|
تاريخ عريق بالجعجعة و القتل على الهوية..
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 16:42
المحور:
كتابات ساخرة
1. سمير جعجع: سيد الجعجعة وتاجر الخيانة في قلب لبنان الممزق، يقف سمير جعجع، الرجل الذي حوّل السياسة إلى مسرحية هزلية بمعادلة معروفة: "اسمع جعجعة ولا ترَ طحيناً". هذا المثل، الذي يبدو أنه صيغ خصيصاً له ولعائلته العريقة في الصخب، يعكس حقيقة عصاباته الفاشية التي لا تعرف سوى الضجيج دون أي إنجاز ملموس. منذ أن خطا أولى خطواته في عالم السياسة، بدا وكأنه وُلد بطابع "عبد صهيوني"، مخلّصاً نفسه لخدمة الأعداء التقليديين: الكيان الصهيوني، محميات الخليج الصهيونية، الولايات المتحدة، وفرنسا. هؤلاء هم رعاته، وهو القواد المخلص الذي يدير لهم أحلامهم الذهبية، بينما شعبه يعاني في الظلام.
2. سلالة الجعجعة: تاريخ من الخيانة سلالة جعجع تحمل تاريخاً طويلاً في الجعجعة والخداع، حيث لا يمكن لأحد أن يتخيل أن هذا الرجل، الذي يتباهى بقوته السياسية، لا يقدم سوى كلاماً فارغاً. منذ أيام الحرب الأهلية، حيث كان يُعرف بتجارته في السلاح والدمار، إلى اليوم حيث يدير إمبراطورية من الوعود المكسورة، فاليوم لاكهرباء ولا ماء ولا مصانع ، فهو يمضي وقته مع وزير خارجيته في البكاء على صدر الاعداء الامريكان ، لعلهم ينظرون إليه بعين الاحتقار والشفقة ،كما قال وزير خارجيته الذي قال إن سياسته ،تقوم على البكاء، في حضن البيت الابيض ..يبقى سمير رمزاً للخيانة التي لا حدود لها. فكيف يمكن لزعيم أن يدعي الدفاع عن لبنان وهو يفتح أبوابه للصهاينة والأمريكان؟ الإجابة بسيطة: إنه ليس زعيماً، بل أداة في أيدي أسياده.
3. اقتصاد "سنغافوري" على طريقة الموز أما عن "اقتصاد" سمير جعجع وعصاباته، فهو ليس إلا كانتون جعجعي يعج بالقمار والدعارة! تخيلوا معي: صالات قمار فاخرة تضيء ليالي لبنان المظلمة، وكابينات مخصصة للعري تتدفق إليها زبائن من الصهاينة، الأمريكان، والسعوديين، القطريين، الإماراتيين، وكل من ينتمي إلى عالم "لفّ لفّهم". هذا هو الحلم السنغافوري الذي يتبجح به جعجع، لكن حتى جمهوريات الموز تمتلك اقتصادات أكثر جدارة من هذا الهراء. فكرة أن لبنان، بلد التاريخ والثقافة، يُحوّل إلى ماخور عالمي بإدارة عصابة طفيلية، ليست سوى قمة السخرية والفساد.
4. صناعة العصابات: وصفة غربية أمريكية كيف تُصنع شخصية مثل سمير جعجع؟ الجواب بسيط: خذ رجلاً طموحاً، ضعه تحت مظلة الاستعمار الأمريكي والغربي، وأطعمه فتات موائد السادة. هكذا نشأت هذه الطفيليات التي تعيش على بقايا السياسة الدولية، دون أن تُنتج شيئاً سوى الضجيج والخيانة. جعجع ليس مجرد زعيم حزب، بل راعي صالات القمار الذي يعمل ليل نهار لإرضاء أسياده، سواء بفتح أبواب لبنان للأعداء أو ببيع كرامة شعبه مقابل بضعة دولارات. الغرب، بذكائه المعهود، وجد فيه أداة مثالية لزرع الفوضى.
