|
فيلم - محطمات القواعد- إحتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغانية
علي المسعود
(Ali Al- Masoud)
الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 23:36
المحور:
الادب والفن
فيلم "كاسرات القواعد" يتناول قصة حقيقية عن أول فريق روبوتات في أفغانستان الذي يحمل إسم ( الحالمات الإفغانيات) ، الفيلم من إخراج الحائز على جائزة الأوسكار " بيل جوتنتاج " وبطولة علي فضل ونيكول بوشيري . تبدأ فرضية الفيلم مع "رؤيا محبوب" (التي تلعبها نيكول بوشيري) ، أول رائدة أعمال في أفغانستان . تقوم هي وشقيقها (علي ) بتدريس دروس الرياضيات والبرمجة للفتيات والمراهقين ، ولكن هدف الشابة رؤيا أبعد من ذلك ، إنها تحلم في إنشاء أول فريق روبوتات للنساء تنافسي في البلاد ، من خلال اختبار الرياضيات وتختار أربعة طالبات كي يحققنً أعلى النتائج . الشابات الحالمات هنً فاطمة قادريان وليدا عزيزي وسمية فاروقي وكوثر روشان وصغار صالحي . على الرغم من الثقافة السائدة الكارهة للنساء التي تعتقد في أن التكنولوجيا حصرأُ بالرجال وهم فقط الذين يجب أن يتعاملوا مع التكنولوجيا" ، وسبق حرمانهم من الحصول على تأشيرات دخول أمريكية مرتين ، ولكن أتيحت للفتيات في النهاية الفرصة للمنافسة في الألعاب الأولمبية الروبوتية . وتواجه المسابقة فرقا من أكثر من 150 دولة سلسلة من التحديات ، وحصلت الفتيات على الجائزة الفضية لإنجازهن الشجاع في مشاركتهنً الأولى . تدور أحداث الفيلم الوثائقي في أفغانستان ، وتبدأ في عام 2017 في مقاطعة هرات حين تشرع سيدة الأعمال الأفغانية رؤيا محبوب (نيكول بوشيري) في محاولة جذرية لتعليم مهارات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات للفتيات الصغيرات في المدارس في جميع أنحاء البلاد . على الرغم من التهديدات التي تتلقاها ، إلا أن رؤيا تتولى أيضا مهمة أكثر طموحا وتبدو مستحيلة . لذا قررت إنشاء وتوجيه أول فريق روبوتات للفتيات لتمثيل أفغانستان في المسابقات في جميع أنحاء العالم . وسيؤدي ذلك إلى مواجهة أفراد الأسر المتشككين بقدراتهنً، والمعتقدات الذكورية ، والنقص الكبير في التمويل والفرص للقيام بذلك . منذ البداية ، يعد فيلم ( محطمات القواعد) تذكيرا مؤثرا بالصراعات اليومية التي يجب أن تتحملها النساء الأفغانيات . كما تقول رؤيا نفسها في الفيلم : " الحياة ليست عادلة بالنسبة لهنً "، ومع ذلك ، لاتزال النساء في أفغانستان يقاتلنً من أجل فرصة ويتحملنً على الرغم من التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي اللذين يواجهنً باستمرار ويظهر الكثير منها في الفيلم ، الشابة رؤيا مستهدفة من قبل طالبان لمجرد تعليم الفتيات الصغيرات كيفية استخدام الكمبيوتر ، وهو أمر لم تتمكن من تعلمه أبدا أثناء وجودها في المدرسة لأن أجهزة الكمبيوتر كانت مخصصة للأولاد فقط . يصبح كل من تحاول استخدام أجهزة الكمبيوتر والتعليم هدفا رئيسيا لأولئك الذين لا يؤمنون بتعليم النساء . "رؤيا محبوب " ليست غريبة على الشدائد ، نشأت في أفغانستان ، وكانت الفرص التعليمية التي أتيحت لها مختلفة تماما عن تلك التي يتمتع بها أقرانها الذكور . على سبيل المثال، عندما حصلت مدرستها على جهازي كمبيوتر ، تم فصل رؤيا والفتيات الأخريات عن الذكور في فصلها و أجبروا على الانتظار خارج الفصل الدراسي بينما كان المعلم يعلم الأولاد هذه التكنولوجيا الجديدة . كانت مثل هذه المواقف هي القاعدة وليست الاستثناء ، ولكن تلك المعارضة لم تفعل شيئا لسحق رغبة رؤيا ، بالنسبة لها، كان تعليم المرأة من الاساسيات ومن الضرورة من اجل المساهمة في بناء بلدها ، على العكس من الكثيرون الذين يرونه أمر مخجل . سعى رجال طالبان بنشاط في قمع المرأة وفي تعليم الفتيات . واجهت الشابة " رؤيا " الشدائد وتغلبت عليها في كل منعطف . وخاطرت بحياتها وبدأت في تقديم دروس الكمبيوتر للفتيات وتتعلم الفتيات اللواتي يحضرن مهارات قيمة. ومع ذلك، ترى رؤيا أن تأثيرها مجرد قطرة في بحر . كانت تحاول أن تثبت لأفغانستان القيمة التي يمكن أن تقدمها النساء كمهندسات ومبتكرات ، لكن رجال بلدها من المتشددين كانوا عديمي الرؤية . سيتعين عليها أن تظهر للعالم بدلا من ذلك قيمة وتضحيات المرأة الأفغانية في تعزيز دورها في البناء . لدى رؤيا خطة: تشكيل فريق روبوتات أفغاني مكون من مجموعة فتيات للتنافس في الأحداث في جميع أنحاء العالم . "سيظهر ذلك لفتياتنا ضوء جديد" ، تقول لشقيقها علي . إنه يعبر عن شكوكه - لم يفعل أحد من أفغانستان شيئا كهذا ، بعد كل شيء. لا تردع رؤيا ، بل تذكر شقيقها بأنه "لم يحدث شيء على الإطلاق ما لم يحلم به أحدهم أولا". وهكذا ، شرعت رؤيا وعلي في العثور على أكثر الفتيات الموهوبين اللواتي يمكنهنالإنضمام الى فريق الروبوتات . تبين أن العثور على الفتيات هو الجزء السهل . ولكن ألاصعب كان في إقناع ذويهنّ . نرى التأثير الإيجابي لرؤيا على من حولها، وخاصة الفتيات الصغيرات في فريق الروبوتات أو في فصول الكمبيوتر الخاصة بها. لا ينبغي أن تضيع وقتها، أنها تفعل كل هذا تحت تهديد العنف . إنها تخاطر حرفيا بحياتها للمساعدة في تحسين حياة النساء الأفغانيات . إصرار ومثابرة "رؤيا" كان له الأثر على الفتيات لتشكيل فريق الروبوتات اللواتي أطلقنّ على أنفسهنّ إسم ( الحالمات الأفغانيات ) . يواجهنً عددا مذهلا من النكسات ، بما في ذلك مأساة شخصية كبيرة. لكنهنً يواصلنً المضي قدما مع تطوير أنفسهنً ودعم بعضهنً البعض . تشكل الفتيات رابطة حقيقية: الاحتفال ببعضهنً البعض ، ومساندة بعضهنً البعض ، وفي النهاية ، محاولة تغيير تصور بلدهنً لما تستطيع الإناث القيام به . الشاب علي هو داعم ثابت لأخته وفريق الروبوتات للفتيات . يقدم تضحيات من أجل الفريق ويعمل كأذن مستمعة لريا. من نواح كثيرة ، هو الشخص الوحيد الذي يمكنها التعبير معه عن شكوكها ومخاوفها . تقول رؤيا إن والدها شجعها على التعلم وتثقيف نفسها .يسمح والد إحدى الفتيات الحالمات باستخدام مرآبه (وأدواته) لبناء روبوتاتهم ، حتى بعد أن يتعرض للتهديد من قبل رجال طالبان ، لاحقاً سوف يدفع حياته ثمناً لتلك المبادرة حين يفجر محله ، تتلقى "رؤيا" رسائل تهديد ، بعدها تتعرض رؤيا وعلي وشقيقتهما للهجوم من قبل متشددين طالبان . رجل يطلق النار على سيارتهم ببندقية. لحسن الحظ ، تنحشر الرصاصة في البندقية بعد بضع طلقات فقط ويهرب القتلة . نجت رؤيا والآخرون من محاولة الإغتيال دون أن يصابوا بأذى .