أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الفيدرالية واللامركزية السياسية في سوريا حدود لا تُمس














المزيد.....

الفيدرالية واللامركزية السياسية في سوريا حدود لا تُمس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أنني أكتب دائمًا بنبرة متفائلة، إلا أن ذلك لم يكن يومًا ترفًا عاطفيًا، بل محاولة مقصودة لتعزيز ثقة الحراك الكوردي بذاته، حتى لا يتنازل عن مشروعه الأهم، النظام الفيدرالي اللامركزي. فبقاء الشارع الكوردي متماسكًا وواعيًا هو الحصن الأخير في وجه محاولات التمييع والتفكيك.
لكن، مع ذلك، هناك تخوّفات حقيقية من حجم الضغوطات الإقليمية على القوى الدولية الكبرى، والواقع أن لوبياتهم هنا في أمريكا تتحرك بطريقة مريبة، وأحيانًا غير مفهومة، وكأنهم ينسجون تحالفًا صامتًا هدفه الأساسي تعويم حكومة الجولاني، والتعتيم على ماضيه الإرهابي، ومن ثم إجهاض أي مشروع كوردي سياسي ناضج في سوريا، عن طريق رفض النظام اللامركزي.
ورغم هذه التحديات، ما زلت أرى أن سوريا تتجه، بخطى بطيئة لكنها ثابتة، نحو الفيدرالية، وربما نحو تغيير حقيقي في شكل النظام السياسي نفسه، ولهذا، من الضروري جدًا عدم التنازل عن المبدأ الفيدرالي اللامركزي، فهو ليس مجرد صيغة إدارية، بل ضمانة لعدالة التمثيل وحقوق الشعوب، وشرط لاستمرار الدعم الدولي لقضيتنا.
وأعتقد أن بعض الدول الإقليمية، وبشكل خاص تركيا وقطر، ومن المثير فعلاً وجود السعودية بينها، تضغط اليوم على الولايات المتحدة للتخلي عن "قسد"، ولكن الغاية الحقيقية ليست قسد كتنظيم، بل القضية الكوردية برمّتها، فبعد تغييب قسد، سيُعلنون للعالم، بمنتهى الوقاحة، أنهم "حلّوا" القضية الكوردية من خلال افتتاح بعض المدارس في القامشلي والحسكة!
مع ذلك، ما زلت أؤمن أن قسد ستبقى، وأن المنطقة ستتجه نحو الفيدرالية، حتى لو جاءت بتسمية مختلفة، لأن ما تم إنجازه على الأرض أقوى من أن يُلغى بضغوط أو اتفاقيات ظرفية، صعد هذا التوجه بعدما عادت روسيا إلى الساحة بزيارة غير متوقعة لوزير خارجية الحكومة السورية الانتقالية الى موسكو بتخطيط تركي، وصمت أمريكي ورضا إسرائيلي.
لذلك، من الأهمية بمكان أن تُدرك الأطراف الكوردية في غربي كوردستان، وخاصة تلك التي شاركت في مؤتمر قامشلو، ضرورة الاستعداد الجاد والمنسّق لكل الحوارات القادمة مع الحكومة السورية الانتقالية، فغياب المجلس الوطني الكوردي عن الواجهة، نعاتب عليه طرفين، قوى الإدارة الذاتية التي سعت لاحتلال كامل الساحة السياسية دون شراكة، والمجلس الوطني ذاته الذي اختار الصمت، وهي دلالة قد تُفهم على أنها قبول غير معلن، سواء لأسباب داخلية، أو ربما تحت إملاءات خارجية، في إطار مساومات تُدار داخل القاعات المغلقة.
هذا التراجع، أياً كانت أسبابه، لن يمر دون أثر، بل ستكون له تبعات ثقيلة على سمعة المجلس السياسية، وعلى ثقة الشارع الكوردي به، وهو ما سيُترجم لاحقًا إلى تآكلٍ في الدور والتأثير، وربما تراجع في مستوى الدعم الدولي للقضية الكوردية برمّتها، خاصة إذا فُهم ذلك الغياب كموافقة ضمنية على شطب المطالب القومية أو القبول بخيارات لا تخدم المشروع الفيدرالي.
