أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع موسيقي لا مثيل له















المزيد.....

أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع موسيقي لا مثيل له


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 12:39
المحور: الادب والفن
    


تحليل أغنية "مربى الدلال" لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، نقد لآل سعود وثاني وآل أردوغان، وإبداع موسيقي لا مثيل له

أغنية "مربى الدلال" لزياد الرحباني ليست مجرد لحن شعبي أو قصة طريفة، بل هي عمل فني يجمع بين الوعي الطبقي العميق والسخرية اللاذعة من النخب الحاكمة، سواء كانت ممثلة في آل سعود، آل ثاني، أو حتى آل أردوغان في السياق المعاصر. من خلال لغة شعبية بسيطة، يحول زياد مفاهيم الصراع الطبقي إلى حوار يومي يفضح تناقضات النظام الرأسمالي والسلطات التي تستغل الدين والمال لقمع الشعوب. في الوقت ذاته، يبرز تأليفه الموسيقي كعمل عبقري يضعه في مصاف أعظم الموسيقيين في التاريخ العربي، وربما العالمي. في هذا التحليل، سنفكك كلمات الأغنية من منظور الوعي الطبقي مع سخرية لاذعة موجهة إلى الأنظمة الخليجية وأردوغان، ونستعرض الإبداع الموسيقي الذي جعل زياد رحباني ظاهرة فريدة.

……

1. الوعي الطبقي في "مربى الدلال": سخرية من النخب الحاكمة

الإطار العام: قصة طبقية مغلفة بالسخرية
"مربى الدلال" تروي قصة شاب فقير يحاول خطبة فتاة ("دلال") من عائلة ثرية، لكنه يصطدم بحاجز الطبقة الاجتماعية. من خلال حوار ساخر مع والد الفتاة، يكشف زياد تناقضات النظام الرأسمالي الذي يقدس المال على حساب الإنسانية. الأغنية بمثابة بيان شيوعي عربي يستخدم لغة الشارع لفضح الاستغلال الطبقي، مع طعنات لاذعة للأنظمة التي تمثلها آل سعود، آل ثاني، وفي سياقنا المعاصر، آل أردوغان.

تحليل الكلمات: وعي طبقي بلغة شعبية

"مربى الدلال ربّوكي وتعذّبوا فيكي يا دلال / ورحنا نكلّم أبوكي ويا ريتك كنتي وشفتي شو قال"
- الوعي الطبقي: منذ البداية، تُقدم الأغنية دلال كرمز للطبقة البرجوازية التي تُربى في بيئة من الرفاهية ("ربّوكي وتعذّبوا فيكي"). لكن السخرية تكمن في أن هذه "التربية" ليست سوى وسيلة للحفاظ على الفوارق الطبقية. زياد يسخر من النخب التي تعتقد أن "تعذبها" في تربية أبنائها يمنحها تفوقًا أخلاقيًا أو اجتماعيًا.
- السخرية من آل سعود وثاني وأردوغان: دلال هنا ليست مجرد فتاة، بل رمز للنخب النفطية (آل سعود، آل ثاني) أو النخب السياسية (أردوغان) التي تحول إلى قصور الرفاهية بالفساد والخيانة بينما الشعب يعاني. والد دلال، الذي يمثل السلطة البرجوازية، هو صورة للأمراء والشيوخ الذين يحتكرون الثروة ويرفضون "الزواج" (أي الاندماج) مع الطبقات الدنيا. بينما يتباهى أردوغان بـ"الإسلام العثماني الجديد"، يحتفظ هو وأمراء الخليج بثرواتهم بعيدًا عن الشعوب الجائعة.

"قال لي يا إبني كيف أحوالك وصرنا نتحدّث بالأحوال / قلت لّه سيدي طمّن لك بالك عيشة رضيّة قدّ الحال"
- الوعي الطبقي: هذا الحوار يكشف عن الفجوة بين الطبقات. والد دلال يتحدث من موقع السلطة، متظاهرًا بالاهتمام ("كيف أحوالك")، لكنه في الحقيقة يقيم الشاب بناءً على وضعه المادي. رد الشاب ("عيشة رضيّة قدّ الحال") هو محاولة للحفاظ على كرامته رغم فقره، لكنه يكشف عن واقع الطبقة العاملة التي تكتفي بـ"قدّ الحال" بينما النخب تعيش في رفاهية.
- السخرية اللاذعة: تخيلوا شيخًا من آل سعود أو ثاني يسأل عاملاً فقيرًا "كيف أحوالك؟" بينما يجلس في قصره المكيف. أو أردوغان، الذي يدعي الدفاع عن "الأمة"، يسأل مواطنًا تركيًا يكافح لشراء الخبز: "كيف حالك؟" السخرية هنا أن هذه الأسئلة ليست اهتمامًا، بل استهزاءً مغلفًا باللباقة.

