أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - محرمات الصحافة وهشاشتها الخفية














المزيد.....

محرمات الصحافة وهشاشتها الخفية


نداء يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


كثيرًا ما يكتب الصحفيون في الغرب عن المعيقات التي تواجه المهنة: الأجور الزهيدة، هشاشة ظروف العمل، الرغبة في الظهور، تراجع الصحافة التقليدية باستثناء الاستقصائية وصناعة المحتوى، فضلًا عن الخوف من الانتقاد. تكشف هذه التحديات ضعف البنية المهنية، لكنها تبقى في إطار النقاش العام المعترف به على نطاق واسع.
أما في العالم العربي، فالمشهد أكثر تعقيدًا. فإلى جانب هذه المعيقات، يواجه الصحفيون واقعًا أشد قسوة: القمع البوليسي، الاغتيال بالصواريخ الموجهة، وبيئة إعلامية مقسومة. فهناك صحافة معلبة تمثل خطاب الحكومات وتمسخ الإعلام في خبر وصورة واستعراض يحصر النجاح في عدد الإعجابات واللايكات، والخبر في موضوعات الحد الادنى من الاشهار والدفع باتجاه عبادة الشخوص - والتي هي أصلا بلا قيمة معرفية أو نقدية؛ وصحافة عمومية تكتفي بالترفيه والمشهدية وإعادة نشر ما يصلها في غياب المساءلة، ما ينتج إعلامًا غير حر، بل خطابا هشا ومسيطرا عليه ولا يقدم أي معلومة.
لكن الأخطر هو ما يمكن وصفه بـ المحرمات الداخلية في المهنة. إذ نادرًا ما يجرؤ الصحفيون على فضح هشاشة ظروف عملهم أو طرحها للنقاش العام. فالخوف على السمعة يمنع الكثيرين من النقد الداخلي، خشية أن يُنظر إليهم وكأنهم يهاجمون مؤسساتهم،
تُستقى المعلومات من المكاتب وبيانات معدة سلفا بدل النزول إلى الميدان. وفوق ذلك كله، تفرض ديكتاتورية الخوارزميات وديكتاتورية الشخوص معايير جديدة للنجاح، تجعل عدد الإعجابات هو المقياس، حتى وإن كان الخبر بلا قيمة حقيقية.
هذه الظروف تفتح الباب أمام ممارسات غير أخلاقية: النسخ، اللصق، وإعادة الصياغة السطحية، ما يؤدي في النهاية إلى فقدان الشغف بالصحافة والندم على ممارستها.
إن هشاشة الصحافة اليوم لا تأتي فقط من الخارج عبر القمع والسياسة والتكنولوجيا، بل أيضًا من الداخل عبر واقع مهني صعب يندر الاعتراف به علنًا.
وهنا تكمن المعضلة: كيف يمكن للصحافة أن تفضح العالم، وهي عاجزة عن فضح هشاشتها الخاصة؟
-------
هذه اقتباسات من مقال ديانا لوبيز زويلتا المنشور تحت عنوان "
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد" - مرفق في الرابط الأول.
يلاحظ أنه مع تحرير بسيط، يمكن لكل شخص ان يقول أن هذه الاقتباسات تمثله: لكن هناك اكثر مما يصعب ان نفضح هشاشته.
- "لكن أحدا منا نحن الصحفيين لا يجرؤ على فضح ظروف عملنا الهشة، أو حتى طرحها للنقاش العام"
- "هذه وظيفة تعتمد على السمعة كثيرا، وأخشى أن يؤثر انتقادي ظروف العمل في هذا القطاع على سمعتي، سيظنون أنني أنتقد المؤسسة نفسها التي أعمل لديها، وهذا سيسبب لي مشكلة كبيرة، لكن من حق الجميع أن يفعل ذلك"
- إن إفقار هذه المهنة، متمثلا في أجورها الزهيدة، يحفز على اللجوء إلى "استقاء المعلومات من على أسطح المكاتب، بدلا من الذهاب إلى مسرح الأحداث، كما ينبغي أن يكون العمل"
- "بات يُنظر إلى عدد الإعجابات على خبر ما باعتباره علامة النجاح حتى لو كان بلا أي قيمة، إنه العمل تحت ديكتاتورية الخوارزمية"
- "... مرغما على ممارسات غير أخلاقية في الصحافة، وفي آخر الأمر أصابه الندم؛ ليس لأن الرواتب سيئة فحسب، بل لأن الأمر ينتهي به محاصرا في قاعة التحرير، أو خلف مكتب في المنزل، ينسخ نصوصا ويلصقها بعد تغيير عناوينها أو يجري تقديما وتأخيرا لبعض الجمل والكلمات".
الصورة تعبيرية رغم ارتباطها المباشر بمجزرة الصحفيين أمس في غزة حيث أعلنت المصوّرة الصحفية الكندية فالييري زينك استقالتها من وكالة رويترز بعد ثماني سنوات من العمل، احتجاجًا على ما وصفته بـ"تواطؤ الوكالة مع الدعاية الإسرائيلية" وتبريرها المتكرر لجرائم قتل الصحفيين في غزة، من خلال كسر البطاقة، ما يفضح هشاشة الانحياز ضد الضحية لانه فلسطيني.
الملاحظ أن كسر هشاشة الصحافة يبقى ممارسة غربية غالبا ...



#نداء_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكن الشعر لدى راما وهبة
- في اللوفر
- اللغة العربية، فرصةٌ لفرنسا -، لجاك لانغ
- -العازب- ل علي البزَاز: وجود ثالث إلى جانب الذات والعالم
- من القلب إلى القلب
- ما لم تخرج منك
- ما الجمال؟
- تحت جلدي كل ما يحدث في الحرب
- بلا سبب
- مخرج طوارئ
- علّمتني قارورة صغيرة
- يعرج الرجل لأسباب كثيرة
- كيف نكسر احتكار العالم لروايتنا؟
- أبنية الرقابة والعقاب والتحكم بنفاذية الخطاب الفلسطيني على م ...
- كيف تركناه يحترق؟
- تعلم ما أقصد
- ثمّ أفكّر
- احتفاء بصدور أنطولوجيا شعر المرأة الفلسطينية بالفرنسية
- حياة معلّقة على مفهوم البيت وخسارته
- أُفكّرُ بهذا


المزيد.....




- الموت يغيب الفنانة العراقية سليمة خضير
- ألفريد هوبير مع القرآن.. رحلة مستشرق ألماني بين الأكاديميا و ...
- بعد رفضه سفير الاحتلال الجديد.. -إسرائيل- تخفض التمثيل الدبل ...
- بعد رفضه سفير الاحتلال الجديد.. -إسرائيل- تخفض التمثيل الدبل ...
- صفحة قائد الثورة باللغة العبرية: الكيان الصهيوني هو الكيان ا ...
- أول ظهور للفنانة أنغام بعد رحلة العلاج
- في احتفال بقاعة صاحب حداد الإعلان عن نتائج منافسة الأفلام ال ...
- صناع أفلام عالميين-أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- محمد رمضان في بيروت وهيفاء وهبي تشعل أجواء الحفل بالرقص والغ ...
- -بيت العبيد- بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - محرمات الصحافة وهشاشتها الخفية