أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - رواية: انفاق الزيتون الدامي















المزيد.....



رواية: انفاق الزيتون الدامي


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


الفصل الأول: أنقاض النكبة

في صباح ربيعي من عام 1948، كانت قرية دير ياسين تغفو تحت أشعة الشمس الخجولة. شجر الزيتون يتمايل برفق، والنسيم يحمل رائحة الخبز الطازج من تنور أم خليل. كان خليل، الطفل ذو السبع سنوات، يركض بين الأزقة الضيقة، يحمل عصاه الخشبية ويتخيل نفسه فارسًا يدافع عن القرية. لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيكون آخر أيام الطفولة. في تلك اللحظة، سُمع دوي انفجار بعيد، ثم صراخ. الدخان بدأ يتصاعد من أطراف القرية، والرصاص اخترق صمت الصباح. كانت ميليشيات "الإرغون" و"شتيرن" تقتحم دير ياسين، تحمل معها وعد الدمار.

ركضت أم خليل إلى البيت، تجذب ابنها من يده بقوة. "خليل، إلى الداخل! الآن!" صرخت، وعيناها تفيضان بالخوف. في الداخل، كان الجد، أبو يوسف، يجلس على كرسيه الخشبي، يقرأ القرآن بهدوء كأن العالم لم ينهار. "لا تخافي يا ابنتي، الله معنا"، قال، لكن صوته كان يرتجف. لم يمر وقت طويل حتى اقتحم الجنود البيت. رجال ملثمون، يحملون بنادق غريبة، يصرخون بلغة لم يفهمها خليل. أبو يوسف وقف بثبات، رفع يديه وقال: "هذا بيتنا، ماذا تريدون؟" الجواب كان رصاصة اخترقت صدره. سقط الجد، ودماؤه تنتشر على الأرضية الحجرية كخريطة للألم.

صرخت أم خليل، لكن يدًا خشنة كتمت فمها. خليل، مختبئًا خلف برميل الزيت، شاهد كل شيء. عيناه المذعورتان رأتا الجنود يسحبون أمه إلى الخارج، بينما النار بدأت تلتهم الجدران. ركض إلى زاوية البيت، حيث كانت شجرة الزيتون الكبيرة تطل من النافذة. لم يكن يعرف لماذا، لكنه شعر أن الشجرة تناديه. "خليل، أهرب"، كأن صوتًا من التراب نفسه يهمس. تسلق النافذة، وسقط في الحديقة، مختبئًا بين الأغصان.

من مخبئه، شاهد خليل القرية تحترق. بيوت الحجر تنهار، والأمهات يصرخن بحثًا عن أطفالهن. الرجال الذين حاولوا المقاومة بالعصي والحجارة كانوا يسقطون واحدًا تلو الآخر. الجنود كانوا يضحكون، يطلقون النار على كل شيء يتحرك. خليل رأى جاره، أبو سمير، يحمل ابنته الصغيرة ويحاول الهرب. رصاصة أصابت ظهره، فسقط، وابنته بقيت تصرخ إلى أن سكتت إلى الأبد. الدماء كانت ترسم خطوطًا على الأرض، كأنها خريطة جديدة لفلسطين.

في تلك اللحظة، ظهر الجثمان الحي لأول مرة. لم يكن شبحًا بالمعنى التقليدي، بل كان كيانًا غامضًا، جسدًا شفافًا يتكون من الدخان والتراب. وقف بين الأنقاض، عيناه كانتا بئرين من الحزن العميق. "خليل"، همس، "نحن هنا، لن نموت". الطفل لم يفهم، لكنه شعر بالدفء يسري في عروقه رغم الرعب. الجثمان الحي أشار إلى التلال البعيدة، حيث كان بعض القرويين يهربون. "اذهب، يا خليل، احمل القصة".

ركض خليل، قدماه الصغيرتان تنزلقان على الحجارة. وصل إلى مجموعة من الناجين، بينهم عمته فاطمة. كانت تحمل رضيعها وتبكي بهدوء. "أين أمك؟" سألت. خليل لم يجب، لأن الجواب كان أثقل من أن يحمله لسان طفل. المجموعة بدأت المسير نحو غزة، حيث كانوا يأملون في الأمان. الطريق كان طويلًا، والشمس تحرق ظهورهم. في الخلف، كانت دير ياسين تختفي في سحابة من الدخان.

في الليل، توقف الناجون عند وادٍ صغير. أشعلوا نارًا صغيرة، وجلسوا يروون قصصهم. كل قصة كانت جرحًا جديدًا: عائلات مزقت، بيوت دمرت، أحلام تبخرت. فاطمة روت كيف شاهدت جارتها تموت وهي تحمي أطفالها. رجل عجوز، يدعى أبو محمود، تحدث عن الأمل: "فلسطين لن تموت، نحن بذورها". خليل استمع، لكنه لم يستطع النوم. كلما أغمض عينيه، رأى الجثمان الحي يقف بين الأشجار، يشير إلى غزة.

في الأيام التالية، وصل الناجون إلى غزة. كانت المدينة مزدحمة باللاجئين من قرى أخرى: يافا، حيفا، اللد. خيام من القماش البالي انتشرت على امتداد البصر. خليل وفاطمة استقرا في خيمة صغيرة، بجانب عائلة أخرى فقدت كل شيء. الجوع بدأ يظهر، والماء كان نادرًا. لكن في تلك الخيام، بدأت تتشكل روح جديدة: روح المقاومة. الرجال كانوا يجتمعون سرًا، يتحدثون عن السلاح والثورة.

خليل، رغم صغر سنه، بدأ يشعر بمسؤولية غريبة. كان يتجول بين الخيام، يستمع إلى القصص، ويحفظها. في إحدى الليالي، جلس مع رجل عجوز يدعى الحاج زكريا، كان يحمل بندقية قديمة من الحرب العالمية الأولى. "هذه ليست مجرد بندقية"، قال الحاج، "هذه ذاكرة". خليل لم يفهم تمامًا، لكنه شعر أن عليه أن يحمل شيئًا أثقل من السلاح: الحقيقة.

الأيام مرت، والخيام أصبحت مدينة من الألم والأمل. فاطمة بدأت تعمل كخياطة، تصلح الملابس الممزقة للاجئين. خليل كان يساعدها، لكنه كان يقضي معظم وقته يراقب الناس. كان يرى الأمهات يطبخن على النار، والأطفال يلعبون بالحجارة، والشباب يخططون للمستقبل. في إحدى الليالي، ظهر الجثمان الحي مجددًا. هذه المرة، كان يقف بجانب خيمة خليل، يحمل غصن زيتون. "احمل هذا، يا خليل"، قال، "لأن الزيتون لا يموت".

في غزة، بدأت تتشكل هوية جديدة. اللاجئون لم يكونوا مجرد ضحايا، بل كانوا شعبًا يرفض النسيان. خليل بدأ يتعلم القراءة والكتابة من مدرسة صغيرة أقامها اللاجئون. كان المعلم، الأستاذ ناصر، يقول دائمًا: "القلم هو سلاحنا الثاني". خليل أخذ هذه الكلمات على محمل الجد. بدأ يكتب قصص القرية، قصص الشهداء، قصص الناجين. كان يشعر أن كل كلمة يكتبها هي طوبة في بناء فلسطين الجديدة.

لكن الحياة في غزة لم تكن سهلة. القوات الصهيونية كانت تحيط بالمدينة، تفرض قيودًا على الحركة والتجارة. الطعام كان نادرًا، والدواء أندر. خليل شاهد أطفالًا يموتون من الجوع، وأمهات يبكين على قبور أبنائهن. لكنه شاهد أيضًا صمودًا غريبًا. في إحدى الليالي، نظم اللاجئون مهرجانًا صغيرًا. رقصوا الدبكة، وغنوا أغاني الوطن. خليل، الذي كان يشعر باليأس، وجد نفسه يبتسم لأول مرة منذ دير ياسين.

في تلك اللحظة، عاد الجثمان الحي. هذه المرة، كان يرتدي ثوبًا أبيض، ووجهه يشبه وجوه كل من فقدهم خليل. "نحن لسنا أمواتًا"، قال الجثمان، "نحن فيكم، في كل خطوة، في كل كلمة". خليل شعر بقوة غريبة تملأ قلبه. أدرك أن مهمته ليست فقط البقاء، بل الحفاظ على الذاكرة. أخذ ورقة وقلمًا، وبدأ يكتب: "في عام 1948، بدأت النكبة، لكنها لم تنته. نحن هنا، وسنبقى".

الأيام تحولت إلى أسابيع، والأسابيع إلى شهور. غزة أصبحت رمزًا للصمود، لكنها كانت أيضًا سجنًا كبيرًا. خليل كبر، ومعه كبر حلمه. كان يحلم بيوم يعود فيه إلى دير ياسين، يعيد بناء البيت، ويزرع شجرة زيتون جديدة. لكنه كان يعلم أن الطريق طويل. في إحدى الليالي، جلس مع فاطمة، التي أصبحت بمثابة أم له. "خليل"، قالت، "الوطن ليس مجرد أرض، إنه القصص التي نحملها". تلك الكلمات أصبحت شعلة في قلبه.

يقف خليل على شاطئ غزة. البحر أمامه يمتد إلى الأفق، لكنه محاصر بالسفن الحربية. ينظر إلى السماء، حيث النجوم تتلألأ رغم الظلام. الجثمان الحي يظهر لآخر مرة في هذا الفصل، واقفًا على الماء كأنه نبي. "احمل الزيتون، يا خليل"، يقول، "واحمل الحقيقة". خليل يمسك بغصن زيتون كان قد التقطه من الأرض، ويتعهد لنفسه: "سأروي القصة، مهما كلفني الأمر". الفصل ينتهي مع صوت الأمواج، وصوت خليل الطفل الذي بدأ يكبر، يحمل ذاكرة شعبه.

لكن الذاكرة لم تكن خفيفة. كل ليلة، كان خليل يرى أبو يوسف في أحلامه، يرى دماءه على الأرض. كان يرى أمه، التي لم يعرف مصيرها. كان يرى القرية، التي أصبحت الآن خرابًا. لكنه كان يرى أيضًا الأمل: أطفال غزة يلعبون، نساء يزرعن البذور في التراب، رجال يخططون للمقاومة. كان يعلم أن النكبة ليست نهاية، بل بداية.

في الخيام، بدأت القصص تنتشر. كل لاجئ كان يحمل قصة، وكل قصة كانت لبنة في بناء الهوية. خليل بدأ يجمع هذه القصص، يكتبها على أوراق بالية. كان يكتب عن أبو سمير، الذي مات وهو يحمي ابنته. كان يكتب عن الحاج زكريا، الذي كان يحلم بالعودة. كان يكتب عن فاطمة، التي كانت تخيط الملابس وتخيط معها الأمل.

في إحدى الليالي، نظم الأستاذ ناصر درسًا عن تاريخ فلسطين. تحدث عن القرن التاسع عشر، عن الاستعمار البريطاني، عن وعد بلفور. خليل استمع، وشعر أن العالم كله تواطأ ضد شعبه. لكنه شعر أيضًا بالقوة: إذا كان العالم ضدهم، فهم لن يستسلموا. "نحن شعب الزيتون"، قال الأستاذ ناصر، "ونحن لا نموت".

الجثمان الحي ظهر مجددًا في تلك الليلة. كان يقف بجانب المدرسة الصغيرة، ينظر إلى الأطفال الذين يتعلمون. "هؤلاء هم المستقبل"، قال. خليل شعر أن الجثمان ليس مجرد رمز، بل هو الشعب نفسه: كل شهيد، كل لاجئ، كل طفل يحلم. أخذ القلم وكتب: "الجثمان الحي لا يموت، لأنه نحن".

في الأشهر التالية، بدأت غزة تتحول. الخيام أصبحت أحياء، واللاجئون أصبحوا مجتمعًا. خليل كان يرى كيف يصنع الناس الحياة من العدم. كانوا يزرعون الخضروات في الأرض القاحلة، يبنون المدارس من الحجارة، يغنون الأغاني القديمة. لكنهم كانوا يعيشون تحت ظل الخوف: الجنود كانوا يقفون على الحدود، يراقبون، ينتظرون.

في إحدى الليالي، سمع خليل صوت انفجار بعيد. كان الاحتلال يختبر قوته، يقصف الأراضي الزراعية. الناس ركضوا إلى الخيام، لكن خليل وقف ينظر. رأى الجثمان الحي يقف وسط الحقول المحترقة، يحمل غصن زيتون لا يحترق. "لا تخف"، قال الجثمان، "النار لا تقتل الزيتون".

تلك الليلة، قرر خليل أن يكون صوت شعبه. أخذ دفترًا قديمًا، وبدأ يكتب كل ما يراه ويسمعه. كتب عن الأطفال الذين يلعبون بالطائرات الورقية، عن الأمهات اللواتي يطبخن على الحطب، عن الرجال الذين يخططون للمقاومة. كتب عن الجثمان الحي، الذي أصبح رفيقه في الأحلام.

في الصباح، جلس خليل مع فاطمة. كانت تخيط علم فلسطين من قطع قماش قديمة. "هذا لك"، قالت، وأعطته العلم. خليل أمسكه، وشعر أن وزنه أثقل من الجبال. "سأحمله"، قال، "وسأحمل قصتنا".

الأيام مرت، وغزة أصبحت قلب فلسطين النابض. لكن الاحتلال لم يتوقف. كانوا يقطعون الماء، يمنعون الدواء، يدمرون المحاصيل. لكن الشعب لم يستسلم. في كل زاوية، كان هناك أمل: طفل يزرع بذرة، امرأة تغني، رجل يحمل سلاحًا.

خليل بدأ يشعر أن دوره أكبر من مجرد طفل. كان يكتب كل يوم، يجمع القصص، يحفظ الذاكرة. في إحدى الليالي، جاءه الجثمان الحي في الحلم. "أنت صوتنا"، قال، "لا تتوقف". خليل استيقظ، وكتب: "نحن شعب لا يموت، لأننا نحمل الزيتون في قلوبنا".

في نهاية العام، نظم اللاجئون مسيرة صغيرة. رفعوا أعلام فلسطين، وغنوا أغاني الثورة. خليل سار معهم، يحمل علمه الصغير. الجنود كانوا يراقبون من بعيد، لكنهم لم يتدخلوا. ربما شعروا، للحظة، أن هذا الشعب لا يمكن كسره.

