أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عظيم - الحداثة المبتورة.. مقال في التجزئة والمعنى.














المزيد.....

الحداثة المبتورة.. مقال في التجزئة والمعنى.


علي عظيم
كاتب ومحامٍ عراقي

(Ali Adheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"كانت الشعوب تباد خلسةً، الآن تطور الإنسان وصار يبيدُ أمام مرأى الجميع، لذا أظن أن التطور قد توقف إلى هذا الحد"

يقول الفيلسوف النمساوي كارل بوبر أن القول بتقدم مجتمعٍ ما لهُ قول زائف؛ لا يوجد تقدم مطلق بل هناك تقدم في مجالٍ ما وتخلف في آخر في الوقت ذاته. وانطلاقاً من الفكرة هذه، نلحظ أن العالم الذي نعيش فيه قد تقدم تقدماً رائعاً في المجال العلمي، لكن في الوقت ذاته أضمحلت القيمة والأخلاق الإنسانية اضمحلالاً ما شهدتُ البشرية قبل حين.

قد يتعلق الأمر في النظام الاقتصادي العالمي الذي يسير البشرية وينعكس على سلوكها وطريقة عيشها ونظرتها للكون ومن فيه، ولطالما تسألت ماذا لو انتصرت الاشتراكية أو الشيوعية على الرأسمالية وهيمنت على العالم كما تفعل الأخيرة؟ ما الأفكار التي نحملها وكيف ستسير حيواتنا وما شكل البنية الاجتماعية، هل تتآصر البشرية وينتهي العيش الفرداني أم سيزداد الإنسان فردانية؟ ما مدى فاعلية القيم والأخلاق أمام المصالح؟

أو ربما لا يتعلق الأمر بالنظام الاقتصادي العالمي؛ الإنسان هو الإنسان والمصلحة تتقدم كل قيمة والقوة محفز جبار على تجاوز الخطوط الحمراء، وحضيَ العالم تجارب مريرة ومأساوية مع كل النظامين.

واليوم نشهد ما تفعله الصهيونية بهذا الكوكب الأزرق اللطيف وما تجنيه على البشرية من ويلات وعذابات ويتم وتجويع وتعطيش، بوحشيةٍ فاقت أسلافها بامتياز، الصهيونية القائمة على التعاليم التلمودية التي تبيح قتل الرضع والنساء والعزل المدنيين وكل ما يعترض طريقها أو يحاول تعطيلها أو اعاقتها، بل تعده عملاً مأجوراً عليه ومبارك!

وطبعاً معروف لدى القاصي والداني الدعم الغربي غير المشروط التي تمنى به، وأنا أقف بالضد تماماً من القول "أن امريكا داعمه لإسرائيل" هذا قول خاطئ تماماً بالنسبة لي ومرر على كل من صدقه؛ امريكا وإسرائيل وحدة واحدة، وليست جملة عابرة التي قالها بايدن "لو لم تكن هناك إسرائيل لكنا قد أوجدناها" برغم خرفه يعيها تماماً؛ الكيان ذراع أمريكا الأطول والأقوى في العالم، أداة لا غنى عنها لاستمرار مشروع الهيمنة.
الصهيونية ذراع امريكا الوحشي الذي تستطيع من خلاله تجاوز القوانين الدولية والإنسانية الملتزمة بها؛ حتى يتسنى لها الظهور بثوب الإنسانية عندما تحتاج إليه، امريكا المتقدمة علمياً مضمحلة قيمياً وإنسانياً، هي رجعية ومتخلفة بجداره في هذا الجانب؛ حتى إنسان الكهوف لم يكن همجياً لهذا الحد بل قد لا يصح أن نصفه بهذه الصفة؛ قد كانت الظروف التي تحيط به تحتم أن يكون قاسياً، هذه حياته كما ليس صحيحاً اسقاط شروط إنسان الآن على ذلك الإنسان، طريقة القياس غير صحيحة.

كانت الظروف التي تحيط بإنسان الكهوف تحتم أن يكون قاسياً هل الظروف التي تحيط بإنسان امريكا والغرب عموماً تحتم أن يكون قاسياً؟! هذا هو الإنسان الذي يصح أن نقول عليه همجياً ومتخلفاً ورجعياً وبدائياً لا ذاك.

لذا فإن القول على جماعة بشرية ما أنها حديثة ومتقدمة وعلى أخرى رجعية ومتخلفة قولاً مغلوطاً وزائفاً ومضللاً للحقيقة؛ لابد من تحديد السياق عند إضفاء صفة التقدم والتخلف، وفي أي وجهٍ من وجوه الحياة.



#علي_عظيم (هاشتاغ)       Ali_Adheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك هي الحقيقة
- قطع الانترنت تعسف في استعمال السلطة
- إرادةٌ معيبةٌ على الدوام
- إنهاء مسيرة محامٍ كبير
- أخطاؤنا اللذيذة
- عدم دستورية التعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة ...
- الوصية المنصبة على عقار لا تحتاج إلى التسجيل!


المزيد.....




- ترامب: نعمل على خطة لـ-إطعام- سكان غزة.. وكان يجب أن يحدث ذل ...
- سوريا- مظاهرات في السويداء والحكومة تشكل لجنة تحقيق في العنف ...
- صحف أوروبية ـ الاتفاق الجمركي يُضعف الثقة بين أوروبا وأمريكا ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يزور غزة وسط كارثة إنسانية
- ماذا نعرف عن قرار فرض الرسوم الجمركية الذي وقعه ترامب؟
- كيف علق أهالي غزة على زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى ...
- أبرز تداعيات فرض ترامب للرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي ...
- الهجمات الروسية بالمسيرات على أوكرانيا تسجل رقما قياسيا في ي ...
- غزة .. بين زيارة ويتكوف ومعضلة المساعدات الملقاة جوا
- الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عظيم - الحداثة المبتورة.. مقال في التجزئة والمعنى.