أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - رواية: أسرى الشرق المفقود















المزيد.....



رواية: أسرى الشرق المفقود


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:42
المحور: الادب والفن
    


مقدمة

في زنازن سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها قبور حية تلتهم الأنفاس، يصعب على العين أن تفرق بين وجوه الأسرى الفلسطينيين ووجوه ضحايا النازية في أوشفيتز، أو باسم اخر الشيوعيين الألمان من أصول يهودية أو غير يهودية، الذين قاوموا بيادق الاحتكارات المالية والصناعية الغربية في زمن هتلر، ورفضوا أن تمسخ انسانيتهم كما فعلوا مع الصهاينة ،اي أن يتحولوا، إلى لحم مدافع للاحتكارات الصناعية والمالية الغربية . لكن هناك شيء أفظع، شيء يتجاوز الصورة المألوفة للمعاناة الإنسانية: عيون الأسرى الفلسطينيين مفتوحة على صدمة لم تُرَ حتى في عيون ضحايا أوشفيتز، الذين أنقذهم الجيش الأحمر من براثن النازية. هذه الصدمة ليست مجرد انعكاس للألم الجسدي، بل هي شهادة على وحشية تفوقت على النازية في مرحلتها الأولى بخمسة إلى عشرة أضعاف ،حتى الان ، كما أشارت مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية . وحشية صُنعت بعناية لتخدم أهداف الاحتكارات المالية والصناعية الغربية، التي وصلت اليوم إلى مأزق وجودي هيكلي، يتجلى في شخصيات فاشية مثل نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، الذين يقودون مشروعًا صهيونيًا يتهاوى تحت وطأة مقاومة شعب فلسطيني لا ينكسر.

هذا المأزق الوجودي للاحتكارات الغربية ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل هو انهيار لنظام عالمي كان يعتمد على الهيمنة والاستغلال. اليوم، نشهد هزيمة الناتو في أوكرانيا، وتراجع الهياكل الاقتصادية الغربية أمام النموذج الشيوعي الصيني في مراحله الاشتراكية الأولى بخصائص صينية. هذا النموذج، الذي أغلق أغلب سلاسل الإنتاج العالمية لمصلحته، جعل اقتصادات الغرب مجتمعة تقف صاغرة أمام العملاق الصيني، الذي يتفوق ليس فقط في الإنتاج، بل في الكمون الهائل للإبداع والتعليم. مستويات التعليم في الصين، التي لا سابق لجودتها وعبقريتها في العالم، تُظهر قوة لا تُضاهى، تتحسسها الشعوب وتخشاها الاحتكارات الغربية، التي فقدت هيمنتها الاقتصادية والثقافية، وتتخبط الآن في محاولة الحفاظ على نظامها المتداعي.

في هذا السياق، تبرز رواية "أسرى الشرق المفقود" كمرآة تعكس هذا الصراع العالمي، من خلال قصة الأسرى الفلسطينيين في زنازن الكيان الصهيوني، الذي يمثل امتدادًا للنازية في وحشيتها، بل ويتجاوزها في استهدافه المنهجي للأطفال والنساء والعزل. الرواية، بأسلوبها الراقي والمشوق، تحمل إرثًا شيوعيًا يتجلى في شخصياتها، التي تستلهم روح مانديلا فلسطين، عمر القاسم، والجيل الجديد من المقاومين الأبطال مثل الدكتور عدنان البرش وحسام. هذه الشخصيات، التي صُممت بعمد لتعيش في فترة زمنية واحدة، رغم اختلاف أزمنتهم الواقعية، تُجسد معاناة الأسرى في الزنازن النازية الصهيونية، التي تفوق النازية في وحشيتها، لتلبية ضرورات حبكة روائية تناسب اليوم.

الشخصيات في الرواية ليست مجرد أفراد، بل رموز للصمود والتحدي في مواجهة نظام عالمي يقوم على الاستغلال والإبادة. عدنان، الطبيب المنهك بالجوع والمرض، يحمل في قلبه شرارة الأمل المستلهمة من كنفاني، ويقاوم الإهمال الطبي في سجن عوفر بإرادة لا تلين. حسام، الطبيب الشاب، يجسد روح الشباب الفلسطيني التي لا تستسلم، حتى وإن كلفه ذلك حياته. عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية، يزرع الوعي الطبقي، محذرًا من تحالف الكيان الصهيوني مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول حروبه بالبترودولار. لينا، الأسيرة الصلبة، تقاوم الانتهاكات الجسدية والنفسية بغناء شعبي يربط الأسرى برباط لا ينكسر. هذه الشخصيات، رغم تشابهها مع واقعيين، صُممت لتناسب حبكة الرواية، حيث تبرز مقاومة الشعب الفلسطيني كقوة لا تُقهر.

الرواية تفضح الاحتكارات المالية والصناعية الغربية، التي صممت فاشييها على شكل نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، لتدير مشروعًا صهيونيًا يعتمد على الإبادة الجماعية والتجويع والإهمال الطبي. لكن هذا المشروع، الذي بدا صلبًا في بداياته، يواجه اليوم هزيمة وجودية، ليس فقط بسبب صمود الشعب الفلسطيني، بل أيضًا بسبب انهيار النظام الغربي أمام النموذج الصيني الاشتراكي. هذا الانهيار يتجلى في هزيمة الناتو في أوكرانيا، وفي تراجع الهياكل الاقتصادية الغربية أمام الصين، التي أغلقت سلاسل الإنتاج العالمية لمصلحتها، وأظهرت تفوقًا في التعليم والإبداع يهدد هيمنة الغرب. في هذا السياق، يصبح الأسرى الفلسطينيون، بصمودهم في زنازن عوفر، رمزًا للمقاومة العالمية ضد الإمبريالية والرأسمالية.

كل فصل في الرواية يروي قصة صمود الأسرى في مواجهة النازية الصهيونية، التي تفوق النازية الألمانية في وحشيتها. استشهاد قادة مثل ياسر وأيمن ورامي، وأطفال مثل أحمد ويوسف، وحتى حسام، يشعل نار التضامن بين الأسرى. لينا ومريم، في قسم النساء، يتحملن انتهاكات جسدية ونفسية، لكنهن يقاومن بإضرابات وأغانٍ شعبية تعيد الأمل إلى قلوب الأسرى. عمر، بأفكاره الشيوعية، يحول السجن إلى مدرسة للوعي الطبقي، مؤكدًا أن كفاح الأسرى جزء من ثورة عالمية ضد الاستغلال. هذه الرواية، تجمع بين الواقعية والرمزية، حيث فلسطين ليست مجرد أرض، بل فكرة للحرية والعدالة، تنبثق من رماد الظلم كطائر الفينيق، لتعلن أن الشعب الفلسطيني سيبقى، وسينتصر.

…………….

الفصل الأول: الاعتقال في الظلام

في أروقة مستشفى الشفاء بغزة، حيث يتردد صدى القذائف البعيدة كأنها نبض قلب الأرض المعذبة، كان الدكتور عدنان يقف وسط الفوضى، يداوي الجرحى تحت ضوء مصابيح خافتة تهتز مع كل انفجار. كان عدنان، رجل في الأربعينيات، ذا عينين حادتين تحملان حكمة طبيب رأى الموت يوميًا، يعمل بيدين ثابتتين رغم الرعب الذي يعم المكان. بجانبه، كان الدكتور حسام، شاب في الثلاثينيات، ذو وجه مشدود بالإرهاق لكنه يحمل إيمانًا عميقًا بأن الشفاء هو مقاومة بحد ذاتها. كانا يعملان معًا، ينتقلان بين الأسرة، يخيطان الجروح، ويواسيان المصابين، وكأن كل دقيقة تُسرق من قبضة الموت. في تلك الليلة، ليلة 7 أكتوبر 2023، كانت غزة تحت الحصار، والمستشفى ملجأ للجرحى والنازحين، مليئًا بصرخات الأطفال وبكاء الأمهات. لكن عدنان وحسام لم يتوقفا، كانا يعملان كما لو أن الحياة لا تزال ممكنة وسط الدمار.

فجأة، اقتحم الجنود الصهاينة المستشفى، وجوههم مغطاة بأقنعة عسكرية، يصرخون أوامر بالعبرية، يشهرون أسلحتهم كأنما يواجهون جيشًا لا أطباء. كان القائد بينهم، رجل يدعى يتسحاق، ذو عينين باردتين كالصلب، يحمل رتبة عالية في جيش الاحتلال. كان يتسحاق ينفذ أوامر مباشرة من بنيامين، رئيس الوزراء الذي يقود الكيان الصهيوني بحلم إمبراطورية وهمية، مدعومًا بإيتمار، وزير الأمن الذي يرى في كل فلسطيني تهديدًا يجب القضاء عليه، وبزاليل، السياسي المتطرف الذي يدعو إلى إبادة سكان غزة. "الأطباء!" صرخ يتسحاق، وهو يشير إلى عدنان وحسام. "أنتم مطلوبون!" لم يكن هناك تفسير، فقط أوامر، كأنما الإنسانية قد سُحقت تحت أحذية الجنود. رفع عدنان يديه، لكنه لم ينحنِ، عيناه تلتقيان بعيني يتسحاق، كأنما يقول: "لن تكسرني." حسام، بجانبه، حاول تهدئة طفل مصاب كان يصرخ خوفًا، لكن الجنود سحبوه بعنف، مكبلين يديه.

نُقل عدنان وحسام إلى سجن عوفر، زنزانة رمادية تحمل رائحة الرطوبة والموت. الجدران، الباردة كالحديد، كانت تحمل آثار خدوش الأسرى الذين سبقوهم، كأنها كتاب مفتوح يروي قصص المعاناة. في الزنزانة، التقى عدنان بعمر، قائد في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رجل في الخمسينيات، ذو لحية بيضاء وصوت عميق يحمل حكمة السنين. كان عمر محكومًا بالسجن المؤبد، لكنه كان يحمل في عينيه نورًا لا ينطفئ. "مرحبًا، يا دكتور," قال عمر، وهو يمد يده بعزيمة رجل يعرف أن السجن ليس سوى محطة في طريق الحرية. روى عمر لعدنان عن سياسات التجويع التي بدأت بعد 7 أكتوبر 2023، حيث قُطع الطعام إلى حفنة خبز يابس يوميًا، وكيف أن الإهمال الطبي يقتل الأسرى ببطء. "إنهم يريدون كسرنا," قال عمر، "لكننا لسنا أجسادًا فقط، نحن أرواح."

