أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - الجثمان النابض - (رواية عن الهولوكوست الفلسطيني في فلسطين وفي القلب منها غزة )















المزيد.....



الجثمان النابض - (رواية عن الهولوكوست الفلسطيني في فلسطين وفي القلب منها غزة )


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 21:16
المحور: الادب والفن
    


مقدمة الرواية:

في قلب غزة، حيث يمتزج الركام بروح المقاومة، وتتحول الدموع إلى زغاريد تحدٍ، تروي هذه الرواية، "الجثمان الحي"، قصة أمينة، أم فلسطينية تواجه ما يُطلق عليه "الهولوكوست الفلسطيني"، وهو مصطلح يعبر عن معاناة شعب فلسطين تحت وطأة الاحتلال والاستعمار منذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم. قد تكون قصة أمينة قريبة من واقع امرأة حقيقية في غزة، تحملت وجع خياطة جسد ابنها الشهيد، محاولة استعادة كرامته المسلوبة وسط القصف الصهيوني. وقد تكون بعيدة، حيث خضعت الرواية لمقتضيات العمل الأدبي، ممزوجة بخيال ينسج من واقع الألم والصمود نسيجًا ملحميًا يعكس إرث شعب فلسطين.

تستلهم الرواية جذورها من التاريخ الممتد منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917، عندما وُعدت الأرض بـ" Foyer national" لليهود في إعلان بلفور، دون النظر إلى حقوق الشعب الفلسطيني الأصلي الذي كان يشكل أكثر من 90% من السكان. بدأت النكبة الأولى عام 1948، حين أُعلن قيام دولة إسرائيل، مصحوبة بتطهير عرقي أدى إلى تهجير أكثر من 800,000 فلسطيني وتدمير مئات القرى. منذ ذلك الحين، توالت المجازر - دير ياسين (1948)، كفر قاسم (1956)، صبرا وشاتيلا (1982)، جنين (2002) - وصولاً إلى الحروب المتكررة على غزة، التي وصفها البعض على منصة إكس بأنها "إبادة ممنهجة" تُرتكب على مرأى العالم. هذا التاريخ، الممتد من الانتداب البريطاني إلى الاحتلال الصهيوني المدعوم عالميًا، هو الهولوكوست الفلسطيني: سلسلة من التهجير، المذابح، الحصار، والاستيطان، التي ما زالت تُدمي قلب فلسطين حتى عام 2025
أمينة، في هذه الرواية، ليست مجرد شخصية، بل رمز لكل أم فلسطينية تحمل وجع النكبة وصمود المقاومة. استلهمت الرواية من دراما الأمومة ووجع الفقدان، مستعينة بأساليب أدبية عالمية ، لكنها تبقى فلسطينية خالصة، تحمل زغرودة الأمهات وأحلام الشهداء. إنها مزيج من الحقيقة الموجعة والخيال الذي يمنح صوتًا للذين سُرقت أصواتهم، لتكون مرآة تعكس ثمانين عامًا من الصمود ضد ظلم مستمر، من إعلان بلفور إلى قصف غزة اليوم.


القسم الأول: الدمار والصمود


كانت السماء فوق مخيم جباليا تمطر نارًا. طائرات "إف-16" الأمريكية تحلّق كوحوش حديدية، تلقي قنابلها على بيوت الطين والإسمنت المتصدع. صوت الانفجارات كان يهز الأرض، كأنها قلب أمينة ينبض خوفًا على صغارها. في الغرفة الضيقة، التي كانت في يوم من الأيام ملاذًا، تجمعت أمينة وأطفالها الثمانية كأغنام مذعورة تحتمي من عاصفة. الجدران المتشققة، المغطاة ببقايا ملصقات قديمة لأبطال المقاومة، كانت ترتجف مع كل قذيفة. الغبار يتساقط من السقف كثلج قذر، يغطي وجوه الأطفال الذين تشبثوا بثوب أمينة.

"يا أمي، ليش اليهود بيضربونا؟ إحنا ما عملنا شي!" صرخت شذى، الصغيرة ذات الخمس سنوات، وعيناها المملوءتان بالرعب تتوسلان إجابة. أمينة، التي كانت تجلس على الأرض الترابية، ضمت شذى إلى صدرها. لم تجد كلمات لتشرح لها أن العالم يحترق لأنهم فلسطينيون، لأن أرضهم ترفض أن تستسلم للغزاة. "ما تخافي، يا قلبي، أيمن سيعود. راح يجيب ماء وشوية خبز، وهنكون بخير," قالت أمينة، صوتها يحمل يقينًا مزيفًا. لكن قلبها كان يعرف أن أيمن، ابنها البالغ أربعة عشر عامًا، قد يكون في خطر. خرج منذ ساعة ليبحث عن شيء يسكت جوع إخوته، وكل ثانية تمر كانت تخنق أمينة بالقلق.

