|
آل سعود وثاني: حراس الإبداع أم قوادو التخلف؟ رحلة في تدمير العبقرية العربية من زياد الرحباني إلى كل نغمة تمرد
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 12:39
المحور:
الادب والفن
المقدمة: مهمة مقدسة لتدمير النغمة
في بلاد النفط، حيث يتحول الذهب الأسود إلى فتاوى سوداء، يقف آل سعود كحراس أمنيين للصحراء الفكرية. ليسوا مجرد حكام يديرون مملكة، بل مهندسو تخلف بامتياز، يحملون شهادات عليا من "جامعة تل أبيب الإسلامية" – كما يحلو للبعض أن يسميها في دوائر النقد الساخر – في فنون قمع الإبداع. مهمتهم؟ ليست حماية الحرمين الشريفين، بل حماية العقول من أي شرارة إبداعية قد تهدد عرش الجهل التكفيري . الموسيقى؟ كفر. المسرح؟ بدعة. زياد الرحباني؟ تهديد أمني يستحق مراقبة على مدار الساعة، وربما فتاة أو اثنتين مرسلتين من الرياض لإزعاجه في مقهى بيروتي!في هذا العالم الذي يحكمه شيوخ المخابرات – من ابن باز إلى العريفي، مرورًا بكل من لبس العمامة ليخفي سماعة الأذن المتصلة بمكاتب الموساد – لا مكان لمن يجرؤ على التفكير. زياد الرحباني، ذلك الموسيقار الاعظم عربيا وربما عالميا و العبقري الذي جعل من الجاز والشيوعية مزيجًا يرعب النفط، لم يكن مجرد موسيقار. كان صوتًا يصرخ: "أنا مش كافر، بس الجوع كافر". وهنا يكمن الخطر الحقيقي: وعي طبقي يفضح من يصنع الفقر، ويرفض أن يُلقي باللوم على "ابتلاء إلهي". هذا الوعي، الذي حوله زياد من كتب ماركس الجافة إلى أغانٍ يرددها الشارع، هو ما جعل آل سعود وثاني يرون فيه عدوًا يستحق المطاردة. تخيلوا المشهد: في الرياض، يجتمع مجلس من "شيوخ المخابرات" لمناقشة "الخطر الرحباني". على الطاولة تقرير بعنوان: "زياد الرحباني: كيف تحول أغنية إلى قنبلة طبقية؟" الحل؟ ليس مجرد تحريم الموسيقى، بل إرسال عملاء – أحيانًا على شكل فتيات يحاولن إزعاجه – لمراقبته في بيروت. نعم، هذه ليست قصة خيالية، بل شكوى قدمها زياد نفسه للأمن اللبناني، كما يروي ذلك بنفسه بإحدى مقابلاته. السخرية هنا أن آل سعود، الذين ينفقون مليارات على اليخوت والقصور، يجدون في نغمة واحدة من زياد تهديدًا يستحق ميزانية مكافحة الإرهاب!لكن لماذا يخافون زياد؟ لأنه لم يكتفِ بصنع الموسيقى. لقد حول الوعي الطبقي من نظريات معقدة إلى لغة يفهمها الجميع. في "أنا مش كافر"، لم يغنِ فقط عن الجوع، بل عن الظلم الذي يصنعه النظام. في "دلال"، لم يتحدث عن فتاة، بل عن نظام استهلاكي يحول الإنسان إلى سلعة. هذا الإبداع هو ما يرعب آل سعود وثاني، لأنه يفضح تناقضاتهم: يدعون "الابتلاء الإلهي" بينما يمولون الحروب التكفيرية ويحتكرون ثروات الأمة.