في تلك الليلة، جلس خليل على شاطئ غزة. البحر كان هادئًا، لكن السفن الحربية كانت لا تزال هناك. الجثمان الحي ظهر، واقفًا على الماء. "احمل الزيتون"، قال، "واحمل الحقيقة". خليل أمسك بغصن الزيتون، وشعر أن قلبه ينبض بقوة شعبه.

في الأيام التالية، بدأ خليل يكتب كتابًا صغيرًا. كان يسميه "قصص الزيتون". فيه، روى قصة دير ياسين، قصة أبو يوسف، قصة أمه. روى قصة غزة، التي أصبحت قلعة الصمود. كل كلمة كانت بذرة، كل جملة كانت شجرة.

في النهاية، أصبح خليل صوتًا صغيرًا في جوقة كبيرة. كان يعلم أن الطريق طويل، لكنه كان يعلم أيضًا أن شعبه لن يستسلم. الجثمان الحي كان معه، في كل خطوة، في كل كلمة.

خليل واقفًا على شاطئ غزة، ينظر إلى الأفق. الجثمان الحي بجانبه، يحمل غصن زيتون. "نحن هنا"، يقول، "ولن نموت". خليل يبتسم، ويكتب آخر جملة في دفتر: "بدأت النكبة، لكنها لن تنتهي إلا بالعودة". البحر يهدر، والزيتون ينمو في قلبه.



الفصل الثاني: أحلام تحت الحصار

كانت غزة في صيف 1967 مدينة تختنق تحت وطأة احتلال جديد. خليل، الآن في السابعة عشرة من عمره، كان يقف على شاطئ البحر، يراقب السفن الحربية الإسرائيلية التي تحاصر الأفق. الهزيمة في حرب يونيو كانت لا تزال طازجة، واللاجئون الذين تدفقوا إلى غزة جلبوا معهم قصصًا جديدة للنكبة. خليل، الذي كبر في خيام اللاجئين، كان يحمل دفترًا صغيرًا، يكتب فيه كل ما يراه ويسمعه. كان يشعر أن الكتابة هي مقاومته الخاصة، سلاحه ضد النسيان.

في مخيم الشاطئ، حيث عاش مع عمته فاطمة، كانت الحياة تدور في حلقة من الصمود واليأس. الخيام البالية أصبحت بيوتًا من الطوب، لكن الجدران لم تستطع حماية الناس من الجوع أو الخوف. خليل كان يعمل في النهار مع صيادي السمك، يساعدهم في سحب الشباك الثقيلة. لكنه في الليل كان يجلس تحت ضوء مصباح الكيروسين، يكتب قصص الناس: أبو ناصر، الذي فقد ساقه في الحرب، أم سمير، التي كانت تبيع الخبز لتطعم أطفالها الستة.

في إحدى الليالي، ظهر الجثمان الحي مجددًا. كان يقف بجانب خيمة خليل، جسده الشفاف يتوهج تحت ضوء القمر. "خليل"، همس، "القصص هي جذورنا. لا تدعها تموت". خليل استيقظ مذعورًا، قلبه يخفق. أمسك بالقلم وكتب: "غزة ليست مدينة، إنها قلب ينبض رغم الحصار". لم يكن يعرف إن كان يكتب لنفسه أم للأجيال القادمة، لكنه شعر أن الكلمات تحميه من اليأس.

في تلك السنوات، بدأ خليل ينضم إلى مجموعات المقاومة السرية. كانوا شبابًا مثله، يجتمعون في بيوت مهجورة، يتحدثون عن السلاح والثورة. أحمد، شاب طويل القامة بعيون حادة، كان قائدهم. "الأرض لا تُستعاد بالكلام"، قال أحمد ذات ليلة، وهو ينظف بندقية قديمة. خليل لم يكن مقاتلاً، لكنه كان يشعر أن دوره مختلف: هو الذي سيحمل الحقيقة، سيروي قصة أحمد ورفاقه.

في مخيم جباليا، تعرف خليل على مريم، طالبة طب في العشرين من عمرها. كانت تعمل في مستشفى الشفاء، الذي كان مكتظًا بالجرحى. مريم كانت تملك عينين تحملان الأمل والحزن معًا. في إحدى الليالي، بينما كانت تضمد جرحًا لرجل أصيب برصاص الاحتلال، تحدثت إلى خليل: "نحن لا نعالج الجروح فقط، نحن نعالج الروح". كلماتها استقرت في قلبه، وأصبحت شعارًا لكتاباته.

الحصار كان يشتد يومًا بعد يوم. الاحتلال قطع الماء لأيام، والكهرباء كانت تأتي لبضع ساعات فقط. في المستشفيات، كانت الأدوية تنفد، والأطباء يعملون تحت ضغط لا يطاق. خليل كتب عن طفلة ماتت لأنها لم تجد دواءً للحمى. كتب عن رجل عجوز رفض مغادرة بيته، فدُمر فوق رأسه. كل قصة كانت جرحًا جديدًا، لكنها كانت أيضًا دليلًا على الصمود.

في إحدى الليالي، بينما كان خليل يسير في شوارع المخيم، سمع صوتًا غريبًا. كان صوت غناء خافت، يأتي من بيت صغير. اقترب، ورأى مجموعة من النساء يجلسن حول نار صغيرة، يغنين أغاني فلسطين القديمة. كانت أم سمير تقود الغناء، صوتها يرتجف لكنه قوي. "هذه أغانينا"، قالت له، "إذا نسيناها، ننسى أنفسنا". خليل كتب كلمات الأغنية في دفتره، وشعر أنها سلاح آخر في المقاومة.

الجثمان الحي ظهر مجددًا في تلك الليلة. كان يقف بجانب شجرة زيتون محترقة، لكن أغصانها كانت لا تزال خضراء. "النار لا تقتل الجذور"، قال. خليل نظر إلى الشجرة، ورأى بذرة صغيرة تنبت من تحت الرماد. أمسك بها، وزرعها في الأرض. شعر أن هذا الفعل البسيط هو مقاومة، هو إيمان بأن غزة ستبقى.

في السبعينيات، بدأت المقاومة تأخذ شكلاً أكثر تنظيمًا. خليل، الذي كان الآن في العشرينيات من عمره، أصبح جزءًا من شبكة سرية لنقل المعلومات. كان يحمل رسائل بين المقاتلين، يكتب تقارير عن تحركات الاحتلال. لكنه لم يتوقف عن الكتابة. كان يكتب في الليل، تحت ضوء الشموع، عن الحياة في غزة: الجوع، الخوف، لكن أيضًا الأمل والحب.

مريم، التي أصبحت طبيبة متمرسة، كانت تقضي أيامها في المستشفى. كانت تعالج الجرحى، لكنها كانت أيضًا تسمع قصصهم. في إحدى الليالي، أخبرت خليل عن مريض شاب فقد عينيه في قصف. "كان يبتسم"، قالت، "قال إنه لا يزال يرى فلسطين في قلبه". خليل كتب هذه القصة، وشعر أنها تجسد روح غزة: شعب يرى رغم العتمة.

في الثمانينيات، بدأت الانتفاضة الأولى. غزة تحولت إلى ساحة مقاومة. الأطفال كانوا يرمون الحجارة على الدبابات، والشباب ينظمون المظاهرات. خليل كان هناك، يكتب كل شيء. كتب عن فتى أصيب برصاصة في صدره، لكنه رفع علم فلسطين قبل أن يسقط. كتب عن امرأة كانت تحمل طفلها وتصرخ في وجه جندي: "لن نرحل!".

الجثمان الحي كان يظهر بين الحين والآخر، دائمًا في لحظات الأزمة. في إحدى الليالي، بينما كان القصف يهز المخيم، ظهر الجثمان بجانب خليل. "انظر إلى الناس"، قال، "هم قوتك". خليل نظر إلى الشوارع، حيث كان الناس يساعدون بعضهم: امرأة توزع الخبز، رجل يحمل جريحًا، طفل يرسم علم فلسطين على جدار.

في تلك السنوات، بدأ خليل يشعر بثقل الذاكرة. كان يكتب كل يوم، لكنه كان يشعر أن العالم لا يستمع. كان يسمع عن الدعم الغربي للاحتلال: الأسلحة الأمريكية، التصريحات البريطانية، الصمت الأوروبي. لكنه كان يرى أيضًا التضامن: مظاهرات في لندن، احتجاجات في باريس، أصوات تنادي بحرية فلسطين.

مريم، التي أصبحت رمزًا في المستشفى، كانت تواجه تحديات لا نهائية. الأدوية كانت تنفد، والجرحى كانوا يتزايدون. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا لم تستطع إنقاذه. خليل وجدها جالسة في زاوية المستشفى، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل لم يجد إجابة، لكنه أمسك يدها وقال: "نستمر لأننا لا نملك خيارًا آخر".

في التسعينيات، جاءت اتفاقيات أوسلو، لكنها لم تجلب السلام. غزة بقيت تحت الحصار، والمستوطنات كانت تنتشر كالسرطان. خليل كتب عن خيبة الأمل، عن الشباب الذين شعروا بالخيانة. لكنه كتب أيضًا عن الأمل: عن الأطفال الذين يتعلمون في المدارس المتهالكة، عن النساء اللواتي يزرعن الحدائق في المخيمات.

الجثمان الحي ظهر في تلك الفترة أكثر من أي وقت مضى. كان يقف بجانب المدارس، المستشفيات، الأزقة. كان يهمس لخليل: "الأمل هو سلاحك". خليل بدأ يرى الجثمان في كل مكان: في عيون الأطفال، في أيدي المقاتلين، في صوت الأمهات. كان يشعر أن الجثمان هو غزة نفسها.

في إحدى الليالي، نظم الشباب مسيرة في المخيم. رفعوا الأعلام، وغنوا أغاني الثورة. خليل كان هناك، يكتب كل شيء. رأى أحمد، الذي أصبح الآن قائدًا بارزًا في المقاومة، يقود المسيرة. "سنعود"، قال أحمد للجميع، "مهما طال الزمن". خليل كتب هذه الكلمات، وشعر أنها وعد.

لكن الحصار كان يزداد قسوة. الاحتلال بدأ يستخدم أسلحة جديدة: قنابل الفسفور، الطائرات بدون طيار. خليل كتب عن قرية دمرها القصف، عن عائلة فقدت كل شيء. لكنه كتب أيضًا عن شجرة زيتون نبتت وسط الأنقاض. كان يشعر أن هذه الشجرة هي فلسطين: مهما دمروها، ستنبت من جديد.

مريم، التي كانت الآن في الثلاثينيات من عمرها، تزوجت من طبيب آخر في المستشفى. كانوا يحلمان ببناء عائلة، لكنهم كانوا يعلمون أن الحياة في غزة لا تسمح بالأحلام الكبيرة. خليل كتب عن مريم وزوجها، عن حبهما الذي كان ينمو رغم الحصار. كتب: "الحب في غزة هو مقاومة".

في عام 2000، اندلعت انتفاضة الأقصى. غزة تحولت إلى ساحة معركة. خليل، الذي كان الآن صحفيًا، بدأ يوثق كل شيء. كان يحمل كاميرا قديمة، يصور المظاهرات، القصف، الشهداء. كتب عن فتى يدعى محمد الدرة، الذي مات في أحضان والده. كتب عن الأمهات اللواتي يودعن أبناءهن، وعن الشباب الذين يحملون الحجارة كأنها سيوف.

الجثمان الحي كان يظهر في كل مكان الآن. كان يقف بجانب الشهداء، يحمل أرواحهم إلى السماء. كان يهمس لخليل: "وثّق، لا تتوقف". خليل كان يشعر أن الكاميرا هي عينيه، وأن الصور هي صوته. كان يعلم أن العالم يشاهد، لكنه كان يعلم أيضًا أن العالم يصمت.

في إحدى الليالي، بينما كان القصف يهز المخيم، جلس خليل مع مريم في المستشفى. كانوا يشربون الشاي، ويتحدثون عن المستقبل. "هل سينتهي هذا يومًا؟" سألت مريم. خليل نظر إلى السماء، ورأى الجثمان الحي يقف بين الدخان. "سينتهي"، قال، "لكن ليس قبل أن نحكي قصتنا".

في تلك الفترة، بدأ خليل ينشر تقاريره في صحف محلية صغيرة. كانت تقارير بسيطة، لكنها كانت تحمل الحقيقة. كتب عن الجرحى، عن الشهداء، عن الأطفال الذين يحلمون بالحرية. كتب عن شجرة الزيتون التي رآها تنبت من الأنقاض. كتب: "غزة هي الشجرة التي لا تموت".

مريم، التي كانت الآن أمًا لطفلين، كانت تواصل عملها في المستشفى. كانت تعالج الجرحى، لكنها كانت أيضًا تحكي لهم قصصًا عن فلسطين. كانت تروي عن يافا، عن حيفا، عن القدس. خليل كتب عنها: "مريم هي الأرض، تحمل الحياة رغم الموت".

في إحدى الليالي، نظم الأطفال في المخيم عرضًا صغيرًا. رسموا لوحات عن فلسطين، وغنوا أغاني الثورة. خليل كان هناك، يصور كل شيء. رأى طفلة صغيرة ترسم شجرة زيتون، وكتب: "هذه الطفلة هي المستقبل". الجثمان الحي كان يقف بجانبها، يبتسم.

لكن الحصار لم يتوقف. الاحتلال كان يدمر المدارس، المستشفيات، البيوت. خليل كتب عن مدرسة دمرت في قصف، عن أطفال فقدوا أحلامهم. لكنه كتب أيضًا عن معلمين أعادوا بناء المدرسة بالطوب المهدم. كتب: "غزة لا تستسلم".

في نهاية التسعينيات، بدأ خليل يشعر بالتعب. كان يكتب كل يوم، لكنه كان يشعر أن العالم لا يهتم. في إحدى الليالي، جلس مع أحمد، الذي كان الآن رجلًا في الأربعينيات. "هل تستحق كل هذه التضحيات؟" سأل خليل. أحمد نظر إليه وقال: "كل قطرة دم هي بذرة. والبذور تنبت".

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب خليل. "أنت صوتنا"، قال، "لا تتوقف". خليل أمسك بالقلم، وكتب: "غزة هي القلب الذي ينبض رغم الحصار. نحن هنا، وسنبقى".

في عام 2000، مع بداية الانتفاضة الثانية، أصبح خليل صحفيًا معروفًا في غزة. كان يوثق كل شيء: القصف، المقاومة، الأمل. كان يحمل كاميرته كأنها سلاح، ويكتب كأن الكلمات هي رصاصات. مريم كانت بجانبه، تعالج الجرحى، وتحكي قصص الأمل.