أيمن كان مختلفًا. كان يحمل في عينيه بريقًا يتحدى الدمار. في المدرسة، كان يحلم أن يصبح مهندسًا، يبني بيوتًا لا تنهار تحت القنابل. كان يقول لأمه: "يا أمي، بدي أبني بيت زجاجي، يشوفوا منه البحر!" وكانت أمينة تبتسم، تخفي دمعة خوفها من أن يسرق الحلم منه. كان يشبه أباه، أبو أيمن، الذي كان لا يزال يقاوم تحت الركام في زقاق آخر. لم يعرفوا إن كان حيًا أم ميتًا، لكن أمينة رفضت أن تفقد الأمل.

القصف لم يتوقف منذ أسبوع. دبابات الميركافا كانت تزمجر في الأزقة، والفوسفور الأبيض يحرق اللحم والحجر. كأن قوات النخبة الصهيونية تقاتل جيشًا عاتيًا، لا أطفالاً ونساءً وعجائز مكدسين في مخيمات البؤس. أمينة سمعت من الجيران أن القناصة الإسرائيليين يستخدمون أجهزة رصد حديثة وبيانات ذكاء اصطناعي ضخمة من مايكروسوفت وميتا وغوغل وامازون ، تلتقط أي حركة، وتقتل أكثر بخمسة مئة مرة أكثر مع هذه التطبيقات ، حتى لو كانت طفلًا يبحث عن ماء. "لعنة الله عليهم," همست في قلبها، وهي تضم أطفالها أقوى. كانت تخشى أن يسمعوا لعناتها، فتزيد رعبهم.

في تلك اللحظة، دوى انفجار قريب، هز الغرفة كأنها سفينة في عاصفة. صرخت شذى، وتشبث الأطفال الآخرون ببعضهم. أمينة نظرت إلى الباب، قلبها يصرخ: "ارجع يا أيمن، ارجع!" لكن الباب ظل صامتًا، وصوت القذائف كان يعلو. كانت تعرف أن المخيم ليس مجرد أزقة وبيوت، بل قلب شعب ينبض بالصمود. ثمانون عامًا من النكبة، من التهجير، من المقاومة، علّمتها أن الأمل هو السلاح الوحيد الذي لا ينكسر.

في الزاوية، كان محمد، الأخ الأكبر بعد أيمن، يحاول تهدئة إخوته. "أيمن قوي، ما بيصيرله شي," قال، لكنه نظر إلى أمه بعينين مليئتين بالشك. أمينة ابتسمت له، كأنها تقول: "إحنا فلسطينيين، ما بنكسر." لكن داخلها، كانت تشعر بثقل العالم يضغط على صدرها. كل قذيفة كانت تهدد بسرقة قطعة من قلبها، وكل لحظة تمر دون عودة أيمن كانت تجرحها أعمق.

فجأة، سمعوا صوتًا غريبًا، كأنه عويل بعيد. كان صوت امرأة في الزقاق، تصرخ: "ابني! ابني تحت الركام!" أمينة أغلقت عينيها، وكأنها تحاول طرد الصورة من رأسها. لكن الصورة كانت واضحة: أيمن، يركض في الزقاق، يحمل إبريق الماء، وعيناه مليئتان بالحياة. "يا رب، احفظه," همست، وهي تعلم أن الاحتلال لا يرحم الأحلام.

كانت أمينة تمثالاً من صبر، لكن تحت هذا الصبر كان قلبها ينزف. كل يوم في المخيم كان معركة، ليس فقط ضد القنابل، بل ضد اليأس. كانت تعرف أن العالم يتفرج: أمريكا ترسل السلاح، وأوروبا تصفق، والحكام العرب يغلقون الحدود. لكنها كانت تعرف أيضًا أن غزة لا تموت. كانت تحمل في قلبها ثمانين عامًا من المقاومة، منذ النكبة إلى اليوم، وكانت مصممة أن تبقي أطفالها أحياء، حتى لو كان ذلك يعني أن تخيط قلوبهم الممزقة بيديها.

القسم الثاني: الفقدان الأول



في قلب مخيم جباليا، حيث يختلط الغبار بدخان الفوسفور الأبيض، كان الركام يحتضن جسد أبو أيمن، كأنه معطف بالٍ، ممزق، لا يقي من برد الموت. أمينة وقفت أمام البيت الذي كان يومًا ملاذًا، تحدق في الحجارة المتناثرة كأنها شظايا قلبها. كانت تعرف أن زوجها، الرجل الذي بنى لها عالمًا من أحلام متواضعة، لم يعد موجودًا إلا في ذاكرتها. لكن عينيها رفضتا الدموع، كأن البكاء سيُسلّم كرامتها للغزاة. في تلك اللحظة، كانت القذائف الصهيونية لا تزال تدوي، والطائرات الأمريكية تحلّق فوق رؤوس الأطفال، كأنها ترقص رقصة الموت على إيقاع تواطؤ العالم.