"قال لي بتعرف بنتي طلبها المحامي / واللي بييجوا لعنّا من أحسن عيال / ومش كل ساعة في محامي لكن في متلك أمثال"
- **الوعي الطبقي**: هنا، يكشف والد دلال عن معايير الزواج (أي الاندماج الاجتماعي) المبنية على المال والمكانة. "المحامي" و"أحسن عيال" هم رموز للطبقة البرجوازية التي تحتكر الفرص الاجتماعية. عبارة "في متلك أمثال" هي إهانة طبقية صريحة: الشاب الفقير ليس سوى واحد من "الأمثال"، أي الطبقة العاملة التي لا قيمة لها في عيون النخب.
- السخرية من آل سعود وثاني وأردوغان: هذا البيت يعكس عقلية النخب الحاكمة في الخليج وتركيا. آل سعود يفضلون "المحامين" (أي العملاء الغربيين أو النخب المحلية) على الشعب الذي يُعتبر "أمثالاً" لا قيمة لهم. آل ثاني يمولون قنوات مثل الجزيرة لتلميع صورتهم، لكنهم يرفضون السماح للشعب بالمشاركة في ثرواتهم. أردوغان، بينما يتحدث عن "العدالة"، يحتكر السلطة لنخبته المقربة ويترك الشعب التركي في فقر متزايد. السخرية؟ هؤلاء يدعون الأخلاق بينما يصنفون الناس بناءً على المال، تمامًا كوالد دلال.

"قال لي شو عندك وين رسمالك / قلتلو بتعرف والله يا خال / حبّي رسمالي وها يّاني قبالك"
- الوعي الطبقي: هذا البيت هو صرخة بروليتارية ضد النظام الرأسمالي. عندما يسأل والد دلال عن "رسمالك"، فإنه يكشف عن جوهر النظام الذي يقيس قيمة الإنسان بثروته. رد الشاب ("حبّي رسمالي") هو تحدٍ شيوعي: القيمة الحقيقية للإنسان ليست في المال، بل في إنسانيته. لكنه تحدٍ محكوم بالفشل في ظل نظام يقدس الرأسمال.
- السخرية اللاذعة: تخيلوا أميرًا من آل سعود يسأل مواطنًا فقيرًا: "وين رسمالك؟" بينما يجلس على كرسي من الذهب. أو آل ثاني يسألون عاملاً مهاجرًا في قطر عن "رسماله" بينما يعيش في ظروف مزرية. أو أردوغان يطالب مواطنًا تركيًا بـ"الولاء" بينما يحرم الشعب من العيش الكريم. رد زياد ("حبّي رسمالي") هو طعنة ساخرة: في عالم النفط والسلطة، الحب هو العملة الوحيدة التي لا قيمة لها!

"ورّثوني المكنسة وطلعت زبّال / وإذا بَيني وبين المحامي الشّغلة ما بدّا سؤال"
- الوعي الطبقي: هنا، يكشف زياد عن إرث الطبقة العاملة: "المكنسة" و"زبّال". هذه ليست مجرد مهن، بل رمز للاستغلال الطبقي الذي يحكم على الفقراء بمهن وضيعة بينما النخب تحتكر الفرص. عبارة "ما بدّا سؤال" تؤكد أن الفجوة بين الطبقات واضحة: الشاب الفقير لا يمكن أن ينافس "المحامي" (أي البرجوازية).
- السخرية من آل سعود وثاني وأردوغان: آل سعود يرثون النفط والقصور، بينما الشعب يرث "المكنسة". آل ثاني يبنون استادات كأس العالم على ظهور العمال المهاجرين الذين يُعاملون كـ"زبالين". أردوغان يوزع الوعود الدينية بينما يترك الشعب التركي يرث الفقر. السخرية؟ هؤلاء يدعون العدالة بينما يحتكرون الثروة ويتركون الشعب "يكنس" خلفهم.