5. وعود جعجع... وكوارث الواقع لنعد إلى الصورة التي تروي قصة لبنان الحالي، كما وثّقتها تغريدات: لا كهرباء، لا ماء، لا أي شيء من تلك الوعود التي كانت عصابات جعجع تلوّح بها قبل الانتخابات. "صوتوا لنا، وسنحقق الازدهار!"، هكذا كانوا يهتفون، لكن النتيجة؟ ظلام دامس يغطي البلاد، وأنابيب ماء جافة، وشعب يعيش على شموع وأحلام محطمة. جعجع وعد بطاقة رخيصة وماء نقي، لكن كل ما قدمه هو فواتير كهرباء مرتفعة وأنهار جافة، بينما يحتفل هو وأتباعه بأرباح صالات القمار.
6. لبنان بين الجوع والجعجعة اقتصاد لبنان، الذي كان يُعرف بتعدديته و انتاجيته النسبية ، تحول إلى جحيم بفضل سياسات جعجع وعصاباته. التضخم وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها منذ 2019، وفقاً لتقديرات 2025. البطالة تتجاوز 35%، والفقر يضرب 78% من السكان، بينما يعيش جعجع في قصوره مع ستريت ويضحك على مصيبة شعبه. الشعب يتضور جوعاً، بينما يتدفق المال الأجنبي إلى جيوب القمار والدعارة التي يديرها هذا الزعيم المزيف.
7. صوت العقل وسط الجعجعة في المقابل، يظهر كرم حمية في التغريدات، محاولاً نقد هذا الواقع المأساوي، لكنه يبدو كمن يصرخ في وادٍ فارغ. "الخيانة ليست سياسة، إنها هوية!"، يقول، لكن من سيستمع وسط ضجيج القمار وصراخ الزبائن؟ حمية يحذر من أن لبنان أصبح "كانتوناً للعبودية"، حيث يتحكم سمير جعجع بمصير شعب بأكمله لصالح أسياده. لكن، هل يمكن لصوت العقل أن ينافس ضجيج الجعجعة؟ الإجابة تبدو سلبية طالما أن جعجع يملك دعماً غربياً و سعوديا صهيونيا .
8. الشعب اللبناني: ضحية الصخب والخيانة الشعب اللبناني، الذي قاوم الغزو والحروب عبر التاريخ، أصبح اليوم ضحية هذا المسرح الهزلي بقيادة سمير جعجع. الشباب يهاجرون بأعداد قياسية، حيث غادر أكثر من 300 ألف شخص منذ 2020 بحثاً عن حياة كريمة، تاركين وراءهم أرضاً مزروعة بالجعجعة بدلاً من الطعام. الأمهات يبكين على أطفال ينامون جوعى، بينما يحتفل جعجع وأتباعه بأرباح صالات القمار التي يديرها بمساعدة أعداء لبنان. هذا هو الإرث الذي تركه: بلد بلا كهرباء، بلا ماء، وبلا أمل.
9. تاريخ جعجع: من الحرب إلى القمار لنعد إلى تاريخ هذا الرجل، الذي بدأ كمقاتل في الحرب الأهلية اللبنانية، حيث اشتهر بقسوته بقتل الأطفال والعزل على الهوية وتجارته في الدمار. بعد انتهاء الحرب، لم يتغير دوره، بل تحول من تاجر سلاح إلى تاجر قمار وسياسة. سجله يضم اتهامات بالجرائم الحربية، لكنه استطاع الخروج من السجن بفضل دعم غربي، ليصبح اليوم رمزاً للنفاق السياسي. كل خطوة خطاها كانت لصالح أسياده، سواء بتسليم لبنان للصهاينة أو بفتح أسواقه للدعارة.