في تلك الليلة، بدأ التنكيل. السجان يتسحاق، الذي يحمل أوامر إيتمار، دخل الزنزانة مع مجموعة من الجنود، يحملون عصيًا كهربائية وسلاسل. "أنتم إرهابيون!" صرخ يتسحاق، وهو يضرب عمر بعنف. لكن عمر، رغم الألم، لم يصرخ، بل نظر إلى السجان بنظرة تحمل سخرية غوغولية، كأنما يقول: "أنت تظن نفسك إلهًا، لكنك مجرد عبد لأوهام بنيامين." عدنان، الذي حاول التدخل، تلقى ضربة على كتفه، لكنه وقف صلبًا، يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصنع الإنسان. حسام، من زاوية الزنزانة، حاول تهدئة الوضع، لكنه رأى في عيني يتسحاق ظلمة النازية الجديدة، تلك التي تدعمها سياسات بنيامين وإيتمار وزاليل، الذين وافق 88% من أنصارهم على إبادة غزة.

في اليوم التالي، سمع عدنان عن اعتقال لينا، فتاة في العشرينيات، كانت تعمل ممرضة في مستشفى العودة. نُقلت إلى قسم النساء في السجن، حيث تعرضت لتفتيش مهين وتعذيب نفسي. كانت لينا، ذات الشعر الأسود الطويل، تمثل روح المرأة الفلسطينية التي وصفها غسان كنفاني، صلبة كالأرض، لا تنكسر. عدنان، من زنزانته، سمع صوتها عبر الجدران، وهي تردد أغنية شعبية، كأنما تحدي السجانين. حاول التواصل معها عبر ضربات خفيفة على الجدار، رمزًا للتضامن. حسام، الذي كان يعاني من ضعف جسدي بسبب التجويع، حاول جمع الأسرى لدعم بعضهم، لكن السجانون، بأوامر من زاليل، منعوا أي تجمع، مهددين بالمزيد من الضرب.

مع مرور الأيام، بدأت آثار التجويع تظهر. عدنان، الذي كان يعتمد على قوته كطبيب، شعر بجسده يضعف، لكنه رفض الانهيار، مستلهمًا همنغواي في وصفه للصمود تحت الضغط. عمر، رغم مرضه المزمن، كان يروي قصص المقاومة للأسرى، مستذكرًا نكبة 1948 وتهجير 1967، حيث بدأت نازية الكيان الصهيوني. كان يحكي عن اجتماعات التجمع الصهيوني، حيث دعم بنيامين وإيتمار وزاليل سياسات الإبادة، مستندين إلى إرث 1948. "إنهم يظنون أن الجوع سيقتل إرادتنا," قال عمر، "لكنهم لا يعرفون أن إرادتنا هي سلاحنا." في تلك اللحظة، سمعوا عن استشهاد طفل أسير، ابن قائد، مات جوعًا، مما أثار غضب الأسرى.

في خضم المعاناة، وصلت أنباء عن مفاوضات تبادل أسرى. المقاومة في غزة، التي أسرت جنودًا صهاينة، نجحت في فرض شروطها، مطالبةً بالإفراج عن محكومين بالسجن المؤبد، بما في ذلك عمر. كانت هذه الأنباء كضوء خافت في ظلام السجن، لكن السجان يتسحاق رفض السماح بالاحتفال، مهددًا بمزيد من التنكيل. عدنان، رغم ضعفه، شعر بالأمل، يتذكر كلمات تولستوي عن الروح التي لا تموت. لينا، من قسم النساء، واصلت تحديها، رغم التعذيب النفسي الذي وصفه غوغول في سخريته من الطغاة. حسام، بقلبه الطبيب، حاول جمع الأسرى للصلاة، لكن السجانون اقتحموا الزنزانة، يضربون الجميع بعنف.

في تلك الليلة، وقف عدنان في وسط الزنزانة، ينظر إلى الجدران كأنها تحمل أرواح الأسرى الذين سبقوه. كان يعلم أن المعركة لم تنته، لكن صوت عمر، الذي يروي قصة المقاومة، وصوت لينا، التي تغني عبر الجدران، أعطاه القوة. "إنهم يظنون أننا سننكسر," همس عدنان لنفسه، "لكنهم لا يعرفون أننا فلسطين." كان الفجر يقترب، يحمل وعدًا بالحرية، لكن الطريق كان لا يزال طويلًا، مليئًا بالألم والصمود.


الفصل الثاني: جدران الجوع

في زنازن سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية الباردة تمتص الأنفاس كوحش جائع، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، يحاول أن يحتفظ بدفء روحه رغم البرد الذي يتسلل إلى عظامه. كانت الرطوبة تنبعث من الأرضية الإسمنتية، تحمل رائحة الموت البطيء، وكل صوت في الممر، سواء كان خطوات السجانين أو صراخ أسير بعيد، كان يتردد كأنما أرواح المعذبين تحاول الفرار. عدنان، رغم إرهاقه، كان يحتفظ في قلبه بنور صغير، مستذكرًا كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي لا تموت. بجانبه، كان الدكتور حسام يحاول فحص جرح أحد الأسرى بأدوات بدائية، قطعة قماش ممزقة وقليل من الماء المسروق من السجانين. كان حسام، الشاب ذو العينين المليئتين بالعزيمة، يحمل قلب طبيب لا يعرف الاستسلام، رغم أن جسده بدأ يضعف تحت وطأة التجويع الذي فُرض على الأسرى منذ 7 أكتوبر 2023. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يجلس على الأرض، لحيته البيضاء تلمع تحت ضوء المصباح الخافت، كأنما رمز لصمود لا ينكسر. كان عمر يروي للأسرى قصص المقاومة، كأنما ينسج من ذكريات النكبة درعًا يحميهم من اليأس.

التجويع، تلك السياسة النازية الجديدة التي أقرها بنيامين، رئيس الوزراء الصهيوني، وإيتمار، وزير الأمن، وزاليل، السياسي المتطرف، كان يأخذ ملامحه القاسية. كان الأسرى يتلقون حفنة خبز يابس يوميًا، لا تكفي لإسكات جوعهم، وكوب ماء عكر يحمل طعم الحديد. عدنان، الذي اعتاد كطبيب أن يعتني بجسده، شعر بأن قوته تتلاشى، لكنه رفض أن يظهر ضعفه. كان يتذكر همنغواي في وصفه للإنسان الذي يصمد تحت الضغط، كما لو أن الجوع هو اختبار لروحه. حسام، من جهته، كان يحاول توزيع القليل من الطعام بين الأسرى، يعطي نصيبه للأضعف، كأنما يؤمن بأن التضامن هو الدواء الوحيد في هذا الجحيم. عمر، رغم مرضه الذي بدأ يظهر علاماته بسبب الإهمال الطبي، كان يحث الجميع على الصمود، مستذكرًا كلمات ديستوفيسكي: "المعاناة هي التي تصنع الإنسان." كان يروي عن اجتماعات التجمع الصهيوني في 1967، حيث وافق 88% من أعضائه على إبادة سكان غزة، مستلهمًا سخرية غوغول من الطغاة الذين يظنون أنفسهم آلهة.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة التي اعتُقلت من مستشفى العودة، تواجه مصيرًا أشد قسوة. كانت في العشرينيات، ذات شعر أسود طويل مضفر بعناية، وعينين تحملان تحدي المرأة الفلسطينية التي وصفها كنفاني. تعرضت لتفتيش مهين وتعذيب نفسي، حيث حاول السجانون، بأوامر من إيتمار، كسر إرادتها. في غرفة التحقيق، كانت تقف أمام يتسحاق، السجان ذو العينين الباردتين، الذي حاول إجبارها على الاعتراف الكاذب. "أنتِ إرهابية!" صرخ، لكن لينا ردت بنظرة صامتة، كأنما تقول: "أنت لا تعرفني." كانت تردد في قلبها أغنية شعبية، كأنما تجد فيها قوة لا يفهمها السجانون. عدنان، من زنزانته، سمع صوتها عبر الجدران، وشعر بألم يعتصر قلبه. حاول التواصل معها عبر ضربات خفيفة على الجدار، كأنما يرسل رسالة تضامن، لكن السجانون اكتشفوا ذلك، فضربوه حتى نزف.

كانت سياسات بنيامين وإيتمار وزاليل، المدعومة بأوهام إسرائيل الكبرى التي بدأت في 1948، تفضح نازيتهم الجديدة. كان إيتمار، في خطاباته، يصف الأسرى بـ"الوحوش"، مدعيًا أن تجويعهم هو "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها." زاليل، من جهته، كان يدعو إلى "تطهير" غزة، مستذكرًا تهجير 1967، حيث دُمرت قرى فلسطينية. بنيامين، في اجتماعاته السرية، كان يوجه السجانين لزيادة التنكيل، مقتنعًا بأن كسر الأسرى سيؤدي إلى كسر إرادة غزة. لكن في عوفر، كان الأسرى، بقيادة عمر، يتحدون هذه السياسات. كان عمر يجمع الأسرى في الليل، يحكي عن المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن بعض المؤبدين قادم," قال عمر، عيناه تلمعان بالأمل. "لكنهم لن يعطونا شيئًا دون ثمن."

الدراما تصاعدت عندما اقتحم يتسحاق الزنزانة، حاملًا أمرًا من إيتمار بمنع الدواء عن الأسرى المرضى. كان عمر يعاني من آلام في صدره، علامات مبكرة للسرطان بسبب الإهمال، لكنه رفض الشكوى. عدنان، بمعرفته الطبية، حاول تخفيف ألمه بضغط يديه على صدره، لكن السجانون سحبوه بعيدًا، يضربونه حتى سقط على الأرض. حسام، الذي حاول التدخل، تلقى لكمة في وجهه، لكنه ظل واقفًا، مستلهمًا تولستوي في وصفه للروح التي تقاوم الموت. في قسم النساء، كانت لينا تواجه مصيرًا مشابهًا. السجانون، بأوامر من زاليل، جردوها من ملابسها في تفتيش مهين، لكنها ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس: "أنتم تحاربون طواحين هواء، لكننا نحن الأرض." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات.