السياق التاريخي: الإبداع تحت الحصار
لنعد بالزمن إلى السبعينيات والثمانينيات، عندما كانت بيروت عاصمة الإبداع العربي. صالات السينما تعج بالأفلام، والمسارح تضج بالمسرحيات، وأصوات مثل فيروز وزياد الرحباني تملأ الأثير. لكن، فجأة، بدأت هذه الصالات تغلق، والمسارح تصمت، والفنانون يهاجرون أو يُطاردون. من وراء هذا؟ لا، ليس مجرد الحرب الأهلية اللبنانية، بل يد خفية تمتد من الرياض إلى الدوحة، تمول عصابات وفتاوى لتدمير كل ما هو مبدع.آل سعود، بدعم من شيوخهم مثل ابن باز وآل الشيخ، أصدروا فتاوى تحرم الموسيقى، السينما، والمسرح. لم يكتفوا بذلك، بل عملوا على تصدير هذا التخلف إلى العالم العربي. في لبنان، حيث كان زياد الرحباني يقدم مسرحياته الساخرة، بدأت صالات السينما والمسرح تغلق واحدة تلو الأخرى. زياد نفسه تساءل: "أين سأقيم مسرحياتي؟" السخرية أن الجواب لم يكن في بيروت، بل في مكاتب المخابرات الخليجية التي رأت في كل نغمة تهديدًا لنظامها.لكن القمع لم يتوقف عند الفتاوى. وفقًا لروايات، آل سعود، عبر وكلائهم من عصابات مثل جعجع وريفي، أرسلوا عملاء لمراقبة زياد الرحباني. بعضهم جاء على شكل "فتيات" يحاولن إزعاجه أو عسس جعجعي أو ريفي، كما أشار في شكواه للأمن اللبناني. تخيلوا المشهد: مخابرات بميزانية نفطية ترسل "فتيات الموساد المقنع" لتعكير مزاج موسيقار! لو كان هذا مسرحية لزياد، لكانت بعنوان "الجاز والجاسوسية"!هذا القمع لم يكن عشوائيًا. كان جزءًا من استراتيجية أوسع لتدمير الإبداع العربي. من مصر إلى لبنان، مرورًا بالعراق وسوريا، تم استهداف المبدعين الذين يحملون وعيًا طبقيًا أو فكريًا. لماذا؟ لأن الإبداع يوقظ، والوعي يهدد. آل سعود وثاني، بتمويل من النفط وإشراف من دوائر الغرب الاستعماري، رأوا أن الحل يكمن في نشر الخطاب التكفيري الوهابي الذي يمجد الفقر كـ"ابتلاء"، ويحرم الفن كـ"بدعة". السخرية؟ أن هؤلاء الذين يحرمون الموسيقى يرقصون في قصورهم على أنغام الدولار! زياد الرحباني: العبقري المزعج زياد الرحباني ليس مجرد موسيقار لم يعرف مثله تاريخ العرب . هو ثورة متنقلة، مسرحية ساخرة، وصوت الشارع الذي يرفض أن يُسكت. من خلال أغانيه ومسرحياته، حول الوعي الطبقي من نظريات معقدة إلى لغة يفهمها الجميع. في "أنا مش كافر"، لم يغنِ عن الجوع فحسب، بل عن الظلم الذي يصنعه النظام. في "دلال"، نقد النظام الاستهلاكي الذي يحول الإنسان إلى سلعة. في مسرحياته مثل "نزل السرور" و"فيلم أمريكي طويل"، سخر من السلطة والفساد بطريقة جعلت الجمهور يضحك ويفكر في آن واحد.لكن هذا الإبداع جعل زياد هدفًا. وفقًا لروايات، مخابرات آل سعود لم تكتفِ بإغلاق صالات المسرح، بل أرسلت عملاء لمراقبته. شكواه للأمن اللبناني عن "فتيات" يزعجونه ليست مجرد قصة مضحكة، بل دليل على مدى الخوف من صوته. السخرية هنا أن مملكة تملك جيوشًا ومخابرات ترى في عازف بيانو تهديدًا أمنيًا. لو كان زياد يعزف في الرياض، لربما أعلنوا حالة الطوارئ!
