أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - رسالة إلى الشعب السوري، وقيادة قسد والإدارة الذاتية والحراك الكوردي بشكل عام.














المزيد.....

رسالة إلى الشعب السوري، وقيادة قسد والإدارة الذاتية والحراك الكوردي بشكل عام.


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد من اليقظة أمام المخطط الكارثي الذي تعمل عليه حكومة الجولاني بإملاءات خارجية مكشوفة. هذا المشروع لا يستهدف فقط ضرب التآلف الوطني بين مكونات سوريا، بل يسعى إلى إلغاء أي مطلب عادل للشعوب السورية بكل مكوناته القومية والدينية، وفي مقدمتها القضية الكوردية التي يحاولون طمسها وإخراجها من معادلة المستقبل السوري.
هذه المؤامرة، التي يتم تسويقها تحت مسمى "حوارات" بين الحكومة السورية الانتقالية وقوات قسد، ليست سوى فخ مدروس، يبدأ بمحاولات إنهاء قوات قسد وعزلها بشكل استباقي عن المنطقة الكوردية، تمهيدًا لترك الإدارة الذاتية بلا حماية، بحيث يسهل لاحقًا فرض الشروط عليها، وإزالتها ككيان سياسي وإداري وثقافي، والسيطرة على اقتصاد المنطقة ومقدراتها، وهنا ستبدأ عملية تهميش القضية الكوردية في سوريا، جغرافيا وسياسيا وثقافيا، وبأساليب قد لا تختلف عما فعله البعث العربي الاشتراكي.
وعندما ينجحون في ذلك، سيكون الحراك الكوردي والشعب الكوردي قد جُرد من أدوات القوة ومن القدرة على طرح شروطه ومطالبه، ولن تُفتح معه أي حوارات سياسية؛ بل سيُفرض عليه ما تمنحه تركيا عبر حكومة الجولاني، تحت غطاء ضم قواته إلى ما يُسمى جدلًا بـ "الجيش السوري الوطني". هذا "الجيش" ليس سوى إعادة تدوير لفلول داعش ومنظمة هيئة تحرير الشام التي تحاول تلميع نفسها بغطاء وطني زائف، سعيًا للحصول على شرعية وطنية ودولية على حساب تضحيات قوات قسد.
إن ما تقوم به الحكومة الانتقالية السورية، بإملاءات تركية وقطرية، وبدخول المملكة العربية السعودية من بوابة الفكر الوهابي المتقاطع مع هذا المشروع، ليس سوى جريمة جديدة بحق سوريا وشعوبها.
المطلوب اليوم إعادة هيكلة النظام السياسي والإداري في سوريا جذريًا، عبر إقامة نظام فيدرالي لا مركزي سياسي حقيقي، وتخطيط سوريا إلى خمس مناطق إدارية وجغرافية واضحة، تكون فيها غربي كوردستان كيانًا فيدرالياً معلنًا يمتد من ديركا حمكو حتى غربي منطقة عفرين، وبعمق نحو الجنوب يصل إلى نهر الفرات.
المنطقة الكوردية، ليست بحاجة إلى فرض كوادر غريبة عنها، ولا إلى الوصاية المركزية؛ فهي قادرة، بما تملكه من كفاءات ومكونات متعايشة، على إدارة شؤونها إداريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا. إن العودة إلى نظام تعيين المحافظين ومديري المناطق من خارج المنطقة وعزل أبنائها لن يكون إلا إعادة إنتاج الدكتاتورية المركزية بأساليب جديدة أكثر خبثًا.
أما الطعن في اللامركزية السياسية تحت حجة تقسيم سوريا أو اتهام الكورد بالسعي للانفصال، فليس إلا خطة ممنهجة لإحياء المركزية الاستبدادية، عبر ذرائع غير واقعية تتجاهل أن المركزية كانت ولا تزال أصل الدمار في سوريا.
لهذا ننصح قوى الإدارة الذاتية وقيادة قوات قسد، والهيئة المنتخبة بعد كونفرانس قامشلو:
التمسك المطلق بمطلب النظام الفيدرالي اللامركزي كشرط غير قابل للمساومة، واعتباره أساس أي حوار سياسي.
تعزيز التحالفات مع القوى الدولية الفاعلة التي ترى في الفيدرالية ضمانة لاستقرار سوريا، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، مع توضيح مخاطر أي دعم غير مباشر للمركزية الاستبدادية الجديدة.
الإسراع في تطوير البنية المؤسسية للمنطقة الكوردية من الداخل (إداريًا واقتصاديًا وثقافيًا) لتكون قادرة على حماية مشروعها من الداخل قبل الخارج.
العمل على توسيع الشراكات الوطنية مع بقية مكونات سوريا، على أساس الحقوق المتساوية، لقطع الطريق أمام محاولات عزل المشروع الكوردي وتشويهه إعلاميًا.
إن أي تهاون في هذه المرحلة سيعني خسارة كل ما تحقق، ليس فقط للكورد، بل لكل السوريين الذين يحلمون بسوريا تعددية ديمقراطية لا مكان فيها للطغاة ولا للأنظمة الشمولية القديمة بأقنعتها الجديدة.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
30/7/2025



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 3/3
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 2/3
- كوردستان مهد الأديان وتعددية الهوية الروحية 1/3
- كيف نُسقط مشروع الإلغاء العنصري ونبني سوريا التعددية؟
- هل هناك فخ في حوارات باريس؟
- الإسلام بريء منكم من داعش إلى الحكومة الانتقالية
- رد سياسي إلى وزارتي الخارجية الأمريكية والفرنسية بشأن المذكر ...
- هندسة الخداع الدبلوماسي في محاولة تحجيم الدور الكوردي بين با ...
- فيدرالية سوريا كابوس أنقرة وذريعتها لإحياء داعش بأسماء أشد ب ...
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء السادس والأخير
- المبعوث الأمريكي بين التطبيع القسري وتجهيل الواقع السوري
- سوريا بين فيدرالية مأمولة وممثل أمريكي يجهل التاريخ
- نداء شيخ العقل حكمت الهجري ليس خيانة، بل صرخة كرامة
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الخامس
- بيان إلى الحكومة الأمريكية واللجان المعنية بالشأن السوري
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الرابع
- سوريا تُذبح بهوية واحدة، حين تُقصى المكونات ويُفرض الكفر باس ...
- أردوغان بين انهيار الرهانات واعتراف مؤجل بالكورد
- حزب العمال الكوردستاني ما بين القداسة والعداء، جدلية أبعد من ...
- الكورد السريان هوية تتجذر لا تذوب - الجزء الثالث


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - رسالة إلى الشعب السوري، وقيادة قسد والإدارة الذاتية والحراك الكوردي بشكل عام.