علي عظيم
كاتب ومحامٍ عراقي
(Ali Adheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 19:42
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
يتعامل المحامي يومياً مع حوادث اجتماعية مختلفة تؤثر على شعوره وربما تنعكس على سلوكه، ففي لحظةٍ تجد مزاجه حاداً ومراسه صعباً، وأخرى تكاد الدمعة تقفز من عينه، وقد يمر عليه يوم لا ينام فيه لان أحدهم تعرض لأغلظ درجات الجحود.
وفي الكثير من الاحايين يتحول المحامي إلى طبيبٍ نفسي، وفرقه عن الأخير يكمن في المناعة أو الحاجز الذي يمنع انتقال الشعور من المتلقي إلى المستمع، فالطبيب يحوز هذا المانع بحكم تخصصه، لكنما المحامي يقف بيدين عاريتين ويكون عرضةً للمشاعر السلبية الناتجة عن التعاطف مع الأخرين، ربما لا يستطيع المحامي أن يؤدي دور الطبيب بصورة جيدة بل قد يفاقم ويعقد مشاعر موكله أو من يستشيره، لكنه يبقى يتعرض ويتعامل مع العلل الاجتماعية والنفسية يومياً، سواء كانت صادرة من مدعٍ أو مدعى عليه أو مجني عليه أو من الجاني، حتى الجاني في بعض الأحايين يثير التعاطف والشفقة.
فعلى سبيل المثال توكلت عن حدثٍ جانحٍ، وكنتُ قد دافعتُ عنهُ بكل ما اوتيتَ من قوةٍ وتمنيتُ إلا يتم تجريمه على الرغم من يقيني بأنه أرتكب الجريمة، ولو كنتُ في مكانه لفعلت ما فعل أو ربما يكون فعلي أشد وأقسى؛ فأنا مقتنعٌ تماماً بأنه ومن معه كانوا في حالةِ دفاعٍ شرعي إلا أن الأدلة لم تكن بصالحهِم، والقاضي يحكم بالظاهر والله يتولى السرائر.
وأنا -من خلال الاستقراء، على الرغم من حداثة انتمائي إلى المهنة- أؤكد أن المحامي أقرب إلى الحقيقة من القاضي بحكم الصدق المشروط الذي يلفظه الموكل والذي يعد سراً يعقد على رقبة المحامي وهذا من شأن مفاقمة المشكلة، وحتى لو تيقن القاضي من الحقيقة التي تدفعه إلى التعاطف يبقى محكوماً بالقانون ومحدوداً بهِ،
وفي يومنا يوم المحامي أردت أن أنقل أحدى الصراعات اليومية التي تَعرضُ للمحامي، ولعل من الجيد هنا أن أقول، أن ليس كل منتمٍ لنقابة المحامين محامٍ، ولهذا أتوجه للمحامين فقط، أولئك الذين تتطابق سلوكيتهم مع الصفة بالتبريكات والتهاني، وأرجو أن يغتنموا الفرصة ويتصدوا للمسؤولية ليخرجوا المهنة إلى النور الذي تستحقه.
#علي_عظيم (هاشتاغ)
Ali_Adheem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