تحليل أغنية "أنا مش كافر" لبيانها كبيان شيوعي عربي بلغة الموسيقى للتعبير عن الوعي الاجتماعي الطبقي العلمي والتاريخي
أغنية "أنا مش كافر" لزياد الرحباني ليست مجرد لحن أو كلمات، بل هي بيان سياسي وفكري يحمل في طياته وعيًا طبقيًا عميقًا، معبأً بلغة الموسيقى التي تصل إلى الشارع العربي. في هذا التحليل، سنفكك الأغنية كبيان شيوعي عربي، مستخدمين إطارًا علميًا وتاريخيًا لفهم كيف نقلت مفاهيم الصراع الطبقي والظلم الاجتماعي من النظريات الماركسية الجافة إلى لغة شعبية ثورية، مع الحفاظ على نبرة ساخرة لاذعة تتماشى مع طلبك.
الإطار النظري: الوعي الطبقي في سياق عربي
في السياق الماركسي، الوعي الطبقي هو إدراك الأفراد لموقعهم ضمن الهيكلية الاجتماعية-الاقتصادية، وفهمهم للصراع بين الطبقات المستغِلة (البرجوازية) والمستغَلة (البروليتاريا). في العالم العربي، حيث تسيطر أنظمة نفطية وديكتاتوريات مدعومة من الغرب، يأخذ هذا الوعي شكلاً خاصًا: مواجهة الفقر والظلم كنتائج لسياسات منهجية، وليس كـ"ابتلاء إلهي" كما تروج الأنظمة الوهابية أو التكفيرية. زياد الرحباني، في "أنا مش كافر"، يستخدم الموسيقى كأداة لتجسيد هذا الوعي، محولاً النظريات الماركسية إلى لغة يفهمها الجميع، من العامل إلى المثقف.
الأغنية، بكلماتها البسيطة والساخرة، تفضح التناقضات بين الخطاب الديني الرسمي (المدعوم من الأنظمة الخليجية) والواقع الاجتماعي. إنها بيان شيوعي عربي لأنها: 1. تفضح الاستغلال الطبقي: تُظهر كيف يُصنع الفقر والجوع من قبل النخب الحاكمة. 2. ترفض الرواية الدينية الزائفة: تنتقد استخدام الدين كأداة لتبرير الظلم. 3. تستخدم لغة الشارع: تجعل الوعي الطبقي متاحًا للجماهير، وليس حكرًا على النخب الأكاديمية. 4. تاريخية: تربط الظلم الحالي بسياق تاريخي من الاستعمار والعمالة.
تحليل كلمات الأغنية: بيان شيوعي بلغة الموسيقى
1. "أنا مش كافر، بس الجوع كافر / أنا مش كافر، بس المرض كافر / أنا مش كافر، بس الفقر كافر والذلّ كافر" - الوعي الطبقي: هذه الأبيات هي صرخة بروليتارية ضد الظلم الاجتماعي. زياد يعيد تعريف "الكفر" ليس كمصطلح ديني، بل كحالة اجتماعية-اقتصادية. الجوع، المرض، الفقر، والذل ليست ظواهر طبيعية، بل نتاج نظام طبقي يستغل الشعب. هنا، ينقل زياد فكرة ماركسية أساسية: الظروف المادية (الجوع، الفقر) هي التي تشكل الواقع، وليست الأفكار المجردة أو "الابتلاء الإلهي". - السخرية اللاذعة: بقوله "الجوع كافر"، يسخر زياد من الخطاب الوهابي الذي يصف الفقراء بـ"الكفار" أو "المبتلين"، بينما يبرر ثراء النخب النفطية كـ"نعمة إلهية". إنه انقلاب لغوي: الكفر الحقيقي هو الظلم الذي يصنعه النظام. - السياق التاريخي: في السبعينيات والثمانينيات وحتى يومنا، كانت الأنظمة الخليجية، بتمويل من النفط، تدعم التيارات الدينية المتشددة لقمع أي وعي طبقي.وتدعم حكومات خيانية لبشير وامين الجميل ونواف سلام ضد سلاح المقاومة واي وعي اجتماعي ضد العدو الصهيوني ، زياد، بأغنيته، يتحدى هذا الخطاب مباشرة.