أبو أيمن لم يكن بطلًا بالمعنى الذي يحكي عنه الشعراء. كان رجلًا بسيطًا، يحمل في يديه الخشنتين رائحة الزيتون والخبز المخبوز على الحطب. كان يحلم أن يرى أيمن، ابنه الغالي، يرتدي قبعة التخرج، يبني بيوتًا تقاوم القنابل. "يا أمينة، بنتكسر ظهر الاحتلال يومًا ما," كان يقول، وابتسامته تخفي ألم ثمانين عامًا من النكبة. لكن الركام، ذلك العدو الصامت، ابتلعه، كما ابتلع أحلامه، وترك أمينة وحيدة تحمل وطأة ثمانية أطفال وذاكرة رجل كان يومًا عمود بيتها.

في تلك الليلة، عندما رقد الأطفال على الأرض الباردة، مرهقين من الخوف والجوع، خرجت أمينة إلى الزقاق. السماء كانت سوداء، مشوبة بلمعان القذائف. جلست بجانب كومة الحجارة التي دفنت زوجها، كأنها تنتظر أن يخرج منها، يمسح الغبار عن جبينه، ويقول: "ما تخافي، يا أم أيمن، إحنا أقوى من قنابلهم." لكن الصمت كان أقوى من أملها. سمعت عويل جارة في الزقاق المجاور: "ابني! سيارة الإسعاف ممنوعة!" وكأن العالم اتفق على خنق غزة. لعنت أمينة في قلبها أمريكا التي ترسل القنابل، وأوروبا التي تتفرج، والحكام العرب الذين أغلقوا الحدود كأنهم يغلقون قلوبهم. "لعنة الله على ال ثاني وآل سعود واردوغان " همست، وكأن لعناتها قد تصل إلى عروشهم.

في داخلها، كانت أمينة تمزقها حرب أخرى، حرب الصمت. كيف تخبر أطفالها أن أباهم لن يعود؟ كيف تشرح لشذى، الصغيرة ذات العينين البريئتين، أن الاحتلال سرق أباها كما سرق أرضهم في عسقلان؟ كانت تتذكر ليالي الشتاء حين كان أبو أيمن يحكي للأطفال عن فلسطين القديمة، عن البحر الذي كانوا يسبحون فيه قبل النكبة. كانت ذكرياته كمعطف دافئ يحميهم من برد المنفى، لكن الآن، هذا المعطف ممزق، مرمي تحت الركام، مثل كرامة شعب سرقته المحرقة الصهيونية.

عادت أمينة إلى الغرفة، حيث كان الأطفال يتقلبون في نومهم المضطرب. محمد، الابن الأكبر بعد أيمن، فتح عينيه وسأل: "يا أمي، أبوي بيرجع؟" كذبت أمينة، كما تكذب كل أم تحاول أن تحمي أطفالها من الحقيقة: "أبوك قوي، يا محمد، بس الركام ثقيل. بدنا نصبر." لكن عينيها خانتها، ودمعة صغيرة سقطت على خدها. محمد لم يسأل أكثر، لكنه عرف. كان صمته أثقل من القذائف.

في تلك اللحظة، سمعت أمينة صوت أيمن عند الباب. "يا أمي، جبت ماء!" قال، ودخل حاملًا إبريقًا متصدعًا. ركضت إليه، ضمته إلى صدرها، كأنها تخاف أن يختفي هو الآخر. كان أيمن نحيفًا، لكن عينيه كانتا تحملان بريقًا يتحدى الموت. "ما تخافي، يا أمي، إحنا فلسطينيين، ما بنموت," قال، وابتسامته كانت كشعاع شمس في ليل المخيم. لكن أمينة عرفت أن هذا البريق قد يكون آخر ما تراه.

في قلبها، كانت تحمل جرحًا لا يشفى. أبو أيمن لم يكن مجرد زوج، بل كان الحلم الذي بنته معه، الحياة التي خططا لها معًا. كان المعطف الذي يحميها من برد الواقع، والآن، بدون هذا المعطف، شعرت أنها عارية أمام العالم. لكنها كانت أمًا، وأمهات غزة لا يركعن. جمعت قوتها، كما جمعت أطفالها، وقررت أن تحافظ على أملهم، حتى لو كان ذلك يعني أن تخفي ألمها تحت قناع الصبر.

