|
سيرك الخيانة برعاية الروتشيلد
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:42
المحور:
كتابات ساخرة
مرحبًا بكم في السيرك العربي العظيم، حيث الخونة يرتدون أقنعة الأشراف، والشعوب تصفق بحماس لمن يبيعها في سوق النخاسة الدولية! هذه ليست مادة صحفية، بل هي عرض ساخر، لاذع، مقزز، يمتد على خمس عشرة صفحة من الضحك المر، والغضب الأسود، والتفييه الحار على كل من يدّعي الشرف بينما يوقّع عقود الخيانة مع الروتشيلد، وبلير، وترامب، وكل أسياد العالم الذين يديرون هذا السيرك من خلف الكواليس. دعونا نرفع الستار، ونبدأ العرض!
الشريف حسين، بائع الأمة بابتسامة شريفة نبدأ بنجمنا الأول، الشريف حسين، ذلك الرجل الذي رفع راية "الثورة العربية الكبرى" كما لو كان بطلًا أسطوريًا، بينما كان في الحقيقة مجرد بائع متجول يعرض أراضي العرب في مزاد علني. "من يدفع أكثر؟"، صاح الشريف، وهو يلوّح بعقاله أمام لورانس العرب، ذلك الجاسوس البريطاني الذي كان يرتدي الدشداشة كأنه مهرج في عرض تنكري. "أنا من نسل النبي!"، قال حسين، وكأن النسب يمنحه رخصة لتسليم فلسطين وسوريا والعراق على طبق من ذهب للإنجليز.
النتيجة؟ وعد بلفور، تقسيم الأمة إلى كانتونات، وشعوب عربية تتقاتل على فتات مائدة الروتشيلد. الشريف حسين لم يكن شريفًا، بل كان أول دلال في سوق الخيانة العربية، يبيع الأرض والعرض بضحكة عريضة، ويتباهى بنسبه كأنه وسام شرف من لندن. تفييه على هذا الشرف، يا شريف!
الملك حسين، موظف الشهر في الـ CIA ننتقل إلى نجم آخر في سماء الخيانة: الملك حسين، ملك الأردن، الذي كشف عنه جيمي كارتر في مذكراته بكل بساطة: "كان يتقاضى راتبًا من الـ CIA". تخيلوا، يا سادة، ملكًا يحكم دولة، لكنه في الواقع مجرد موظف بسيط في لانغلي، يوقّع على دفتر الحضور، يتلقى شيكًا شهريًا، ويرسل تقارير يومية عن تحركات الجيران. "يا سيدي العزيز في واشنطن، كل شيء تحت السيطرة!"، يكتب حسين، وهو يرتشف الشاي في قصره، بينما الأمة تتفتت تحت أقدامه.
هل كان الملك حسين يحكم الأردن؟ أم كان مجرد مدير فرع لشركة الـ CIA في المنطقة؟ لا يهم، لأن النتيجة واحدة: أمة تُدار من غرف العمليات في واشنطن، وملك "شريف" يتباهى بنسبه النبوي بينما يبيع أسرار الشعوب بثمن بخس. تفييه على هذا الشرف، يا جلالة!
الحسن الثاني، عشيق الموساد نطير الآن إلى المغرب، حيث الملك الحسن الثاني، "الشريف" الذي قرر أن يكون النجم اللامع في مسرحية الموساد. هذا الرجل، بحسب الوثائق، كان يقدم محاضر اجتماعات القمة العربية السرية قبل حرب 1967 إلى إسرائيل، كما لو كان يسلم واجبًا مدرسيًا لأستاذه في تل أبيب. تخيلوا المشهد: قادة عرب يجتمعون، يتجادلون، يخططون، يصرخون "سنحرر فلسطين!"، وفي الغرفة المجاورة، الحسن الثاني يعبئ الأوراق في مظروف مختوم، يكتب عليه: "إلى السيد الموساد، مع حبي".
النتيجة؟ نكسة 1967، احتلال القدس، سيناء، الجولان، والضفة الغربية، وأمة عربية تلعق جراحها بينما الحسن الثاني يحتفل في قصره، يرتدي عباءته الملكية، ويتباهى بأنه من نسل النبي. يا للشرف! يا للعزة! تفييه على هذا النسب الذي يجعلك تبيع أمتك وتظل تبتسم!