في تلك الليلة، سمع الأسرى عن استشهاد طفل، ابن قائد في الجبهة، مات جوعًا في زنزانة مجاورة. كان الطفل، لا يتجاوز الرابعة عشرة، قد اعتُقل بتهمة "إلقاء الحجارة"، لكنه لم يتحمل التجويع. عدنان، الذي رأى جثمانه يُسحب من الزنزانة، شعر بغضب يعتصر قلبه، لكنه حول غضبه إلى عزيمة. "لن يموت هذا الطفل عبثًا," قال لعمر وحسام، وهو يضمد جرحًا في ذراعه. عمر، رغم ألمه، أومأ برأسه، وقال: "كل شهيد هو بذرة للحرية." حسام، بقلبه الطبيب، حاول جمع الأسرى للصلاة على روح الطفل، لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، يصرخ: "لا صلاة للإرهابيين!" لكن الأسرى، بصوت واحد، بدأوا يرددون الآيات، كأنما يتحدون الموت نفسه.

مع اقتراب الفجر، وصلت أنباء جديدة عن مفاوضات التبادل. المقاومة في غزة، التي أسرت جنودًا صهاينة، كانت تضغط للإفراج عن محكومين بالسجن المؤبد، بما في ذلك عمر. كانت هذه الأنباء كضوء خافت في ظلام السجن، لكن يتسحاق، بأوامر من بنيامين، هدد بمزيد من التنكيل إذا استمر الأسرى في التحدي. عدنان، رغم ضعفه الجسدي، شعر بروح المقاومة تنمو في قلبه. كان يتذكر كلمات كنفاني عن الأرض التي تنبت من الدم، ونظر إلى عمر، الذي كان يبتسم رغم الألم. "إنهم يظنون أن الجوع سيكسرنا," قال عدنان، "لكنهم لا يعرفون أننا نستمد قوتنا من هذه الأرض." في تلك اللحظة، سمعوا صوت لينا من قسم النساء، تغني أغنية المقاومة، كأنما تقول للسجانين: "أنتم تملكون الجدران، لكننا نملك الأرواح."


الفصل الثالث: أصوات الاستشهاد

في أعماق سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها أقفاص حديدية تلتهم الأرواح، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، يحدق في خدش على الجدار، كأنما يقرأ فيه سيرة أسير سابق. الرطوبة كانت تتسلل إلى عظامه، والجوع، الذي فرضه إيتمار بأوامر من بنيامين وزاليل بعد 7 أكتوبر 2023، بدأ ينحت جسده كسكين بطيئة. لكن عينيه، الحادتين كطبيب رأى الموت مرات لا تُحصى، كانتا تحملان شرارة لا تنطفئ، مستلهمة من كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي تنبض بالحياة رغم الدم. بجانبه، كان الدكتور حسام، الشاب الذي بدأ الجوع يرسم خطوطًا على وجهه، يحاول تضميد جرح أسير شاب بقطعة قماش ممزقة، مستخدمًا ماءً عكرًا مهربًا من السجانين. كان حسام يحمل قلب طبيب لا يعرف الاستسلام، لكنه كان يشعر بثقل الموت يقترب، كأنما يعيش في صفحات ديستوفيسكي حيث المعاناة تصقل الروح. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يقاوم مرضه المزمن، الذي بدأ يتحول إلى سرطان بسبب الإهمال الطبي. لحيته البيضاء كانت كتاج صمود، وعيناه، رغم الألم، كانتا تلمعان بنور التحدي. كان يروي للأسرى قصص نكبة 1948، حيث بدأت نازية الكيان الصهيوني، واجتماعات التجمع الصهيوني في 1967، حيث وافق 88% من أعضائه على إبادة غزة، مستلهمًا سخرية غوغول من الطغاة الذين يظنون أنفسهم آلهة.

الليلة كانت ثقيلة، مشبعة برائحة الرعب والموت البطيء. اقتحم السجان يتسحاق الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية تلمع كأنياب وحوش. كان يتسحاق، ذو العينين الباردتين كالصلب، ينفذ أوامر إيتمار، الذي أعلن في خطاباته أن الأسرى "حيوانات يجب سحقها". وجه يتسحاق كان كقناع من الحديد، يخفي خوفه من إرادة الأسرى التي لا تنكسر. "أنتم إرهابيون!" صرخ، وهو يشير إلى أسير يدعى ياسر، قائد مقاومة كان صديقًا قديمًا لعمر. كان ياسر، رجل في الأربعينيات، ذا جسد منهك من التجويع، لكنه كان يحمل في عينيه تحديًا يذكّر بحكايات همنغواي عن الرجل الذي يقاوم حتى النهاية. حاول يتسحاق إجباره على الاعتراف الكاذب بتهمة "التخطيط لهجوم"، لكن ياسر رفع رأسه، ونظر إليه بنظرة تحمل عمق ديستوفيسكي: "اضربني كما تشاء، لكنك لن تملك روحي." غضب يتسحاق، وبدأ يضرب ياسر بعنف، عصاه الكهربائية تصدر أصواتًا كالرعد، حتى سقط ياسر على الأرض، الدم يسيل من فمه. عدنان، الذي حاول التدخل، تلقى ركلة في صدره، لكنه ظل واقفًا، يتذكر تولستوي في وصفه للروح التي لا تستسلم. حسام، من زاوية الزنزانة، حاول الاقتراب من ياسر، لكن الجنود سحبوه بعيدًا، تاركين ياسر ينزف وحيدًا.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تواجه جحيمًا آخر. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسي وجسدي تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، امرأة ذات وجه متصلب كأنها تمثال من الحقد. حاولت ميرا كسر إرادتها، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. إحدى الأسيرات، مريم، كانت حاملًا، لكن السجانون رفضوا تقديم الرعاية لها، مما أدى إلى إجهاضها في زنزانتها. كانت هذه الجريمة، كالطعنة في قلب لينا، لكنها واصلت التحدي، تغني أغنية شعبية عبر الجدران، تصل إلى عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان وحسام يحاولان إنقاذ ياسر، لكن الإهمال الطبي، الذي أمر به بنيامين لتشديد الخناق على الأسرى، جعل جهودهما عبثية. كان ياسر يعاني من نزيف داخلي، ولم يكن هناك دواء أو معدات طبية. عدنان، بمعرفته الطبية، حاول تخفيف ألمه بالضغط على صدره، لكن ياسر، في لحظة أخيرة من الوعي، همس: "لا تستسلموا... فلسطين تنتظرنا." ثم أغمض عينيه إلى الأبد، شهيدًا آخر في سجل الاحتلال، كما استشهد الدكتور عدنان البرش في أبريل 2024. كان استشهاده كالصاعقة التي هزت الأسرى. عمر، رغم ألمه الذي بدأ يشتد، وقف في وسط الزنزانة، وصرخ: "كل شهيد هو شعلة!" كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، كالنور في ظلام السجن.

في تلك الليلة، سمع الأسرى عن استشهاد طفل آخر، يُدعى أحمد، ابن قائد في المقاومة، لا يتجاوز الثالثة عشرة. كان أحمد قد اعتُقل بتهمة "إلقاء الحجارة"، لكن التجويع والضرب أنهيا حياته. عدنان، الذي رأى جثمانه يُسحب من زنزانة مجاورة، شعر بغضب يعتصر قلبه، كأنما يرى أشباح ديستوفيسكي تطارده. "لماذا الأطفال؟" همس لحسام، الذي كان يضمد جرحًا في ذراعه. حسام، بعينين مليئتين بالدموع، رد: "لأنهم يخافون من أطفالنا أكثر من جنودنا." كان استشهاد أحمد كالنار التي أشعلت ثورة صغيرة داخل السجن. الأسرى، بقيادة عمر، بدأوا يضربون الجدران، يرددون هتافات المقاومة، كأنما يتحدون الموت نفسه.

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه، يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى، مستذكرين سياسات 1948 التي دمرت قرى فلسطينية. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار، وهو يضرب الطاولة. "إذا كسرناهم، نكسر غزة." زاليل، بعينيه المليئتين بالكراهية، أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين، الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس، شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب، وأن استشهاد الأسرى، مثل ياسر وأحمد، يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع، مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى".

في قسم النساء، كانت لينا تقود إضرابًا صغيرًا مع الأسيرات، رافضات تناول الخبز اليابس. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. مريم، الأسيرة الحامل، كانت قد فقدت جنينها، وكانت هذه الجريمة كالطعنة في قلب لينا. لكنها واصلت التحدي، مستلهمة كنفاني في رمزية المرأة الفلسطينية. كانت تغني أغنية شعبية، صوتها يتردد عبر الجدران، يصل إلى عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير آخر، شاب يُدعى خالد، بدأ يعاني من علامات السرطان بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. حسام، الذي بدأ يشعر بضعف جسدي خطير، ظل يردد: "إذا استسلمنا، فازوا."

في تلك اللحظة، وصلت أنباء عن مفاوضات التبادل. المقاومة في غزة، التي أسرت جنودًا صهاينة، كانت تضغط للإفراج عن محكومين بالسجن المؤبد، بما في ذلك عمر. كانت هذه الأنباء كضوء خافت في ظلام السجن، لكن يتسحاق، بأوامر من بنيامين، هدد بمزيد من التنكيل إذا استمر الأسرى في التحدي. عمر، رغم ألمه، حث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أذلت الكيان. "الإفراج قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء." كانت كلماته، كأنها من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. عدنان، رغم ضعفه، شعر بروح المقاومة تنمو في قلبه. كان يتذكر كلمات كنفاني عن الأرض التي تنبت من الدم، ونظر إلى عمر، الذي كان يبتسم رغم الألم. "إنهم يظنون أن الجوع سيكسرنا," قال عدنان، "لكنهم لا يعرفون أننا نستمد قوتنا من هذه الأرض."

في تلك الليلة، اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا، حاملًا أمرًا من إيتمار بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ، لكن الأسرى، بقيادة عدنان، بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد، كأنما يتحدون الموت. لينا، من قسم النساء، انضمت إليهم، صوتها يتردد عبر الجدران، كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا، وسنبقى." كان الفجر يقترب، يحمل وعدًا بالحرية، لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.