"قلت لّه ساكن خلف العمارة لا هي تخشيبة ولا عرزال / بغسّل عإيدي وبنشر بالحارة لا فريزر جايب ولا غسّال"
- الوعي الطبقي: هذا البيت هو تصوير حي لواقع الطبقة العاملة: السكن في أماكن هامشية ("خلف العمارة")، العمل اليدوي ("بغسّل عإيدي")، والحرمان من الرفاهية ("لا فريزر جايب ولا غسّال"). زياد هنا يعكس التحليل الماركسي للاغتراب: العامل يعيش ليعمل، وليس ليعيش.
- السخرية اللاذعة: بينما يعيش الشاب "خلف العمارة"، يعيش آل سعود في قصور مكيفة، وآل ثاني في ناطحات سحاب زجاجية، وأردوغان في قصر أكسراي الفاخر. السخرية هنا أن هؤلاء يدعون "التقوى" بينما يتركون الشعب يغسل ملابسه بيديه. لو كان زياد يكتب اليوم، لقال: "بغسّل عإيدي بينما أردوغان يغسل يديه من دم الفقراء!"

"عندي صوفا زغيرة فيها تصفّي كبيرة / وهيذا المحامي منين نبّت لا عالخاطر ولا عالبال"
- الوعي الطبقي: "الصوفا زغيرة" و"تصفّي كبيرة" هما رمز للحياة المتواضعة للطبقة العاملة التي تعيش على أمل زائف ("تصفّي كبيرة") بينما النخب تحتكر الفرص. ظهور "المحامي" المفاجئ يعكس كيف تُمنح الفرص للنخب دون جهد، بينما الفقراء يُتركون خارج المعادلة.
- السخرية: المحامي هنا هو رمز للنخب التي تظهر "منين نبّت" بفضل النفط (آل سعود)، الدعم الغربي (آل ثاني)، أو السلطة السياسية (أردوغان). السخرية أن هؤلاء "المحامين" يحصلون على كل شيء دون أن يكونوا "عالخاطر ولا عالبال"، بينما الشعب يكافح من أجل "صوفا زغيرة".

"ممنونك أنا يا عمّي ممنونك عالاستقبال / ممنونه أنا لا بوكي ممنونو ع الإستقبال"
- الوعي الطبقي: هذا الختام الساخر يعكس استسلام الشاب الفقير أمام النظام الطبقي. "ممنونك عالاستقبال" ليست شكرًا حقيقيًا، بل سخرية من النخب التي تتعامل مع الفقراء بازدراء مغلف باللباقة.
- السخرية اللاذعة: تخيلوا شيخًا من آل سعود يستقبل وفدًا شعبيًا بابتسامة زائفة، أو أردوغان يلقي خطابًا عن "الأمة" بينما يرفض توزيع الثروة. زياد يسخر من هذا "الاستقبال" الذي لا يغير من واقع الفقر شيئًا.

……..

2. النقد الساخر لآل سعود، آل ثاني، وآل أردوغان
أغنية "مربى الدلال"، بوعيها الطبقي، هي طعنة لاذعة للأنظمة التي تمثلها آل سعود، آل ثاني، وفي سياقنا المعاصر، آل أردوغان. هذه الأنظمة تشترك في خصائص مشتركة:
1. احتكار الثروة: آل سعود وثاني يستخدمون النفط لتعزيز سلطتهم ورفاهيتهم، بينما الشعب يعيش في فقر. أردوغان، رغم خطابه الشعبوي، يحتكر الثروة لنخبته المقربة، تاركًا الشعب التركي في أزمة اقتصادية.
2. استخدام الدين: كل هذه الأنظمة تستخدم الدين كأداة لتبرير الظلم. آل سعود يروجون للواهبية، آل ثاني يدعمون الإخوان المسلمين، وأردوغان يستخدم الإسلام السياسي لتعزيز سلطته. زياد، في "مربى الدلال"، يسخر من هذه النخب التي تتحدث عن "الأخلاق" بينما ترفض الشعب لأنه لا يملك "رسمال".
3. القمع الثقافي: مثلما حاولت مخابرات آل سعود مضايقة زياد، فإن هذه الأنظمة تقمع الإبداع لأنه يوقظ الوعي الطبقي. أردوغان، على سبيل المثال، يقمع الصحفيين والفنانين الذين ينتقدون نظامه، تمامًا كما فعلت الأنظمة الخليجية مع مبدعين مثل زياد.

السخرية هنا أن هذه الأنظمة تدعي "التقوى" أو "العدالة" بينما هي في الحقيقة "والد دلال": ترفض الفقراء، تحتكر الثروة، وتتعامل مع الشعب بازدراء. زياد، بأغنيته، يقول: "ممنونك عالاستقبال"، لكنه في الحقيقة يقول: "أنتم الكافرون الحقيقيون!"