10. الاقتصاد اللبناني تحت الجعجعة اقتصاد لبنان، الذي كان يعتمد على السياحة والتجارة، انهار تماماً تحت حكم زعامات مثل جعجع. الناتج المحلي الإجمالي انخفض من 52 مليار دولار في 2019 إلى أقل من 20 مليار دولار في 2025، وفقاً لتقديرات محلية. الدين العام تجاوز 90 مليار دولار، أي أكثر من 400% من الناتج المحلي، بينما تتكدس الأموال في جيوب صالات القمار بدلاً من إعادة بناء البنية التحتية. هذا هو الإنجاز الوحيد لجعجع: تحويل لبنان إلى سوق للرذيلة.
11. الكهرباء المفقودة والماء الجاف كما أشار الكثير ، لا كهرباء تملأ المنازل، ولا ماء يروي العطش. الشعب يعيش على مولدات صغيرة تكلفه مئات الدولارات شهرياً، بينما يدفع جعجع ثمن كهرباء قصوره من أرباح القمار. الأنابيب جافة، والمحطات معطلة، لكن صالات القمار تعمل 24 ساعة يومياً، مدعومة بأموال أعداء لبنان. هذه هي التناقضات التي يعيشها اللبنانيون تحت حكم جعجع.
12. الهجرة: نتيجة الجعجعة المستمرة الهجرة أصبحت ظاهرة قومية، حيث يغادر الشباب بأعداد كبيرة بحثاً عن حياة كريمة. في 2024 وحده، غادر حوالي 50 ألف شاب، تاركين وراءهم أهلهم وأحلامهم. جعجع يدعي أنه يدافع عن لبنان، لكن سياساته دفعت الشباب إلى الرحيل، بينما يبقى هو مع زبائنه الأجانب يحتفلون بانهيار البلاد.
13. دور الغرب في دعم جعجع الولايات المتحدة وفرنسا والصهاينة لم يدعموا جعجع عبثاً. فهو أداة مثالية لتقسيم لبنان وإضعافه. دعمهم له يأتي عبر تمويل أحزابه، وتدريب ميليشياته، وحمايته من المساءلة القانونية. هذا الدعم جعله يشعر أنه فوق القانون، بينما شعبه يعاني من الجوع والظلام.
14. الصهاينة والزبائن: شركاء جعجع الصهاينة، بقيادة تل أبيب، يجدون في جعجع حليفاً مخلصاً يفتح لهم أبواب لبنان. زبائنهم، من الخليج والغرب، يتدفقون إلى صالات القمار، حيث ينفقون ملايين الدولارات التي تعود إلى جيوب جعجع. هذه العلاقة ليست تجارة، بل خيانة وطنية بامتياز.
15. الشعب يصرخ: كفى جعجعة الشعب اللبناني بدأ يرفض هذا الواقع، حيث تظاهرات متكررة تندد بفساد جعجع وعصاباته. شعارات مثل "كفى خيانة" و"نريد طعاماً لا قماراً" تُرفع في الشوارع، لكن جعجع يستمر في جعجعته، مطمئناً بدعم أسياده.
16. انهيار القطاع الصحي والتعليمي مع انهيار الكهرباء، توقفت المستشفيات عن العمل بشكل كامل في مناطق كثيرة، بينما أغلق المدارس أبوابها بسبب نقص التمويل. جعجع، بدلاً من إنقاذ القطاعين، يستثمر في صالات القمار، تاركاً الأطفال والمرضى ليموتوا.
17. الدين العام: عبء على الأجيال الدين العام، الذي تجاوز 90 مليار دولار، أصبح عبئاً على الأجيال القادمة، بينما يستفيد جعجع وأتباعه من الأموال التي تأتي من الخارج. هذا الدين ليس سوى نتيجة سياساته الفاشلة.
18. الدور الدولي في تفاقم الأزمة الدول الغربية، بدلاً من مساعدة لبنان، تدعم جعجع لتأمين مصالحها، مما يزيد من معاناة الشعب. هذا الدعم جعله يشعر أنه لا يمكن عزله.