الفصل الرابع: أسرار الأسيرات

في أعماق سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها أفواه مفتوحة تلتهم الأمل، كان الدكتور عدنان يجلس في زنزانته، عيناه تتتبعان خيط ضوء خافت يتسلل من شق في السقف، كأنما بصيص من فلسطين يذكره بأن الحرية ليست حلمًا بعيدًا. كان الجوع، الذي فرضه إيتمار بأوامر من بنيامين وزاليل بعد 7 أكتوبر 2023، قد نحت جسده، لكنه لم يستطع أن ينحت روحه. كان عدنان، الطبيب الذي رأى الموت مرات لا تحصى، يحمل في قلبه إيمانًا مستلهمًا من غسان كنفاني، حيث الأرض تنبض بالحياة رغم الدم. بجانبه، كان الدكتور حسام، الشاب الذي بدأ الجوع يرسم خطوطًا عميقة على وجهه، يحاول تخفيف ألم أسير شاب بقطعة قماش مبللة بالماء العكر. كان حسام، رغم ضعفه الجسدي، يحتفظ بروح طبيب لا يعرف الاستسلام، كأنما يعيش في صفحات همنغواي حيث الصمود هو النصر الحقيقي. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يجلس على الأرض، لحيته البيضاء تلمع تحت ضوء المصباح الخافت كتاج الصمود. كان عمر، رجل في الخمسينيات، محبوبًا من الجميع، يحمل حكمة السنين ونار الثورة. كان صوته، العميق كالجبال، يروي للأسرى قصص المقاومة، لكنه الآن بدأ يزرع فيهم بذور الوعي الاجتماعي الطبقي، مستلهمًا ماركس وتولستوي، محذرًا من تحالف دولة الإبادة الجماعية الصهيونية مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول نازيتها منذ 1948.

كان عمر يتحدث بلهفة عن العدالة الاجتماعية، عن عالم بلا طبقات حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء، ولا يدعم الطغاة بعضهم بعضًا. "إنهم يخافون من وعينا," قال للأسرى، وهو ينظر إلى عيونهم المتعبة. "بنيامين وإيتمار وزاليل، بدعم من شيوخ الخليج، يريدون سحقنا لأننا نرى الحقيقة: أن حريتنا تهدد عروشهم." كانت كلماته، المستلهمة من سخرية غوغول، كالنار التي تشعل الأمل في قلوب الأسرى. كان الأسرى، الذين بدأوا يتأثرون بأفكاره، يتبادلون النظرات، كأنما يرون للمرة الأولى أن معركتهم ليست فقط ضد الاحتلال، بل ضد نظام عالمي يدعم الإبادة الجماعية. حتى حسام، الذي كان يركز على الطب، بدأ يستمع إلى عمر، يرى في أفكاره أملًا لعالم جديد.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تواجه جحيمًا لا يوصف. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسي وجسدي تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، امرأة ذات وجه متصلب كأنها تمثال من الحقد. كانت ميرا تنفذ أوامر إيتمار، الذي أعلن في خطاب متلفز أن "الأسيرات يجب أن يعرفن مكانهن". حاولت ميرا كسر إرادة لينا، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. كانت إحدى الأسيرات، مريم، حاملًا في شهرها السابع، لكن السجانون، بأوامر من زاليل، رفضوا تقديم الرعاية لها، مما أدى إلى إجهاضها في زنزانتها. كانت هذه الجريمة، كالطعنة في قلب لينا، لكنها واصلت التحدي، تغني أغنية شعبية عبر الجدران، تصل إلى عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير شاب يُدعى خالد، بدأ يعاني من علامات السرطان بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. كان يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصقل الروح، ونظر إلى حسام، الذي كان يساعده بيدين مرتجفتين من الجوع. "إذا استسلمنا، فازوا," قال حسام، وهو يحاول تضميد جرح خالد. لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية. "لا علاج للإرهابيين!" صرخ يتسحاق، وهو يسحب خالد بعيدًا، تاركًا عدنان وحسام يصرخان عبثًا. كان يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين، الذي أعلن في اجتماعاته السرية أن "الأسرى يجب أن يعانوا حتى النهاية". كان إيتمار وزاليل، بدعم من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، يدفعان بسياسات التجويع والإهمال، مستذكرين نازية 1948 التي دمرت قرى فلسطينية.

في تلك الليلة، سمع الأسرى عن استشهاد قائد آخر، يُدعى أيمن، صديق عمر منذ أيام النضال. كان أيمن قد عُذب حتى الموت في غرفة التحقيق، حيث حاول يتسحاق إجباره على الاعتراف. لكن أيمن، كشخصيات تولستوي، رفض أن ينكسر، ومات وهو يبتسم، كأنما يرى فلسطين حرة. كان استشهاده، كما استشهاد الدكتور عدنان البرش في أبريل 2024، كالصاعقة التي هزت الأسرى. عمر، رغم ألمه الذي بدأ يشتد، وقف في وسط الزنزانة، وصرخ: "كل شهيد هو شعلة!" كانت كلماته كالنور في ظلام السجن، تشعل الأمل في قلوب الأسرى. بدأ الأسرى، متأثرين بأفكار عمر الشيوعية، يناقشون الوعي الطبقي، يرون أن الكفاح ضد الاحتلال هو جزء من كفاح أكبر ضد الاستغلال العالمي. "إنهم يخافون من وحدتنا," قال عمر، "لأن وحدتنا تهدد تحالفهم مع شيوخ الخليج."

في قسم النساء، كانت لينا تقود إضرابًا صغيرًا مع الأسيرات، رافضات تناول الخبز اليابس. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. كانت مريم، التي فقدت جنينها، لا تزال في حالة صدمة، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش خالد، لكن الإهمال الطبي جعل حالته تزداد سوءًا. حسام، الذي بدأ يشعر بضعف جسدي خطير، ظل يردد: "إذا استسلمنا، فازوا." عمر، رغم مرضه، كان يحث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن المؤبدين قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء."

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه، يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى، مستذكرين سياسات 1948. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار. "إذا كسرناهم، نكسر غزة." زاليل أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين، الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس، شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب، وأن استشهاد الأسرى يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع، مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى". كان يتسحاق ينقل له تقارير عن إضراب الأسيرات، لكنه أمر بمزيد من التنكيل، مدعومًا بمحميات الخليج التي تمول هذه النازية.

في تلك الليلة، اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا، حاملًا أمرًا من بنيامين بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ، لكن الأسرى، بقيادة عدنان، بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد، كأنما يتحدون الموت. لينا، من قسم النساء, انضمت إليهم، صوتها يتردد عبر الجدران، كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا، وسنبقى." كان الفجر يقترب، يحمل وعدًا بالحرية، لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.

الفصل الخامس: مرض الإهمال

في زنازن سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها قبور حية تلتهم الأرواح، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، جسده منهك من الجوع الذي فُرض منذ 7 أكتوبر 2023، لكن عينيه لا تزالان تحملان شرارة الأمل، كأنما مستلهمة من كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي تنبض بالحياة رغم الدم. كان البرد يتسلل إلى عظامه، والإهمال الطبي، بأوامر من بنيامين وإيتمار وزاليل، قد بدأ ينحت في جسده علامات المرض. كان عدنان، الطبيب الذي اعتاد مواجهة الموت في مستشفى الشفاء، يشعر بألم في صدره، علامات مبكرة للسرطان بسبب الإهمال، لكنه رفض أن ينكسر، مستذكرًا ديستوفيسكي في وصفه للمعاناة التي تصقل الروح. بجانبه، كان الدكتور حسام، الشاب الذي بدأ الجوع يرسم خطوطًا عميقة على وجهه، يحاول تضميد جرح أسير آخر بقطعة قماش ممزقة، مستخدمًا ماءً عكرًا مهربًا من السجانين. كان حسام يحمل قلب طبيب لا يعرف الاستسلام، لكنه كان يشعر بضعف جسدي يزداد يومًا بعد يوم، كأنما يعيش في صفحات همنغواي حيث الصمود هو النصر الوحيد. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية، يقاوم مرضه المزمن، الذي تحول إلى سرطان بسبب الحرمان من الدواء. لحيته البيضاء، رمز صموده، كانت لا تزال تلمع تحت ضوء المصباح الخافت، وعيناه تحملان نار الثورة. كان عمر، المحبوب من الجميع، يزرع في الأسرى بذور الوعي الطبقي، مستلهمًا ماركس وتولستوي، محذرًا من تحالف دولة الإبادة الجماعية الصهيونية مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول نازيتها منذ 1948.

كان عمر يتحدث بصوت عميق كالجبال، يروي للأسرى عن عالم يسوده العدل، حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء، ولا يدعم الطغاة بعضهم بعضًا. "بنيامين وإيتمار وزاليل يخافون من وعينا," قال، وهو ينظر إلى عيونهم المتعبة. "إنهم يريدون سحقنا لأننا نرى الحقيقة: أن حريتنا تهدد عروشهم وتحالفهم مع شيوخ الخليج." كانت كلماته، المستلهمة من سخرية غوغول، كالنار التي تشعل الأمل في قلوب الأسرى. كان الأسرى، الذين بدأوا يتأثرون بأفكاره الشيوعية، يتبادلون النظرات، يرون أن معركتهم ليست فقط ضد الاحتلال، بل ضد نظام عالمي يدعم الإبادة. حتى عدنان، الذي كان يركز على الطب، بدأ يرى في أفكار عمر رؤية لعالم جديد، حيث العدالة ليست حلمًا بل هدفًا. حسام، الذي كان يستمع إلى عمر بينما يضمد جرحًا، شعر بأن هذه الأفكار تعطيه قوة جديدة، كأنما الوعي الطبقي هو الدواء الذي يحتاجه الأسرى.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تواجه جحيمًا لا يوصف. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسية وجسدية تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، التي كانت تنفذ أوامر إيتمار بكل قسوة. حاولت ميرا كسر إرادتها، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. كانت إحدى الأسيرات، مريم، لا تزال تعاني من صدمة فقدان جنينها بسبب الإهمال الطبي، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير شاب يُدعى خالد، الذي بدأ يعاني من علامات السرطان بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. كان يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصقل الروح، ونظر إلى حسام، الذي كان يساعده بيدين مرتجفتين من الجوع. "إذا استسلمنا، فازوا," قال حسام، وهو يحاول تضميد جرح خالد. لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية. "لا علاج للإرهابيين!" صرخ يتسحاق، وهو يسحب خالد بعيدًا، تاركًا عدنان وحسام يصرخان عبثًا. كان يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين، الذي أعلن في اجتماعاته السرية أن "الأسرى يجب أن يعانوا حتى النهاية". كان إيتمار وزاليل، بدعم من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، يدفعان بسياسات التجويع والإهمال، مستذكرين نازية 1948 التي دمرت قرى فلسطينية.