وأستبعد صحة ما يُروّج من أن المجلس يساوم بالصمت مع الحكومة السورية الانتقالية، على غرار ما فعلته مع تركيا سابقًا عندما كان ضمن الائتلاف السوري، لكن الخطر الحقيقي اليوم يكمن في أن يُقدّم المجلس على مقايضة صامتة، تفتح الباب أمام ضم قوات قسد إلى ما يسمى "الجيش الوطني السوري"، مقابل دور تفاوضي لاحق حول الحقوق الكوردية.
هذا السيناريو لن يُنتج إلا مزيدًا من الانهيار، إذ أن أي عودة للمجلس عبر هذه البوابة، ستُقابل بآذان صمّاء من قادة هيئة تحرير الشام، الذين لا يرون في الكورد سوى ملفًا ثانويًا يجب إغلاقه تحت لافتات "الوطن الواحد" و"الأمة الإسلامية"، تمامًا كما فعل الخميني حين قضى على الحركة الكوردية في شرق كوردستان تحت الشعارات ذاتها.
وبالتالي، فإن أي مساومة على قسد خاصة من قبل قيادتها أو قوى الإدارة الذاتية، أو على المشروع الفيدرالي من قبل المجلس الوطني الكوردي أو الهيئة المنبثقة من كونفرانس قامشلو، أو ممثلية الإدارة الذاتية، تعني تفكيك آخر حصن سياسي وعسكري للكورد، وتُمهّد لتكرار خيبات تاريخية لطالما دفع شعبنا ثمنها باهظًا.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الشعب السوري، وقيادة قسد والإدارة الذاتية والحراك ...
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 3/3
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 2/3
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 1/3
- كيف نُسقط مشروع الإلغاء العنصري ونبني سوريا التعددية؟
- هل هناك فخ في حوارات باريس؟
- الإسلام بريء منكم من داعش إلى الحكومة الانتقالية
- رد سياسي إلى وزارتي الخارجية الأمريكية والفرنسية بشأن المذكر ...
- هندسة الخداع الدبلوماسي في محاولة تحجيم الدور الكوردي بين با ...
- فيدرالية سوريا كابوس أنقرة وذريعتها لإحياء داعش بأسماء أشد ب ...
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء السادس والأخير
- المبعوث الأمريكي بين التطبيع القسري وتجهيل الواقع السوري
- سوريا بين فيدرالية مأمولة وممثل أمريكي يجهل التاريخ
- نداء شيخ العقل حكمت الهجري ليس خيانة، بل صرخة كرامة
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الخامس
- بيان إلى الحكومة الأمريكية واللجان المعنية بالشأن السوري
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الرابع
- سوريا تُذبح بهوية واحدة، حين تُقصى المكونات ويُفرض الكفر باس ...
- أردوغان بين انهيار الرهانات واعتراف مؤجل بالكورد
- حزب العمال الكوردستاني ما بين القداسة والعداء، جدلية أبعد من ...


المزيد.....




- مصور نيجيري يحتفي بـ-وحوش صغيرة- في صور شديدة الوضوح
- -وجبة للمفترسات-.. حديقة حيوانات دنماركية تفتح باب التبرع با ...
- دخان كثيف يملأ قطارًا والركاب يفرّون وسط فوضى وصراخ.. شاهد م ...
- مصر: فيديو استغاثة مواطنين من بلطجية ومقتل سائق توك توك.. وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثي يصدر بيان ...
- روسيا تطلق وابلًا من المسيّرات على عشر مناطق أوكرانية قبيل و ...
- إسرائيل ستسمح بدخول البضائع تدريجيا إلى غزة عبر تجار محليين ...
- مواجهات في نابلس وتهجير صامت بتجمعات بدوية بالضفة
- قرار وشيك من نتنياهو بتوسع العمليات في غزة وأنباء عن ضوء أخض ...
- كاتب إسرائيلي: حكومة نتنياهو فتحت على إسرائيل أبواب الجحيم


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الفيدرالية واللامركزية السياسية في سوريا حدود لا تُمس