كانت تعرف أن الاحتلال يريد كسرها، كسر غزة، كسر فلسطين. لكنها، مثل كل امرأة في المخيم، كانت تحمل في قلبها تاريخ شعب لا يستسلم. ثمانون عامًا من النكبة، من المقاومة، من الصمود، كانت تتدفق في دمها. "يا أبو أيمن، إحنا بنكمل المشوار," همست وهي تنظر إلى الركام. لم تكن تعرف إن كان يسمعها، لكنها شعرت أن روحه لا تزال تحرسها، كمعطف قديم، مهترئ، لكنه لا يزال يحمل رائحة الأمل.



القسم الثالث: الجثمان الحي



كانت الغرفة الجانبية، التي كانت يومًا ملاذًا لضحكات أيمن، قد تحولت إلى مسرح للموت. القذيفة المدفعية الصهيونية، التي لم تكتفِ برصاصة قناص بل اختارت أن تمزق كل شيء، تركت أشلاء ابن أمينة متناثرة كأنها بقايا حلم محطم. رأسه، ذو العينين اللامعتين بالطموح، كان يرقد على الكنبة الممزقة، محاطًا ببركة دم امتصتها الأغطية القديمة. كأنه ينظر إليها، بحب وحنان، كما كان يفعل حين يعود من المدرسة، يحمل كتابًا يحلم أن يبني به مستقبلًا. ساقاه كانتا مرميتين عند الباب، كأنهما لا تزالان تحاولان الركض إلى الحرية. قلبه، ذلك القلب الصغير الذي كان ينبض بأحلام الزيتون والبحر، كان ملقى خلف الستارة، كأن الاحتلال أراد أن يخفيه عن العالم. وذراعاه، اللتان كانتا تضمانها حين يعتذر عن عناده، كانتا مشتتتين، كل واحدة في زاوية.

أمينة ركعت على الأرض، يداها ترتجفان كأوراق شجرة في عاصفة. "يا أيمن، يا ضي عيني," همست، وصوتها كان خيطًا رفيعًا يوشك أن ينقطع. لم تكن ترى أشلاء، بل كانت ترى ابنها: الطفل الذي حملته تسعة أشهر، العفريت الذي أصر على تحدي آلام الولادة، الفتى الذي كان يشاكسها في الصباح ويقبل يدها في المساء. كل قطعة من جسده كانت قصة، كل جرح كان ذكرى. اقتربت من رأسه، مسحت الدم عن جبينه، وقبّلته. للحظة، خيّل إليها أن عينيه تدمعان، كأنه يقول: "يا أمي، ما بدي أتركك." أغلقت عينيه برفق، لكن ذلك كان فوق طاقتها. انهارت على الأرض، صدرها يحترق بحشرجة صامتة.

لكن أمينة لم تكن امرأة تستسلم. نهضت، كأن روح فلسطين تدفعها من تحت الركام. أحضرت إبرة كبيرة وخيوطًا عادية، من تلك التي كانت تخيط بها ملابس أطفالها المهترئة. بدأت تجمع أشلاء أيمن، كأنها تعيد نسج حياته. خاطت رأسه إلى كتفه الأيمن، ثم الجذع، ثم الساقين. كل غرزة كانت جرحًا في قلبها، لكنها كانت تعرف أن ترك أيمن ممزقًا يعني أن تترك كرامته للغزاة. "أنت ابني، يا أيمن، وما برضى إنهم يهينوك," قالت، وهي تمسح الدم المتجمد عن ذراعيه. كانت ترى فيه الفتى الذي كان يركض في أزقة المخيم، يحلم بأن يصبح طيارًا، ليس ليقصف، بل ليحلّق فوق البحر بحرية.

في الغرفة المجاورة، كان أطفالها ينتظرون. شذى، الصغيرة، بكت وسألت: "أيمن وين راح؟ بيرجع؟" أمينة، التي كانت لا تزال تلملم أشلاء ابنها، عادت إليهم، يداها ملطختان بالدم، لكن وجهها يحمل قناع الصبر. "أيمن بخير، يا شذى. راح يجيب شي ناكله," كذبت، وكأن الكذبة ستبقي قلبهم حيًا. لكن عيني محمد، الأخ الأكبر، كانت تعرف الحقيقة. لم يسأل، لكنه ضم شذى إليه، كأنه يحمل عبء الأمومة نيابة عنها.