عندها تشعر رؤيا بالإحباط ، لكن صديقاتها يرفعنّ معنوياتها من خلال تحويل انتباهها إلى التغييرات الإيجابية التي حدثت في أفغانستان، والتي لعبت فيها رؤيا دورا كبيرا. إنهنً يستحقنً مستقبلا يمكن أن يكونوا فيه أيضا بطلات في فريق الروبوتات ، ويتطلعنً إلى إكمال دراستهنً وأن يصبحنً مهندسات أو طبيبات أو معلمات. إنهم يستحقنً الحرية والفرصة . ينتهي الفيلم برسالة مؤثرة حقا إلى فتيات ونساء أفغانستان: "لا تفقدوا الأمل . سنرفع أصواتنا نيابة عنكم ونكافح من أجل حريتكم". الفيلم يقدم رسائل قوية حول العمل الجماعي والتضحية والمثابرة وقيمة تعليم المرأة ، لا سيما في مجالات العلوم والهندسة. تضرب وتيرة القصة بعض المطبات لأنها تؤسس الأساس السردي للفيلم. لكن السيناريو يخطو خطوته عندما يتشكل فريق الروبوتات للفتيات ويتنافسن لإثبات جدارتهن . الطريق الصعب الذي يجب الاعتراف به تواجه هؤلاء النساء الخمس والمصممات على الفوز تحديات كبيرة مثل التحدث أمام الجمهور أو التفاعل مع القواعد الاجتماعية التي تختلف تماما عن تلك التي اعتدنّ عليها. ومع ذلك، فإن رحلتهنّّ محفوفة أيضا بالتحيز بسبب جنسيتها والتشدد الديني في بلدهنّ . أعضاء فريق الروبوتات هنّ مجرد مراهقات يتعرضنًّ للتهديد من مجموعة متطرفة . فيلم "كسر القواعد" يشير صراحة إلى طالبان وتكتيكاتها الإرهابية ضد الشعب الأفغاني . في 17 ايلول-سبتمبر 2021، قامت طالبان بِحظر التعليم الثانوي للفتيات في أفغانستان . واليوم، وفقًا لليونسكو، هناك حوالي 2.5 مليون فتاة أفغانية خارج المدرسة، . كما انخفض الوصول إلى المدرسة الابتدائية بشكل حاد منذ استيلاء طالبان على السلطة، حيث انخفض عدد الفتيات اللواتي يذهبون إلى المدرسة اليوم بنحو 1.1 مليون. وبعد أن استعادت طالبان السيطرة على البلاد في عام 2021 ، قامت بمنع جميع الفتيات فوق سن الثانية عشرة من الذهاب إلى المدرسة - لذا كان تفاؤل الفتيات وأملهن طوال الفيلم مفجع . تتحدث فاطمة، وهي واحدة من أكثر الأعضاء في الفيلم الوثائقي طموحاً ، عن رغبتها في أن تصبح مهندسة. إنها تريد إنهاء المدرسة والذهاب إلى الخارج للدراسة وتغيير تصورات الناس عن أفغانستان. تريد هي وزملاؤها في الفريق أن يعيش جيلهم متحررا من العنف والحرب والحكم القمعي ، ويؤمنون إيمانا راسخا بأن التعليم هو السبيل لضمان هذا المصير لبلدهم . لكن للأسف، الحياة في أفغانستان محفوفة بالمخاطر. خلال رحلاتهم التنافسية ، هناك العديد من التفجيرات الانتحارية والهجمات على رموز التقدم والتعليم . إن إدراج المخرج لمثل هذه المشاهد والصور المزعجة يسلط الضوء على خطورة الوضع السياسي - مع عدم وجود فظاظة - ويؤكد على مدى خطورة التجارب الشخصية للفتيات. وقد حظيت هذه التجارب بدعاية وطنية ودولية في ذلك الوقت، وعرضت وجوههن باستمرار وكررت التأكيد على أهمية تعليم الفتيات. هذا موقف خطير للغاية عندما يكون هناك الكثير ممن يعتقدون أنهنّ لا يستحقنّ هذه الفرصة. اعتبارا من الآن ، الفتيات لايشعرنًّ بألامان ، بعد أن وصفتهن طالبان بأنهن "كافرات" وحكم عليهن بالإعدام، لكنهنً ملتزمات بإحداث التغيير . قالت الشابة " إيلاها محبوب"، الكاتبة والمنتجة التنفيذية للفيلم : "إن قصة (كاسرات القواعد) ليست