خليل واقفًا على شاطئ غزة، ينظر إلى البحر. الجثمان الحي بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل يبتسم، ويكتب: "غزة لن تموت، لأنها تحمل الزيتون في قلبها". البحر يهدر، والأمل ينمو في الأنقاض.



الفصل الثالث: يوم الغضب

في فجر السابع من أكتوبر 2023، كانت غزة تستيقظ على صوت غريب: ليس قصف الطائرات الإسرائيلية، بل هدير محركات المقاومة. خليل الابن، الآن في الأربعينيات من عمره، كان يقف على سطح بيته في مخيم الشاطئ، يحمل كاميرته القديمة. عيناه، المجعدتان من سنوات الحصار والكتابة، رصدتا حركة غير معتادة. أحمد، المقاتل الذي كان صديقه منذ الشباب، كان يقود مجموعة من المقاتلين، يتحركون كالظلال نحو الحدود. خليل شعر بقلب يخفق بالأمل والخوف معًا.

عملية طوفان الأقصى بدأت. أحمد، بعيونه الحادة التي لم تفقد بريقها، قاد المقاتلين عبر الأنفاق التي حفرتها أيدي الشباب تحت أنقاض غزة. خليل، الذي قرر توثيق هذا اليوم، تبعهم من بعيد، كاميرته ترتجف بين يديه. رأى الشباب يقتحمون الحدود، يهاجمون مواقع الاحتلال في غلاف غزة. الجنود الإسرائيليون، الذين كانوا يتباهون بجبروتهم، بدأوا يهربون في حالة ذعر.

المشاهد كانت سريالية. دبابة إسرائيلية تشتعل، وشاب فلسطيني يرفع علم فلسطين فوقها. جنود يرمون أسلحتهم ويهربون، بينما المقاتلون يأسرون آخرين. خليل، مختبئًا خلف جدار مهدم، صور كل شيء. كان يشعر أن هذه اللحظة هي ثمرة عقود من الصمود. لكنه كان يعلم أيضًا أن الثمن سيكون باهظًا. الجثمان الحي ظهر فجأة، واقفًا وسط الدخان، عيناه تلمعان كنجمتين. "وثّق، يا خليل"، همس، "لأن العالم يجب أن يرى".

في تلك الساعات، كانت غزة تعيش لحظة نادرة من النصر. أحمد، الذي كان يقود الهجوم، عاد إلى خليل وهو يحمل بندقية إسرائيلية. "هذا يومنا"، قال، وابتسامته تخفي سنوات من الألم. خليل صور أحمد وهو يرفع العلم، لكنه شعر بثقل غريب في قلبه. كان يعلم أن الاحتلال لن يصمت، وأن الرد سيكون وحشيًا. لكنه واصل التصوير، كأن كل صورة هي رصاصة في قلب الصمت العالمي.

في مخيم جباليا، كانت الأخبار تنتشر كالنار. الناس خرجوا إلى الشوارع، يهتفون للمقاومة. أم سمير، التي كانت الآن عجوزًا، رفعت يديها إلى السماء وقالت: "هذا يوم العزة". خليل صور هذه اللحظة، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا: الجثمان الحي كان يقف بين الناس، يبتسم بهدوء. "النصر ليس نهاية"، قال له في رؤيا، "بل بداية".

بينما كان المقاتلون يعودون إلى غزة، حاملين الأسرى، بدأت الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق المدينة. خليل، الذي كان لا يزال يصور، سمع صوت القنابل الأولى. كان القصف عشوائيًا، يستهدف البيوت، المدارس، الخيام. في مستشفى الشفاء، كانت مريم، الطبيبة، تستعد لاستقبال الجرحى. خليل وصل إلى المستشفى، كاميرته ملطخة بالغبار، وسجل مشاهد الدمار: طفل يبكي بجانب جثة أمه، رجل يصرخ بحثًا عن ابنه.

مريم كانت تعمل بلا توقف. كانت تضمد الجروح، تحقن المسكنات، وتحاول إنقاذ من يمكن إنقاذه. خليل، الذي كان يصور من زاوية المستشفى، رأى في عينيها مزيجًا من القوة واليأس. "كيف نواجه هذا؟" سألته بصوت مكسور. خليل لم يجب، لكنه وجه كاميرته نحوها وهي تعالج طفلًا أصيب بشظية. كان يشعر أن هذه الصورة هي شهادة على صمود غزة.

في تلك الليلة، بينما كان القصف يهز الأرض، جلس خليل في غرفة صغيرة في المستشفى. كان يراجع الصور التي التقطها: المقاتلون يرفعون الأعلام، الجنود الإسرائيليون يهربون، الدمار يعم الشوارع. الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا بجانب النافذة. "هل ترى؟" قال، "هذه هي غزة: النصر والألم معًا". خليل أومأ، وكتب في دفتره: "اليوم، رأينا النصر، لكننا نعلم أن الثمن قادم".

في اليوم التالي، بدأ العالم يشاهد. مقاطع الفيديو التي صورها خليل وصحفيون آخرون انتشرت على الإنترنت. الناس في أوروبا وأمريكا شاهدوا الجنود الإسرائيليين يهربون، شاهدوا المقاتلين الفلسطينيين يرفعون أعلامهم. لكن الرواية الصهيونية بدأت تتشكل: اتهامات بالإرهاب، تصريحات من الغرب تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". خليل شعر بالغضب، لكنه واصل الكتابة.

في المخيمات، كان الناس يعيشون على مزيج من الفخر والخوف. كانوا يعلمون أن الاحتلال سيرد بعنف. أحمد، الذي عاد من العملية، جلس مع خليل في زاوية هادئة. "هل فعلنا الصواب؟" سأل خليل. أحمد نظر إليه وقال: "كل خطوة نحو الحرية هي الصواب". خليل كتب هذه الكلمات، وشعر أنها شعار هذا اليوم.

القصف استمر. البيوت كانت تنهار، والخيام كانت تحترق. خليل صور عائلة فقدت منزلها، أم تحمل طفلها المصاب، شيخ يصلي وسط الأنقاض. كل صورة كانت صرخة، كل كادر كان شهادة. مريم، التي كانت لا تزال في المستشفى، أخبرته عن طفلة صغيرة ماتت بين يديها. "كانت تنادي أمها"، قالت مريم، وعيناها تفيضان بالدموع.

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا وسط الأنقاض. كان جسده يتكون من الدخان، لكنه كان يحمل غصن زيتون. "هذا هو ثمن الحرية"، قال، "لكن الحرية تستحق". خليل شعر بثقل كلماته. أمسك بكاميرته، وصور الجثمان الحي، لكنه لم يظهر في الصورة. كان كأنه روح غزة نفسها، لا يمكن التقاطها، لكنها موجودة.

في الأيام التالية، بدأ الاحتلال يصعد هجماته. القنابل كانت تستهدف المستشفيات، المدارس، الأسواق. خليل صور مستشفى الأهلي بعد قصف، حيث كانت الأجساد متناثرة بين الأنقاض. مريم كانت هناك، تحاول إنقاذ من تبقى. "لماذا يقتلون الأطفال؟" سألته. خليل لم يجد إجابة، لكنه صور كل شيء، كأن الكاميرا هي عين العالم.

في تلك الفترة، بدأت أصوات الصحفيين الفلسطينيين تصل إلى العالم. خليل كان واحدًا منهم. كان يرسل تقاريره إلى وكالات إخبارية صغيرة، لكنها كانت تنتشر. كتب عن الشباب الذين قاتلوا في 7 أكتوبر، عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، عن الأطفال الذين يرسمون أحلامهم على الجدران. كتب: "غزة ليست مدينة، إنها جرح ينبض".

لكن الاحتلال بدأ يستهدف الصحفيين. خليل تلقى تهديدات بالقتل، لكنه رفض التوقف. في إحدى الليالي، بينما كان يصور في مخيم النصيرات، أطلق جندي النار باتجاهه. الرصاصة أصابت الكاميرا، لكن خليل نجا. الجثمان الحي ظهر في تلك اللحظة، وقال: "أنت عين الشعب، لا تغمض عينيك".

أحمد، الذي كان لا يزال يقود المقاومة، بدأ يشعر بثقل العملية. كان يعلم أن الاحتلال سيرد بقسوة، لكنه كان يؤمن أن هذا اليوم غير قواعد اللعبة. "لقد أظهرنا للعالم أننا لسنا ضحايا فقط"، قال لخليل. خليل كتب هذه الكلمات، وشعر أنها الحقيقة: غزة ليست ضحية، إنها مقاتلة.

في المستشفى، كانت مريم تواجه جحيمًا يوميًا. الجرحى كانوا يتدفقون، والأدوية كانت تنفد. في إحدى الليالي، انهارت وهي تحمل جثة طفل. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نتحمل هذا؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نحن نتحمل لأننا غزة". تلك الكلمات أعادت إليها بعض القوة.

الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجوه كل الشهداء. "أنتم القلب"، قال، "وأنتم الأمل". مريم نظرت إليه، وشعرت أنها تستطيع الاستمرار. خليل صور هذه اللحظة، لكنه لم ير الجثمان في الصورة. كان يعلم أنه موجود، لكنه لا يحتاج إلى الكاميرا ليُرى.

في الأسابيع التالية، بدأ العالم ينقسم. بعض الدول أدانت العملية، ودعمت إسرائيل. أسلحة أمريكية وصلت إلى الاحتلال، وتصريحات بريطانية دعمت "حق إسرائيل في الدفاع". لكن أصوات أخرى بدأت ترتفع: مظاهرات في لندن، احتجاجات في نيويورك، نقابات في إيطاليا ترفض تحميل الأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن، وشعر أن العالم بدأ يرى.

لكن في غزة، كان الثمن يتزايد. القصف دمر أحياء بأكملها. خليل صور مدرسة تحولت إلى ركام، مستشفى أصبح مقبرة. كتب عن عائلة فقدت سبعة من أفرادها في قصف واحد. كتب عن طفلة صغيرة، تدعى نورا، نجت من قصف خيمتها. كتب: "نورا هي غزة: تنجو رغم الموت".

أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يشعر بالتعب. في إحدى الليالي، جلس مع خليل وقال: "أحيانًا، أتساءل إن كنا سنرى الحرية". خليل نظر إليه وقال: "الحرية ليست مكانًا، إنها سر وجودنا". أحمد ابتسم، وعاد إلى المقاومة.

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا وسط الدخان. كان يحمل علم فلسطين، ووجهه يشبه وجه أحمد. "أنتم النصر"، قال. خليل كتب هذه الكلمات، وشعر أنها الحقيقة. غزة لم تكن تنتصر بالسلاح فقط، بل بالإيمان.

في المستشفى، كانت مريم تواصل عملها. كانت تعالج طفلًا أصيب في قصف، وهو يتمسك بيدها. "هل سأعيش؟" سألها. مريم ابتسمت وقالت: "أنت غزة، وغزة تعيش". خليل صور هذه اللحظة، وشعر أنها تجسد كل شيء: الألم، الأمل، الصمود.

القصف استمر، والدمار زاد. خليل كتب عن حي الرمال، الذي تحول إلى أنقاض. كتب عن الأطفال الذين يبحثون عن ألعابهم بين الحطام. كتب عن النساء اللواتي يطبخن على النار وسط الخيام المحترقة. كتب: "غزة هي النار التي لا تنطفئ".

في إحدى الليالي، تلقى خليل رسالة من صحفي أجنبي. كان يطلب منه إرسال المزيد من الصور. خليل أرسل كل ما لديه: صور المقاومة، صور الدمار، صور الأمل. كتب: "هذه هي غزة، انظر إليها". الجثمان الحي كان يقف بجانبه، يبتسم. "العالم يبدأ يرى"، قال.

لكن الاحتلال لم يتوقف. القنابل كانت تستهدف كل شيء: البيوت، المساجد، الكنائس. خليل صور كنيسة دمرت في قصف، وكتب: "حتى الله لم يسلم منهم". مريم، التي كانت تعالج جريحًا في تلك الكنيسة، أخبرته: "الله معنا، مهما فعلوا".

في تلك الفترة، بدأت أسماء الصحفيين الشهداء تتزايد. خليل كتب عن زميل له، يدعى ياسر، استشهد وهو يصور قصفًا. كتب: "ياسر لم يمت، صوره حية". الجثمان الحي ظهر بجانب قبر ياسر، وقال: "كل شهيد هو صوت لا يموت".

أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن المقاومة هي الجواب. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب غزة، ينبض رغم الجراح".

في نهاية الفصل، يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "اليوم، رأينا النصر، لكننا نعلم أن الحرب لم تنته. غزة ستبقى".

مع صوت القنابل في الخلفية، لكن صوت خليل أقوى. يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها إرادة. نحن هنا، وسنبقى". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.



الفصل الرابع: الهولوكوست الجديد

في أكتوبر 2023، تحولت غزة إلى جحيم من النار والدم. القصف الإسرائيلي، الذي بدأ كرد فعل على طوفان الأقصى، لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل كان إبادة ممنهجة. خليل، الصحفي المخضرم، كان يتجول بين الأنقاض في مخيم الشاطئ، كاميرته معلقة على كتفه كجزء من جسده. الدخان كان يغطي السماء، والرائحة الحادة للدم والبارود تملأ الهواء. كل خطوة كانت تكشف عن مشهد جديد من الرعب: بيوت مدمرة، أجساد متناثرة، صراخ الأمهات يمزق الصمت.

في مستشفى الشفاء، كانت مريم، الطبيبة التي أفنت حياتها في خدمة شعبها، تعمل بلا توقف. المستشفى كان مكتظًا بالجرحى، والأدوية كانت شبه معدومة. كانت مريم تضمد الجروح بقطع قماش بدلاً من الشاش الطبي، وتحقن المسكنات بجرعات زهيدة لتوفيرها. في إحدى الغرف، كان طفل صغير يصرخ من الألم، ساقه مبتورة. مريم حاولت تهدئته، لكن عينيها كانتا تفيضان بالدموع. خليل، الذي كان يصور من بعيد، شعر أن كل صورة يلتقطها هي طعنة في قلبه.

