أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عظيم - -أن تكتب هذا كل ما لديك- بتصرف














المزيد.....

-أن تكتب هذا كل ما لديك- بتصرف


علي عظيم
كاتب ومحامٍ عراقي

(Ali Adheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 17:14
المحور: الادب والفن
    


شهرٌ من التحدث لا يساوي لديّ صفحة واحدة من الكتابة، على الرغم من ثرثرتي وربما التعدي على حق الآخر بالحديث أو مصادرة وقته برمته أو حتى رأيه إلا أن ذلك لا يعني أنّي اتمتع، بل في الكثير من الأحايين أكون مجبراً على الكلام، كما أنه لا يعني عدم التمتع، ببساطة الموضوع لا يشكل الآن لديّ أي فارقٍ ولا حتى أهمية، كنت أتوق إلى الكلام وأحاول أن أزج نفسي بأي حديثٍ مهما كان تافهاً، إلا أني اكتشفتُ مؤخراً أن الأمر كان لا يعدو سوى محاولة لإثبات وجود، وهذه المحاولة أو المحاولات جزء من تكوين الفرد، كلٌ منا يحاول يومياً أن يحس بوجوده، وبشتى السبل، أسهلها واوفرها الحديث، لذلك تجد البشرية تثرثر حتى في نومتها المطبقة سواء في المضاجع على مستوى الأفراد أو في الحياة اليومية على مستوى أمة برمتها كالأمة العربية النائمة منذ قرون. أما الآن ومنذ فترة ليست بطويلة لا أركن إلا إلى الكتابة، أحبها، أرنو إليها، ومن خلالها أشعر بالوجود الطاغي وكأنني أحيط بالعالم الفسيح.

وحقيقة لا يهمني البتة ألا يُقرأ ما أكتبه، هكذا الكتابة بنسبة لي وسيلة وغاية في الوقت ذاتها، أن أكتب هذا يعني أن أفكر وأنا أحدق بالسقف تارةً وفي الشاشة ترةً أخرى لكن لست أرى أي أحدٍ منهما؛ وكأنّي لستُ موجوداً في جسدي، أو أكتب بعض الأسطر ثم أمسحها من ثم أعيد كتابتها حتى أملُ، وفي بعض الأحايين ليست لديّ فكرة مسبقة عما سأكتب إلا أني أكتب، وأعتقد أن في مثل هذه الحالة أخلص إلى أفضل ما أستطيع أن أكتبه، وعادةً ما أظل ردحاً من الزمن أحب تلك الكتابة وأعود إلى قرأتها، حتى أني أعتقد أن من كتبها شخصٌ آخر؛ فأنا اعرف قدراتها وهذا أعلى مما أمتلك بكثير، إلا أن أسمي عليها أو حفظها في ملف ما اكتبه، يقطع الشك باليقين.

أؤمن أن الكتابة لسيت عمل ولا يمكن أن تكون كذلك وإن كانت كذلك فعلاً؛ الكتابة التجارية الإبداعية شيء والكتابة التعبيرية النابعة عن ضرورة وجودية شيء آخر، وهذا لا يعني أنا بالضد من الأولى أو أشير إلى أنها رديئة بل على العكس قد يكون ما وصلنا من كتابة، نصفها تجارياً إن لم يكن أكثر طبعاً ولا أحد يختلف على الإبداع والجمال فيها، لكنما الكتابة التي اقصدها تلك التي يحس الإنسان بوجوده الطاغي من خلالها. وعليه أرجو ألا تختفي أصابعي أو تعجز في يومٍ من الإيام وألا اضطر إلى الكتابة من خلال الحديث إلى الذكاء الاصطناعي.

وكما يقول يوسا " سأكون كاتباً. لن أكون صحفياً، ولا محامياً، ولا أستاذاً، حتى لو اضطررت إلى تخصيص وقتي لكسب لقمة العيش في مثل هذه المهن. لكنني سأكون كاتبًا، وماذا سيعني في حياتي أن أكون كاتبًا؟ سيعني ما يلي: أنني سأكرّس أفضل وقتي وأفضل طاقتي للكتابة، وسأبحث عن أعمال لكسب العيش لا تعوض، ولا تعيق، ولا تشوش هذا التكريس الجوهري لما هو قَدَري، وإذا كان ذلك يعني أنني سأعيش بصعوبات مادية كبيرة، فليكن، لكنني أعلم أنني سأكون أكثر تعاسة في الحياة إن تخلّيت عن الأدب لأسباب عملية."



#علي_عظيم (هاشتاغ)       Ali_Adheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العناوين المفرغة، التحقيق الابتدائي ودائرة الإصلاح العراقية ...
- المقاومة بالأصابع
- أنا أمشي إذاً أنا موجود
- الحداثة المبتورة.. مقال في التجزئة والمعنى.
- تلك هي الحقيقة
- قطع الانترنت تعسف في استعمال السلطة
- إرادةٌ معيبةٌ على الدوام
- إنهاء مسيرة محامٍ كبير
- أخطاؤنا اللذيذة
- عدم دستورية التعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة ...
- الوصية المنصبة على عقار لا تحتاج إلى التسجيل!


المزيد.....




- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...
- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عظيم - -أن تكتب هذا كل ما لديك- بتصرف