مجرد فيلم، بل هي شهادة على قوة التعليم والتكنولوجيا القدرة على الصمود. وتمثل رحلة فريق الروبوتات للفتيات الأفغانيات شجاعة الشابات اللاتي يرفضن قبول القيود المفروضة عليهن. وباستخدام العلم والابتكار كأدوات للمقاومة، و بصفتي كشخص عمل على خلق الفرص للنساء الأفغانيات في مجال التكنولوجيا، أردت أن أجعل هذه القصة حقيقة لإلهام الجيل القادم من صناع التغيير وإظهار للعالم ما هو ممكن عندما تُمنح الشابات حق الوصول إلى التعليم والفرصة ". من اللافت للنظر ، أن لكل فتاة شخصيتها الخاصة وقصتها ودورها في فريق الروبوتات. تعيش تارا مع والدها ، وهو ميكانيكي ، وتعمل معه جنبا إلى جنب في إصلاح السيارات والدراجات النارية. هادية هي الأكبر بين أشقائها ، تتظاهر بأنها صبي للعمل ومساعدة والدتها. أريزو من محبي ألعاب الفيديو السباقات وتبحث باستمرار عن التحديات ، سواء في الرياضيات أو في الحياة. تلعب إيسين كرة القدم ، ويجب أن تتعامل مع رفض عمها لنشاطها، وهو كبير العائلة ويقرر حياتها . القصة الحقيقية تتجاوز هذا الخيال أن رؤيا وفريقها فتيات حقيقيات سبق وان فزنً بمسابقات الروبوتات الدولية وحصلنً على منح جامعية . إنهنً نموذج للأمل للنساء والفتيات في البلدان التي يجب عليهن فيها المخاطرة بحياتهنً حرفيا من أجل الدراسة . لحسن الحظ ، نجحنً الفتيات من الفرار من قبضة طلبان. ومع ذلك، من المستحيل عدم التفكير في كل هؤلاء الفتيات اللواتي بقينً تحت حكم طالبان القمعي ، استنادا إلى أحداث حقيقية ، "كسر القواعد " هو فيلم درامي يؤرخ مسار رؤية محبوب في كفاحها من أجل تعليم الإناث والمساواة بين الجنسين. يركز الفيلم أولا على مبادرتها لجلب الحوسبة إلى نساء بلدها ، ثم على قيادتها كمبتكر لأول فريق روبوتات مكون حصريا من الفتيات في أفغانستان . حدثت القصة الحقيقية في سياق كان فيه تعليم المرأة الأفغانية محدودا إلى حد كبير بالأفكار التي حملتها طالبان في ثقافة ذلك البلد ، وبقيت حتى في الأوقات التي لم تكن فيها المسؤولة . " رؤيا محبوب" هي امرأة ذات رؤية وتطلعات كبيرة أصبحت أول من يمتلك شركة تكنولوجيا في المنطقة ، ليس فقط متحدية للأعراف الاجتماعية ولكن أيضا رمزا للأمل للكثير من نساء العالم . كانت "سمية فاروقي " هي قائدة فريق "الحالمات الأفغانيات" الحقيقية ، تصدرت فاروقي عناوين الصحف الدولية عندما قامت هي وفريقها ببناء جهاز تنفس صناعي من قطع غيار السيارات المستعملة استجابة لوباء كوفيد في أفغانستان . ولدت فاروقي في هرات بأفغانستان عام 2002 . زرعت حبها للهندسة في متجر والدها الميكانيكي. توقفت مسيرتها المهنية في المدرسة الثانوية وقيادتها ل "الحالمات الأفغان" بسبب استيلاء طالبان على أفغانستان. اضطرت هي وبقية زملائها إلى الفرار من البلاد في أغسطس 2021 , ألآن تدرس" سمية فاروقي" الهندسة الميكانيكية في الولايات المتحدة وتواصل مساندتها لتعليم الفتيات في أفغانستان بصفتها بطلة عالمية لـصندوق "التعليم لا ينتظر". قالت فاروقي: "يُقدم فيلم " كاسِرات القواعد" للعالم لمحة عن الواقع الذي تواجهه ملايين الفتيات والنساء الأفغانيات اليوم اللاتي يعشن تحت حِكم طالبان. حيث يتم حرمانهن من حقوقهن الإنسانية في التعليم