في تلك الليلة، استهدف القصف مستشفى الأهلي. القنبلة ضربت المبنى مباشرة، مخلفة جحيمًا من الدمار. مريم كانت هناك، تعمل في غرفة العمليات. عندما انفجرت القنبلة، كانت تحاول إنقاذ حياة مريض. النار ابتلعت المكان، والجدران انهارت. مريم نجت بأعجوبة، لكنها خرجت لتجد المأساة: زوجها، الطبيب ياسر، وأبناؤها التسعة، الذين كانوا في غرفة مجاورة، استشهدوا جميعًا. خليل وصل إلى المكان، ورأى مريم جالسة بين الأنقاض، تمسك بقطعة قماش ملطخة بالدم، كانت قميص ابنها الأصغر.

مريم لم تبكِ. كانت عيناها فارغتين، كأن الحياة قد سُرقت منها. خليل اقترب، حاول مواساتها، لكنه لم يجد الكلمات. "لماذا؟" سألته مريم بصوت خافت. خليل لم يجب، لكنه وجه كاميرته نحوها. صورها وهي تجلس بين الركام، كأنها تمثال للألم الفلسطيني. تلك الصورة، التي ستنتشر لاحقًا في العالم، كانت صرخة صامتة ضد الهولوكوست الجديد.

الجثمان الحي ظهر في تلك اللحظة. كان يقف وسط الدخان، جسده الشفاف يتكون من الرماد والدم. "هذا هو الألم، يا خليل"، قال، "لكنه ليس النهاية". خليل شعر بغضب يغلي في صدره. أمسك بكاميرته وصور الجثمان الحي، لكنه، كالعادة، لم يظهر في الصورة. لكنه كان موجودًا، في كل جرح، في كل صرخة.

القصف لم يتوقف. الخيام في المخيمات، التي كانت ملجأ اللاجئين، أصبحت أهدافًا. خليل زار مخيم النصيرات بعد قصف عنيف. كانت الخيام تحترق، والأطفال يركضون مذعورين. امرأة عجوز، كانت تحمل حفيدها الميت، نظرت إلى خليل وقالت: "صوّر، ليعرف العالم". خليل صور، لكنه شعر أن الكاميرا لم تعد تكفي. كتب في دفتره: "غزة ليست مدينة، إنها مقبرة تحيى فيها الأرواح".

في الأيام التالية، بدأت الأخبار عن دعم الغرب لإسرائيل تصل إلى غزة. أسلحة أمريكية جديدة وصلت إلى الاحتلال، وتصريحات من لندن وواشنطن أيدت "حق إسرائيل في الدفاع". خليل كتب عن هذا التواطؤ: "إنهم يعطون السكين للقاتل، ثم يدعون أنهم يريدون السلام". لكنه كتب أيضًا عن التضامن: مظاهرات في باريس، احتجاجات في نيويورك، أصوات تنادي بوقف الإبادة.

مريم، التي فقدت عائلتها، رفضت مغادرة المستشفى. كانت تعمل كأنها آلة، تضمد الجروح، تخيط الجروح، تحقن المسكنات. لكن في الليل، عندما كان الجميع ينام، كانت تجلس وحدها، تمسك بقميص ابنها وتنظر إلى الفراغ. خليل وجدها ذات ليلة، وحاول التحدث إليها. "مريم، يجب أن ترتاحي"، قال. لكنها ردت: "الراحة للأموات، أما أنا فلا أزال حية".

الجثمان الحي ظهر بجانب مريم في تلك الليلة. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ الأم، يا مريم"، قال، "وغزة أبناؤك". مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى المستشفى، وواصلت عملها. خليل كتب عنها: "مريم هي غزة، تنهار ثم تنهض".

القصف استهدف كل شيء: المدارس، المساجد، الكنائس. خليل صور مدرسة في حي الرمال، تحولت إلى ركام. الأطفال كانوا يبحثون عن كتبهم بين الحطام. طفلة صغيرة، ربما في العاشرة، وجدت كتابًا ممزقًا ورفعته كأنه كنز. خليل صورها، وكتب: "هذه هي غزة: طفلة تحمل كتابًا وسط الموت".

في إحدى الليالي، تلقى خليل تهديدًا مباشرًا من الاحتلال. كانت رسالة عبر هاتفه: "توقف عن التصوير، أو ستنتهي". خليل لم يتوقف. كان يعلم أن كل صورة يلتقطها هي شهادة، وكل تقرير يكتبه هو سلاح. الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، وقال: "أنت عين الشعب، لا تغمضها". خليل أمسك بكاميرته، وواصل.

في مخيم جباليا، دمر القصف سوقًا صغيرًا. الناس، الذين كانوا يحاولون شراء القليل من الطعام، أصبحوا جثثًا تحت الأنقاض. خليل صور المشهد: امرأة تحمل سلة خضروات ملطخة بالدم، رجل يحفر بيديه بحثًا عن ابنه. كتب: "هذا هو الهولوكوست الجديد، لكنه لن يقتل إرادتنا".

مريم، التي أصبحت رمزًا للصمود في المستشفى، بدأت تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعتني بهم كأنهم أبناؤها. في إحدى الليالي، نظمت لهم جلسة صغيرة في المستشفى، حيث رسموا لوحات عن فلسطين. خليل صور هذه اللحظة، وكتب: "الأطفال يرسمون الحرية، حتى وهم يعيشون الموت".

الجثمان الحي ظهر بجانب الأطفال، يحمل غصن زيتون. "هؤلاء هم المستقبل"، قال. خليل شعر أن الأمل لا يزال حيًا، رغم كل شيء. كتب عن الأطفال، عن مريم، عن غزة التي ترفض الموت. لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ الغربي: الأسلحة الأمريكية التي تقتل الأطفال، التصريحات الأوروبية التي تبرر الإبادة.

في إحدى الليالي، دمر القصف خيمة عائلة في مخيم النصيرات. خليل وصل إلى المكان، ورأى طفلة صغيرة، ربما في العاشرة، تنجو من القصف. كانت تدعى نورا، وعيناها مليئتان بالرعب والقوة. خليل صورها وهي تحمل دمية ممزقة، وكتب: "نورا هي غزة: تنجو رغم كل شيء".

مريم تبنت نورا، وأصبحت تعتني بها كأنها ابنتها. في المستشفى، كانت نورا ترسم لوحات على الجدران: شجرة زيتون، علم فلسطين، بحر غزة. خليل صور هذه اللوحات، وكتب: "الأطفال هم سلاحنا، لأنهم يحملون الأمل".

القصف استمر، والدمار زاد. خليل صور مستشفى آخر دمر في القصف. كتب عن الأطباء الذين استشهدوا، عن المرضى الذين ماتوا تحت الأنقاض. لكنه كتب أيضًا عن مريم، التي واصلت العمل رغم كل شيء. كتب: "مريم هي الأرض، تحمل الحياة رغم الموت".

الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا وسط الأنقاض. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه كل شهيد. "هذا هو الهولوكوست"، قال، "لكن غزة لن تموت". خليل شعر أن الجثمان هو صوت الشعب، صوت الأرض. أمسك بكاميرته، وصور كل شيء.

في الأسابيع التالية، بدأت أصوات الصحفيين الفلسطينيين تصل إلى العالم. خليل كان يرسل تقاريره إلى وكالات إخبارية، وكانت تنتشر. كتب عن مريم، عن نورا، عن الأطفال الذين يموتون تحت القنابل. كتب عن التواطؤ الغربي، عن الأسلحة التي تقتل شعبه. كتب: "هذا هو الهولوكوست الجديد، لكنه لن ينتصر".

لكن الاحتلال بدأ يستهدف الصحفيين بشكل مباشر. خليل تلقى تهديدات أخرى، لكنه رفض التوقف. في إحدى الليالي، أطلق جندي النار باتجاهه أثناء تصويره. الرصاصة أصابت كتفه، لكنه نجا. مريم عالجته في المستشفى، وقالت: "أنت عين غزة، لا تغمضها". خليل ابتسم، وواصل.

في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. نقابات في إيطاليا رفضت تحميل سفينة سعودية بالأسلحة إلى إسرائيل. مظاهرات في لندن وبرلين طالبت بوقف الإبادة. خليل كتب عن هذا التضامن، وشعر أن العالم بدأ يستيقظ. لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، الأسلحة الأمريكية التي تقتل الأطفال.

مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر بالتعب. لكنها رفضت التوقف. كانت تعتني بنورا، وتعالج الجرحى، وتحكي قصص الأمل. خليل كتب عنها: "مريم هي الأم التي تحمل غزة في قلبها".

الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح.

خليل، الذي كان لا يزال يصور، بدأ يشعر بثقل المهمة. كل صورة كانت جرحًا، كل تقرير كان صرخة. لكنه كان يعلم أن التوقف يعني النسيان. في إحدى الليالي، كتب: "نحن لا نصور الموت، نحن نصور الحياة. غزة حية، مهما فعلوا".

نورا، التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت ترسم لوحات أكثر جرأة. رسمت شجرة زيتون تنبت من الأنقاض، علم فلسطين يرفرف فوق الدمار. خليل صور لوحاتها، وكتب: "نورا هي المستقبل، لأنها تحمل غزة في قلبها".

القصف استمر، والدمار زاد. خليل صور حيًا كاملًا دمر في قصف واحد. كتب عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، عن الأطفال الذين فقدوا أحلامهم. لكنه كتب أيضًا عن الصمود: نساء يطبخن على النار، أطفال يلعبون بين الأنقاض، رجال يخططون للمقاومة.

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا وسط الركام. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه كل فلسطيني. "هذا هو الهولوكوست"، قال، "لكنكم أنتم النصر". خليل شعر أن هذه الكلمات هي شعار غزة: شعب ينتصر رغم الموت.

في الأسابيع التالية، بدأت أسماء الشهداء تتزايد. خليل كتب عن صحفي آخر استشهد وهو يصور. كتب عن طبيب مات تحت الأنقاض. كتب عن أطفال فقدوا كل شيء. لكنه كتب أيضًا عن مريم، عن نورا، عن غزة التي ترفض الموت.

في نهاية الفصل، يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "هذا هو الهولوكوست الجديد، لكن غزة لن تموت".

صوت القنابل في الخلفية، لكن صوت خليل أقوى. يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها إرادة. نحن هنا، وسنبقى". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.


الفصل الخامس: صوت الصحافة

في أواخر عام 2023، كانت غزة غارقة في بحر من الدمار، لكن صوت الحقيقة كان لا يزال ينبض. خليل، الصحفي الذي أفنى عقودًا في توثيق آلام شعبه، كان يحمل كاميرته كأنها درعه وسيفه. الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية طوفان الأقصى، كثّف هجماته، ليس فقط على البيوت والمستشفيات، بل على أولئك الذين يحملون الحقيقة: الصحفيين. خليل كان يعلم أن كل صورة يلتقطها هي شهادة، وكل تقرير يكتبه هو صرخة ضد الهولوكوست الجديد.

في مخيم النصيرات، كان خليل يتجول بين الأنقاض، يوثق الدمار. رأى امرأة شابة، تدعى سلمى، تصوّر بكاميرا هاتفها قصفًا استهدف مدرسة. سلمى، في العشرينيات من عمرها، كانت واحدة من جيل جديد من الصحفيين الفلسطينيين، يحملون هواتفهم كأسلحة. اقترب خليل منها وسأل: "لماذا تعرضين حياتك للخطر؟" ردت سلمى: "لأن العالم يجب أن يرى". تلك الكلمات أشعلت في خليل شعلة جديدة. كتب في دفتره: "سلمى هي صوت غزة الجديد".

في تلك الليلة، سمع خليل خبر استشهاد سلمى. قنبلة إسرائيلية استهدفت سيارتها وهي تصور قصفًا في حي الرمال. خليل ذهب إلى المكان، ورأى هاتفها المحطم بجانب جثتها. التقط الهاتف، ووجد فيه آخر فيديو صورته: مشهد لأطفال يركضون من القصف، وصوتها يقول: "هذا ما يفعله الاحتلال". خليل شعر بثقل المهمة. كتب: "سلمى لم تمت، صوتها لا يزال يرن".

الجثمان الحي ظهر في تلك اللحظة، واقفًا بجانب جثة سلمى. كان جسده الشفاف يتوهج تحت ضوء القمر، ووجهه يشبه وجه كل صحفي استشهد. "هي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة"، قال. خليل أومأ، وشعر أن مهمته أصبحت أثقل. أمسك بكاميرته، وصور المشهد، لكنه، كالعادة، لم ير الجثمان في الصورة. لكنه كان يعلم أنه موجود، في كل صورة، في كل كلمة.

في الأسابيع التالية، بدأت أسماء الصحفيين الشهداء تتزايد. خليل كتب عن ياسر، الذي استشهد وهو يصور قصفًا على مستشفى. كتب عن ليلى، التي كانت تبث تقريرًا مباشرًا عندما أصابتها شظية. كتب عن 223 صحفيًا وصحفية، كل واحد منهم حمل الحقيقة حتى الرمق الأخير. كتب: "الاحتلال يقتل الصحفيين لأنه يخاف الحقيقة. لكن الحقيقة لا تموت".

في مستشفى الشفاء، كانت مريم لا تزال تعمل، رغم الحزن الذي يعتصر قلبها بعد فقدان عائلتها. كانت تعالج الجرحى، وفي أوقات الراحة النادرة، كانت تحكي قصص الشهداء للأطفال. خليل زارها ذات يوم، ورأى نورا، الطفلة التي تبنتها، ترسم على جدار المستشفى. كانت ترسم شجرة زيتون، وعيناها مليئتان بالأمل. خليل صورها، وكتب: "نورا هي الحقيقة التي لا يستطيع الاحتلال قتلها".

الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي غزة"، قال، "طفلة ترسم رغم الموت". خليل شعر أن نورا هي رمز الأمل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل شهيد هو بذرة، وكل صورة هي شجرة".

في تلك الفترة، بدأت تقارير خليل تنتشر على نطاق واسع. كان يرسل صوره وكتاباته إلى وكالات إخبارية دولية، وكانت تنتشر في أوروبا وأمريكا. صوره للأطفال المصابين، للخيام المحترقة، للأمهات اللواتي يبكين أبناءهن، أصبحت رمزًا للهولوكوست الجديد. لكنه كان يعلم أن العالم منقسم: بعضهم يتضامن، والبعض الآخر يدعم الاحتلال.

في إحدى الليالي، تلقى خليل رسالة تهديد أخرى. كانت من رقم مجهول: "توقف، أو ستنتهي مثل سلمى". خليل لم يتوقف. كان يعلم أن كل صورة يلتقطها هي شهادة ضد الإبادة. الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، وقال: "أنت عين الشعب، لا تغمضها". خليل أمسك بكاميرته، وواصل.