في تلك الليلة، عندما نام الأطفال، عادت أمينة إلى أيمن. جلست بجانب الجثمان المخيط، كأنها تحرس روحًا لا تزال تنبض. تذكرت أيام حملها به، كيف كان يركل في بطنها كأنه يعلن أنه سيحارب العالم. تذكرت ولادته العسيرة، وكيف كان أول من يشبه ملامحها، قبل أن تتحول ملامحه إلى أبيه. كانت تغفر له عناده، لأنه كان يعود دائمًا ليقبل يدها، يعد بألا يكرر أخطاءه، ثم يكررها بابتسامة. "يا أيمن، ليش تركتني؟" همست، ودموعها تسقط على يده الباردة. لكنها كتمت بكاءها، فالأطفال لا يزالون بحاجة إلى أملها.

كانت تعرف أن الاحتلال، بقنابله الأمريكية وأجهزة قنصه الحديثة، لم يقتل أيمن وحده، بل حاول قتل أحلام شعب. لكن أمينة، مثل غزة، كانت جثمانًا حيًا، يرفض أن يموت. لملمت أيمن، كما لملمت كرامتها، وقررت أن تحمي أطفالها من هذه الحقيقة. لكن في قلبها، كانت تسمع صوت أيمن: "يا أمي، إحنا ما بنموت. إحنا فلسطين."




القسم الرابع: نقد الظلم


في ظلمة الليل، حيث كان القصف يهدأ للحظات كأنه يستريح قبل أن يعاود التهام أرواح المخيم، جلست أمينة بجانب جثمان أيمن المخيط. كان جسده، الذي جمعته بيديها كما تجمع أم أحلام أطفالها، يرقد على الأرضية الباردة، مغطى بقطعة قماش بيضاء كانت يومًا ستارة نافذة. الغرفة، الممزقة بفعل القذائف، كانت صامتة إلا من أنفاس أطفالها النائمين في الزاوية، يتقلبون في كوابيس لا تنتهي. لكن أمينة لم تنم. عيناها، المحمّرتان من البكاء المكتوم، كانتا تحدقان في الفراغ، كأنها تبحث عن إجابة لسؤال لم تُسأله بعد: لماذا يحترق العالم لأنهم فلسطينيون؟

في الخارج، سمعت أمينة همهمات الجنود الصهاينة . كانوا يكتبون على جدران البيوت المدمرة: "مررنا من هنا، من بروكلين، من انتويربن، من باريس." كأنهم يوقّعون على لوحة انتصارهم المزعوم. ضحكت أمينة بسخرية مريرة، ضحكة تحمل وجع ثمانين عامًا من النكبة. "يا لهم من أبطال!" همست، وهي تتخيل أولئك الجنود، بأسلحتهم الأمريكية اللامعة، يرتجفون خوفًا من أشباح المخيم. كانوا يخافون الاقتراب من أزقة جباليا، حيث كل حجر يحمل روح مقاوم، وكل ركام يخفي قناصًا. كتبوا توقيعاتهم على البيوت المنعزلة، لكنهم لم يجرؤوا على مواجهة قلب المخيم، حيث تنبض غزة بالحياة رغم الموت.

أمينة كانت تعرف أن هذا الظلم ليس وليد اللحظة. كان امتدادًا لمؤامرة عالمية، بدأت قبل أن تولد، حين سُرقت فلسطين برعاية عيون وأموال وسلاح الاستعمار البريطاني، وحين دُعمت المحرقة الصهيونية بقنابل أمريكا وصمت أوروبا. لعنت في قلبها الذين يتفرجون: واشنطن، التي ترسل طائرات "إف-16" وصواريخ "الدايم" لتحرق أطفالها؛ باريس ولندن، اللتين تصفقان للمذبحة باسم "حق الدفاع عن النفس"؛ والحكام العرب، الذين أغلقوا الحدود ومنعوا الطعام والدواء، كأنهم يخنقون غزة بأيديهم. "لعنة الله عل محميات الخليج واردوغان " قالت بصوت مسموع، وهي تضم يدي أيمن الباردتين. كانت لعناتها سهامًا عاجزة، لكنها كانت طريقتها لتحدي العالم الذي تخلى عنها.

في داخلها، كانت أمينة تحارب حربًا أخرى، حرب الصمت. كيف تخفي عن أطفالها أن أيمن لن يعود؟ كيف تحمي شذى، التي تسأل كل ليلة: "أيمن وين؟" كانت تتذكر كيف كان أيمن يضحك، يشاكس إخوته، يحلم بأن يبني بيتًا زجاجيًا يطل على البحر. كان قلبها ينزف مع كل ذكرى، لكنها كتمت ألمها، كما تكتم غزة صراخها تحت القصف. كانت تعرف أن الاحتلال لا يكتفي بقتل الأجساد، بل يسعى لقتل الأمل. لكنها، مثل كل أم في المخيم، كانت تحمل في صدرها نار المقاومة. "ما بنستسلم," قالت لنفسها، وهي تمسح الدم المتجمد عن جبين أيمن. "دمك غالي، يا ولدي، وأرضك غالية."