في تلك الليلة، سمع الأسرى عن استشهاد قائد آخر، يُدعى أيمن، صديق عمر منذ أيام النضال. كان أيمن قد عُذب حتى الموت في غرفة التحقيق، حيث حاول يتسحاق إجباره على الاعتراف. لكن أيمن، كشخصيات تولستوي، رفض أن ينكسر، ومات وهو يبتسم، كأنما يرى فلسطين حرة. كان استشهاده، كما استشهاد الدكتور عدنان البرش في أبريل 2024، كالصاعقة التي هزت الأسرى. عمر، رغم ألمه الذي بدأ يشتد، وقف في وسط الزنزانة، وصرخ: "كل شهيد هو شعلة!" كانت كلماته كالنور في ظلام السجن، تشعل الأمل في قلوب الأسرى. بدأ الأسرى، متأثرين بأفكار عمر الشيوعية، يناقشون الوعي الطبقي، يرون أن الكفاح ضد الاحتلال هو جزء من كفاح أكبر ضد الاستغلال العالمي. "إنهم يخافون من وحدتنا," قال عمر، "لأن وحدتنا تهدد تحالفهم مع شيوخ الخليج."

في قسم النساء، كانت لينا تقود إضرابًا صغيرًا مع الأسيرات، رافضات تناول الخبز اليابس. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. مريم، التي فقدت جنينها، كانت لا تزال في حالة صدمة، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش خالد، لكن الإهمال الطبي جعل حالته تزداد سوءًا. حسام، الذي بدأ يشعر بضعف جسدي خطير، ظل يردد: "إذا استسلمنا، فازوا." عمر، رغم مرضه، كان يحث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن المؤبدين قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء."

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه, يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى, مستذكرين سياسات 1948. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار, "إذا كسرناهم, نكسر غزة." زاليل أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين, الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس, شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب, وأن استشهاد الأسرى يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع, مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى". كان يتسحاق ينقل له تقارير عن إضراب الأسيرات, لكنه أمر بمزيد من التنكيل, مدعومًا بمحميات الخليج التي تمول هذه النازية.

في تلك الليلة, اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا, حاملًا أمرًا من بنيامين بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ, لكن الأسرى, بقيادة عدنان, بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد, كأنما يتحدون الموت. لينا, من قسم النساء, انضمت إليهم, صوتها يتردد عبر الجدران, كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا, وسنبقى." كان الفجر يقترب, يحمل وعدًا بالحرية, لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.



الفصل السادس: صمود القائد

في أعماق سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها أقفاص موت تلتهم الأرواح ببطء، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، جسده منهك من التجويع الذي فرضته سياسات بنيامين وإيتمار وزاليل منذ 7 أكتوبر 2023. كان الألم في صدره، علامة السرطان الذي بدأ ينمو بسبب الإهمال الطبي، يذكره بمصير الدكتور عدنان البرش الذي استشهد في أبريل 2024، لكن عينيه، الحادتين كطبيب اعتاد مواجهة الموت، كانتا تحملان شرارة لا تنطفئ، مستلهمة من كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي تنبض بالحياة رغم الدم. بجانبه، كان الدكتور حسام، الشاب الذي نحت الجوع خطوطًا عميقة على وجهه، يحاول تخفيف ألم أسير شاب بقطعة قماش مبللة بالماء العكر المهرب. كان حسام يحمل قلب طبيب لا يعرف الاستسلام، لكنه كان يشعر بضعف جسدي يزداد يومًا بعد يوم، كأنما يعيش في صفحات همنغواي حيث الصمود هو النصر الوحيد. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية، يقاوم مرضه المزمن، الذي تحول إلى سرطان بسبب الحرمان من الدواء. لحيته البيضاء، رمز صموده، كانت لا تزال تلمع تحت ضوء المصباح الخافت، وعيناه تحملان نار الثورة. كان عمر، المحبوب من الجميع، يزرع في الأسرى بذور الوعي الطبقي، مستلهمًا ماركس وتولستوي، محذرًا من تحالف دولة الإبادة الجماعية الصهيونية مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول نازيتها منذ 1948. كان صوته، العميق كالجبال، يروي للأسرى عن عالم يسوده العدل، حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء، ولا يدعم الطغاة بعضهم بعضًا. "بنيامين وإيتمار وزاليل يخافون من وحدتنا," قال، وهو ينظر إلى عيونهم المتعبة. "إنهم يريدون سحقنا لأننا نرى الحقيقة: أن حريتنا تهدد عروشهم وتحالفهم مع شيوخ الخليج." كانت كلماته، المستلهمة من سخرية غوغول، كالنار التي تشعل الأمل في قلوب الأسرى، الذين تأثروا بأفكاره الشيوعية، يرون أن معركتهم ضد الاحتلال هي جزء من ثورة عالمية ضد الظلم.

كان إضراب الأسرى عن الطعام، الذي بدأ في الأيام السابقة، قد أشعل شرارة تحدٍ في السجن. كان عدنان، رغم ضعفه الجسدي، يقود الإضراب، يرى فيه تحديًا لنازية الكيان الصهيوني. "إذا أكلنا خبزهم، نقبل عبوديتهم," قال للأسرى، مستلهمًا ديستوفيسكي في وصفه للروح التي تقاوم الخضوع. كان الأسرى، متأثرين بأفكار عمر الشيوعية، يتبادلون النظرات، يرون أن إضرابهم ليس فقط من أجل الحرية، بل من أجل عالم يرفض الاستغلال. كان عمر، رغم ألمه الذي اشتد، يحث الأسرى على الصمود، يروي لهم عن المقاومة في غزة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض للإفراج عن المؤبدين. "الإفراج قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء." كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. كان الأسرى يناقشون في الليالي الطويلة الوعي الطبقي، يرون أن كفاحهم ضد الاحتلال هو جزء من كفاح عالمي ضد الاستغلال. حتى عدنان، الذي كان يركز على الطب، بدأ يرى في أفكار عمر رؤية لعالم جديد، حيث العدالة ليست حلمًا بل هدفًا.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تقود إضرابًا موازيًا مع الأسيرات، رافضات الخبز اليابس. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسية وجسدية تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، التي كانت تنفذ أوامر إيتمار بكل قسوة. حاولت ميرا كسر إرادتها، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. كانت إحدى الأسيرات، مريم، لا تزال تعاني من صدمة فقدان جنينها بسبب الإهمال الطبي، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر. كانت لينا، متأثرة بأفكار عمر الشيوعية التي سمعتها عبر الجدران، ترى أن صمودها جزء من كفاح طبقي عالمي ضد الظلم.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير شاب يُدعى خالد، الذي كان السرطان يفتك بجسده بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. كان يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصقل الروح، ونظر إلى حسام، الذي كان يساعده بيدين مرتجفتين من الجوع. "إذا استسلمنا، فازوا," قال حسام، وهو يحاول تضميد جرح خالد. لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية. "لا إضراب في السجن!" صرخ يتسحاق، وهو يوجه عصاه نحو عدنان، الذي تلقى صدمة كهربائية جعلته يسقط على الأرض. لكن عدنان، مستلهمًا همنغواي، وقف مجددًا، ينظر إلى يتسحاق بنظرة تحدٍ. "اضرب كما تشاء," قال، "لكنك لن تملك روحنا." كانت كلماته كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسرى. كان يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين، الذي أعلن في اجتماعاته السرية أن "الأسرى يجب أن يعانوا حتى النهاية". كان إيتمار وزاليل، بدعم من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، يدفعان بسياسات التجويع والإهمال، مستذكرين نازية 1948 التي دمرت قرى فلسطينية.

في تلك الليلة، تصاعدت الدراما عندما سمع الأسرى عن استشهاد أسير آخر، يُدعى رامي، قائد شاب في المقاومة. كان رامي قد عُذب حتى الموت في غرفة التحقيق، حيث حاول يتسحاق إجباره على الاعتراف. لكن رامي، كشخصيات تولستوي، رفض أن ينكسر، ومات وهو يبتسم، كأنما يرى فلسطين حرة. كان استشهاده كالصاعقة التي هزت الأسرى، لكنه أشعل فيهم نار الثورة. كان عمر، رغم ألمه الذي اشتد، يقف في وسط الزنزانة، يصرخ: "كل شهيد هو شعلة!" كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. كان الأسرى، متأثرين بأفكاره الشيوعية، يناقشون الوعي الطبقي، يرون أن كفاحهم ضد الاحتلال هو جزء من ثورة عالمية ضد الاستغلال. "إنهم يخافون من وحدتنا," قال عمر، "لأن وحدتنا تهدد تحالفهم مع شيوخ الخليج."

في قسم النساء، كانت لينا تواصل إضرابها، رافضة الخبز اليابس، متأثرة بأفكار عمر الشيوعية. كانت ترى أن صمودها ليس فقط من أجل فلسطين، بل من أجل كل مظلوم في العالم. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. كانت مريم، التي فقدت جنينها، تبكي في الليل، لكن لينا كانت تغني لها، كأنما تعيد إليها الأمل. كانت أغنيتها تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش خالد، لكن الإهمال الطبي جعل حالته تزداد سوءًا. حسام، الذي بدأ يشعر بضعف جسدي خطير، ظل يردد: "إذا استسلمنا، فازوا." عمر، رغم مرضه، كان يحث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن المؤبدين قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء."

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه، يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى، مستذكرين سياسات 1948. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار، "إذا كسرناهم، نكسر غزة." زاليل أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين، الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس، شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب، وأن استشهاد رامي وغيره يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع، مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى". كان يتسحاق ينقل له تقارير عن إضراب الأسرى، لكنه أمر بمزيد من التنكيل، مدعومًا بمحميات الخليج التي تمول هذه النازية.

في تلك الليلة، اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا، حاملًا أمرًا من بنيامين بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ، لكن الأسرى، بقيادة عدنان، بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد، كأنما يتحدون الموت. لينا، من قسم النساء، انضمت إليهم، صوتها يتردد عبر الجدران، كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا، وسنبقى." كان الفجر يقترب، يحمل وعدًا بالحرية، لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.