---

3. الإبداع الموسيقي: زياد الرحباني كموسيقار لا مثيل له
إن ما يجعل "مربى الدلال" عملًا عبقريًا ليس فقط كلماتها، بل تأليفها الموسيقي الذي يضع زياد الرحباني في مصاف أعظم الموسيقيين في التاريخ العربي، وربما العالمي. دعونا نحلل الجوانب الموسيقية:

1. المزج بين الجاز والطابع العربي:
- زياد، المعروف بحبه للجاز، يدمج إيقاعات الجاز مع الروح العربية في "مربى الدلال". الإيقاعات المتقطعة والمرحة تعكس السخرية في الكلمات، بينما اللحن الشعبي يجعل الأغنية قريبة من الجمهور العربي. هذا المزج ليس مجرد تقنية موسيقية، بل تعبير عن التوفيق بين الفكر التقدمي (الجاز كرمز للحرية) والواقع العربي.
- على عكس الموسيقيين العرب التقليديين الذين التزموا بالمقامات الشرقية، زياد يخلق لغة موسيقية جديدة تجمع بين الحداثة والتراث. هذا الإبداع يضعه في مصاف موسيقيين عالميين مثل ديوك إلينغتون أو مايلز ديفيس، لكنه يظل متجذرًا في الواقع العربي.

2. التعبير عن النص عبر اللحن:
- اللحن في "مربى الدلال" يعكس الحوار الساخر: تبدأ الأغنية بنغمة خفيفة ومرحة تعكس تفاؤل الشاب الفقير، لكنها تتحول تدريجيًا إلى نغمة أكثر جدية عندما يكشف والد دلال عن معاييره الطبقية. هذا التحول الموسيقي هو انعكاس للصراع الطبقي: من الأمل إلى الإحباط.
- استخدام الإيقاعات الشعبية (مثل الدبكة) مع لمسات الجاز يجعل الأغنية ممتعة للجمهور العادي، لكنه في الوقت ذاته يحمل رسالة سياسية عميقة. هذا التوازن يبرز عبقرية زياد كموسيقار يستطيع الجمع بين الترفيه والتنوير.

3. السخرية الموسيقية:
- زياد يستخدم التغيرات في الإيقاع والنغمة للسخرية من النخب. على سبيل المثال، عندما يتحدث الشاب عن فقره ("ورّثوني المكنسة")، يصبح اللحن أكثر بساطة، كما لو أنه يعكس تواضع الطبقة العاملة. لكن عندما يتحدث والد دلال عن "المحامي"، يظهر اللحن نكهة متعجرفة، كما لو أنه يسخر من غطرسة النخب.
- هذه التقنية تجعل زياد موسيقارًا لا مثيل له: يستطيع أن يجعل الموسيقى نفسها جزءًا من السخرية، وهو ما نراه في أعمال قليلة جدًا في التاريخ الموسيقي العالمي.

4. مقارنة عالمية:
- إذا قارنا زياد بموسيقيين عالميين، يمكن تشبيهه ببوب ديلان في قدرته على تحويل النقد الاجتماعي إلى موسيقى شعبية، أو بفرانك زابا في سخريته الفنية. لكن زياد يتفوق عليهما بقدرته على التعبير عن واقع عربي معقد (الحرب الأهلية، الاستعمار، الطبقية) بلغة موسيقية تجمع بين الشرق والغرب.
- في التاريخ العربي، لا يوجد موسيقار آخر استطاع أن يجمع بين الفن والفكر الثوري بهذا العمق. حتى عمالقة مثل عبد الوهاب أو أم كلثوم، رغم عبقريتهم، لم يصلوا إلى هذا المستوى من النقد الاجتماعي الموسيقي.

…..

4. زياد الرحباني: عبقري لا مثيل له في التاريخ العربي والعالمي
زياد الرحباني ليس مجرد موسيقار، بل ظاهرة ثقافية وثورية. ما يجعله فريدًا هو:
1. الجمع بين الفن والسياسة: مثلما استخدم بريخت المسرح لنقل الوعي الطبقي، استخدم زياد الموسيقى والمسرح لفضح الظلم. لكنه يتفوق على بريخت بلغته الشعبية التي تصل إلى الجماهير دون الحاجة إلى تعليم أكاديمي.
2. التجديد الموسيقي: زياد أدخل الجاز إلى الموسيقى العربية في وقت كان فيه التراث هو السائد. هذا التجديد يضعه في مصاف الموسيقيين العالميين الذين غيروا قواعد اللعبة، مثل بيتهوفن أو جون كولترين.
3. السخرية كسلاح: على عكس موسيقيين آخرين قد يتجنبون المواجهة المباشرة، زياد استخدم السخرية كسلاح لتحدي النخب. "مربى الدلال"، مثل "أنا مش كافر"، هي أعمال تجمع بين الفكاهة والنقد العميق، مما يجعلها خالدة.