في تلك اللحظة، سمعت صوت شذى تنتحب في نومها: "أيمن، ما تمشي!" ركضت أمينة إلى صغارها، ضمتهم إلى صدرها، كأنها تحميهم من العالم بأكمله. "أيمن بخير," كذبت مرة أخرى، لكن صوتها كان يرتجف. محمد، الذي بدأ يفهم لغة الصمت، نظر إليها بعينين تحملان عبء رجل. "يا أمي، إحنا معاكِ," قال، وكأنه يعرف أنها تحمل جبلًا على كتفيها. أمينة ابتسمت، لكن قلبها كان يصرخ: "يا رب، احفظلي باقي ولادي."

كانت أمينة تعرف أن العالم يراهم مجرد أرقام: شهيد آخر، بيت آخر، مخيم آخر. لكنهم بالنسبة لها كانوا الحياة. أيمن لم يكن مجرد جثمان، بل كان حلمها، ضحكتها، فخرها. وأبو أيمن لم يكن مجرد ركام، بل كان عمود بيتها، الرجل الذي علّمها أن الصبر سلاح. لكنها كانت تعرف أيضًا أن غزة لا تموت. كانت تحمل في قلبها ثمانين عامًا من الصمود، منذ النكبة إلى اليوم، وكانت مصممة أن تبقي أطفالها أحياء، حتى لو كان ذلك يعني أن تخيط قلوبهم الممزقة بيديها. "يا فلسطين، إحنا بنكمل," همست، وهي تنظر إلى أيمن، كأنها تتحدث إلى شعب بأكمله.




القسم الخامس: الملحمة الفلسطينية


في أزقة جباليا، حيث يختلط الركام برائحة البارود وصرخات الأمهات، بدأت الأساطير تنسج نفسها. الجنود الصهاينة، بأسلحتهم الأمريكية اللامعة ودباباتهم الميركافا التي تهدر كالوحوش، كانوا يتحدثون عن "الأشباح". جثمان هادئ، يظهر في ظلمة الليل، يحمل سلاحًا ويطلق النار من تحت الحجارة. كانوا يقسمون أنه أيمن، الفتى الذي مزقته قذيفتهم، يعود ليطاردهم في كوابيسهم. أحدهم، جندي من بروكلين يتباهى بتوقيعه على جدران البيوت المدمرة، عاد إلى بلاده مختل العقل، يهمس لزملائه أنه رأى أيمن في شوارع الهند، يحمل صاروخ "آر بي جي" وينظر إليه بعيون لا تموت. آخر، يهودي روسي، كتب رسالة قبل أن ينتحر: "الأشباح لا تتركنا. إنها غزة."

أمينة سمعت هذه القصص من أطفال المخيم، الذين كانوا يتسللون بين الأزقة ليجمعوا أخبار المقاومة كما يجمعون قشور الخبز. ابتسمت، وهي تجلس بجانب جثمان أيمن المخيط، مغطى بقماش أبيض كأنه كفن شهيد. "أيمن ما مات," قالت لنفسها، وكأنها تتحدث إلى شعب بأكمله. "هو عايش فينا، في كل حجر، في كل رصاصة." كانت تعرف أن المقاومة ليست مجرد أسلحة، بل هي روح تنبض في قلب كل فلسطيني. ثمانون عامًا من النكبة، من التهجير، من المذابح، لم تكسر هذه الروح. من عسقلان إلى يافا إلى جباليا، كانت فلسطين تنتفض، كجثمان حي يرفض أن يركع.

في تلك الليالي، عندما كان القصف يهدأ للحظات، كانت أمينة تتأمل وجه أيمن. كانت ترى فيه ملامحها، ملامح أبيه، ملامح شعبها. كانت تتذكر كيف كان يحلم بأن يصبح مهندسًا، يبني بيوتًا لا تنهار تحت القنابل. "يا أيمن، إنتَ بنيت شي أقوى من البيوت," همست، وهي تمسح جبينه البارد. "إنتَ بنيت أملنا." كانت تشعر أن روحه لا تزال تحلّق في المخيم، تنضم إلى "الأشباح" التي ترعب الجنود. كل رصاصة تُطلق من تحت الركام، كل صاروخ ينطلق من زقاق، كان يحمل اسم أيمن، اسم كل شهيد.