2. "لكن شو بعملّك إذا اجتمعوا فيّي / كل الإشيا الكافرين" - الوعي العلمي: هنا، يعبر زياد عن الواقع المادي للطبقة العاملة: الفقر والجوع والذل ليست ظواهر منفصلة، بل نتيجة تراكمية لنظام رأسمالي ظالم. هذا يتماشى مع التحليل الماركسي الذي يرى الظلم الاجتماعي كنتيجة لهيكلية اقتصادية، وليس كحوادث فردية. - اللغة الشعبية: بدلاً من استخدام مصطلحات مثل "الاستغلال الرأسمالي"، يستخدم زياد لغة يومية ("شو بعملّك") ليجعل الفكرة متاحة للجميع. هذا ما يجعل الأغنية بيانًا شيوعيًا عربيًا: إنها تجسر الفجوة بين النظرية والشارع.
3. "يللي بيصلّي الأحد ويللي بيصلي الجمعة / وقاعد يفلح فينا على طول الجمعة" - النقد الطبقي: هذا البيت يفضح التحالف بين النخب الدينية والسلطة السياسية. "يللي بيصلّي الأحد" (إشارة إلى المسيحيين) و"يللي بيصلي الجمعة" (إشارة إلى المسلمين) هما رمز للنخب التي تستخدم الدين كغطاء لاستغلال الشعب. زياد هنا لا ينتقد الدين بحد ذاته، بل استخدامه كأداة للقمع. - السخرية: عبارة "يفلح فينا على طول الجمعة" هي سخرية لاذعة من الخطاب الديني الذي يبرر الظلم. بينما يدّعي هؤلاء "الشيوخ" التقوى، هم في الحقيقة يستغلون الشعب "على طول الجمعة" – أي بشكل دائم. - السياق التاريخي: في لبنان السبعينيات، كانت الطائفية أداة لتقسيم الشعب وإلهائه عن الصراع الطبقي. زياد يفضح هذا التحالف بين الدين والسلطة، وهو ما يتماشى مع النقد الماركسي للدين كـ"أفيون الشعوب" عندما يُستخدم لتبرير الاستغلال.
4. "هوّ يللي ديّن قال وأنا يللي كافر عال / راجعوا الكتب السماوية راجعوا كلام القادر" - التحدي الفكري: هنا، يدعو زياد إلى إعادة قراءة النصوص الدينية بعيون نقدية. إنه يرفض الرواية الرسمية التي تصف الفقراء بـ"الكفار"، ويطالب بمراجعة "الكتب السماوية" لكشف تناقضات الخطاب الديني الرسمي. هذا تحدٍ مباشر للمؤسسات الدينية المدعومة من آل سعود وغيرهم. - الوعي التاريخي: بقوله "راجعوا كلام القادر"، يشير زياد إلى أن الدين الحقيقي (في جوهره) يدعو إلى العدالة، وليس إلى تبرير الظلم. هذا يتماشى مع التفسيرات التحررية للدين التي ظهرت في التيارات التقدمية العربية.
5. "أنا مش كافر بس البلد كافر / أنا مقبووور ببيتي ومش قادر هاجر" - النقد الاجتماعي: هنا، يوسع زياد النقد من الفرد إلى النظام بأكمله ("البلد كافر"). البلد – أي النظام السياسي والاقتصادي – هو الذي يصنع الظلم، وليس الفرد. عبارة "مقبور ببيتي" تعبر عن الاغتراب الذي يشعر به الإنسان في ظل نظام يحرمه من حقوقه الأساسية. - الوعي الطبقي: قوله "مش قادر هاجر" يعكس واقع الطبقة العاملة التي تُجبر على الهجرة بحثًا عن لقمة العيش. هذا يرتبط بالتحليل الماركسي للهجرة كنتيجة للاستغلال الرأسمالي. - السخرية: بوصف البلد بـ"الكافر"، يسخر زياد من النخب الحاكمة التي تتهم الشعب بالكفر بينما هي من تخلق الظروف التي تجعل الحياة مستحيلة.