في سياق عربي، زياد هو الوحيد الذي استطاع أن يحول الموسيقى إلى أداة للثورة. في سياق عالمي، يمكن مقارنته بموسيقيين مثل فيكتور جارا الذي استخدم الموسيقى لمقاومة الديكتاتورية في تشيلي، لكن زياد يتفوق بقدرته على الجمع بين الثقافات الموسيقية والسياقات الاجتماعية المعقدة.



5. السخرية من آل سعود، ثاني، وأردوغان في سياق معاصر
في سياق 2025، تظل "مربى الدلال" ذات صلة لأن النخب الحاكمة – سواء في الرياض، الدوحة، أو أنقرة – ما زالت تستخدم نفس الأدوات: المال، الدين، والقمع. آل سعود ينفقون المليارات على مهرجانات "الترفيه" بينما الشعب اليمني يجوع تحت قنابلهم. آل ثاني يدعمون "الربيع العربي" بالمال بينما يحرمون العمال المهاجرين من حقوقهم. أردوغان يتحدث عن "الأمة الإسلامية" بينما يقمع الأكراد والمعارضين ويترك الشعب التركي في أزمة اقتصادية. زياد، لو كان يكتب اليوم، لربما أضاف بيتًا:
> "قال لي أردوغان الذي بنى ثروته وثروة عائلته وطبقته الإخوانجية بالفساد وسرقة الشعوب التركية والسورية والليبية وين رسمالك؟ / قلت له حبّي رسمالي، بس أنت ما عندك حال!"



الخلاصة

"مربى الدلال" هي بيان شيوعي عربي مغلف بلغة الموسيقى والسخرية. من خلال قصة شاب فقير يواجه النخب البرجوازية، يكشف زياد عن الفجوة الطبقية وتناقضات النخب الحاكمة. السخرية اللاذعة في الأغنية تنطبق على آل سعود، آل ثاني، وآل أردوغان، الذين يحتكرون الثروة والسلطة بينما يتركون الشعب "يكنس" خلفهم. موسيقيًا، تبرز الأغنية عبقرية زياد الرحباني الذي جمع بين الجاز والتراث العربي، محولاً الموسيقى إلى أداة للتنوير والثورة. زياد ليس مجرد موسيقار، بل رمز للإبداع الثوري الذي لا مثيل له في التاريخ العربي، وربما العالمي.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آل سعود وثاني واردوغان.. مهندسو إفقار العرب و ابادتهم من الع ...
- ألاسكا: حيث يوقّع ترامب استسلام الناتو وبوتين يحتسي فودكا ال ...
- هولندا وأبقارها المعجزة: مسرحية الغرب الهزلية لتدمير أحلام ا ...
- سنغافورة الاوهام: من السودان إلى سوريا، رحلة التدمير بضمانة ...
- نتنياهو ومسرحية الفتح الهزلي: غزة تكتب النهاية بسخرية التاري ...
- مسرحية -ائتلاف أريزونا-: كوميديا فاشية بنكهة بلجيكية مضحكة ح ...
- مسرحية الخيانة اللبنانية: نواف سلام، جعجع، والكتائب في دور ا ...
- أفيون إعلام أكاذيب الوحدة 8200
- ما بين جون ميرشايمر وسمير امين :أسرار الإبادة الجماعية الأمر ...
- نقد فكري وسياسي لفاشية حكومة ائتلاف اريزونا البلجيكية
- نقد الأيديولوجيات المتطرفة والدفاع عن السيادة الوطنية
- الولايات المتحدة الشيوعية ،هل هو السيناريو الحتمي !
- هل روسيا وإيران تعيدان ترتيب الأمور في سورية !
- الإرهاب والتضليل بين سوريا وإيران.. الحقيقة المغيبة
- نجاح واشنطن في تدمير الاقتصاد الألماني هل يحل أزمتها الهيكلي ...
- من يُدمّر الحصانة الفكرية لأوروبا؟
- لماذا يعادي ، الغرب الامريكي، ديمقراطية إيران!
- إيران: ما لغز صمود الإرادة الشعبية في وجه الإرهاب الصهيوني و ...
- حركة فلسطين حرة و تحولات موازين القوى العالمية
- كشف الوجه الحقيقي لداعمي الكيان الصهيوني وعلاقتهم بشبكات الف ...


المزيد.....




- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - أغنية -مربى الدلال- لزياد الرحباني: وعي طبقي ساخر، وإبداع موسيقي لا مثيل له