الجولاني كوهين، الشريف بأمر المخابرات والآن، نصل إلى نجم السيرك الحديث: أحمد حسين الشرع، المعروف بالجولاني، أو كما نحب أن نسميه، "كوهين". هذا الرجل، الذي كان يقود جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، قرر فجأة أن يغير جلده، كالثعبان، ويصبح "ثوريًا" يقاتل من أجل الشعب السوري. لكن، لحظة، من الذي عيّنه؟ المخابرات البريطانية؟ الموساد؟ المقاول التركي بالباطن للـ CIA؟ أم الجميع معًا في عرض تنكري مشترك؟
الجولاني، الذي اكتشف أنه من الأشراف فجأة، يرفع شعار الجهاد، يتحدث عن النسب النبوي، لكنه في الواقع مجرد دمية في يد الأسياد. سوريا تنزف، شعبها يتشتت، وهو يلعب دور البطل في مسرحية كتبها الروتشيلد، وبلير، وأردوغان. يتلقى أوامره من لندن، تمويله من واشنطن، وحمايته من تل أبيب. يا للشرف! يا للعزة! تفييه على هذا النسب الذي يجعلك تبيع سوريا وتظل تتباهى بأنك من نسل النبي!
لماذا دائمًا الأشراف؟ لماذا، يا ترى، كل خائن عربي يدّعي أنه من الأشراف؟ لماذا هذا الهوس بالنسب النبوي؟ لأننا، كشعوب عربية، لا زلنا نعيش في أوهام القرون الوسطى. كلمة "شريف" هي مفتاح سحري، عصا موسى التي تفتح أبواب الشرعية في عقولنا المغيبة. ارفع راية النسب النبوي، وستجد ملايين الحمقى يصفقون لك، يكتبون عنك قصائد المديح، ويسمونك "قائد الأمة"، حتى لو كنت تبيع الأرض للروتشيلد مقابل شيك بمليون دولار.
الشريف حسين، الملك حسين، الحسن الثاني، والجولاني، كلهم استخدموا نفس الحيلة الرخيصة: ادّعِ النسب، وستحصل على الشرعية. لكن الشرعية الحقيقية، يا سادة، لا تأتي من النسب، بل من الأفعال. والأفعال؟ بيع الأمة، تسليمها للأعداء، وتحويلها إلى مزرعة يديرها الروتشيلد وأتباعه. تفييه على هذا الشرف الذي يجعلك تبيع شعبك وتظل تبتسم!
الصين، أو كيف تكون شريفًا حقًا لننظر إلى الصين، تلك الدولة التي لم تسمع يومًا بحاكم يتباهى بأنه من نسل "أشراف الصين القدماء". في الصين، الشرف ليس ورقة نسب، بل عمل. الحزب الشيوعي الصيني، بكل عبقريته، فهم المعادلة: لا نهضة لبلد يعج بالخونة. لذلك، الصين تعدم كل عام العشرات، إن لم يكن المئات، من عملاء الـ CIA، والمخابرات البريطانية، والموساد.
هل سمعت يومًا عن مسؤول صيني يرسل تقارير سرية إلى تل أبيب؟ هل سمعت عن حاكم صيني يتقاضى راتبًا من لانغلي؟ لا، لأن الصين قررت أن تكون أمة، وليست مزرعة. الصينيون يعرفون أن الشرف الحقيقي هو أن تحمي بلدك من الخونة، حتى لو كانوا يدّعون نسب كونفوشيوس أو بوذا. الصين أصبحت القوة الأولى في العالم لأنها أعدمت العملاء، حرفيًا ومجازيًا، ولم تسمح لهم بأن يحكموا. تفييه على كل عربي يصفق للخونة بدلاً من إعدامهم!
الروتشيلد، أسياد السيرك من هم الأسياد الحقيقيون في هذا السيرك؟ ليسوا الشريف حسين، ولا الملك حسين، ولا الحسن الثاني، ولا الجولاني. الأسياد الحقيقيون هم الروتشيلد، وبلير، وترامب، وبايدن، وكل من يقف وراءهم في الظل. هؤلاء هم من يكتبون السيناريو، يختارون الممثلين، ويوزعون الأدوار. الشريف حسين كان ممثلاً في مسرحية الإنجليز، الملك حسين كان ممثلاً في مسرحية الـ CIA، الحسن الثاني كان ممثلاً في مسرحية الموساد، والجولاني هو النجم الجديد في عرض متعدد الأطراف، برعاية بريطانيا وإسرائيل وتركيا.
