أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2














المزيد.....

هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 19:07
المحور: القضية الكردية
    


ما يلاحظ بجلاء أنّ الهيئة المنبثقة عن مؤتمر قامشلو 26/4/2025م تعيش حالة شبه جمود، داخليًا وخارجيًا. فهي لم تتمكّن من فتح قنوات حوار مع القوى الكوردية، ولا مع مكوّنات المجتمع السوري الأخرى، ناهيك عن أنّ أبواب التواصل مع الحكومة السورية الانتقالية تكاد تكون مغلقة تمامًا. ولا يخفى أنّ قوى إقليمية تلعب دورًا مباشرًا في تكريس هذه العزلة، لغايات سياسية ذات بعد تكتيكي وآخر استراتيجي.
فعلى المستوى التكتيكي، يجري العمل على محاولات إعادة الشرخ بين القوى التي شاركت في المؤتمر وتمكّنت من تشكيل الهيئة والتوافق على بعض النقاط الجوهرية التي تمسّ القضية الكوردية في سوريا، وبخاصة بين قوى الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي. أما على المستوى الاستراتيجي، فالهدف أبعد وأخطر، تهميش القضية الكوردية برمّتها، وإضعاف الثقل الذي اكتسبته بعد المؤتمر بدعم واضح من قوى التحالف الدولي. وتتجلّى الخطة في التركيز على إضعاف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) باعتبارها العمود الفقري للقوة الكوردية، إذ تدرك القوى المعادية أنّ إزالتها من المشهد تعني عمليًا تقويض الإدارة الذاتية، وهو ما سيؤدي إلى انهيار المجلس الوطني الكوردي نفسه، كما حصل من قبل للائتلاف الوطني السوري وسائر المنظمات المعارضة المدنية التي ذابت تحت ضغوط إقليمية ودولية، وبهذا، تصبح القضية الكوردية ورقة بيد القوى الإقليمية، تتحكم بها كيفما شاءت، وربما تكتفي بمنح بعض الحقوق الثقافية الشكلية لترضية الدول الكبرى ومنع التمدد التركي أو صعود الجماعات التكفيرية.
لكن هذه المعادلة الصعبة تصطدم بعائق أساسي، المصالح الأمريكية في المنطقة، وارتباطها الوثيق بالأمن الإسرائيلي، وهما عاملان جعلا من بقاء قوات قسد قوية نسبيًا ضرورة استراتيجية لا يمكن تجاوزها.
رغم ذلك، تطفو على السطح إشكالية جمود الهيئة الكوردية المنبثقة عن المؤتمر، في ظل تسريبات وتلفيقات تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد أن مخرجات المؤتمر تكاد تتعطل، السؤال الذي يفرض نفسه هنا، من يعطّلها؟ أهو الصمت الطوعي لهذه الهيئة نتيجة إملاءات إقليمية؟ أم أنّ تركيا تلعب لعبة مزدوجة بين طرفي الاستقطاب الكوردي اللذين اتفقا في المؤتمر على جملة مطالب قومية موجّهة للحكومة السورية الانتقالية؟
تركيا، كما يبدو، تتبع استراتيجية متعددة الأوجه، فهي تحاور قوى الإدارة الذاتية تحت إشراف أمريكي، وفي الوقت نفسه تبقي خيوط التواصل مع المجلس الوطني الكوردي، بل وصل الأمر إلى حد تسريب أن أنقرة كانت وراء دعوة الحكومة للمجلس الوطني لإرسال ممثل عنه إلى افتتاحية معرض دمشق الدولي، وهي الخطوة التي فجّرت جدلاً واسعًا واعتبرها البعض "الطامة الكبرى".، وكان تصريح هاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، شبه تأكيد على هذا التوجه؛ فرغم زلة لسانه في نطق اسم المجلس الوطني الكوردي بشكل خاطئ، إلا أن الرسالة لم تكن عابرة، لقد جاءت محمّلة بجرعة من الخبث السياسي المقصود، تهدف إلى خلق شرخ جديد بين القوى الكوردية، وتعطيل دور الهيئة المنبثقة عن مؤتمر قامشلو، وإعادة بث بذور الانقسام في صفوف الحركة الكوردية، فتركيا تراهن منذ قرابة عقد ونيف على أنّ أي هيئة جامعة للكورد لن تدوم، وأن الخلافات ستطفو على السطح كلما جرى افتعالها بدبلوماسية مسمومة، وهو ما تحاول اليوم تأكيده عبر هذا التصريح المريب.