الفصل السابع: أشباح الزنزانة

في زنازن سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها أفواه موت مفتوحة تلتهم الأرواح، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، جسده منهك من التجويع الذي فرضته سياسات بنيامين وإيتمار وزاليل منذ 7 أكتوبر 2023. كان البرد يتسلل إلى عظامه، والألم في صدره، علامة السرطان الذي بدأ ينمو بسبب الإهمال الطبي، يذكره بمصير الدكتور عدنان البرش الذي استشهد في أبريل 2024. لكن عينيه، الحادتين كطبيب رأى الموت مرات لا تحصى، كانتا تحملان شرارة لا تنطفئ، مستلهمة من كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي تنبض بالحياة رغم الدم. بجانبه، كان الدكتور حسام، الشاب الذي نحت الجوع خطوطًا عميقة على وجهه، يحاول تخفيف ألم أسير شاب بقطعة قماش مبللة بالماء العكر المهرب. كان حسام يحمل قلب طبيب لا يعرف الاستسلام، لكنه كان يشعر بضعف جسدي يزداد يومًا بعد يوم، كأنما يعيش في صفحات همنغواي حيث الصمود هو النصر الوحيد. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية، يقاوم مرضه المزمن، الذي تحول إلى سرطان بسبب الحرمان من الدواء. لحيته البيضاء، رمز صموده، كانت لا تزال تلمع تحت ضوء المصباح الخافت، وعيناه تحملان نار الثورة. كان عمر، المحبوب من الجميع، يزرع في الأسرى بذور الوعي الطبقي، مستلهمًا ماركس وتولستوي، محذرًا من تحالف دولة الإبادة الجماعية الصهيونية مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول نازيتها منذ 1948. كان صوته، العميق كالجبال، يروي للأسرى عن عالم يسوده العدل، حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء، ولا يدعم الطغاة بعضهم بعضًا. "بنيامين وإيتمار وزاليل يخافون من وحدتنا," قال، وهو ينظر إلى عيونهم المتعبة. "إنهم يريدون سحقنا لأننا نرى الحقيقة: أن حريتنا تهدد عروشهم وتحالفهم مع شيوخ الخليج." كانت كلماته، المستلهمة من سخرية غوغول، كالنار التي تشعل الأمل في قلوب الأسرى، الذين بدأوا يتأثرون بأفكاره الشيوعية، يرون أن معركتهم ضد الاحتلال هي جزء من كفاح عالمي ضد الاستغلال.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تواجه جحيمًا لا يوصف. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسية وجسدية تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، التي كانت تنفذ أوامر إيتمار بكل قسوة. حاولت ميرا كسر إرادتها، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. كانت إحدى الأسيرات، مريم، لا تزال تعاني من صدمة فقدان جنينها بسبب الإهمال الطبي، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر. لكن الانتهاكات تفاقمت: الأسيرات كن يُجبرن على الوقوف عاريات لساعات، ويُحرمن من النوم، ويُمنعن من الرعاية الصحية. كانت لينا تقود إضرابًا صغيرًا، رافضة الخبز اليابس، مستلهمة من أفكار عمر الشيوعية التي سمعتها عبر الجدران، حيث كانت ترى أن صمودها جزء من كفاح طبقي عالمي ضد الظلم.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير شاب يُدعى خالد، الذي كان السرطان يفتك بجسده بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. كان يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصقل الروح، ونظر إلى حسام، الذي كان يساعده بيدين مرتجفتين من الجوع. "إذا استسلمنا، فازوا," قال حسام، وهو يحاول تضميد جرح خالد. لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية. "لا علاج للإرهابيين!" صرخ يتسحاق، وهو يسحب خالد بعيدًا، تاركًا عدنان وحسام يصرخان عبثًا. كان يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين، الذي أعلن في اجتماعاته السرية أن "الأسرى يجب أن يعانوا حتى النهاية". كان إيتمار وزاليل، بدعم من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، يدفعان بسياسات التجويع والإهمال، مستذكرين نازية 1948 التي دمرت قرى فلسطينية. كان عمر، رغم ألمه الذي اشتد، يواصل إلهام الأسرى، يروي لهم عن الوعي الطبقي الذي يهدد الكيان الصهيوني وداعميه. "إنهم يريدون أن نكون عبيدًا," قال عمر، "لكننا نرى عالمهم الحقيقي: عالم بناه الاستغلال والإبادة." كانت كلماته تشعل في الأسرى إيمانًا جديدًا، حيث بدأوا يرون أن كفاحهم ضد الاحتلال هو جزء من ثورة عالمية ضد الظلم.

في تلك الليلة، سمع الأسرى عن استشهاد طفل آخر، يُدعى يوسف، ابن قائد في المقاومة، لا يتجاوز الرابعة عشرة. كان يوسف قد اعتُقل بتهمة "إلقاء الحجارة"، لكن التجويع والضرب أنهيا حياته. عدنان، الذي رأى جثمانه يُسحب من زنزانة مجاورة، شعر بغضب يعتصر قلبه، كأنما يرى أشباح ديستوفيسكي تطارده. "لماذا الأطفال؟" همس لحسام، الذي كان يضمد جرحًا في ذراعه. حسام، بعينين مليئتين بالدموع، رد: "لأنهم يخافون من أطفالنا أكثر من جنودنا." كان استشهاد يوسف كالنار التي أشعلت ثورة صغيرة داخل السجن. الأسرى، بقيادة عمر، بدأوا يضربون الجدران، يرددون هتافات المقاومة، متأثرين بأفكاره الشيوعية عن الوحدة والعدالة. كان عمر يقول: "كل شهيد هو بذرة لثورة، ليس فقط في فلسطين، بل في كل مكان يُظلم فيه الإنسان." كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، كالنور في ظلام السجن.

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه، يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى، مستذكرين سياسات 1948 التي دمرت قرى فلسطينية. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار، وهو يضرب الطاولة. "إذا كسرناهم، نكسر غزة." زاليل، بعينيه المليئتين بالكراهية، أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين، الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس، شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب، وأن استشهاد الأسرى، مثل يوسف، يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع، مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى". كان يتسحاق ينقل له تقارير عن إضراب الأسيرات، لكنه أمر بمزيد من التنكيل، مدعومًا بمحميات الخليج التي تمول هذه النازية. كان إيتمار يدعو في خطاباته إلى "سحق الأسرى"، مستلهمًا نازية جديدة ترى في الأطفال والنساء تهديدًا يجب القضاء عليه.

في قسم النساء، كانت لينا تواصل إضرابها، رافضة الخبز اليابس، متأثرة بأفكار عمر التي سمعتها عبر الجدران. كانت ترى أن صمودها ليس فقط من أجل فلسطين، بل من أجل كل مظلوم في العالم. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. كانت مريم، التي فقدت جنينها، تبكي في الليل، لكن لينا كانت تغني لها، كأنما تعيد إليها الأمل. كانت أغنيتها تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش خالد، لكن الإهمال الطبي جعل حالته تزداد سوءًا. حسام، الذي بدأ يشعر بضعف جسدي خطير، ظل يردد: "إذا استسلمنا، فازوا." عمر، رغم مرضه، كان يحث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن المؤبدين قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء." كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد.

في تلك الليلة, اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا, حاملًا أمرًا من بنيامين بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ, لكن الأسرى, بقيادة عدنان, بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد, كأنما يتحدون الموت. لينا, من قسم النساء, انضمت إليهم, صوتها يتردد عبر الجدران, كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا, وسنبقى." كان الفجر يقترب, يحمل وعدًا بالحرية, لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.



الفصل الثامن: ثورة الضمائر

في زنازن سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها قبور حية تمتص الأنفاس، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، جسده منهك من التجويع الذي فرضته سياسات بنيامين وإيتمار وزاليل منذ 7 أكتوبر 2023. كان الألم في صدره، علامة السرطان الذي بدأ ينمو بسبب الإهمال الطبي، يذكره بمصير الدكتور عدنان البرش الذي استشهد في أبريل 2024، لكن عينيه، الحادتين كطبيب اعتاد مواجهة الموت، كانتا تحملان شرارة لا تنطفئ، مستلهمة من كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي تنبض بالحياة رغم الدم. بجانبه، كان الدكتور حسام، الشاب الذي نحت الجوع خطوطًا عميقة على وجهه، يحاول تخفيف ألم أسير شاب بقطعة قماش مبللة بالماء العكر المهرب. كان حسام يحمل قلب طبيب لا يعرف الاستسلام، لكنه كان يشعر بضعف جسدي يزداد يومًا بعد يوم، كأنما يعيش في صفحات همنغواي حيث الصمود هو النصر الوحيد. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية، يقاوم مرضه المزمن، الذي تحول إلى سرطان بسبب الحرمان من الدواء. لحيته البيضاء، رمز صموده، كانت لا تزال تلمع تحت ضوء المصباح الخافت، وعيناه تحملان نار الثورة. كان عمر، المحبوب من الجميع، يزرع في الأسرى بذور الوعي الطبقي، مستلهمًا ماركس وتولستوي، محذرًا من تحالف دولة الإبادة الجماعية الصهيونية مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول نازيتها منذ 1948. كان صوته، العميق كالجبال، يروي للأسرى عن عالم يسوده العدل، حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء، ولا يدعم الطغاة بعضهم بعضًا. "بنيامين وإيتمار وزاليل يخافون من وحدتنا," قال، وهو ينظر إلى عيونهم المتعبة. "إنهم يريدون سحقنا لأننا نرى الحقيقة: أن حريتنا تهدد عروشهم وتحالفهم مع شيوخ الخليج." كانت كلماته، المستلهمة من سخرية غوغول، كالنار التي تشعل الأمل في قلوب الأسرى، الذين بدأوا يتأثرون بأفكاره الشيوعية، يرون أن معركتهم ضد الاحتلال هي جزء من ثورة عالمية ضد الظلم.