هؤلاء الأسياد لا يهتمون بالنسب النبوي، ولا بالشرف العربي. كل ما يهمهم هو أن تبقى الأمة العربية مقسمة، ضعيفة، تابعة. والأشراف الخونة هم الأدوات المثالية: يرفعون شعار النسب، يخدعون الشعوب، ثم يبيعون الأرض والعرض بثمن بخس. تفييه على هذا الشرف الذي يجعلك دمية في يد الروتشيلد!
المشهد الثامن: إلى متى سنظل حمقى؟ إلى متى سنظل نصفق للخونة؟ إلى متى سنظل نصدق أن الشرف يكمن في النسب، وليس في الأفعال؟ إلى متى سنظل نكتب قصائد المديح لمن يبيعنا في سوق النخاسة؟ الأمة التي لا تعدم خونتها، حرفيًا أو مجازيًا، لا تستحق أن تنهض. الصين فهمت هذه المعادلة، فأصبحت قوة عظمى. ونحن؟ لا زلنا نصفق للأشراف المزيفين، ونبكي على أطلالنا، ونلعن الروتشيلد بينما نمنحهم مفاتيح قصورنا.
الخاتمة: تفييه على الأمة التي تصفق للخونة في النهاية، هذا السيرك لن يتوقف إلا إذا قررنا نحن، كشعوب، أن نكتب نهاية مختلفة. لن ننهض حتى نعدم الخونة، حرفيًا أو مجازيًا، ونرمي أوهام النسب النبوي في مزبلة التاريخ. تفييه على كل شريف مزيف، وعلى كل عربي يصفق له!
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية : دون كيشوت الفرات والنيل
-
رواية :سلاسل العقل، أغلال القلب
-
مسرحية العدو الأمريكي والصهيوني الكوميدية
-
رواية لحن من الظلال..مع مقدمة نقدية تاريخية
-
رواية: الخاتم والنار
-
كيف تتحول الى إمبراطورية إعلامية تسخر من مردوخ
-
رواية : عدسات مغموسة بالدم والحقيقة (رواية عن الهولوكوست الأ
...
-
رواية : صرخة من النهر إلى البحر ( رواية عن الهولوكوست الأمري
...
-
رواية الجوع ( عن الهولوكوست الأمريكي الصهيوني ضد شعب فلسطين
...
-
رواية : بكاء تحت الركام (عن الهولوكوست الأمريكي الصهيوني ضد
...
-
ملخص خلفيات حرب الاستخبارات الأميركية السرية لإسقاط الدولة ا
...
-
رواية : آيات الفوضى الخلاقة
-
رواية : خرائط الجميز العجيبة
-
رواية: انفاق الزيتون الدامي
-
السلاح أو الموت: مسرحية المقاومة في زمن نتنياهو النازي الجدي
...
-
نقابات بلجيكا تقاوم لوبيات السلاح والإبادة الجماعية
-
يوم الأحد الوجودي: سخرية التاريخ من أوهام الكيان
-
رواية مشاعل الهامش
-
ترامب وزيلينسكي: مهرج ودمية يرقصان لارضاء بوتين
-
قمة ترامب وبوتين – كوميديا سوداء في زمن الدولة العميقة وأورو
...
المزيد.....
-
تم تصويره في صحراء نيوم.. الفيلم السعودي -القيد- يقدم الدرام
...
-
بين شاشات العرض والحرف اليدوية.. دور سينما تعيد تعريف تجربة
...
-
كيف ننجح في عصر الذكاء الاصطناعي.. سألناه فهكذا أجاب
-
كامل كيلاني وحديقة أبي العلاء
-
كامل كيلاني وحديقة أبي العلاء
-
جمعية البستان سلوان تختتم دورة باللغة الانجليزية لشباب القدس
...
-
-كول أوف ديوتي- تتحوّل إلى فيلم حركة من إنتاج -باراماونت-
-
ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
-
بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
-
يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي
...
المزيد.....
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
المزيد.....
|