6. "وعم تاكل لي اللقمة بتمّي وأكلك قدّامك يا عمّي / وإذا بكفر بتقل لي كافر"** - الاستغلال المباشر: هذا البيت هو تصوير حي للاستغلال الطبقي: النخب تأكل "اللقمة" من فم الفقراء، ثم تتهمهم بالكفر إذا تمردوا. إنه نقد مباشر للبرجوازية التي تستغل العمال ثم تلومهم على فقرهم. - اللغة الشعبية: استخدام "يا عمّي" يجعل النقد قريبًا من الجمهور، كما لو أن زياد يتحدث إلى جار أو صديق. هذا يعزز البعد الشعبي للبيان الشيوعي. - السياق التاريخي: في السياق العربي، كانت الأنظمة النفطية تستخدم ثرواتها لدعم الحروب والتيارات التكفيرية، بينما تترك الشعوب جائعة. زياد يفضح هذا التناقض.
7. "معمّم عالدول الغربية ومبلّغ كل المخافر" - النقد الاستعماري: هنا، يكشف زياد العلاقة بين النخب العربية والغرب الاستعماري. "معمّم عالدول الغربية" تشير إلى الشيوخ الذين يدّعون التقوى بينما يخدمون مصالح الغرب. "مبلّغ كل المخافر" يشير إلى دورهم كعملاء للقمع المحلي والدولي. - الوعي التاريخي: هذا البيت يعكس تحليلًا ماركسيًا للاستعمار الجديد: الأنظمة العربية (مثل آل سعود) تعمل كوكلاء للغرب لضمان استمرار الاستغلال الاقتصادي والفكري. - السخرية: زياد يسخر من تناقض هؤلاء الشيوخ: يدعون الدفاع عن "الإسلام" بينما يخدمون الغرب ويقمعون شعوبهم.
8. "أنا مش كافر هيذا إنت الكافر / أنا مش كافر ما دام إنت الكافر / أنا مش كافر قلنا مين الكافر.... كافر"** - الانقلاب الثوري: هنا، يصل البيان الشيوعي إلى ذروته. زياد يقلب الاتهام: الكفر الحقيقي ليس في الفقراء، بل في النخب التي تصنع الظلم. هذا يتماشى مع الفكر الشيوعي الذي يدعو إلى قلب العلاقات الطبقية. - التحريض الشعبي**: بتكرار "قلنا مين الكافر"، يحول زياد الأغنية إلى هتاف ثوري يدعو الجماهير لتحديد العدو الحقيقي: النظام الظالم. - السخرية**: عبارة "كونك شيخ الكافرين" هي طعنة لاذعة للنخب الدينية التي تدعي التقوى بينما تمارس الظلم.
الأغنية كبيان شيوعي عربي
1. نقل الوعي الطبقي إلى الشارع: على عكس النصوص الماركسية التقليدية، التي قد تكون معقدة ومحصورة بالنخب، تستخدم الأغنية لغة شعبية (مثل "يا عمّي"، "شو بعملّك") لجعل الوعي الطبقي متاحًا للجميع. هذا يجعلها بيانًا شيوعيًا عربيًا بامتياز، لأنها تتحدث بلغة الشعب. 2. فضح الخطاب الديني الزائف: الأغنية تكشف كيف تستخدم الأنظمة الخليجية الدين لتبرير الفقر والظلم، وهو نقد أساسي في الفكر الشيوعي الذي يرى الدين (عند استغلاله من الطبقة العميلة للاستعمار الغربي الصهيوني عبر نواف سلام أو جعجع والكتائب وميشيل سليمان والراعي و صفير والاخوانج ) كأداة للقمع. 3. الربط بالسياق التاريخي: الأغنية تظهر فهمًا عميقًا للسياق العربي في السبعينيات والثمانينيات: التحالف بين الأنظمة النفطية، الغرب الاستعماري، والتيارات الدينية المتشددة لقمع أي وعي طبقي. 4. التحريض الثوري: بقلب اتهام "الكفر" على النخب، تدعو الأغنية الشعب إلى التمرد، وهو جوهر الفكر الشيوعي الذي يسعى إلى تغيير النظام الاجتماعي.
