أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عظيم - المقاومة بالأصابع














المزيد.....

المقاومة بالأصابع


علي عظيم
كاتب ومحامٍ عراقي

(Ali Adheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما سأكتبه ليس جديداً، وقد لا يكون مهماً. كُتب قبلي الكثير، لكن أنا أكتب من أجل أن أكتب؛ هكذا الكتابة بحد ذاتها هدف فكيف إذا كانت تعبر عن رفض؟! اشبهها باليد الضاغط على الزناد، كم يداً مباركة ضغطت على الزناد قبل حين؟ وكم نحتاج إلى مزيد من الأصابع تضغط على الزناد؟

مثل أول رصاصةٍ أطلقت، أول حرفٍ أنطلق وقد تكف الأصابع عن ضغط الزناد إلا أنها لن تكف عن تسطير الحروف؛ نحن في حرب وجودية لا تكتفي بالرصاص والصواريخ الباليستية بل تستخدم السلاح الفكري والثقافي كوسيلة وغاية في الوقت ذاته! كم حُيدت أمم بفضل هذا السلاح؟ وكم عقل تعفن؟ وكم فاه أُلجم؟ وكم يد غُلت بفضل السلاح هذا؟ التطبيع الفكري والثقافي هو الغاية، والآن حضر ببالي التحذير الذي أطلقته أصابع مظفر النواب وفاه:

احذر أن تزرع إسرائيل برأسك
حصن رأسك
وابدأ بسلاح أبيض منه
هجوم بعد هجوم
بعد هجوم يا ولدي
لا نصر بدون هجوم
أو تصبح قوادا دوليا يا ولدي
مفهوم مفهوم يا ولدي مفهوم

نحن نقاوم الكذب والتزييف والتحريف والحملات الدعائية المعنوية، بالأصابع سواء التي تضغط على الزناد أم على الكيبورد، نقاوم الكذب المسطر في التاريخ والجغرافية والفكر وحتى بالخيال، وكل كلمةٍ مسمار يُدق بنعش الدول الامبريالية الهمجية المتخلفة. اسرائيل الرواية الفنتازية صارت حقيقة عند البعض! ولها الحق بما تفعله! برغم وضوح جرائمها كوضوح الشمس في كبد السماء! وهي لا تعدو عن كونها سلطة عسكرية حاكمة، هي أقرب إلى عصابة من أن تكون دولة، لكنها صارت دولة ولها الحق وتمتلك الحقيقة من أين جاء ذلك؟

لا شيء يأتي من فراغ وكم هي حقيقة تلك العبارة التي تقول "كذب كذب كذب ثم كذب حتى يصدقك الأخرون" بل حتى تصدق نفسك، هنالك مكائن إعلامية تكذب وتزيف وتداهن وتدلس ليلاً نهاراً بحملة أحادية موجهة، تبدء بالتشكيك على وجه الخصوص من الرواية الساذجة التي تقول أن أرض فلسطين تحتمل أن تكون أرض الصهيونية! هذه الرواية، التي يدحضها حتى طفل صغير، أستطاعت أن تقنع رجل هرم، يحمل رأس يزن 5.5 كيلو غرام! من أين جاء ذلك؟! قطعاً لا يأتي من فراغ.

حتى اضطرت دولة كالعراق الرافض للاحتلال أن يشرع قانون يجرم فيه التطبيع! أليس من المفترض أن يكون التطبيع مرفوض بالبداهة؟! لكنما الأمر جلل والتأثير أجل والحرب الناعمة أشد وأقسى من حرب الميدان، وليس من فارغ عندما تتكتم سلطة الاحتلال وتتشدد في عدم نشر الأضرار وما يدور في الداخل الصهيوني، حتى أن رئيس الأمن القومي للاحتلال قد طلب من جهاز الشاباك أن يشترك بالتحقيق مع الذين يصورون وينشرون ويعلقون في مواقع التواصل الاجتماعي كما وجه باعتقال من يقوم بذلك! إذاً نحن فعلاً نقاوم من خلال الكيبورد.

أنا أؤمن أن الحياة أدوار، وأن أكتب يعني ذلك أن أقاوم من خلال الضغط على مفاتيح الكيبورد هذا دوري، والمقاومة من خلال الضغط على الزناد دور غيري. إذاً لابد أن يأخذ كلٍ منا دوره وأن يقاوم بأبسط فعل حتى من خلال الأحاديث في المقاهي وفي العمل وفي الشوارع وفي السيارات وفي البيوت مع شخصٍ عابر ومع الاصدقاء والعائلة وحتى مع الصغار.



#علي_عظيم (هاشتاغ)       Ali_Adheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أمشي إذاً أنا موجود
- الحداثة المبتورة.. مقال في التجزئة والمعنى.
- تلك هي الحقيقة
- قطع الانترنت تعسف في استعمال السلطة
- إرادةٌ معيبةٌ على الدوام
- إنهاء مسيرة محامٍ كبير
- أخطاؤنا اللذيذة
- عدم دستورية التعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة ...
- الوصية المنصبة على عقار لا تحتاج إلى التسجيل!


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عظيم - المقاومة بالأصابع