علي عظيم
كاتب ومحامٍ عراقي
(Ali Adheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 18:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في كتابه 1984 يعطي الكاتب جورج أورويل مفهوماً معاكساً لأسماء الوزارات الأربع التي تقوم عليهنَّ الرواية، وزارة السلام مسؤولة عن الحرب، ووزارة المحبة تختص بالتعذيب، وزارة الوفرة تعنى بالاقتصاد وتحرص على بقاء المجتمع في حالةِ فقرٍ ومشكلات إقتصادية يومية، والوزارة الرابعة تدعى وزارة الحقيقة التي من شأنها الثقافة والتعليم والفن والأخبار، كما هي مسؤولة عن تزييف الحقائق وتحريفها لما يتوافق والحزب القائم، وتستخدم وزارة الحقيقة "اللغة الجديدة" لتقييد الفكر عن طريق اختصار المفاهيم وتجريدها من المعاني الفرعية، حيث تعمد على بقائها عامة أو مطلقة؛ لاستغراق أكبر عدد ممكن من الحالات والوقائع التي تحكمها، وهذا ما يمثل أشد عمليات الأرهاب الفكري، حيث تندثر حرية التعبير وحرية التفكير معاً ويبقى ما يتوافق ومزاج الحاكم فقط.
الأمر تماماً كما مفهوم -مالم يخل بالنظام العام والآداب العامة-، إنها مصطلحات سائلة وفضفاضة تستغرق وقائع لا حد لها لتحكمها، لا يعرف الفرد حدوده ليتجنب أرتكاب الجريمة، كما أنها تناقض النص الدستور الذي ينص أن "لا جريمة ولا عقاب إلا بنص"، كما يشترط لهذا النص أن يكون واضحاً وصريحاً، وأيُ غموض أو شكٍ فيه -النص- يفسر لصالح المتهم، وذلك وفق الدستور العراقي وقانون العقوبات النافذين.
والآن ما يعرف بالمحتوى الهابط شابه مفهوم النظام العام والآداب العامة، لا نعرف متى يكون المحتوى هابط ومتى يكون صاعداً، لذا لابد من تشريع يكون عاماً مجرداً ودقيقاً وواضحاً ليتسنى لنا معرفة متى يدخل الفرد في المحظور، وإن بقنا هكذا سنكون أمام أرهاب فكري، والله المستعان.
#علي_عظيم (هاشتاغ)
Ali_Adheem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