في الزقاق المجاور، سمعت أمينة صوت امرأة تزغرد. كانت تحتفل باستشهاد ابنها، الذي قاتل حتى آخر نفس. أمينة لم تزغرد بعد، لكنها شعرت أن قلبها يرقص مع كل قصة مقاومة. كانت تعرف أن الاحتلال، بكل قوته، يرتجف أمام هذا الشعب. الجنود، الذين جاؤوا من بروكلين وموسكو وباريس، كانوا يكتبون توقيعاتهم على الجدران، لكنهم كانوا يهربون من الأزقة، خائفين من شبح يخرج من الركام. "جبناء," قالت أمينة بسخرية، وهي تتذكر كلام تشيخوف عن الظلم: إن النظام الذي يقتل الأبرياء هو نظام جبان، يختبئ وراء الحديد والنار.

لكن أمينة لم تكن مجرد أم تحمل جرحًا. كانت رمزًا لفلسطين، امرأة تحمل في صدرها إرث شعب لم يعرف الاستسلام. كانت تتذكر قصص جدتها عن النكبة، عن البيوت التي سُرقت في يافا، عن الزيتون الذي اقتُلع في عسقلان. كانت تعرف أن الاحتلال ليس مجرد جيش، بل مشروع استعماري يريد محو هويتها. لكنها، مثل كل أم في غزة، كانت تحمل سلاحًا لا يُهزم: الأمل. "يا أيمن، دمك بيصير نهر," قالت، وهي تضم يده المخيطة. "بيصير شجرة، بيصير نار."

في تلك الليلة، عندما سمعت شذى تبكي في نومها، ركضت إليها. "أيمن بيرجع، يا أمي؟" سألت الصغيرة. أمينة ضمتها، وقالت: "أيمن هنا، يا شذى. هو في كل زاوية بغزة." لم تكذب هذه المرة. كانت تعرف أن أيمن، مثل كل شهيد، لم يمت. كان يعيش في المقاومة، في الحجارة التي ترمى، في الصواريخ التي تنطلق، في أحلام الأطفال الذين يرفضون النسيان.

كانت غزة، بكل دمارها، ملحمة حية. كل زقاق كان يروي قصة بطولة، كل ركام كان يخفي روحًا تقاوم. أمينة، وهي تحرس جثمان أيمن، شعرت أنها تحرس فلسطين. "إحنا ما بنموت," قالت لنفسها، وكأنها تتحدث إلى العالم. "إحنا جثمان حي، وهنفضل نقاوم."





القسم السادس: الحياة في الموت


في مخيم جباليا، حيث يختلط الركام بروح الشهداء، كانت أمينة تقف كتمثال من صبر، تحرس أطفالها وجثمان أيمن المخيط. كانت السماء فوقها سوداء، مشوبة بدخان الفوسفور الأبيض، لكن في قلبها كان يلمع ضوء صغير، كأنه نجمة تتحدى الظلام. بعد أسابيع من القصف المتواصل، وصلت سيارة إسعاف وحيدة، تتسلل بين الأزقة كطيف خائف. سأل السائق عن المصابين، وقال بصوت مكسور: "الحي أبقى من الميت." أمينة، التي كانت تقف بجانب أيمن، شعرت أن قلبها يتمزق. "أيمن أبقى مني," همست، ودمعة سقطت على خدها كأنها لؤلؤة تحمل وجع شعب. تمنت لو أنها هي التي ماتت بدلاً منه، لكنها كانت تعرف أن أمهات غزة لا يملكن رفاهية الموت.

نظرت إلى أطفالها الثمانية، الذين كانوا يتجمعون حولها كأغصان شجرة زيتون مثقلة بالعاصفة. شذى، الصغيرة، تمسكت بثوبها وسألت: "أيمن بيرجع، يا أمي؟" أمينة ركعت أمامها، وضعت يديها على وجنتيها الصغيرتين، وقالت: "أيمن شهيد، يا شذى. هو حي عند ربه، ويرزق." ثم زغردت، زغرودة طويلة، كأنها ترسل رسالة إلى السماء، إلى أيمن، إلى أبو أيمن، إلى كل شهيد في فلسطين. كانت زغرودتها تحمل شرف الاستشهاد، لكن دمعة خائنة سقطت على خدها، تخون فرحها المصطنع. محمد، الابن الأكبر، ضم إخوته، وكأنه يحمل عبء الأبوة نيابة عن أبيه وأخيه. لم يقل شيئًا، لكنه نظر إلى أمه بعينين تقول: "إحنا معاكِ، يا أمي."

أمينة ألبست أيمن أجمل ثيابه، قميصًا أزرق كان يحبه، كأنها تجهزه لعرس لا لكفن. جلست بجانبه، تمسح جبينه، وتتذكر كيف كان يشاكسها في الصباح، يقبل يدها في المساء، ويحلم ببيت زجاجي يطل على البحر. "يا أيمن، إنتَ ما متّ," قالت، وهي تضم يده الباردة. "إنتَ عايش في كل زاوية بغزة، في كل حجر، في كل زيتونة." كانت تعرف أن الاحتلال، بكل قنابله الأمريكية ودباباته الميركافا بمحركاتها الألمانية النازية ، لا يستطيع قتل روح شعبها. كانت تسمع قصص "الأشباح" التي ترعب الجنود: جثمان يظهر في الليل، يحمل سلاحًا، يطلق النار، يختفي تحت الركام. كانوا يقولون إنه أيمن، وأمينة كانت تصدق. "إنتَ لسا بتقاوم، يا ولدي," همست، وابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيها.