في مخيم جباليا، كان الصحفيون يعملون في ظروف مستحيلة. كانوا يصورون القصف، ينقلون شهادات الناجين، يكتبون عن الدمار. خليل التقى بصحفي شاب يدعى أيمن، كان يبث تقارير مباشرة من الأنقاض. "لماذا تفعل هذا؟" سأله خليل. أيمن رد: "لأنني أريد أن يعرف العالم أننا بشر". في اليوم التالي، استشهد أيمن في قصف. خليل كتب عنه: "أيمن كان صوتًا، وسيظل صوتًا".

الجثمان الحي ظهر بجانب قبر أيمن، يحمل غصن زيتون. "كل صوت هو جذر"، قال. خليل شعر أن الصحفيين هم جذور غزة، يغذون الأرض بالحقيقة. كتب: "الاحتلال يقتل الصحفيين، لكنه لا يستطيع قتل الحقيقة".

في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. في جنوى، إيطاليا، رفضت نقابات العمال تحميل سفينة سعودية تحمل أسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن: "هناك أناس يرفضون أن يكونوا جزءًا من الإبادة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف، الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، كان يغذي آلة الحرب. كتب: "النفط هو دماء أطفالنا".

مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تجمع قصص الجرحى. كانت تسمع منهم عن أحلامهم، عن عائلاتهم، عن فلسطين. في إحدى الليالي، أخبرت خليل عن شاب فقد ساقيه في قصف، لكنه كان يبتسم. "قال إنه سيزرع شجرة زيتون عندما يتعافى"، قالت مريم. خليل كتب هذه القصة، وشعر أنها تجسد غزة: شعب يحلم رغم الموت.

نورا، الطفلة التي تبنتها مريم، بدأت ترافقها في المستشفى. كانت ترسم للأطفال المصابين، تحكي لهم قصصًا عن فلسطين. خليل صورها وهي ترسم شجرة زيتون على جدار المستشفى. كتب: "نورا هي الأمل، لأنها تحمل غزة في قلبها".

الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز المستقبل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل طفل هو صوت، وكل صوت هو مقاومة".

في إحدى الليالي، دمر القصف مكتبًا صغيرًا كان يستخدمه الصحفيون في غزة. خليل كان هناك، ينقل تقريرًا. نجا بأعجوبة، لكنه فقد زميلًا آخر، صحفية تدعى هدى. كتب عنها: "هدى كانت عين غزة، وستظل عينها". الجثمان الحي ظهر بجانب مكتبها المدمر، وقال: "كل شهيد هو نور لا ينطفئ".

في الأسابيع التالية، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت كتاباته تُترجم إلى لغات مختلفة. لكنه كان يعلم أن العالم منقسم: بعضهم يتضامن، والبعض الآخر يدعم الاحتلال. كتب: "العالم يرى، لكنه لا يريد أن يفهم".

مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر بالتعب. كانت تعالج الجرحى، لكنها كانت تحمل جرحًا في قلبها. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا مات بين يديها. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نستمر لأننا غزة".

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح.

خليل، الذي كان لا يزال يصور، بدأ يشعر بثقل المهمة. كل صورة كانت جرحًا، كل تقرير كان صرخة. لكنه كان يعلم أن التوقف يعني النسيان. في إحدى الليالي، كتب: "نحن لا نصور الموت، نحن نصور الحياة. غزة حية، مهما فعلوا".

في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي تصبح أقوى. في إيطاليا، ألقت الشرطة القبض على عمال نقابات رفضوا تحميل الأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عنهم: "هؤلاء هم أبطال الحقيقة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: تركيا أردوغان، التي أرسلت النفط إلى إسرائيل، كانت شريكة في الإبادة. كتب: "النفط هو دماء شعبنا".

نورا، التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت تكتب قصصًا صغيرة عن فلسطين. كانت تكتب عن الشهداء، عن الأمهات، عن الأطفال. خليل قرأ إحدى قصصها، وكتب: "نورا هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها".

الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي المستقبل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل طفل هو صوت، وكل صوت هو مقاومة".

في إحدى الليالي، دمر القصف برجًا سكنيًا في حي الرمال. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، ورأى امرأة تحفر بيديها بحثًا عن أطفالها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت".

مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعلمهم القراءة والكتابة، وتحكي لهم قصص فلسطين. خليل صور هذه اللحظات، وكتب: "مريم هي الأم التي تحمل غزة في قلبها".

الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه كل شهيد. "أنتم الحقيقة"، قال. خليل شعر أن هذه الكلمات هي شعار غزة: شعب يحمل الحقيقة رغم الموت.

في الأسابيع التالية، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره تنتشر في مظاهرات في لندن ونيويورك. كتب: "العالم يرى، لكنه يحتاج إلى أن يفهم". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: الأسلحة الأمريكية، النفط التركي، الصمت الأوروبي.

نورا، التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت ترسم لوحات أكبر. رسمت شجرة زيتون تنبت من الأنقاض، علم فلسطين يرفرف فوق الدمار. خليل صور لوحاتها، وكتب: "نورا هي المستقبل، لأنها تحمل غزة في قلبها".

في نهاية الفصل، يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "صوت الصحافة لا يموت، لأن غزة لا تموت".

صوت القنابل في الخلفية، لكن صوت خليل أقوى. يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها صوت. نحن هنا، وسنبقى". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والحقيقة تنمو وسط الأنقاض.


الفصل السادس: خان يونس: تكرار التاريخ

في صيف 2024، كانت غزة لا تزال تنزف، لكن روح المقاومة كانت أقوى من النار. أحمد، المقاتل الذي قاد عملية طوفان الأقصى، كان يجلس في غرفة صغيرة تحت الأرض في خان يونس، يخطط لهجوم جديد. عيناه، الحادتان رغم سنوات الحرب، كانتا تحملان إيمانًا لا يلين. خليل، الصحفي الذي أصبح صوت غزة، كان معه، يحمل كاميرته كعادته. "هذا ليس مجرد هجوم"، قال أحمد، "هذا تكرار التاريخ". خليل أومأ، وشعر أن روح 7 أكتوبر تعود من جديد.

خان يونس، المدينة التي كانت تعتبر محصنة من قبل الاحتلال، أصبحت مسرحًا لعملية جديدة. أحمد ومجموعته من المقاتلين، الذين أصبحوا أكثر تنظيمًا وجرأة، خططوا لهجوم يستهدف مواقع الاحتلال في المنطقة. كانوا يعلمون أن الاحتلال يراهن على أن غزة قد أنهكت، لكنهم كانوا مصممين على إثبات العكس. خليل، الذي قرر توثيق هذه العملية، تبعهم في الظلام، كاميرته ترتجف من التوتر.

في فجر أحد الأيام، بدأت العملية. المقاتلون، يرتدون ملابس سوداء، تحركوا كالظلال عبر الأنفاق. أحمد كان في المقدمة، يحمل بندقية قديمة ورثها من والده. خليل، مختبئًا خلف جدار مهدم، صور المقاتلين وهم يقتحمون موقعًا عسكريًا إسرائيليًا. الجنود، الذين كانوا يعتقدون أن خان يونس آمنة، أصيبوا بالذعر. بعضهم هرب، وبعضهم أُسر. خليل صور المشهد: علم فلسطين يرفرف فوق الموقع، وجنود الاحتلال يركضون في فوضى.

الجثمان الحي ظهر في تلك اللحظة، واقفًا وسط الضباب. كان جسده الشفاف يتوهج، ووجهه يشبه وجه كل مقاتل. "هذا هو التاريخ"، قال، "يُكتب بدماء الصامدين". خليل شعر بقشعريرة، لكنه واصل التصوير. كل صورة كانت شهادة، كل كادر كان إثباتًا لأن غزة لم تنكسر. كتب في دفتره: "خان يونس هي 7 أكتوبر مرة أخرى، لأننا لا نستسلم".

لكن النصر كان مؤقتًا. الاحتلال رد بقصف عنيف. الطائرات ألقت قنابلها على خان يونس، مستهدفة المدنيين كعقاب جماعي. خليل، الذي كان لا يزال في الميدان، صور الدمار: خيام محترقة، أطفال يصرخون، أمهات يحفرن بأيديهن بحثًا عن أحبائهم. في إحدى الخيام، وجد عائلة كاملة استشهدت تحت القصف. صورهم، وكتب: "هذا هو وجه الاحتلال، يقتل الأبرياء ليخفي هزيمته".

في مستشفى ناصر في خان يونس، كانت مريم تعمل بلا توقف. المستشفى كان مكتظًا بالجرحى، والأدوية كانت شبه معدومة. مريم، التي فقدت عائلتها في قصف سابق، كانت تعالج الجرحى كأنهم أبناؤها. خليل زارها، ورأى نورا، الطفلة التي تبنتها، تساعدها في توزيع الماء على المرضى. صور هذه اللحظة، وكتب: "مريم ونورا هما قلب غزة، ينبضان رغم الموت".

الجثمان الحي ظهر بجانب مريم، يحمل غصن زيتون. "أنتم الأمل"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. كانت تضمد جرح طفل، وتهمس له: "ستعيش، لأنك غزة". خليل صور هذه اللحظة، وشعر أنها تجسد روح المقاومة: حياة تنبت من الموت.

في الأيام التالية، انتشرت أخبار عملية خان يونس في العالم. صور خليل، التي أظهرت هروب الجنود الإسرائيليين وأسر آخرين، أصبحت رمزًا لصمود غزة. لكن الاحتلال كثّف قصفه، مستهدفًا المدنيين بشكل خاص. خليل صور خيمة محترقة في مخيم خان يونس، حيث كانت عائلة تحاول النوم. كتب: "الاحتلال يقتل الأطفال لأنه يخاف المقاومة".

أحمد، الذي قاد العملية، كان لا يزال في الميدان. كان يعلم أن الثمن سيكون باهظًا، لكنه كان يؤمن أن كل خطوة نحو الحرية تستحق. في إحدى الليالي، جلس مع خليل في غرفة تحت الأرض. "هل سيذكرنا التاريخ؟" سأل أحمد. خليل رد: "أنت التاريخ، يا أحمد". كتب هذه الكلمات، وشعر أنها الحقيقة: أحمد هو غزة، مقاتل لا يستسلم.

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا وسط الضباب. كان يحمل علم فلسطين، ووجهه يشبه وجه أحمد. "أنتم النصر"، قال. خليل شعر أن هذه الكلمات هي شعار غزة: شعب ينتصر رغم الموت. صور الجثمان، لكنه، كالعادة، لم يظهر في الصورة. لكنه كان موجودًا، في كل مقاتل، في كل صورة.

القصف استمر، والدمار زاد. خليل صور حيًا كاملًا دمر في خان يونس. كتب عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، عن الأطفال الذين فقدوا أحلامهم. لكنه كتب أيضًا عن الصمود: نساء يطبخن على النار، أطفال يلعبون بين الأنقاض، رجال يخططون لعملية جديدة. كتب: "خان يونس هي غزة، تنهار ثم تنهض".

نورا، الطفلة التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت ترسم لوحات أكبر. في إحدى الليالي، رسمت شجرة زيتون تنبت من الأنقاض، وعلم فلسطين يرفرف فوقها. خليل صور لوحتها، وكتب: "نورا هي المستقبل، لأنها تحمل غزة في قلبها". مريم، التي كانت تعتني بنورا، ابتسمت عندما رأت اللوحة. "هذه هي فلسطين"، قالت.

الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز الأمل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل طفل هو صوت، وكل صوت هو مقاومة".

في تلك الفترة، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره لعملية خان يونس تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت كتاباته تُترجم إلى لغات مختلفة. كتب عن المقاتلين الذين هاجموا المواقع الإسرائيلية، عن الأطفال الذين يموتون تحت القنابل. كتب: "خان يونس هي دليل على أن غزة لا تنكسر".

لكن الاحتلال لم يتوقف. القنابل استهدفت المستشفيات، المدارس، الخيام. خليل صور مستشفى ناصر بعد قصف، حيث كانت الأجساد متناثرة بين الأنقاض. مريم كانت هناك، تحاول إنقاذ من تبقى. "لماذا يقتلون الأطفال؟" سألته. خليل لم يجد إجابة، لكنه صور كل شيء، كأن الكاميرا هي عين العالم.

أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يشعر بثقل العملية. كان يعلم أن الاحتلال سيرد بقسوة، لكنه كان يؤمن أن هذا اليوم غير قواعد اللعبة. "لقد أظهرنا للعالم أننا لسنا ضحايا فقط"، قال لخليل. خليل كتب هذه الكلمات، وشعر أنها الحقيقة: غزة ليست ضحية، إنها مقاتلة.

في إحدى الليالي، دمر القصف خيمة عائلة في خان يونس. خليل وصل إلى المكان، ورأى نورا، التي نجت من القصف مرة أخرى. كانت تحمل دمية ممزقة، وعيناها مليئتان بالرعب والقوة. خليل صورها، وكتب: "نورا هي غزة: تنجو رغم كل شيء".

مريم، التي كانت تعتني بنورا، بدأت تعلّمها القراءة والكتابة. في المستشفى، كانت نورا تكتب قصصًا صغيرة عن فلسطين. خليل قرأ إحدى قصصها، وكتب: "نورا هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها". الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يبتسم. "هذه هي الحقيقة"، قال.

القصف استمر، والدمار زاد. خليل صور حيًا كاملًا دمر في خان يونس. كتب عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، عن الأطفال الذين فقدوا أحلامهم. لكنه كتب أيضًا عن الصمود: نساء يطبخن على النار، أطفال يلعبون بين الأنقاض، رجال يخططون لعملية جديدة. كتب: "خان يونس هي غزة، تنهار ثم تنهض".

في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. في جنوى، إيطاليا، رفضت نقابات العمال تحميل سفينة سعودية بالأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن: "هناك أناس يرفضون أن يكونوا جزءًا من الإبادة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف، الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، كان يغذي آلة الحرب. كتب: "النفط هو دماء أطفالنا".

مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر بالتعب. كانت تعالج الجرحى، لكنها كانت تحمل جرحًا في قلبها. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا مات بين يديها. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نستمر لأننا غزة".

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح.

خليل، الذي كان لا يزال يصور، بدأ يشعر بثقل المهمة. كل صورة كانت جرحًا، كل تقرير كان صرخة. لكنه كان يعلم أن التوقف يعني النسيان. في إحدى الليالي، كتب: "نحن لا نصور الموت، نحن نصور الحياة. غزة حية، مهما فعلوا".