في تلك الليلة، اندلعت ثورة صغيرة داخل السجن. كان الأسرى، متأثرين بأفكار عمر الشيوعية، قد قرروا الإضراب عن الطعام، رافضين الخبز اليابس الذي يُقدم لهم كوجبة يومية. كان عدنان، رغم ضعفه الجسدي، يقود الإضراب، يرى فيه تحديًا لنازية الكيان الصهيوني. "إذا أكلنا خبزهم، نقبل عبوديتهم," قال للأسرى، مستلهمًا ديستوفيسكي في وصفه للروح التي تقاوم الخضوع. حسام، الذي كان يعاني من ألم في معدته بسبب الجوع، انضم إلى الإضراب، يردد: "إذا استسلمنا، فازوا." كان عمر، رغم مرضه الذي بدأ يفتك بجسده، يحث الأسرى على الصمود، يروي لهم عن المقاومة في غزة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض للإفراج عن المؤبدين. "الإفراج قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء." كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. كان الأسرى، متأثرين بأفكاره، يناقشون الوعي الطبقي في الليالي الطويلة، يرون أن كفاحهم ضد الاحتلال هو جزء من كفاح عالمي ضد الاستغلال. حتى عدنان، الذي كان يركز على الطب، بدأ يرى في أفكار عمر رؤية لعالم جديد، حيث العدالة ليست حلمًا بل هدفًا.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تقود إضرابًا موازيًا مع الأسيرات، رافضات الخبز اليابس. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسية وجسدية تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، التي كانت تنفذ أوامر إيتمار بكل قسوة. حاولت ميرا كسر إرادتها، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. كانت إحدى الأسيرات، مريم، لا تزال تعاني من صدمة فقدان جنينها بسبب الإهمال الطبي، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وحسام وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر. كانت لينا، متأثرة بأفكار عمر الشيوعية التي سمعتها عبر الجدران، ترى أن صمودها جزء من كفاح طبقي عالمي ضد الظلم.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير شاب يُدعى خالد، الذي كان السرطان يفتك بجسده بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. كان يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصقل الروح، ونظر إلى حسام، الذي كان يساعده بيدين مرتجفتين من الجوع. "إذا استسلمنا، فازوا," قال حسام، وهو يحاول تضميد جرح خالد. لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية. "لا علاج للإرهابيين!" صرخ يتسحاق، وهو يسحب خالد بعيدًا، تاركًا عدنان وحسام يصرخان عبثًا. كان يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين، الذي أعلن في اجتماعاته السرية أن "الأسرى يجب أن يعانوا حتى النهاية". كان إيتمار وزاليل، بدعم من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، يدفعان بسياسات التجويع والإهمال، مستذكرين نازية 1948 التي دمرت قرى فلسطينية.

في تلك الليلة، تصاعدت الدراما عندما اقتحم يتسحاق الزنزانة مرة أخرى، هذه المرة مصطحبًا مجموعة من الجنود لمعاقبة الأسرى على إضرابهم. كان حسام، الذي حاول حماية خالد، هدفًا لعنفهم. ضربوه بعصي كهربائية حتى سقط مغشيًا عليه، الدم يسيل من جبينه. عدنان، رغم ضعفه، حاول التدخل، لكنه تلقى ركلة في صدره، مما زاد من ألمه. لكن عدنان، مستلهمًا تولستوي، وقف صلبًا، ينظر إلى يتسحاق بنظرة تحدٍ. "اضرب كما تشاء," قال، "لكنك لن تملك روحنا." كانت كلماته كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسرى. عمر، رغم ألمه الذي اشتد، وقف بجانب عدنان، يردد: "كل شهيد هو شعلة!" كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. لكن الدراما وصلت ذروتها عندما استشهد حسام، الذي لم يتحمل الضرب والجوع. كان استشهاده، كالصاعقة، يهز الأسرى، لكنه أشعل فيهم نار الثورة. كان حسام، الطبيب الشاب، قد مات دفاعًا عن خالد، لكنه ترك وراءه إرثًا من الصمود.

في قسم النساء، كانت لينا تواصل إضرابها، رافضة الخبز اليابس، متأثرة بأفكار عمر الشيوعية. كانت ترى أن صمودها ليس فقط من أجل فلسطين، بل من أجل كل مظلوم في العالم. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. كانت مريم، التي فقدت جنينها، تبكي في الليل، لكن لينا كانت تغني لها، كأنما تعيد إليها الأمل. كانت أغنيتها تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وعمر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش خالد، لكن الإهمال الطبي جعل حالته تزداد سوءًا. عمر، رغم مرضه، كان يحث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن المؤبدين قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء."

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه، يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى، مستذكرين سياسات 1948. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار، "إذا كسرناهم، نكسر غزة." زاليل أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين، الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس، شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب، وأن استشهاد حسام وغيره يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع، مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى". كان يتسحاق ينقل له تقارير عن إضراب الأسرى، لكنه أمر بمزيد من التنكيل، مدعومًا بمحميات الخليج التي تمول هذه النازية.

في تلك الليلة، اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا، حاملًا أمرًا من بنيامين بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ، لكن الأسرى، بقيادة عدنان، بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد، كأنما يتحدون الموت. لينا، من قسم النساء، انضمت إليهم، صوتها يتردد عبر الجدران، كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا، وسنبقى." كان الفجر يقترب، يحمل وعدًا بالحرية، لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.


الفصل التاسع: نار التضامن

في زنازن سجن عوفر، حيث الجدران الرمادية كأنها أقفاص موت تلتهم الأرواح ببطء، كان الدكتور عدنان يجلس في زاوية زنزانته، جسده منهك من التجويع الذي فرضته سياسات بنيامين وإيتمار وزاليل منذ 7 أكتوبر 2023. كان الألم في صدره، علامة السرطان الذي بدأ ينمو بسبب الإهمال الطبي، يذكره بمصير الدكتور عدنان البرش الذي استشهد في أبريل 2024، لكن عينيه، الحادتين كطبيب اعتاد مواجهة الموت، كانتا تحملان شرارة لا تنطفئ، مستلهمة من كلمات غسان كنفاني عن الأرض التي تنبض بالحياة رغم الدم. استشهاد حسام، الطبيب الشاب الذي مات دفاعًا عن أسير، كان لا يزال يتردد في قلبه كالصاعقة، لكنه حوله إلى نار صمود. في الزنزانة المجاورة، كان عمر، القائد الشيوعي في الجبهة الديمقراطية، يقاوم مرضه المزمن، الذي تحول إلى سرطان بسبب الحرمان من الدواء. لحيته البيضاء، رمز صموده، كانت لا تزال تلمع تحت ضوء المصباح الخافت، وعيناه تحملان نار الثورة. كان عمر، المحبوب من الجميع، يزرع في الأسرى بذور الوعي الطبقي، مستلهمًا ماركس وتولستوي، محذرًا من تحالف دولة الإبادة الجماعية الصهيونية مع محميات الخليج الصهيو-أمريكية، التي تمول نازيتها منذ 1948. كان صوته، العميق كالجبال، يروي للأسرى عن عالم يسوده العدل، حيث لا يستغل الأغنياء الفقراء، ولا يدعم الطغاة بعضهم بعضًا. "بنيامين وإيتمار وزاليل يخافون من وحدتنا," قال، وهو ينظر إلى عيونهم المتعبة. "إنهم يريدون سحقنا لأننا نرى الحقيقة: أن حريتنا تهدد عروشهم وتحالفهم مع شيوخ الخليج." كانت كلماته، المستلهمة من سخرية غوغول، كالنار التي تشعل الأمل في قلوب الأسرى، الذين تأثروا بأفكاره الشيوعية، يرون أن معركتهم ضد الاحتلال هي جزء من ثورة عالمية ضد الظلم.

كان إضراب الأسرى عن الطعام، الذي بدأ في الأيام السابقة، قد أشعل ثورة تضامن داخل السجن. كان عدنان، رغم ضعفه الجسدي، يقود الإضراب، يرى فيه تحديًا لنازية الكيان الصهيوني. "إذا أكلنا خبزهم، نقبل عبوديتهم," قال للأسرى، مستلهمًا ديستوفيسكي في وصفه للروح التي تقاوم الخضوع. كان الأسرى، متأثرين بأفكار عمر الشيوعية، يتبادلون النظرات، يرون أن إضرابهم ليس فقط من أجل الحرية، بل من أجل عالم يرفض الاستغلال. كان عمر، رغم ألمه الذي اشتد، يحث الأسرى على الصمود، يروي لهم عن المقاومة في غزة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض للإفراج عن المؤبدين. "الإفراج قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء." كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. كان الأسرى يناقشون في الليالي الطويلة الوعي الطبقي، يرون أن كفاحهم ضد الاحتلال هو جزء من كفاح عالمي ضد الاستغلال. كان عدنان، الذي بدأ يرى في أفكار عمر رؤية لعالم جديد، يشعر بأن هذه الأفكار تعطيه قوة جديدة، كأنما الوعي الطبقي هو الدواء الذي يحتاجه الأسرى.

في قسم النساء، كانت لينا، الأسيرة الشابة ذات الشعر الأسود المضفر، تقود إضرابًا موازيًا مع الأسيرات، رافضات الخبز اليابس. كانت قد اعتُقلت من مستشفى العودة، وتعرضت لانتهاكات نفسية وجسدية تحت أوامر زاليل، الذي دعا في خطاباته إلى "تطهير" غزة. في غرفة التحقيق، وقفت لينا أمام السجانة ميرا، التي كانت تنفذ أوامر إيتمار بكل قسوة. حاولت ميرا كسر إرادتها، تجبرها على الاعتراف بتهم وهمية، لكن لينا، كشخصيات كنفاني، كانت صلبة كالأرض. "أنتِ تهددين أمن إسرائيل!" صرخت ميرا، وهي تضرب الطاولة. لكن لينا ردت بصوت هادئ، كأنما تقتبس سرفانتس في سخريته من الأوهام: "أنتم تحاربون أشباحًا، لكننا نحن الحقيقة." كانت كلماتها كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسيرات الأخريات، اللواتي كن يتعرضن لتفتيش مهين وتعذيب جنسي. كانت إحدى الأسيرات، مريم، لا تزال تعاني من صدمة فقدان جنينها بسبب الإهمال الطبي، لكن لينا دعمتها، تغني لها أغنية شعبية كأنما تعيد إليها الحياة. كانت هذه الأغنية تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وعمر، كأنما تربط الأسرى برباط لا ينكسر. كانت لينا، متأثرة بأفكار عمر الشيوعية التي سمعتها عبر الجدران، ترى أن صمودها جزء من كفاح طبقي عالمي ضد الظلم.

في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش أسير شاب يُدعى خالد، الذي كان السرطان يفتك بجسده بسبب الإهمال الطبي. كان الجوع والمرض يتحالفان لقتل الأسرى ببطء، لكن عدنان، بقلبه الطبيب، رفض الاستسلام. كان يتذكر كلمات ديستوفيسكي عن المعاناة التي تصقل الروح، ونظر إلى عمر، الذي كان يساعده بكلمات مشجعة رغم ألمه. "إذا استسلمنا، فازوا," قال عمر، وهو يحث الأسرى على مواصلة الإضراب. لكن السجان يتسحاق اقتحم الزنزانة، مصطحبًا جنودًا يحملون عصيًا كهربائية. "لا إضراب في السجن!" صرخ يتسحاق، وهو يوجه عصاه نحو عدنان، الذي تلقى صدمة كهربائية جعلته يسقط على الأرض. لكن عدنان، مستلهمًا همنغواي، وقف مجددًا، ينظر إلى يتسحاق بنظرة تحدٍ. "اضرب كما تشاء," قال، "لكنك لن تملك روحنا." كانت كلماته كالنار، تشعل الأمل في قلوب الأسرى. كان يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين، الذي أعلن في اجتماعاته السرية أن "الأسرى يجب أن يعانوا حتى النهاية". كان إيتمار وزاليل، بدعم من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، يدفعان بسياسات التجويع والإهمال، مستذكرين نازية 1948 التي دمرت قرى فلسطينية.

