة رسم التوازنات داخل سوريا بما يتجاوز حدود الشمال الشرقي.


المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كان خطاب بهتشلي مقدمة لمشروع تركي أكثر جرأة، أم مجرد ورقة ضغط جديدة في لعبة الشد والجذب بين أنقرة وواشنطن ودمشق.


—------------------

المراجع

1. وزارة الخارجية الأميركية – مارك تونر (2017)، تصريحات صحفية حول YPG وPKK.


2. وزارة الدفاع الأميركية – مارك إسبير (2019)، مؤتمر صحفي حول الموقف من YPG.


3. البيت الأبيض – جون كيريبي (2024)، بيان رسمي حول دعم SDF.


4. وزارة الخارجية الأميركية – ماثيو ميلر (ديسمبر 2024)، إحاطة صحفية حول موقف واشنطن من قسد.


5. صحيفة دنيا التركية (2025): Bahçeli: SDG/YPG muamma olarak önümüzde-dir-، الرابط.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طمسُ الآثار والذاكرة الكُردية
- الحوار السوري-السوري: جسور من الثقة فوق بحر من التعقيدات
- التحول التركي في سوريا: من الوحدة إلى الفيدرالية
- تفكك يوغوسلافيا وملامح سوريا: الهويات حين تُكتب بالدم
- سوريا بين تفكك السلطة المركزية وصعود الأقليات: مفترق طرق إقل ...
- هل اقتربت ساعة الصفر للتصادم التركي–الإسرائيلي؟
- أوجلان ومسلم: بين خطاب الاندماج ومأزق الشعارات
- الصراع على سوريا إلى أين؟.. ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإق ...
- نحو اتحاد ديمقراطي يعيد صياغة مستقبل سوريا
- الانتخابات السورية على محك الشرعية: قراءة في الثغرات القانون ...
- تركيا.. العقدة الأكبر أمام الحل السوري
- بعد قرن من الخيانة.. هل حان الوقت لاعتراف أمريكا بكوردستان ا ...
- إسرائيل وتركيا والجيش السوري: صراع النفوذ وإعادة تشكيل المنط ...


المزيد.....




- ابنة كيم تشعل تكهنات بأول رحلة علنية لها خارج كوريا الشمالية ...
- بوتين وكيم في الصين: بكين تكشف عن أسلحة جديدة في عرض عسكري ض ...
- أفغانستان: الاستعانة بقوات كوماندوز في البحث عن ناجين من الز ...
- -شمال بلا حماية-.. تقرير يكشف إهمال الحكومة الإسرائيلية لسكا ...
- -الموساد كان هناك-.. خفايا جديدة عن عملية اغتيال نصرالله في ...
- اليونيفيل تندد بهجوم إسرائيلي -خطير- على جنودها جنوبي لبنان ...
- -فوضى- باير ليفركوزن -تفاجئ- نجم بايرن ميونيخ!
- هزة أرضية جديدة تضرب أفغانستان وارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إ ...
- مصر: معلمة توزع -دولارات- على طلابها.. ما القصة؟
- بايرو يواصل مشاوراته مع زعماء الأحزاب السياسية الفرنسية في م ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تركيا بلا إرهاب أم سوريا بلا سيادة؟ جدلية الصراع على مستقبل الشمال-