رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 16:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
تعتبر المياه الجوفية من أهم الموارد المائية الحيوية في العراق، فهي تشكل دعامة أساسية لضمان استدامة المياه الوطنية، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه البلاد من نقص في مصادر المياه السطحية مثل نهري دجلة والفرات. ورغم أهميتها، تواجه المياه الجوفية مأزقاً خطيراً بسبب الاعتماد المفرط عليها كبديل رئيسي في ظل قلة تغذية طبقات المياه الجوفية التي تعاني من استنزاف مستمر، مما يؤدي إلى استثمار موارد غير متجددة من المياه الجوفية.
تشكل مناطق مثل بادية السماوة والنجف نموذجًا واضحًا لهذه الأزمة، حيث زادت مساحات الأراضي الزراعية التي تعتمد على مياه جوفية دون دراسة واقعية لمقدار المياه التي تُسحب من الأحواض الجوفية. وفي كثير من الأحيان، تُستخدم هذه المياه بشكل غير فعال في زراعة محاصيل ذات استهلاك مائي مرتفع مثل البطيخ والطماطم والبصل والبطاطس، بدلاً من الالتزام بالخطط الزراعية الأولية التي ركزت على زراعة الحبوب التي تحتاج كميات أقل من المياه.
تكمن خطورة هذا التوجه في استنزاف طبقات المياه الجوفية بشكل يفوق قدرتها على التجدد، مما قد يؤدي إلى أضرار بيئية ومائية طويلة الأمد تهدد الأمن المائي في البلاد. ولتفادي هذه الكارثة، من الضروري تطبيق إجراءات مراقبة صارمة، مثل تركيب عدادات على الآبار الجوفية للحد من السحب عشوائياً، والالتزام بالحصص المائية المحددة لكل منطقة ومشروع زراعي.
إن استمرار الاستخراج الجائر دون رقابة وإدارة مستدامة يمثل تهديدًا خطيرًا لمستقبل العراق المائي والبيئي. بالرغم من الجهود التي تهدف إلى تقليل السحب المائي، إلا أن المشاريع الزراعية لا تزال تعاني من استغلال مفرط وغير فعّال للمياه الجوفية، مما يزيد من تفاقم المشكلة. لذا، فإننا كخبراء في هذا المجال نشدد على ضرورة الالتزام الحقيقي بإدارة مستدامة ومتكاملة لهذا المورد الحيوي الخفي، مع منع الهدر والتفريط في استغلاله، وبناء ثقة مجتمعية حول الإجراءات والقيود التي تفرض على كمية المياه المخصصة لكل محصول وفقاً للبصمة المائية المحددة له.
بهذه الوسائل، يمكن حماية المياه الجوفية والحفاظ على مستقبل مائي مستدام للعراق في ظل التحديات المناخية والبيئية الحالية والمقبلة.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