أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الإسلام بريء منكم من داعش إلى الحكومة الانتقالية














المزيد.....

الإسلام بريء منكم من داعش إلى الحكومة الانتقالية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن الغدر والدجل الإعلامي، يخرج أتباع الفتنة بثياب الواعظين، يرفعون رايات الصلاح ويُخفون في صدورهم خرابًا منظّمًا، يعودون إلينا اليوم بنفس أساليب داعش المسمومة، يقدّمون أنفسهم كحماةٍ للإسلام، بينما يلوكون ألسنتهم بالكذب، ويغلفون افتراءاتهم بستار الدين، ويتّهمون الكورد، مرةً أخرى، في أخلاقهم ودينهم وشرفهم، تمامًا كما فعلت داعش حين كانت تنحر الرقاب باسم الله، وتدّعي الطهر وهي تغوص في مستنقعات الدم والذبح.
غايتهم لم تتغير، الحصول على دعم الدول العربية والإسلامية، ومن ثم تأليبها على الشعب الكوردي، لتبرير مخططاتهم العنصرية وتوسيع مشروعهم التكفيري تحت غطاء الشرعية الدينية.
يطلّ علينا أحدهم، من على منبر تلفزيوني، يروّج كذبة تمزيق صفحة من القرآن في أحد سجون الرقة على يد "ضابط كوردي"، زعموا، مستخدمًا الأسلوب ذاته الذي مارسه إعلام منظمات الحكومة السورية الانتقالية، وفلول داعش عندما أرادو تحريض المسلمين على الموحدين الدروز، بنشر مقطع مدبلج لأحد مشايخهم وكأنه يسبّ الرسول الكريم. هذه ليست صدفة، بل جزء من سلسلة ممنهجة، تُعيد تدوير خطاب الكراهية لتبرير قادم الإجرام.
ويا لسخرية التاريخ، فهؤلاء أنفسهم، قادة هيئة تحرير الشام ومن ورائهم من شيوخ التكفير، كانوا بالأمس القريب يكبّرون على مقصلة الذبح، وهم يدركون ما ورد في كتاب الله: ﴿من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا﴾ (المائدة: 32)". فهل يُعقل أن يكون من يؤمن بهذه الآية هو من يذبح، ويحرّض، ويكذب، ويُفبرك؟
إنها نفس الخدعة التي استخدمها الجولاني، حين تظاهر بالاعتدال ليتسلل إلى مناطق المعارضة، ثم بدأ حملة تصفية للمكوّنات التي لا تخضع لإرادته، ليظهر بعد حين كـ "حارس للسلام"، وليتبنّى منظماتٍ تدّعي أنها حقوقية أو سياسية، ثم يتبرأ منها حين تنتهي وظيفتها. هي سياسة المافيا، لا الدين؛ سياسة الخداع باسم الإيمان، لا الإيمان نفسه.
وها هم يعودون لتكرار ذات الموال مع الشعب الكوردي، بحجة أنهم لا يكرهون الكورد، بل "يرفضون كل من يدعم الكورد"! هذا الالتفاف السامّ هو عينه ما قالوه عن العلويين: "لسنا ضدهم، نحن ضد شبيحة النظام"! وما قالوه عن الدروز: "لسنا ضدهم، نحن ضد من سبّ النبي"! واليوم، جاء الدور على الكورد، فاختلقوا "حادثة" في الرقة، بهدف تأليب البسطاء، وتحضير الشارع لهجمة قادمة، تماماً كما حُضِّر المشهد لمجازر الساحل.
لكن دعونا نذكّرهم بالتاريخ الذي يجهلونه، أو يتعمّدون تجاهله، من أنقذ الإسلام من الاجتياح الصليبي كانوا الكورد بقيادة صلاح الدين الأيوبي، ومن تنسبون إليه مفاتيح الفقه، شيخ الإسلام ابن تيمية، كان كوردياً، واليوم، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي القرداغي، كوردي، يحمل مشعل الإسلام بفهم متنوّر، لا بسيف الغدر والفتنة، فبأي حق تتهمون الكورد بالكفر أو ازدراء الإسلام؟
لا شك أن الصحفي والمحلل السياسي الكوردي رستم محمود قد أوجع المنافق في مقتل، وفضحه على الهواء مباشرة، كاشفًا أكاذيبه المسمومة، وأسقط عنه قناع الطهر الزائف، في بثّ حاول فيه المذيع، أن يمنع الحقيقة من الوصول إلى جمهورها، كما يُمنع السيف من أن يطال عنق الباطل.
لكن الكلمة الحرة، حين تصدر عن ضمير حي، أشد وقعًا من صليل السيوف، وأقوى من عواء المنافقين الذين ارتضوا أن يكونوا حجابًا على فم الحقيقة، وأدوات تضليل باسم الحياد، بينما يذرفون دموع التماسيح على الدين، وهم يطعنونه من الخلف بسكين الطائفية والتحريض.
إن من يجعل من الدين مطيّة للسلطة، ومن القرآن ذريعة للقتل، ومن الإسلام عباءة لتبرير الكراهية، هو أبعد ما يكون عن الإيمان. هؤلاء هم المنافقون الذين فضحهم القرآن الكريم حين قال:
"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون."
هم أدوات الخراب، وإن لبسوا عباءة الإصلاح.
هم دعاة فتنة، وإن تحدثوا بلسان التقوى.
هم الوجه الجديد للجاهلية، مهما بالغوا في تلاوة الآيات.
إنهم المنافقون.
فالشعب السوري بات اليوم يُحكم بحكومة منافقة، ارتدت الطاقم وربطة العنق، لكنها تُسخّر مجموعات من المجرمين والمنافقين لتدمير ما تبقى من النسيج الوطني السوري. لقد واجهت سوريا الوجه الجديد للداعشية، بثوب مختلف ولغة ناعمة، لكن بروح تكفيرية، تُتقن التسلل والتخريب.
يتقمصون الاعتدال، بينما يبثّون السم الزعاف في خاصرة الثورة، ويدّعون الدفاع عن الإسلام، وهم يسحقونه يوميًا باسم الوطنية الزائفة والمذهبية النتنة.
لن نسمح بعد اليوم بتحويل الكورد إلى شماعة لتعليق الفشل السياسي والديني، ولن نقبل بأن يكون الدين سيفًا في يد الجهلة، يذبحون به الحقيقة، ويصادرون به المصير. فالرسول الكريم، والقرآن العظيم، أجلّ وأطهر من أن يُدنَّسا باستعمالهما كأدوات لتحقيق انتصارات سياسية وعسكرية ضد الشعب السوري ومكوناته.
وليُدركوا جميعًا:
أن الكورد، سواء في قوات حماية المرأة (YPJ)، أو قوات حماية الشعب (YPG)، أو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أو قوات البيشمركة، الذين تمكّنوا من دحر الإرهابيين القادمين من خارج الحدود، سيهزمون من جديد الإرهابيين الذين يتخفّون اليوم تحت عباءة الحكومة الانتقالية السورية، ومرتزقة تركيا.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد سياسي إلى وزارتي الخارجية الأمريكية والفرنسية بشأن المذكر ...
- هندسة الخداع الدبلوماسي في محاولة تحجيم الدور الكوردي بين با ...
- فيدرالية سوريا كابوس أنقرة وذريعتها لإحياء داعش بأسماء أشد ب ...
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء السادس والأخير
- المبعوث الأمريكي بين التطبيع القسري وتجهيل الواقع السوري
- سوريا بين فيدرالية مأمولة وممثل أمريكي يجهل التاريخ
- نداء شيخ العقل حكمت الهجري ليس خيانة، بل صرخة كرامة
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الخامس
- بيان إلى الحكومة الأمريكية واللجان المعنية بالشأن السوري
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الرابع
- سوريا تُذبح بهوية واحدة، حين تُقصى المكونات ويُفرض الكفر باس ...
- أردوغان بين انهيار الرهانات واعتراف مؤجل بالكورد
- حزب العمال الكوردستاني ما بين القداسة والعداء، جدلية أبعد من ...
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الثالث
- المبعوث الأمريكي الذي ضلّ الطريق
- أوجلان كما لا يراه أنصاره وخصومه، خطابٌ بين الكاريزما والواق ...
- مشهدٌ يتجاوز رمزيته ما بين إلقاء السلاح وولادة مرحلة جديدة
- توماس باراك يجمّل وجه السلطة المركزية ويزوّر حقيقة التحالف ا ...
- توماس باراك يجمّل وجه السلطة المركزية ويزوّر حقيقة التحالف ا ...
- توماس باراك وسرّ الشرق الأوسط المؤجّل 2/2


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة
- أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاما ...
- تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين ...
- حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت للاعتراف بدولة فلسطين
- بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا
- لقاء سوري-إسرائيلي رفيع بباريس: تهدئة مشروطة أم بداية تطبيع؟ ...
- حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أميركا
- الشرطة الهندية توقف رجلا يدير سفارة -وهمية-
- صحافي روسي ينجو بأعجوبة من هجوم بمسيرات أوكرانية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الإسلام بريء منكم من داعش إلى الحكومة الانتقالية