والحرية والكرامة. لن يتم إسكات أصواتنا " . يتبع السيناريو الخط النموذجي للأفلام الرياضية ، مع فكرة مركزية للتغلب على الأفراد الذين يقاتلون ضد كل الصعاب في مسألة تنافسية. لكن إحدى نقاط الضعف في كسر القواعد هي هيكلها السردي ، الذي يتأرجح بين دقائق من الشحنة العاطفية الكبيرة ، وأخرى تشعر بالسطحية والتفكك. بالإضافة إلى ذلك، لا ينتهي فريقها الإبداعي بتحديد من هم أبطال هذا الفيلم الروائي الخاص، ويفتقر إلى تركيز شخصي أكبر على حياة المبتكرة الشابة ( رؤيا) ، أو على العكس من ذلك، على حياة إيسين وتارة وهاديا وأریزو، وما هي الخطوات والاهتمامات التي جاءت قبل أن يقوموا بمآثرهم العظيمة؟ . يقفز الفيلم بسرعة بين حكايات" رؤيا محبوب" وتطور الحالمات الأفغان (اسم فريق الروبوتات). بعد الطريق الطويل للحصول على الموافقة على التأشيرة ، من بين العقبات البيروقراطية الأخرى التي تواجهها المجموعة ، يسافرنّ إلى دول مختلفة للمنافسة دوليا هناك انفصال طفيف ولكنه مهم بين الجمهور والجزء الأكثر فكرية من التحديات التي تواجهها رؤيا وفتيات الفريق . لا ينغمس السيناريو في الديناميكيات التي تحدث في مسابقات الروبوتات ، ولا في العملية السابقة للشابات لفهم القواعد والمسابقات الفردية التي يتعين عليهنّ اتباعها في عالم هذه المسابقات الحقيقية. لذلك يبدو أن الإنتاج يفترض أننا كجمهور لسنا بحاجة إلى الخوض بشكل مكثف في رحلة الأبطال . على الرغم من هذه العيوب ، فإن أداء الممثلين هو أبرز ما في الفيلم. تمكن فريق التمثيل من نقل أصالة ومرونة شخصياتهم ، دون اللجوء إلى توصيف من النوع "الملهم في هوليوود" ، مشيرا بشكل واقعي إلى ثقافتهنً ويقدم ملمسا عاطفيا حيويا. تعطي الممثلات بساطة إنسانية للقصة التي كان من الممكن أن تقع في الميلودرامية في أيدي فنانين أقل إلهاما. تتألق الشابة نيكول بوشيري في دور" رؤيا " حيث يحمل الكثير من الفصل الأول قبل أن تتنازل عن دورها القيادي لاحدى الطالبات وتفسح المجل لهنً في الـتالق والأابداع .يحافظ الفيلم أيضا على تركيز واضح على رسالته الأساسية: الوصول إلى التعليم هو قوة يمكن أن تغير الحياة ، فضلا عن أن اتخاذ الخطوة الأولى مهم لتعزيز الإجراءات الإيجابية في المجتمعات . أخيرا ، في أمة يكون فيها تعليم الفتيات تمردا ، توقظ المرأة ذات الرؤية الأمل والمعارضة. شجاعتهنّ تشعل حركة يمكن أن تغير أمتهنّ إلى الأبد. يظل الفيلم شهادة قيمة على قضية حقيقية تسعى إلى الإلهام والتثقيف . يجب سرد القصة الشجاعة لرؤية محبوب وفريقها، ونأمل أن يكون هذا الفيلم، أو غيره من الأفلام الأكثر صقلا وتركيزا عليها لاحقا، دعوة عاجلة للعمل والتفكير حول هذه القضايا التي لا تزال أكثر أهمية من أي وقت مضى. من المهم أيضا ملاحظة أن الفيلم لا يروي قصة تحسين الذات فحسب ، بل يسلط الضوء أيضا على الحواجز المنهجية التي تواجهها النساء في المجتمعات التقييدية. بالإضافة إلى ذلك ، يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا والتعليم أن يعملا كأدوات للتمكين والتغيير الاجتماعي . يقدم لنا الفيلم أيضاً شخصيات حقيقية عن شابات موهوبات ، ولكن أيضا عديمات الخبرة ، ويجب أن يتعاملن مع مخاوفهن وشكوكهن . ينعكس هذا