من جانب آخر، يتم الترويج بأن الحوارات مع الإدارة الذاتية وقائد قوات قسد، مظلوم عبدي، وصلت إلى حد وضع شروط قاسية، بإملاءات تركية، إما حلّ الذات والانضمام إلى الجيش العربي السوري، أو في "أفضل" الحالات تقسيم القوات إلى ألوية تابعة لوزارة الدفاع، وهذه الوزارة عقدت بالفعل اتفاقيات مع وزارة الدفاع التركية جعلت بعض التشكيلات أقرب إلى "جيش رديف" لأنقرة، تمامًا كما جرى مع الفصائل الإرهابية التي ارتكبت الجرائم في عفرين والباب وجرابلس وكري سبي وسري كانيه، ثم جرى تدويرها لتصبح تحت مسمّى ألوية تابعة لوزارة الدفاع السورية.
وهذا التوجه قوبل بمعارضة صريحة من قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم مباشر من قوى التحالف الدولي، وبخاصة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، على اعتبار أنّه يتناقض بوضوح مع البنود المتفق عليها في مؤتمر 10 آذار، الذي جمع الجنرال مظلوم عبدي بالرئيس السوري أحمد الشرع.
يتبع....
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
30/8/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة
- كوردستان وقادم الشرق الأوسط تحولات كبرى وصراع على المستقبل
- قسد بوابة خلاص سوريا من الاستبداد والإرهاب
- برلمان الجولاني شرعنة للتقسيم تحت قناع الديمقراطية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الجولاني بين وهم الأبدية وحتمية السقوط
- مؤتمر الرقة ورسائل الصراع غير المعلن بين أمريكا وتركيا
- هل صار الاستجداء هوية كردية؟
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الثقافة السائلة في المأساة السورية والكوردية
- السعودية وتركيا في الملف السوري من صراع الخلافة إلى رهبة الف ...
- في لحظة مفصلية كهذه لا مكان للرمادية أو الهروب خلف التفاصيل
- الفيدرالية بين التجربة الكوردية في سورية ودروس الأمم قراءة ف ...
- خيوط زيارة هاكان فيدان إلى دمشق
- نتائج عبثية الحكومة السورية الانتقالية وتحول مواقف الدول الك ...
- كونفرانس الحسكة ومؤتمر دمشق بين الوطن الجامع والدولة أحادية ...
- الفيدرالية واللامركزية السياسية في سوريا حدود لا تُمس
- رسالة إلى الشعب السوري، وقيادة قسد والإدارة الذاتية والحراك ...
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 3/3
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 2/3


المزيد.....




- الوزير بسيسو يبحث مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خطط إعادة ...
- مفوض الأونروا: إسرائيل دمرت معظم المدارس والمرافق التعليمية ...
- اليونيسف: غزة تحولت الى قبر للأطفال وسط هجمات متصاعدة
- نادي الأسير: تجويع وتعذيب ممنهج بحق أسرى في سجون الاحتلال
- إعلام الأسرى يكشف أوضاع الأسيرين حسام أبو صفية وحسام ظاهر: ت ...
- الإغاثة الطبية بغزة: انتشار فيروسات غامضة في القطاع لا يمكن ...
- 9 وفيات في غزة بسبب المجاعة خلال 24 ساعة
- البرش: مستشفيات غزة على حافة الانهيار والمجاعة تحاصر الجميع ...
- البرش: مستشفيات غزة على حافة الانهيار والمجاعة تحاصر الجميع ...
- برنامج الأغذية العالمي: المعاناة بالسودان مستمرة منذ بدء الح ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2