السياق التاريخي والاجتماعي
في السبعينيات والثمانينيات، كانت الأنظمة الخليجية، خاصة آل سعود، تستخدم ثروات النفط لدعم التيارات الوهابية والإخوانية التي تحرم الفنون وتبرر الفقر كـ"ابتلاء". في الوقت نفسه، كانت هذه الأنظمة تدعم الحروب التكفيرية والعصابات المحلية (مثل جعجع وريفي ونواف سلام في لبنان، ) لقمع المبدعين مثل زياد الرحباني. الأغنية، بكلماتها الساخرة، تفضح هذا التحالف بين النفط، الدين، والقمع، وتدعو إلى وعي طبقي يرفض هذا النظام.
الخلاصة
"أنا مش كافر" هي أكثر من أغنية؛ إنها بيان شيوعي عربي يحول الوعي الطبقي من نظريات معقدة إلى لغة الموسيقى التي تصل إلى قلب الشعب. زياد الرحباني، بسخريته اللاذعة وذكائه الفكري، يكشف تناقضات النخب الحاكمة ويحرض الجماهير على مواجهة الظلم. الأغنية ليست مجرد نقد، بل دعوة للثورة، مغلفة بنغمة تجمع بين الجاز والروح العربية، مما يجعلها واحدة من أقوى الأعمال الفنية التي عبرت عن الوعي الاجتماعي الطبقي في التاريخ العربي الحديث.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع مو
...
-
آل سعود وثاني واردوغان.. مهندسو إفقار العرب و ابادتهم من الع
...
-
ألاسكا: حيث يوقّع ترامب استسلام الناتو وبوتين يحتسي فودكا ال
...
-
هولندا وأبقارها المعجزة: مسرحية الغرب الهزلية لتدمير أحلام ا
...
-
سنغافورة الاوهام: من السودان إلى سوريا، رحلة التدمير بضمانة
...
-
نتنياهو ومسرحية الفتح الهزلي: غزة تكتب النهاية بسخرية التاري
...
-
مسرحية -ائتلاف أريزونا-: كوميديا فاشية بنكهة بلجيكية مضحكة ح
...
-
مسرحية الخيانة اللبنانية: نواف سلام، جعجع، والكتائب في دور ا
...
-
أفيون إعلام أكاذيب الوحدة 8200
-
ما بين جون ميرشايمر وسمير امين :أسرار الإبادة الجماعية الأمر
...
-
نقد فكري وسياسي لفاشية حكومة ائتلاف اريزونا البلجيكية
-
نقد الأيديولوجيات المتطرفة والدفاع عن السيادة الوطنية
-
الولايات المتحدة الشيوعية ،هل هو السيناريو الحتمي !
-
هل روسيا وإيران تعيدان ترتيب الأمور في سورية !
-
الإرهاب والتضليل بين سوريا وإيران.. الحقيقة المغيبة
-
نجاح واشنطن في تدمير الاقتصاد الألماني هل يحل أزمتها الهيكلي
...
-
من يُدمّر الحصانة الفكرية لأوروبا؟
-
لماذا يعادي ، الغرب الامريكي، ديمقراطية إيران!
-
إيران: ما لغز صمود الإرادة الشعبية في وجه الإرهاب الصهيوني و
...
-
حركة فلسطين حرة و تحولات موازين القوى العالمية
المزيد.....
-
مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
-
بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في
...
-
الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
-
هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟
...
-
مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
-
السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة -
...
-
المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة
...
-
مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل
...
-
صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
-
البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا
...
المزيد.....
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
|