في اللحظات الحاسمة ، مثل اللقاءات مع الشباب من مختلف البلدان المشاركة في المسابقة ، عالم مختلف عن عالمهن . في الختام : دراما ملهمة مبنية على قصة حقيقية. يتعلق الأمر برائدة أعمال أفغانية في مجال التكنولوجيا ، بدأت برنامجا لمساعدة النساء على تطوير مهاراتهن في مجال العلوم والتكنولوجيا. تتجاوز القصة المحظورات الدينية والثقافية في أفغانستان. إنهن شابات يواجهن عقبات مختلفة مع معارضة عنيفة، لكنهن سيظلن قادرات على مواصلة مهامهن . " كاسرات القواعد" هو احتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغانية ، يعرض الشابات اللواتي حطمن التوقعات في سعيهن الدؤوب للتعليم والاستقلال على الرغم من قبضة نظام طالبان المتشددة .
#علي_المسعود (هاشتاغ)
Ali_Al-_Masoud#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيلم - في أرض الإخوة - يفضح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين ا
...
-
لإرث السينمائي للرسام السريالي سلفادور دالي
-
التناظر في المسار الشعري والإنساني للشاعرين : المصري - أحمد
...
-
فيلم - بيروت -عرض بائس يعيد احداث الحرب الأهلية
-
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضع صناعة السينما في أزمة ؟
-
-جنة عدن- فيلم يتناول تعقيد الطبيعة البشرية ويجردها من العلم
...
-
-كلمات الحرب - فيلم سياسي يكرم المناضلين النبلاء بالكلمة من
...
-
فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والب
...
-
فيلم -أنا التي تحمل الزهور الى قبرها- يحكي تجربة المنفى والح
...
-
فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم و
...
-
فيلم - تاكسي طهران - شهادة جريئة ضد القمع والرقابة في إيران
-
فيلم - المحطة الأخيرة - يكشف لمحة عن إنسانية الكاتب (ليو تول
...
-
الفيلم الأيراني - المسلخ - تصوير حياة الإيرانيين اليومية تحت
...
-
- فيلم الحرب - تصوير واقعي وصادم لوحشية وقسوة الحروب
-
-طهران للبيع - فيلم يلقي نظرة مؤثرة على التحديات التي يواجهه
...
-
فيلم -ضع روحك على يدك وامش- وثائقي عن صمود غزة يتحول إلى مرث
...
-
الفيلم الهندي - باجرانجي بهايجران- - يحمل رسائل أنسانية وأخل
...
-
الفيلم الكوري - الرابعة مساءاً - دراسة عميقة في السلوك البشر
...
-
فيلم - طوارئ- سيرة ذاتية لأنديرا غاندي - متخم بالأحداث التار
...
-
- ذبذبات من غزة- فيلم وثائقي يصور وجع الطفل الفلسطيني الأص
...
المزيد.....
-
شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
-
قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
-
كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
-
المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل
...
-
قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
-
فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة
...
-
إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع
...
-
النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا
...
-
حين استمعت إلى همهمات الصخور
-
تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
المزيد.....
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
|