19. أمل الشعب في التغيير رغم الظلام، يبقى الأمل موجوداً، حيث يحاول الشباب والناشطون مثل كرم حمية بناء بديل، لكن الطريق طويل وسط جعجعة جعجع.
20. الخاتمة: جعجعة بلا طحين في النهاية، تظل قصة سمير جعجع وأتباعه دروساً في الفشل والخيانة. بدلاً من بناء اقتصاد قوي، اختاروا تحويل لبنان إلى ماخور عالمي. الشعب يعاني، الكهرباء مقطوعة، الماء نادر، والجوع يتفاقم، لكن الصوت الأعلى يبقى جعجعة جعجع، التي لن تطحن طحيناً أبد الدهر. ربما حان الوقت ليقول اللبنانيون: "كفى جعجعة، نريد حياة كريمة!"، لكن هل سينتهي هذا الكابوس يوماً؟
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخازوق الروسي وغباء بروكسل... واشنطن تنتحر بابتسامة
-
هولوكوست الصحفيين الفلسطينيين في زمن التيك توك (إسرائيل تتفو
...
-
إسرائيل تتفوق على النازيين بستة أضعاف والبيت الأبيض يصفق ..ا
...
-
آل سعود وثاني: حراس الإبداع أم قوادو التخلف؟ رحلة في تدمير ا
...
-
أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع مو
...
-
آل سعود وثاني واردوغان.. مهندسو إفقار العرب و ابادتهم من الع
...
-
ألاسكا: حيث يوقّع ترامب استسلام الناتو وبوتين يحتسي فودكا ال
...
-
هولندا وأبقارها المعجزة: مسرحية الغرب الهزلية لتدمير أحلام ا
...
-
سنغافورة الاوهام: من السودان إلى سوريا، رحلة التدمير بضمانة
...
-
نتنياهو ومسرحية الفتح الهزلي: غزة تكتب النهاية بسخرية التاري
...
-
مسرحية -ائتلاف أريزونا-: كوميديا فاشية بنكهة بلجيكية مضحكة ح
...
-
مسرحية الخيانة اللبنانية: نواف سلام، جعجع، والكتائب في دور ا
...
-
أفيون إعلام أكاذيب الوحدة 8200
-
ما بين جون ميرشايمر وسمير امين :أسرار الإبادة الجماعية الأمر
...
-
نقد فكري وسياسي لفاشية حكومة ائتلاف اريزونا البلجيكية
-
نقد الأيديولوجيات المتطرفة والدفاع عن السيادة الوطنية
-
الولايات المتحدة الشيوعية ،هل هو السيناريو الحتمي !
-
هل روسيا وإيران تعيدان ترتيب الأمور في سورية !
-
الإرهاب والتضليل بين سوريا وإيران.. الحقيقة المغيبة
-
نجاح واشنطن في تدمير الاقتصاد الألماني هل يحل أزمتها الهيكلي
...
المزيد.....
-
-وداعًا مؤرخ اللحظة الإنسانية-.. وفاة الأديب المصري صنع الله
...
-
الحنين والهوية.. لماذا يعود الفيلم السعودي إلى الماضي؟
-
-المتمرد- يطوي آخر صفحاته.. رحيل الكاتب صنع الله إبراهيم
-
وفاة الكاتب المصري صنع الله إبراهيم عن 88 عاما
-
وفاة الكاتب المصري صنع الله إبراهيم عن عمر 88 عاما
-
وزارة الثقافة المصرية تعلن وفاة -أحد أعمدة السرد العربي المع
...
-
وفاة الكاتب المصري صنع الله إبراهيم عن 88 عاما
-
من السجن إلى رفض جائزة الدولة… سيرة الأديب المتمرّد صنع الله
...
-
العراق يدرج موقعين في بغداد ضمن لائحة التراث العربي
-
وفاة الأديب المصري صنع الله إبراهيم
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|