في تلك الليلة، سمع الأسرى عن استشهاد أسير آخر، يُدعى رامي، قائد شاب في المقاومة. كان رامي قد عُذب حتى الموت في غرفة التحقيق، حيث حاول يتسحاق إجباره على الاعتراف. لكن رامي، كشخصيات تولستوي، رفض أن ينكسر، ومات وهو يبتسم، كأنما يرى فلسطين حرة. كان استشهاده كالصاعقة التي هزت الأسرى، لكنه أشعل فيهم نار التضامن. كان عمر، رغم ألمه الذي اشتد، يقف في وسط الزنزانة، يصرخ: "كل شهيد هو شعلة!" كانت كلماته، المستلهمة من تولستوي، تعكس إيمانًا بأن الروح أقوى من الجسد. كان الأسرى، متأثرين بأفكاره الشيوعية، يناقشون الوعي الطبقي، يرون أن كفاحهم ضد الاحتلال هو جزء من ثورة عالمية ضد الاستغلال. "إنهم يخافون من وحدتنا," قال عمر، "لأن وحدتنا تهدد تحالفهم مع شيوخ الخليج."

في قسم النساء، كانت لينا تواصل إضرابها، رافضة الخبز اليابس، متأثرة بأفكار عمر الشيوعية. كانت ترى أن صمودها ليس فقط من أجل فلسطين، بل من أجل كل مظلوم في العالم. كانت الانتهاكات مستمرة: تفتيش مهين، تعذيب نفسي، وحرمان من الرعاية الصحية. كانت مريم، التي فقدت جنينها، تبكي في الليل، لكن لينا كانت تغني لها، كأنما تعيد إليها الأمل. كانت أغنيتها تصل إلى الأسرى الرجال، فتلهم عدنان وعمر. في الزنزانة الرئيسية، كان عدنان يحاول إنعاش خالد، لكن الإهمال الطبي جعل حالته تزداد سوءًا. عمر، رغم مرضه، كان يحث الأسرى على الصمود، يروي قصص المقاومة التي أسرت جنودًا صهاينة، مما أجبر الكيان على التفاوض. "الإفراج عن المؤبدين قادم," قال، "لكن يجب أن نظل أقوياء."

في القدس المحتلة، كان بنيامين يجلس في مكتبه، محاطًا بشاشات تعرض تقارير التنكيل. كان إيتمار وزاليل بجانبه، يناقشان "تشديد الإجراءات" ضد الأسرى، مستذكرين سياسات 1948. "الأسرى هم قلب المقاومة," قال إيتمار، "إذا كسرناهم، نكسر غزة." زاليل أضاف: "88% من شعبنا يدعمون القضاء على هؤلاء الإرهابيين." لكن بنيامين، الذي كان يرى نفسه كفارس سرفانتس، شعر بظلال الشك تتسلل إلى قلبه. كان يعلم أن العالم يراقب، وأن استشهاد رامي وغيره يثير غضبًا دوليًا. لكنه رفض التراجع، مقتنعًا بأن القسوة هي الطريق إلى "إسرائيل الكبرى". كان يتسحاق ينقل له تقارير عن إضراب الأسرى، لكنه أمر بمزيد من التنكيل، مدعومًا بمحميات الخليج التي تمول هذه النازية.

في تلك الليلة، اقتحم يتسحاق الزنزانة مجددًا، حاملًا أمرًا من بنيامين بمنع الصلاة. "لا أصوات في السجن!" صرخ، لكن الأسرى، بقيادة عدنان، بدأوا يرددون الآيات بصوت واحد، كأنما يتحدون الموت. لينا، من قسم النساء، انضمت إليهم، صوتها يتردد عبر الجدران، كأنما ترسل رسالة إلى العالم: "نحن هنا، وسنبقى." كان الفجر يقترب، يحمل وعدًا بالحرية، لكن الطريق كان لا يزال مليئًا بالألم والصمود.

ملخص الفصول التسعة من رواية "أسرى الشرق المفقود"


الفصل الأول: ظلال الأسر
يُعرّف بالشخصيات الرئيسية: عدنان، الطبيب المنهك بالجوع والمرض؛ حسام، الطبيب الشاب الصامد؛ عمر، القائد الشيوعي المحبوب؛ ولينا، الأسيرة الشابة الصلبة. يصور الفصل الظروف القاسية في سجن عوفر، مع التركيز على التجويع والإهمال الطبي بعد 7 أكتوبر 2023، وسياسات النازية الصهيونية. عمر يبدأ بزرع الوعي الطبقي، محذرًا من تحالف الاحتلال مع شيوخ الخليج.

الفصل الثاني: أنين الجدران
يتفاقم التنكيل، مع استشهاد أسير يُدعى ياسر بعد تعذيب وحشي من السجان يتسحاق. لينا تواجه انتهاكات في قسم النساء، لكنها تقاوم بغناء شعبي يلهم الأسرى. عمر يواصل إلهام الأسرى بأفكاره الشيوعية، بينما عدنان وحسام يكافحان لإنقاذ الأسرى من المرض. بنيامين وإيتمار وزاليل يشددون القمع، مدعومين بمحميات الخليج.

الفصل الثالث: أصوات الاستشهاد
يستمر الإضراب عن الطعام، مع استشهاد ياسر وطفل يُدعى أحمد (13 عامًا) بسبب التجويع والضرب. لينا تقود إضرابًا في قسم النساء، رغم الانتهاكات الجنسية والنفسية. عمر يحث الأسرى على الصمود، مستلهمًا الوعي الطبقي. بنيامين يواجه ضغوطًا دولية، لكنه يرفض التراجع، مدعومًا بمحميات الخليج.

الفصل الرابع: أسرار الأسيرات
تتفاقم معاناة الأسيرات، مع إجهاض مريم بسبب الإهمال الطبي. لينا تقاوم بغناء شعبي، مستلهمة من أفكار عمر الشيوعية. عدنان وحسام يكافحان لإنقاذ خالد، بينما يتسحاق ينفذ أوامر بنيامين بالتنكيل. عمر يزرع الوعي الطبقي، محذرًا من تحالف الاحتلال مع شيوخ الخليج.

الفصل الخامس: مرض الإهمال
يتفاقم مرض عدنان وخالد وعمر بسبب الإهمال الطبي. لينا تواصل إضرابها، متأثرة بأفكار عمر. استشهاد أيمن، صديق عمر، يشعل غضب الأسرى. عمر يحث على الصمود، مؤكدًا أن الإفراج قادم. بنيامين وإيتمار وزاليل يواصلون القمع، مدعومين بمحميات الخليج.

الفصل السادس: صمود القائد
يستمر الإضراب، مع استشهاد رامي بعد تعذيب وحشي. عدنان يتلقى صدمة كهربائية، لكنه يقاوم. لينا تقود إضرابًا في قسم النساء، متأثرة بأفكار عمر. الأسرى يناقشون الوعي الطبقي، يرون كفاحهم جزءًا من ثورة عالمية. بنيامين يرفض التراجع رغم الغضب الدولي.

الفصل السابع: أشباح الزنزانة
يستشهد يوسف، طفل في الرابعة عشرة، بسبب التجويع والضرب. لينا تواصل إضرابها، متأثرة بأفكار عمر. عدنان يكافح لإنقاذ خالد، بينما عمر يحث على الصمود. بنيامين وإيتمار وزاليل يشددون القمع، مدعومين بمحميات الخليج. الأسرى يتحدون بترديد الآيات، معلنين: "نحن هنا، وسنبقى."

الفصل الثامن: ثورة الضمائر
يستشهد حسام بعد تعذيب وحشي، مما يشعل ثورة تضامن. عدنان يقود إضرابًا، متأثرًا بأفكار عمر. لينا تواصل إضرابها في قسم النساء، رغم الانتهاكات. عمر يحث على الصمود، مؤكدًا أن الإفراج قادم. بنيامين يواجه ضغوطًا دولية، لكنه يرفض التراجع.

الفصل التاسع: نار التضامن
يستمر الإضراب، مع استشهاد رامي آخر. عدنان يتلقى صدمة كهربائية، لكنه يقاوم. لينا تقود إضرابًا في قسم النساء، متأثرة بأفكار عمر. الأسرى يناقشون الوعي الطبقي، يرون كفاحهم جزءًا من ثورة عالمية. بنيامين يرفض التراجع رغم الغضب الدولي، مدعومًا بمحميات الخليج.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرك الخيانة برعاية الروتشيلد
- رواية : دون كيشوت الفرات والنيل
- رواية :سلاسل العقل، أغلال القلب
- مسرحية العدو الأمريكي والصهيوني الكوميدية
- رواية لحن من الظلال..مع مقدمة نقدية تاريخية
- رواية: الخاتم والنار
- كيف تتحول الى إمبراطورية إعلامية تسخر من مردوخ
- رواية : عدسات مغموسة بالدم والحقيقة (رواية عن الهولوكوست الأ ...
- رواية : صرخة من النهر إلى البحر ( رواية عن الهولوكوست الأمري ...
- رواية الجوع ( عن الهولوكوست الأمريكي الصهيوني ضد شعب فلسطين ...
- رواية : بكاء تحت الركام (عن الهولوكوست الأمريكي الصهيوني ضد ...
- ملخص خلفيات حرب الاستخبارات الأميركية السرية لإسقاط الدولة ا ...
- رواية : آيات الفوضى الخلاقة
- رواية : خرائط الجميز العجيبة
- رواية: انفاق الزيتون الدامي
- السلاح أو الموت: مسرحية المقاومة في زمن نتنياهو النازي الجدي ...
- نقابات بلجيكا تقاوم لوبيات السلاح والإبادة الجماعية
- يوم الأحد الوجودي: سخرية التاريخ من أوهام الكيان
- رواية مشاعل الهامش
- ترامب وزيلينسكي: مهرج ودمية يرقصان لارضاء بوتين


المزيد.....




- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - رواية: أسرى الشرق المفقود