أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - حياة معلّقة على مفهوم البيت وخسارته














المزيد.....

حياة معلّقة على مفهوم البيت وخسارته


نداء يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


"الملائكة لا تحيا طويلاً" لهند البكاي لهبيل... صوت قادم من الموت
من المقال
كتبت: نداء يونس: لم يكن صدور هذا العمل عن دار الآن ناشرون وموزعون في الأردن، بعد أعوام من رحيلها عام 2015 عن عمرٍ ناهز الحادية والثلاثين، مجرد حدثٍ عابر. كانت هذه الولادة المتأخرة لما كتبته هند البكاي لهبيل في لحظات الاحتضار بمثابة وثيقة شخصية وسياسية، وصرخة إنسانية واعية، امتزج فيها صوت الكاتبة بصوت المريضة في لحظة مواجهة حاسمة مع الحياة. جاء هذا الإصدار بتقديم من الباحثة والإعلامية هدى البكاي لهبيل، شقيقة الراحلة، التي جمعت النصوص وقدّمتها بمحبّة ووجعٍ نبيل، وبحسٍّ شعري ينسجم مع نبض النصوص.
وبينما يستحضر العنوان "الملائكة لا تحيا طويلاً"، الذات ككائن هشّ وملائكي في عالم مفترس، فإنه يكشف البعد الرمزي للموت السريع للجمال في هذا العالم، ومن هنا يتحول اللعب على الغياب من البعد الشخصي للمرض الذي هدد جسد هند - البيت الفيزيائي، إلى البعد العام حيث الحب، والجمال، والحياة، وفلسطين بيوت رمزية مهددة دائمًا بالحرب والخذلان. وبالتالي، فهي تكتب الجرح لا عنه، وتجعل من المعاناة الجسدية مرآة للمعاناة الجماعية.
البيت كما تكتبه هند يمثِّل ذاكرة حية وحميمية، ومنفى للذاتين الخاصة والجمعية، وزمن مفقود، والأهم من ذلك، أنه فضاء هجين وأرض للتحولات. وإذ يشكِّل الجسد والوطن والحب بيوتًا هشةً في عالمنا العربي، تتحول اللغة لديها إلى مأوى، والكتابة إلى فضاء للحماية والمواجهة وإعادة الاعتراف.
في عملها، تدرك هند بقوة معنى خسارة البيت: الجسد والوطن والحلم والانتماء، لذلك تصرخ من أعمق نقطة في ضعفها "سأعود إليّ/ إلى بدني.. إلى وطني/ إلى ليلي.. إلى قمري/ إلى عيني الله الواسعتين". ومن هذا المنطلق، يشكِّل عملها "الملائكة لا تحيا طويلاً" شهادةً رؤيوية على زمن متشظٍ وحياةٍ معلّقة على مفهوم "البيت" وخسارته، بمعنييه الفيزيائي والرمزي. ففي نصوص المغربية الراحلة هند البكاي لهبيل، يتحول البيت إلى مجاز كثيف يتقاطع فيه الزمن بالمكان، والحميمية بالفقد، ويعكس معانٍ متعددة: الانتماء، الهوية، الذاكرة، المنفى، الجسد، اللغة؛ فالبيت هنا ليس المكان بمعناه المجرد، بل الحامل لرمزية عالية يُعيد الشعر تشكيلها من خلال الانتقال بين الذاتي والعام، واللذان يتحولان بدورهما إلى مرايا لبعضها البعض.
ففي سياق المنفى واللجوء، يحمل البيت رمزية الوطن المستعمَر والهوية المتشظية، وفي سياق المرض والموت، يحمل البيت رمزية الجسد المهدّد، وفي سياق الحرب واللجوء، يحمل البيت رمزية الدمار والخيمة، وفي الحب، يحمل البيت رمزية الحبيب (والخذلان)، وفي اللغة، تحمل القصيدة رمزية البيت كمكان بديل.
وبالمجمل، يحمل البيت في هذه النصوص رمزية الحياة في مدن الرماد حيث نتقاسم "الحب والأمل والضياع".
البقية على وطن ... محبتي



#نداء_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُفكّرُ بهذا
- احتفاء بصدور أنطولوجيا شعر المرأة الفلسطينية المعاصر بالفرنس ...
- أحوّل الاحتراق إلى شفاء
- يربكني الضّجيج
- أتبه رغبتي
- أكتب كي أنسى الحرب
- وجوه
- نحن نهرب إلى تاريخ أسود
- كلّهم طغاة يا صديقي
- أَدرينَالِين- لخليل المزين...الشعر الذي ليس صنعة الشاعر
- سجائر في منفضة
- لا يحتاج إلى تبرير
- عليّ أن أعترف
- أخطر ممّا يمكنك تخيّله
- الحب، الحرب، الحياة، سوء تفاهم، سيرة ناقصة تمامًا
- الثابت والمتحوّل في الخطاب الفلسطيني قراءة في رواية-أخبار نص ...
- لي جسدان
- مغامرة
- الزمن الإعلامي الجديد
- أنت الكمال كله


المزيد.....




- كاتب نيجيري حائز نوبل للآداب يؤكد أن الولايات المتحدة ألغت ت ...
- إقبال كبير من الشباب الأتراك على تعلم اللغة الألمانية
- حي الأمين.. نغمة الوفاء في سيمفونية دمشق
- أحمد الفيشاوي يعلن مشاركته بفيلم جديد بعد -سفاح التجمع-
- لماذا لا يفوز أدباء العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- مشاهدة الأعمال الفنية في المعارض يساعد على تخفيف التوتر
- تل أبيب تنشر فيلم وثائقي عن أنقاض مبنى عسكري دمره صاروخ إيرا ...
- قراءة في نقد ساري حنفي لمفارقات الحرية المعاصرة


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - حياة معلّقة على مفهوم البيت وخسارته