نورا، التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت تكتب قصصًا صغيرة عن فلسطين. كانت تكتب عن الشهداء، عن الأمهات، عن الأطفال. خليل قرأ إحدى قصصها، وكتب: "نورا هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها". الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يبتسم. "هذه هي الحقيقة"، قال.

في إحدى الليالي، دمر القصف برجًا سكنيًا في خان يونس. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، ورأى امرأة تحفر بيديها بحثًا عن أطفالها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت".

أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن المقاومة هي الجواب. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب غزة، ينبض رغم الجراح".

الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا وسط الركام. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه كل فلسطيني. "هذا هو الهولوكوست"، قال، "لكنكم أنتم النصر". خليل شعر أن هذه الكلمات هي شعار غزة: شعب ينتصر رغم الموت.

في الأسابيع التالية، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره لعملية خان يونس تنتشر في مظاهرات في لندن ونيويورك. كتب: "العالم يرى، لكنه يحتاج إلى أن يفهم". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: الأسلحة الأمريكية، النفط التركي، الصمت الأوروبي.

يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "خان يونس هي دليل على أن غزة لا تنكسر".

مع صوت القنابل في الخلفية، لكن صوت خليل أقوى. يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها إرادة. نحن هنا، وسنبقى". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.


الفصل السابع: الجوع والماء

في خريف 2024، كانت غزة تعيش تحت وطأة حصار لم يعد مجرد عسكري، بل تحول إلى حرب على الحياة نفسها. الاحتلال الإسرائيلي، بعد عمليات المقاومة في خان يونس وطوفان الأقصى، قطع الماء والكهرباء والغذاء عن المدينة. خليل، الصحفي الذي أصبح صوت غزة، كان يتجول في شوارع مخيم الشاطئ، كاميرته معلقة على كتفه، يوثق جوع شعبه. السماء كانت ملبدة بالدخان، والناس كانوا يبحثون عن قطرة ماء أو كسرة خبز.

في مستشفى الشفاء، كانت مريم، الطبيبة التي فقدت عائلتها، تعمل في ظروف لا إنسانية. المستشفى كان بلا كهرباء، والمولدات كانت تعتمد على وقود شحيح. كانت تعالج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وجروحًا أصيبت بالعدوى بسبب نقص الماء النظيف. خليل زارها، ورأى طفلًا هزيلًا يتمسك بيدها. "أريد ماء"، همس الطفل. مريم نظرت إلى خليل بعيون مليئة بالعجز، وقالت: "كيف نعالج الجوع؟"

خليل صور الطفل، لكنه شعر أن الكاميرا لم تعد كافية. كتب في دفتره: "غزة لا تموت بالقنابل فقط، بل بالجوع والعطش". في تلك الليلة، ظهر الجثمان الحي، واقفًا بجانب خزان ماء مدمر. كان جسده الشفاف يتكون من الغبار، ووجهه يشبه وجه كل جائع. "هذا هو الحصار"، قال، "لكنه لن يقتل إرادتكم". خليل أومأ، وشعر أن مهمته هي توثيق هذا الجحيم.

في مخيم جباليا، كان الناس يصطفون أمام نقطة توزيع الماء. كانت المياه قذرة، لكنها كانت كل ما لديهم. خليل صور امرأة عجوز، تحمل جرة ماء وتتأملها كأنها كنز. "هذا آخر ما تبقى"، قالت له. صورها، وكتب: "في غزة، الماء هو الحياة، والاحتلال يسرق الحياة". الجثمان الحي ظهر بجانبها، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، قال، "لأن العالم يجب أن يرى".

الجوع كان يضرب الجميع. الأطفال كانوا يتضورون جوعًا، والأمهات كن يقدمن القليل من الطعام لأطفالهن، تاركات أنفسهن بلا شيء. خليل صور طفلة صغيرة، ربما في السابعة، تبحث في الأنقاض عن شيء تأكله. وجدت قشرة خبز، وابتسمت كأنها وجدت كنزًا. صورها، وكتب: "غزة تجد الحياة في الموت".

في تلك الأيام، كانت مريم تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعتني بهم في المستشفى، تحكي لهم قصصًا عن فلسطين لتبقي أملهم حيًا. نورا، الطفلة التي تبنتها، كانت تساعدها، ترسم لوحات على جدران المستشفى. رسمت بحر غزة، شجرة زيتون، علم فلسطين. خليل صور لوحاتها، وكتب: "نورا هي الأمل، لأنها تحمل غزة في قلبها".

الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز المستقبل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل طفل هو صوت، وكل صوت هو مقاومة".

القصف لم يتوقف، لكنه أصبح أكثر قسوة مع الحصار. الاحتلال دمر خزانات المياه، وقطع خطوط الكهرباء. خليل صور خزان ماء محطم في مخيم النصيرات، حيث كان الناس يحفرون بأيديهم لاستخراج قطرات الماء. كتب: "الاحتلال يحارب الماء، لكنه لا يستطيع قتل العطش للحرية".

في إحدى الليالي، جلس خليل مع أحمد، المقاتل الذي قاد عملية خان يونس. كان أحمد هزيلًا، لكنه كان لا يزال قويًا. "كيف نقاوم بدون طعام؟" سأل خليل. أحمد رد: "نقاوم بالإيمان". خليل كتب هذه الكلمات، وشعر أنها الحقيقة: غزة تقاوم بالإيمان، حتى في الجوع.

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا وسط الأنقاض. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه كل فلسطيني جائع. "الجوع لن يقتلكم"، قال، "لأنكم أنتم الجذور". خليل شعر أن هذه الكلمات هي شعار غزة: شعب ينبت رغم العطش والجوع.

في الأسابيع التالية، بدأت تقارير خليل تصل إلى العالم. كان يصور الأطفال الذين يتضورون جوعًا، الأمهات اللواتي يبحثن عن ماء نظيف، الرجال الذين يحفرون الأنقاض بحثًا عن طعام. كتب: "هذا هو الحصار، حرب على الحياة نفسها". صوره انتشرت في مظاهرات في لندن ونيويورك، لكن العالم كان لا يزال منقسمًا.

مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر باليأس. كانت تعالج أطفالًا يموتون من الجوع، وكانت تحمل جرحًا في قلبها. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا مات بين يديها. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نستمر لأننا غزة".

الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح.

نورا، التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت تكتب قصصًا صغيرة عن فلسطين. كانت تكتب عن الشهداء، عن الأمهات، عن الأطفال الذين يحلمون رغم الجوع. خليل قرأ إحدى قصصها، وكتب: "نورا هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها".

في إحدى الليالي، دمر القصف خزان ماء آخر في خان يونس. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة تحفر بأيديها بحثًا عن قطرات الماء. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت". الجثمان الحي ظهر بجانب الخزان، يحمل غصن زيتون. "الماء هو الحياة"، قال، "وغزة هي الحياة".

في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. في جنوى، إيطاليا، رفضت نقابات العمال تحميل سفينة سعودية بالأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن: "هناك أناس يرفضون أن يكونوا جزءًا من الإبادة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف، الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، كان يغذي آلة الحرب. كتب: "النفط هو دماء أطفالنا".

خليل، الذي كان لا يزال يصور، بدأ يشعر بثقل المهمة. كل صورة كانت جرحًا، كل تقرير كان صرخة. لكنه كان يعلم أن التوقف يعني النسيان. في إحدى الليالي، كتب: "نحن لا نصور الموت، نحن نصور الحياة. غزة حية، مهما فعلوا".

18. في مخيم النصيرات، كان الناس يحاولون صنع الحياة من العدم. امرأة كانت تطبخ على نار صغيرة، تستخدم الحطب بدلاً من الغاز. خليل صورها، وكتب: "هذه هي غزة: تنبت الحياة من الرماد". الجثمان الحي ظهر بجانبها، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الإرادة"، قال.

19. مريم، التي كانت تعتني بنورا، بدأت تعلّمها القراءة والكتابة. في المستشفى، كانت نورا تكتب قصصًا عن فلسطين. خليل قرأ إحدى قصصها، وكتب: "نورا هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها". الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يبتسم. "هذه هي الحقيقة"، قال.

20. في إحدى الليالي، دمر القصف سوقًا صغيرًا في خان يونس. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، ورأى امرأة تحفر بيديها بحثًا عن أطفالها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت".

21. أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن المقاومة هي الجواب. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب غزة، ينبض رغم الجراح". الجثمان الحي ظهر بجانب أحمد، يحمل غصن زيتون. "أنتم النصر"، قال.

22. في تلك الفترة، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره للأطفال الجائعين، للأمهات اللواتي يبحثن عن ماء، تنتشر في مظاهرات في لندن ونيويورك. كتب: "العالم يرى، لكنه يحتاج إلى أن يفهم". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: الأسلحة الأمريكية، النفط التركي، الصمت الأوروبي.

23. نورا، التي أصبحت رمزًا للأمل، بدأت ترسم لوحات أكبر. رسمت شجرة زيتون تنبت من الأنقاض، علم فلسطين يرفرف فوق الدمار. خليل صور لوحاتها، وكتب: "نورا هي المستقبل، لأنها تحمل غزة في قلبها".

24. في إحدى الليالي، دمر القصف مدرسة في مخيم جباليا. خليل كان هناك، يصور. رأى أطفالًا يبحثون عن كتبهم بين الحطام. صورهم، وكتب: "غزة تتعلم رغم الجوع، لأن العلم هو سلاحها". الجثمان الحي ظهر بجانب المدرسة، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الإرادة"، قال.

25. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعلمهم القراءة والكتابة، وتحكي لهم قصص فلسطين. خليل صور هذه اللحظات، وكتب: "مريم هي الأم التي تحمل غزة في قلبها".

26. الجثمان الحي ظهر مجددًا، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه كل شهيد. "أنتم الحقيقة"، قال. خليل شعر أن هذه الكلمات هي شعار غزة: شعب يحمل الحقيقة رغم الجوع والعطش.

27. في الأسابيع التالية، بدأت أسماء الشهداء تتزايد. خليل كتب عن صحفي آخر استشهد وهو يصور. كتب عن طبيب مات تحت الأنقاض. كتب عن أطفال فقدوا كل شيء. لكنه كتب أيضًا عن الصمود: نساء يطبخن على النار، أطفال يلعبون بين الأنقاض، رجال يخططون للمقاومة.

28. في إحدى الليالي، جلس خليل على شاطئ غزة. البحر كان مضطربًا، والسفن الحربية تحيط بالأفق. كتب: "الاحتلال يحاصر البحر، لكنه لا يستطيع حصار أحلامنا". الجثمان الحي ظهر بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، قال، "لأن الحقيقة هي سلاحنا".

29. نورا، التي كانت لا تزال ترسم، بدأت تكتب قصيدة عن غزة. قرأتها لخليل: "غزة بحر، غزة زيتون، غزة قلب لا يموت". خليل كتب عنها: "نورا هي صوت غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها". الجثمان الحي ظهر بجانبها، يبتسم. "هذه هي الحقيقة"، قال.

30. مع خليل واقفًا على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "الجوع والعطش لا يقتلان غزة، لأن غزة هي الإرادة". البحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.


الفصل الثامن: أطفال الأنفاق

1. في شتاء 2025، كانت غزة تعيش تحت ظل الحصار الأكثر قسوة في تاريخها. الاحتلال الإسرائيلي، بعد فشله في كسر إرادة المقاومة، شدد قبضته على المدينة، مقطعًا الماء والغذاء والدواء. لكن تحت الأرض، في أنفاق غزة، كانت الحياة تنبض بصمت. خليل، الصحفي المخضرم، كان يتبع مجموعة من المقاتلين عبر نفق ضيق في خان يونس، كاميرته مضاءة بضوء خافت. كان يوثق حياة الأنفاق، حيث الأطفال، الذين أصبحوا رمزًا للصمود، يعيشون ويحلمون.

2. النفق كان باردًا ورطبًا، ورائحة التراب تملأ الهواء. أحمد، قائد المقاومة، كان يقود المجموعة، يحمل مصباحًا يدويًا وبندقية قديمة. بجانبه، كان هناك أطفال صغار، تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة، يحملون صناديق صغيرة تحتوي على طعام ودواء. "هؤلاء هم أطفال الأنفاق"، قال أحمد لخليل، "هم قوتنا". خليل صور الأطفال، وكتب في دفتره: "في غزة، الأطفال لا يلعبون فقط، بل يقاومون".

3. أحد هؤلاء الأطفال كان ياسر، فتى في الحادية عشرة، كان يحمل صندوقًا من الخبز المجفف. عيناه كانتا تلمعان بالعزيمة، رغم هزاله الواضح. خليل سأله: "لماذا تفعل هذا؟" رد ياسر: "لأنني أريد أن أكون مثل أحمد، أريد أن أحرر فلسطين". خليل صور ياسر، وكتب: "ياسر هو غزة: طفل يحمل الحلم في الأنفاق".

4. الجثمان الحي ظهر في تلك اللحظة، واقفًا في نهاية النفق. كان جسده الشفاف يتوهج بضوء خافت، ووجهه يشبه وجه كل طفل. "هؤلاء هم المستقبل"، قال. خليل شعر بقشعريرة، لكنه واصل التصوير. كتب: "الأنفاق ليست مجرد ممرات، إنها شرايين غزة، تنبض بالحياة".

5. فوق الأرض، كان القصف مستمرًا. الطائرات الإسرائيلية كانت تستهدف كل شيء: البيوت، المدارس، الخيام. خليل خرج من النفق ذات يوم، ورأى حيًا مدمرًا في مخيم الشاطئ. الأنقاض كانت تحكي قصة الموت، لكن الأطفال كانوا يلعبون بين الحطام، يصنعون كرات من التراب. صورهم، وكتب: "في غزة، الأطفال يصنعون الأمل من الرماد".

6. في مستشفى الشفاء، كانت مريم تعمل في ظل انقطاع الكهرباء. كانت تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية والجروح المعدية. نورا، الطفلة التي تبنتها، كانت تساعدها، توزع الماء القليل على المرضى. خليل زار المستشفى، ورأى نورا ترسم على جدار مهدم. كانت ترسم نفقًا يؤدي إلى شجرة زيتون. صورها، وكتب: "نورا هي ضوء الأنفاق، تحمل الحلم في قلبها".

7. الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز الأمل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل طفل هو صوت، وكل صوت هو مقاومة".

8. في الأنفاق، كان الأطفال يتعلمون القراءة والكتابة. معلمة شابة، تدعى لينا، كانت تقيم دروسًا تحت الأرض، تستخدم ضوء الشموع. كانت تعلم الأطفال قصص فلسطين، عن يافا وحيفا والقدس. خليل صور هذه الدروس، وكتب: "الأنفاق ليست ملاجئ فقط، إنها مدارس الحرية".

9. ياسر، الفتى الذي التقاه خليل، كان يحلم بأن يصبح مقاتلاً. لكنه كان يحب الكتابة أيضًا. في إحدى الليالي، أعطى خليل ورقة كتب عليها قصيدة صغيرة: "في الأنفاق، نحن نزرع، في الأنفاق، نحن نحلم". خليل كتب عن ياسر: "هو قلم غزة، يحمل الحقيقة في كلماته".

10. الجثمان الحي ظهر بجانب ياسر، يحمل غصن زيتون. "هذا هو المستقبل"، قال. خليل شعر أن الأطفال هم جذور غزة، يغذون الأرض بالأمل. كتب: "الأنفاق هي قلب غزة، تنبض بالحياة رغم الموت".

11. فوق الأرض، كان الجوع والعطش يقتلان ببطء. خليل صور طابورًا طويلًا من الناس ينتظرون كيس دقيق. امرأة عجوز، كانت تحمل حفيدها، نظرت إليه وقالت: "صوّر، ليعرف العالم". خليل صورها، وكتب: "في غزة، الجوع هو سلاح الاحتلال، لكن الإرادة أقوى".

12. في إحدى الليالي، دمر القصف نفقًا كان يستخدمه المقاتلون. ياسر كان هناك، ينقل صناديق الطعام. نجا بأعجوبة، لكنه فقد صديقه، فتى يدعى محمد. خليل وصل إلى المكان، ورأى ياسر يبكي بجانب جثة محمد. صور المشهد، وكتب: "محمد هو شهيد الأنفاق، لكنه لن يُنسى".

13. الجثمان الحي ظهر بجانب ياسر، يحمل غصن زيتون. "كل شهيد هو بذرة"، قال. خليل شعر أن الأطفال هم بذور غزة، تنبت رغم القنابل. كتب: "الأنفاق ليست قبورًا، إنها مهد الحياة".

14. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعلمهم القراءة والكتابة، وتحكي لهم قصص فلسطين. نورا كانت تساعدها، ترسم لوحات على الجدران. في إحدى الليالي، رسمت نفقًا يؤدي إلى القدس. خليل صور اللوحة، وكتب: "نورا هي حلم غزة، تحمل القدس في قلبها".

15. الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز الأمل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل طفل هو صوت، وكل صوت هو مقاومة".

16. في الأنفاق، كان أحمد يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن الأنفاق هي سلاح غزة. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب الأنفاق، ينبض رغم الظلام". الجثمان الحي ظهر بجانب أحمد، يحمل غصن زيتون. "أنتم النصر"، قال.

17. في إحدى الليالي، دمر القصف مدرسة في مخيم جباليا. خليل كان هناك، يصور. رأى أطفالًا يبحثون عن كتبهم بين الحطام. صورهم، وكتب: "غزة تتعلم رغم الجوع، لأن العلم هو سلاحها". الجثمان الحي ظهر بجانب المدرسة، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الإرادة"، قال.

18. ياسر، الذي بدأ يكتب المزيد من القصائد، أعطى خليل قصيدة جديدة: "في الأنفاق، نحن نعيش، في الأنفاق، نحن نحلم". خليل كتب عنه: "ياسر هو صوت الأنفاق، يحمل الحقيقة في كلماته". الجثمان الحي ظهر بجانب ياسر، يبتسم. "هذا هو المستقبل"، قال.

19. في تلك الفترة، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره لأطفال الأنفاق، للناس الذين يبحثون عن ماء وطعام، تنتشر في مظاهرات في لندن ونيويورك. كتب: "العالم يرى، لكنه يحتاج إلى أن يفهم". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: الأسلحة الأمريكية، النفط التركي، الصمت الأوروبي.

20. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر بالتعب. كانت تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية، وكانت تحمل جرحًا في قلبها. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا مات بين يديها. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نستمر لأننا غزة".

21. الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح.

22. في الأنفاق، كانت لينا، المعلمة، تواصل دروسها. كانت تعلم الأطفال قصص الشهداء، عن دير ياسين، عن النكبة. خليل صور هذه الدروس، وكتب: "الأنفاق هي مدارس غزة، حيث يتعلم الأطفال الحرية". الجثمان الحي ظهر بجانب لينا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال.

23. في إحدى الليالي، دمر القصف نفقًا آخر. ياسر كان هناك، ينقل صناديق الدواء. نجا، لكنه فقد صديقًا آخر. خليل وصل إلى المكان، ورأى ياسر يبكي. صور المشهد، وكتب: "الأنفاق هي قبور ومهد في آن واحد".

24. نورا، التي كانت لا تزال ترسم، بدأت تكتب قصيدة عن الأنفاق. قرأتها لخليل: "في الأنفاق، نحن نزرع، في الأنفاق، نحن نحلم". خليل كتب عنها: "نورا هي صوت الأنفاق، تحمل الحقيقة في كلماتها". الجثمان الحي ظهر بجانبها، يبتسم. "هذه هي الحقيقة"، قال.

25. في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. في جنوى، إيطاليا، رفضت نقابات العمال تحميل سفينة سعودية بالأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن: "هناك أناس يرفضون أن يكونوا جزءًا من الإبادة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف، الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، كان يغذي آلة الحرب.

26. أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن الأنفاق هي الجواب. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب الأنفاق، ينبض رغم الظلام". الجثمان الحي ظهر بجانب أحمد، يحمل غصن زيتون. "أنتم النصر"، قال.

27. في إحدى الليالي، دمر القصف خيمة عائلة في خان يونس. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، ورأى امرأة تحفر بيديها بحثًا عن أطفالها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت".

28. نورا، التي كانت لا تزال ترسم، بدأت ترسم لوحات أكبر. رسمت نفقًا يؤدي إلى القدس، شجرة زيتون تنبت من الأنقاض. خليل صور لوحاتها، وكتب: "نورا هي المستقبل، لأنها تحمل غزة في قلبها".

29. في نهاية الفصل، يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الحقيقة هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "أطفال الأنفاق هم غزة، يحملون الحلم رغم الظلام".

مع صوت القنابل في الخلفية، لكن صوت خليل أقوى. يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها إرادة. الأنفاق هي شرايينها، والأطفال هم نبضها". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.



الفصل التاسع: أناشيد الحرية

1. في ربيع 2025، كانت غزة لا تزال تقاوم تحت وطأة الحصار والقصف. الاحتلال الإسرائيلي كان يحاول كسر إرادة الشعب، لكن الأصوات التي كانت ترتفع من الأنقاض كانت أقوى من القنابل. خليل، الصحفي الذي أفنى حياته في توثيق الحقيقة، كان يتجول في شوارع مخيم جباليا، كاميرته معلقة على كتفه. رأى مجموعة من الأطفال يغنون أناشيد فلسطينية قديمة، أصواتهم تملأ الهواء بالأمل. صورهم، وكتب في دفتره: "في غزة، الغناء هو مقاومة".

2. الأناشيد كانت سلاحًا جديدًا. في كل زاوية من غزة، كان الناس يجتمعون في الخيام المهدمة، يغنون عن يافا وحيفا والقدس. خليل التقى بفتاة تدعى سارة، في الثالثة عشرة من عمرها، كانت تقود مجموعة من الأطفال في أنشودة عن العودة. صوتها كان قويًا، رغم هزالها من الجوع. "لماذا تغنين؟" سألها خليل. ردت: "لأن الأناشيد تجعلنا نحلم". خليل صورها، وكتب: "سارة هي صوت غزة، تحمل الحلم في أناشيدها".

3. في تلك الليلة، ظهر الجثمان الحي، واقفًا وسط الخيام. كان جسده الشفاف يتوهج تحت ضوء القمر، ووجهه يشبه وجه كل طفل يغني. "الأناشيد هي جذوركم"، قال. خليل شعر بقشعريرة، لكنه واصل التصوير. كتب: "الأناشيد هي قلب غزة، تنبض بالحياة رغم الموت".

4. في مستشفى الشفاء، كانت مريم، الطبيبة التي فقدت عائلتها، تواصل عملها. كانت تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية والجروح المعدية. نورا، الطفلة التي تبنتها، كانت تساعدها، وفي أوقات الراحة النادرة، كانت تغني أناشيد للمرضى. خليل زار المستشفى، ورأى نورا تغني لفتى مصاب فقد ساقه. صورها، وكتب: "نورا هي أنشودة غزة، تحمل الأمل في صوتها".

5. الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز الأمل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل أنشودة هي صوت، وكل صوت هو مقاومة".

6. في مخيم النصيرات، كان الناس يجتمعون في الليالي الباردة حول نار صغيرة، يغنون أناشيد الثورة. خليل صور امرأة عجوز، تدعى أم ناصر، كانت تقود الأناشيد بصوتها المرتجف. كانت تغني عن النكبة، عن اللاجئين، عن العودة. "هذه أناشيدنا"، قالت له، "إذا نسيناها، ننسى أنفسنا". خليل كتب: "أم ناصر هي ذاكرة غزة، تحمل التاريخ في صوتها".

7. القصف لم يتوقف. الطائرات الإسرائيلية كانت تستهدف الخيام والمدارس، كأنها تحاول إسكات الأناشيد. خليل صور مدرسة دمرت في مخيم جباليا، حيث كان الأطفال يغنون قبل القصف. وجد كتابًا مدرسيًا ممزقًا، كتب فيه طفل كلمات أنشودة: "فلسطين داري". صور الكتاب، وكتب: "الاحتلال يدمر المدارس، لكنه لا يستطيع تدمير الأناشيد".

8. في الأنفاق، كان أحمد، قائد المقاومة، يجتمع مع المقاتلين. كانوا يخططون لعملية جديدة، لكنهم كانوا يغنون أيضًا. خليل التقى بهم، وسمع أحمد يغني أنشودة قديمة عن الثورة. "الأناشيد تعطينا القوة"، قال أحمد. خليل صور المشهد، وكتب: "أحمد هو قلب غزة، يغني ويقاوم في آن واحد".

9. الجثمان الحي ظهر في النفق، يحمل غصن زيتون. "الأناشيد هي سلاحكم"، قال. خليل شعر أن الأناشيد هي شرايين غزة، تحمل الحياة إلى القلوب. كتب: "في الأنفاق، الأناشيد هي النور".

10. في إحدى الليالي، دمر القصف خيمة في مخيم الشاطئ. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، لكنه سمع صوت طفل يغني من بعيد. اقترب، ووجد سارة، الفتاة التي التقاها سابقًا، تغني وسط الحطام. صورها، وكتب: "سارة هي أنشودة غزة، تغني رغم الموت".

11. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعلمهم الأناشيد، تحكي لهم قصص فلسطين. نورا كانت تساعدها، تغني للأطفال المصابين. خليل صور هذه اللحظات، وكتب: "مريم ونورا هما أناشيد غزة، تحملان الأمل في أصواتهما".

12. الجثمان الحي ظهر بجانب مريم، يحمل غصن زيتون. "أنتم القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح وتعليم الأناشيد.

13. في مخيم النصيرات، كان الناس ينظمون جلسات غناء جماعية. كانوا يجتمعون حول النار، يغنون عن العودة، عن الحرية. خليل صور هذه الجلسات، وكتب: "الأناشيد هي نار غزة، تحترق ولا تنطفئ". الجثمان الحي ظهر وسط النار، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الإرادة"، قال.

14. سارة، الفتاة التي كانت تقود الأناشيد، بدأت تكتب كلمات جديدة. أعطت خليل ورقة كتب عليها: "غزة تغني، غزة تحلم، غزة لن تموت". خليل كتب عنها: "سارة هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في أناشيدها".

15. في إحدى الليالي، دمر القصف سوقًا صغيرًا في خان يونس. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، لكنه سمع صوت أنشودة من بعيد. اقترب، ووجد مجموعة من الأطفال يغنون وسط الحطام. صورهم، وكتب: "الأناشيد هي صوت غزة، لا يموت".

16. في الأنفاق، كان أحمد يواصل التخطيط لعمليات جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن الأناشيد هي وقود المقاومة. خليل صور أحمد وهو يغني مع المقاتلين، وكتب: "أحمد هو قلب الأنفاق، يغني ويقاوم".

17. الجثمان الحي ظهر في النفق، يحمل غصن زيتون. "الأناشيد هي سلاحكم"، قال. خليل شعر أن الأناشيد هي شرايين غزة، تحمل الحياة إلى القلوب. كتب: "في الأنفاق، الأناشيد هي النور".

18. في تلك الفترة، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره للأطفال الذين يغنون، للأمهات اللواتي يحكين قصص الثورة، تنتشر في مظاهرات في لندن ونيويورك. كتب: "العالم يسمع أناشيد غزة، لكنه يحتاج إلى أن يفهم".

19. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر بالتعب. كانت تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية، وكانت تحمل جرحًا في قلبها. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا مات بين يديها. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نستمر بالأناشيد، لأنها حياتنا".

20. الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح وتعليم الأناشيد.

21. نورا، التي كانت لا تزال ترسم وتغني، بدأت تكتب أناشيد جديدة. أعطت خليل ورقة كتب عليها: "غزة تغني، غزة تحلم، غزة لن تموت". خليل كتب عنها: "نورا هي أنشودة غزة، تحمل الحقيقة في صوتها".

22. في إحدى الليالي, دمر القصف خيمة في مخيم النصيرات. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحت الأنقاض، لكنه سمع صوت أنشودة من بعيد. اقترب، ووجد سارة تغني وسط الحطام. صورها، وكتب: "سارة هي صوت غزة، تغني رغم الموت".

23. في الأنفاق، كانت لينا، المعلمة، تواصل دروسها. كانت تعلم الأطفال الأناشيد، عن دير ياسين، عن النكبة. خليل صور هذه الدروس، وكتب: "الأنفاق هي مدارس غزة، حيث يتعلم الأطفال الحرية". الجثمان الحي ظهر بجانب لينا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال.