في تلك اللحظة، تذكرت أمينة قصص جدتها عن النكبة، عن البيوت التي سُرقت في يافا، عن الزيتون الذي اقتُلع في عسقلان. كانت تعرف أن الاحتلال ليس مجرد جيش، بل مشروع استعماري يريد محو هويتها، هوية شعبها. لكنها كانت تعرف أيضًا أن غزة لا تموت. كل قذيفة، كل ركام، كل شهيد، كان يزرع بذرة مقاومة جديدة. "لعنة الله على الغزاة," قالت بسخرية مريرة، وهي تتذكر توقيعات الجنود على الجدران: "من بروكلين، من كيبف." كأن توقيعاتهم ستُخفي جبنهم، خوفهم من أشباح المخيم، من شعب يقاتل بأظافره.

في الزقاق، سمعت أمينة صوت امرأة أخرى تزغرد، تحتفل بابن آخر استشهد وهو يقاوم. كانت غزة ملحمة حية، كل زاوية فيها تحكي قصة بطولة. أمينة نظرت إلى أطفالها، وقررت أن تزرع فيهم أيمن. "إحنا فلسطينيين," قالت لهم، وهي تجمعهم حولها. "دم أيمن بيصير شجرة، بيصير نار، بيصير حياة." شذى، التي كانت لا تزال تبكي، سألت: "يعني أيمن هيحمينا؟" أمينة أجابت: "أيمن وكل الشهداء بيحموا غزة."

تحت القصف المتواصل، نام الأطفال أخيرًا، يحلمون بأيمن يقاتل، يحمل سلاحًا، يطير فوق البحر. وأمينة، بقلبها الممزق، عرفت أن غزة ستبقى، كما بقيت دائمًا، جثمانًا حيًا يتحدى الموت. "يا فلسطين," همست، وهي تنظر إلى السماء، "إحنا بنكمل." كانت زغرودتها الأخيرة رسالة إلى العالم، إلى الاحتلال، إلى التاريخ: فلسطين لا تموت، لأنها تحمل في أحشائها أرواح الشهداء، وقلوب الأمهات، وأحلام الأطفال.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ألاسكا - عندما يلتقي بوتين وترامب لتقسيم العالم على كأس ...
- الرداء المرصع بالنجوم..رواية عن الهولوكوست في غزة
- مملكة الظلمات: بين التطبيل للقضية الفلسطينية وتمويل مذابحها
- المركب السكران في بحر الثقافة العربية: رحلة أحمد صالح سلوم ب ...
- تاريخ عريق بالجعجعة و القتل على الهوية..
- الخازوق الروسي وغباء بروكسل... واشنطن تنتحر بابتسامة
- هولوكوست الصحفيين الفلسطينيين في زمن التيك توك (إسرائيل تتفو ...
- إسرائيل تتفوق على النازيين بستة أضعاف والبيت الأبيض يصفق ..ا ...
- آل سعود وثاني: حراس الإبداع أم قوادو التخلف؟ رحلة في تدمير ا ...
- أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع مو ...
- آل سعود وثاني واردوغان.. مهندسو إفقار العرب و ابادتهم من الع ...
- ألاسكا: حيث يوقّع ترامب استسلام الناتو وبوتين يحتسي فودكا ال ...
- هولندا وأبقارها المعجزة: مسرحية الغرب الهزلية لتدمير أحلام ا ...
- سنغافورة الاوهام: من السودان إلى سوريا، رحلة التدمير بضمانة ...
- نتنياهو ومسرحية الفتح الهزلي: غزة تكتب النهاية بسخرية التاري ...
- مسرحية -ائتلاف أريزونا-: كوميديا فاشية بنكهة بلجيكية مضحكة ح ...
- مسرحية الخيانة اللبنانية: نواف سلام، جعجع، والكتائب في دور ا ...
- أفيون إعلام أكاذيب الوحدة 8200
- ما بين جون ميرشايمر وسمير امين :أسرار الإبادة الجماعية الأمر ...
- نقد فكري وسياسي لفاشية حكومة ائتلاف اريزونا البلجيكية


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - الجثمان النابض - (رواية عن الهولوكوست الفلسطيني في فلسطين وفي القلب منها غزة )