24. في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. في جنوى، إيطاليا، رفضت نقابات العمال تحميل سفينة سعودية بالأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن: "هناك أناس يرفضون أن يكونوا جزءًا من الإبادة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف، الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، كان يغذي آلة الحرب.

25. أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن الأناشيد هي وقود المقاومة. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب غزة، يغني ويقاوم".

26. الجثمان الحي ظهر في النفق، يحمل غصن زيتون. "الأناشيد هي سلاحكم"، قال. خليل شعر أن الأناشيد هي شرايين غزة، تحمل الحياة إلى القلوب. كتب: "في الأنفاق، الأناشيد هي النور".

27. في إحدى الليالي، دمر القصف مدرسة في مخيم جباليا. خليل كان هناك، يصور. رأى أطفالًا يبحثون عن كتبهم بين الحطام، ويغنون أناشيد الثورة. صورهم، وكتب: "غزة تغني رغم الجوع، لأن الأناشيد هي سلاحها".

28. نورا، التي كانت لا تزال ترسم وتغني، بدأت تكتب أناشيد جديدة. أعطت خليل ورقة كتب عليها: "غزة تغني، غزة تحلم، غزة لن تموت". خليل كتب عنها: "نورا هي أنشودة غزة، تحمل الحقيقة في صوتها".

29. في نهاية الفصل، يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الأناشيد هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "أناشيد غزة هي دليل على أننا لن نموت".

مع صوت القنابل في الخلفية، لكن أناشيد الأطفال أقوى. خليل يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها أنشودة. نحن هنا، وسنبقى". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.



الفصل العاشر: العودة إلى الأرض

1. في صيف 2025، كانت غزة لا تزال تقاوم، رغم الدمار الذي أتى على كل شيء تقريبًا. الحصار الإسرائيلي، الذي قطع الماء والغذاء والدواء، لم يتمكن من كسر إرادة الشعب. خليل، الصحفي الذي أصبح رمزًا لتوثيق الحقيقة، كان يتجول في أنقاض مخيم الشاطئ، كاميرته معلقة على كتفه. رأى رجلاً عجوزًا يزرع بذور زيتون في أرض محروقة. "لماذا تزرع؟" سأله خليل. رد العجوز: "لأن الأرض هي بيتنا، وسنعود إليها". خليل صور المشهد، وكتب في دفتره: "في غزة، الزراعة هي مقاومة".

2. العودة إلى الأرض أصبحت شعارًا. في كل ركن من غزة، كان الناس يزرعون البذور في الأنقاض، يحفرون التربة بأيديهم، يسقونها بقطرات الماء النادرة. خليل التقى بامرأة تدعى فاطمة، كانت تحفر بيديها لزراعة بذور البطيخ. "هذه الأرض هي أمي"، قالت، "لن أتركها". خليل صورها، وكتب: "فاطمة هي غزة، تحفر الأمل في الركام".

3. الجثمان الحي ظهر في تلك اللحظة، واقفًا بجانب فاطمة. كان جسده الشفاف يتوهج تحت شمس الصيف، ووجهه يشبه وجه كل فلسطيني. "الأرض هي جذوركم"، قال. خليل شعر بقشعريرة، لكنه واصل التصوير. كتب: "الأرض هي قلب غزة، تنبض بالحياة رغم الموت".

4. في مستشفى الشفاء، كانت مريم، الطبيبة التي فقدت عائلتها، تواصل عملها. كانت تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية، وفي أوقات الراحة النادرة، كانت تزرع نباتات صغيرة حول المستشفى. نورا، الطفلة التي تبنتها، كانت تساعدها، تسقي النباتات بماء جمعته من خزان مدمر. خليل زار المستشفى، ورأى نورا تزرع شتلة زيتون. صورها، وكتب: "نورا هي بذرة غزة، تنبت الأمل في قلبها".

5. الجثمان الحي ظهر بجانب نورا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال. خليل شعر أن نورا هي رمز الأمل، لكنه كان يعلم أن الاحتلال سيواصل محاولاته لإسكات كل صوت. كتب: "كل شتلة هي صوت، وكل صوت هو مقاومة".

6. في مخيم النصيرات، كان الناس يحفرون الأرض، يزرعون القمح والخضروات. خليل صور رجلاً يدعى أبو سمير، كان يعلم أطفاله كيفية زراعة البذور. "هذه الأرض هي إرثنا"، قال أبو سمير. خليل صور عائلته، وكتب: "أبو سمير هو ذاكرة غزة، يزرع الأمل في أطفاله".

7. القصف لم يتوقف. الطائرات الإسرائيلية كانت تستهدف الأراضي الزراعية، كأنها تحاول قتل الأمل. خليل صور أرضًا محروقة في خان يونس، حيث كانت شتلات القمح قد دمرت. وجد فتاة صغيرة، ربما في العاشرة، تحفر بيديها لإنقاذ شتلة. صورها، وكتب: "الاحتلال يحرق الأرض، لكنه لا يستطيع حرق الإرادة".

8. في الأنفاق, كان أحمد، قائد المقاومة, يخطط لعملية جديدة. لكنه كان يساعد أيضًا في نقل البذور والماء إلى الأراضي الزراعية. خليل التقى به في نفق، ورأى أحمد يحمل صندوقًا من بذور الزيتون. "الأرض هي سلاحنا"، قال أحمد. خليل صور المشهد، وكتب: "أحمد هو قلب غزة، يقاتل ويزرع في آن واحد".

9. الجثمان الحي ظهر في النفق، يحمل غصن زيتون. "الأرض هي سلاحكم"، قال. خليل شعر أن الأرض هي شرايين غزة، تحمل الحياة إلى القلوب. كتب: "في الأنفاق، البذور هي النور".

10. في إحدى الليالي، دمر القصف أرضًا زراعية في مخيم الشاطئ. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحفر بأيديها لإنقاذ شتلاتها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت". الجثمان الحي ظهر بجانب الأرض، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الإرادة"، قال.

11. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تجمع الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كانت تعلمهم كيفية زراعة النباتات، تحكي لهم قصص عن أراضي فلسطين. نورا كانت تساعدها، تزرع شتلات صغيرة حول المستشفى. خليل صور هذه اللحظات، وكتب: "مريم ونورا هما بذور غزة، تنبتان الأمل في القلوب".

12. الجثمان الحي ظهر بجانب مريم، يحمل غصن زيتون. "أنتم القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح وزراعة البذور.

13. في مخيم جباليا، كان الناس ينظمون جلسات زراعة جماعية. كانوا يحفرون الأرض، يزرعون البذور، يسقونها بماء جمعوه من الأنقاض. خليل صور هذه الجلسات، وكتب: "الزراعة هي نار غزة، تحترق ولا تنطفئ". الجثمان الحي ظهر وسط الأرض، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الإرادة"، قال.

14. نورا، التي كانت لا تزال ترسم، بدأت ترسم لوحات عن الأرض. رسمت شجرة زيتون تنبت من الأنقاض، علم فلسطين يرفرف فوق أرض محروقة. خليل صور لوحاتها، وكتب: "نورا هي بذرة غزة، تحمل الحقيقة في رسوماتها".

15. في إحدى الليالي، دمر القصف أرضًا زراعية في خان يونس. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة تحفر بأيديها لإنقاذ شتلاتها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت". الجثمان الحي ظهر بجانب الأرض، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال.

16. في الأنفاق، كان أحمد يواصل التخطيط لعمليات جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن الأرض هي الجواب. خليل صور أحمد وهو يحمل بذور الزيتون، وكتب: "أحمد هو قلب الأنفاق، يزرع ويقاوم".

17. الجثمان الحي ظهر في النفق، يحمل غصن زيتون. "الأرض هي سلاحكم"، قال. خليل شعر أن الأرض هي شرايين غزة، تحمل الحياة إلى القلوب. كتب: "في الأنفاق، البذور هي النور".

18. في تلك الفترة، بدأت تقارير خليل تصل إلى جمهور أوسع. كانت صوره للناس الذين يزرعون الأرض، للأطفال الذين يحفرون التربة، تنتشر في مظاهرات في لندن ونيويورك. كتب: "العالم يرى، لكنه يحتاج إلى أن يفهم". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: الأسلحة الأمريكية، النفط التركي، الصمت الأوروبي.

19. مريم، التي كانت لا تزال تعمل في المستشفى، بدأت تشعر بالتعب. كانت تعالج الأطفال المصابين بسوء التغذية، وكانت تحمل جرحًا في قلبها. في إحدى الليالي، انهارت وهي تعالج طفلًا مات بين يديها. خليل وجدها جالسة في زاوية، تبكي. "كيف نستمر؟" سألت. خليل أمسك يدها وقال: "نستمر بالأرض، لأنها حياتنا".

20. الجثمان الحي ظهر في تلك الليلة، واقفًا بجانب مريم. كان يحمل غصن زيتون، ووجهه يشبه وجه أبنائها. "أنتِ القلب"، قال. مريم لم تره، لكنها شعرت بشيء يمنحها القوة. في اليوم التالي، عادت إلى العمل، وواصلت إنقاذ الأرواح وزراعة البذور.

21. نورا، التي كانت لا تزال ترسم، بدأت تكتب قصائد عن الأرض. أعطت خليل ورقة كتب عليها: "الأرض هي أمي، الأرض هي بيتي، الأرض هي فلسطين". خليل كتب عنها: "نورا هي قلم غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها".

22. في إحدى الليالي، دمر القصف أرضًا زراعية في مخيم النصيرات. خليل كان هناك، يصور. رأى عائلة كاملة تحفر بأيديها لإنقاذ شتلاتها. صور المشهد، وكتب: "هذا هو الهولوكوست، لكن غزة لن تموت". الجثمان الحي ظهر بجانب الأرض، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال.

23. في الأنفاق، كانت لينا، المعلمة، تواصل دروسها. كانت تعلم الأطفال عن أراضي فلسطين، عن يافا وحيفا والقدس. خليل صور هذه الدروس، وكتب: "الأنفاق هي مدارس غزة، حيث يتعلم الأطفال الحرية". الجثمان الحي ظهر بجانب لينا، يحمل غصن زيتون. "هذه هي الحقيقة"، قال.

24. في تلك الفترة، بدأت أصوات التضامن العالمي ترتفع. في جنوى، إيطاليا، رفضت نقابات العمال تحميل سفينة سعودية بالأسلحة إلى إسرائيل. خليل كتب عن هذا التضامن: "هناك أناس يرفضون أن يكونوا جزءًا من الإبادة". لكنه كتب أيضًا عن التواطؤ: نفط علييف، الذي وصل عبر تركيا إلى إسرائيل، كان يغذي آلة الحرب.

25. أحمد، الذي كان لا يزال يقاتل، بدأ يخطط لعملية جديدة. كان يعلم أن الاحتلال سيواصل القصف، لكنه كان يؤمن أن الأرض هي الجواب. خليل كتب عنه: "أحمد هو قلب غزة، يزرع ويقاوم".

26. الجثمان الحي ظهر في النفق، يحمل غصن زيتون. "الأرض هي سلاحكم"، قال. خليل شعر أن الأرض هي شرايين غزة، تحمل الحياة إلى القلوب. كتب: "في الأنفاق، البذور هي النور".

27. في إحدى الليالي، دمر القصف مدرسة في مخيم جباليا. خليل كان هناك، يصور. رأى أطفالًا يبحثون عن كتبهم بين الحطام، ويزرعون شتلات صغيرة. صورهم، وكتب: "غزة تزرع رغم الجوع، لأن الأرض هي سلاحها".

28. نورا، التي كانت لا تزال ترسم وتكتب، بدأت تكتب قصيدة عن الأرض. قرأتها لخليل: "الأرض هي أمي، الأرض هي بيتي، الأرض هي فلسطين". خليل كتب عنها: "نورا هي بذرة غزة، تحمل الحقيقة في كلماتها".

29. في نهاية الفصل، يقف خليل على شاطئ غزة. البحر مضطرب، والسفن الحربية تحيط بالأفق. الجثمان الحي يقف بجانبه، يحمل غصن زيتون. "وثّق"، يقول، "لأن الأرض هي سلاحنا". خليل ينظر إلى كاميرته، ويكتب: "العودة إلى الأرض هي دليل على أن غزة لن تموت".

مع صوت القنابل في الخلفية، لكن صوت خليل أقوى. يكتب: "غزة ليست مدينة، إنها أرض. نحن هنا، وسنبقى". الجثمان الحي يبتسم، والبحر يهدر، والأمل ينمو وسط الأنقاض.

.

ملاحظة سيتم نشرها لاحقا مع تنقيح وإعادة إغناء شخصيات فيها أو رسم ابعاد غير مكتملة أو غير واضحة في السياق الرزمتي



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح أو الموت: مسرحية المقاومة في زمن نتنياهو النازي الجدي ...
- نقابات بلجيكا تقاوم لوبيات السلاح والإبادة الجماعية
- يوم الأحد الوجودي: سخرية التاريخ من أوهام الكيان
- رواية مشاعل الهامش
- ترامب وزيلينسكي: مهرج ودمية يرقصان لارضاء بوتين
- قمة ترامب وبوتين – كوميديا سوداء في زمن الدولة العميقة وأورو ...
- رواية خيوط العنكبوت: من الباب العالي إلى هولوكوست غزة
- كعبة ليونيل والتر ( رواية عن هولوكوست صهيو امريكي في غزة )
- اولاد ابو العبد (رواية عن هولوكوست في غزة )
- الجثمان النابض - (رواية عن الهولوكوست الفلسطيني في فلسطين وف ...
- قمة ألاسكا - عندما يلتقي بوتين وترامب لتقسيم العالم على كأس ...
- الرداء المرصع بالنجوم..رواية عن الهولوكوست في غزة
- مملكة الظلمات: بين التطبيل للقضية الفلسطينية وتمويل مذابحها
- المركب السكران في بحر الثقافة العربية: رحلة أحمد صالح سلوم ب ...
- تاريخ عريق بالجعجعة و القتل على الهوية..
- الخازوق الروسي وغباء بروكسل... واشنطن تنتحر بابتسامة
- هولوكوست الصحفيين الفلسطينيين في زمن التيك توك (إسرائيل تتفو ...
- إسرائيل تتفوق على النازيين بستة أضعاف والبيت الأبيض يصفق ..ا ...
- آل سعود وثاني: حراس الإبداع أم قوادو التخلف؟ رحلة في تدمير ا ...
- أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع مو ...


المزيد.....




- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - رواية: انفاق الزيتون الدامي