أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - عليّ أن أعترف














المزيد.....

عليّ أن أعترف


نداء يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


ما زلتُ أتعلم الأشياء بأقسى الطرق الممكنة.
كنتُ أرغب في الكتابة عن أشياء كبرى:
- الوطن، السيرك، المزرعة،
- سحب الحقول المعرفية كما تُسحب أكياس الحبوب،
وإطعامها لدابّة ألفية
لا تعرف شيئًا سوى سوى المعرفة التي تأتي بها السماء:
بيضاء، مقلمة الأظافر، ببشرة صافية إلى الصحراء،
كأنها محاولة لتطبيع النموذج مع التجربة.
- القهر،
يرتدي قفازات حريرية،
يمسك مشرطًا،
ويتدرّب على الأجساد دون تخدير،
دون تنبيه،
دون عوازل
كأنه في محاكمة علنية.
- الفوضى،
تسحبنا كما تُسحب الأجولة، كما تُسحب المراسي،
دون أن تهتم بالخدوش،
بالتعقيم،
بإغلاق الأبواب،
بإغلاق المجاري التنفسية،
حيث كل شيء ينهار نحو العبث.
- حدة المزاج،
وعدم القدرة على تبريرها.
- العنف،
وتحوُّلهُ لازمة كالتأتأة،
كندوب الحريق وأشباهه وملحقاته،
والمطرقة الجاهزة ...
- النزق،
يخرج مثل البصاق مع الكلام،
حيث يتم ترويض كل شيء،
حتى الغضب.
- الصراخ،
وتحوُّلهُ هوية،
صورة،
كما لو أن الجسد يُعيد تعريف نفسه
بالعنف المُنعكس عليه،
ويبتلع ذاته.
- انحرافات الإيمان،
التي لا يفهمها المطيعون،
الذين ابتلعوا الماء المالح بصمت،
- تحوّل الخضوع إلى روتين
لا يحتاج إلى تبريرK
والمحو بقرار إداري.
- جفاف الأنهار والوجوه والجلد ليس نتيجة للاحتباس الحراري
بل لاحتراق جلود الفلاحين تحت الشمس
- دور الثيران المغطاة الأعين في دفع السواقي،
وعلاقة بنى الإنتاج بالعبودية،
وأشكال الاستغلال المقنّعة،
- ما بعد الحداثة،
والسياسات البيو-حيوية>
- الأشباح،
التي تعمل ظلاً،
- السلطة،
وعملها الدائم على إنتاج الأعداء
حتى لو لم يكونوا موجودين.
- الجسد،
والسيطرة عليه،
وفق سياسات لا يراها أحد
إلا حين يفشل النظام في إخفائها،
- حل الصراعات بالأزمة.
لكنني مشغولة،
بتنظيف ماسورة بندقية،
أطلقت النار على صورتك،
ببقايا الطلاء المقشر،
وخدش بسيط في الحائط،
وبشكوى القبيلة العالمية
من الدخان، والصوت، والقلق
الذي يسببه كسر صغير في الإطار
على الصحة النفسية
لكلب العائلة المقدسة.
أحاول أن أرتب الأولويات إذن:
كلب خائف.
تنظيف المكان.
فتح النوافذ للتهوية.
إغلاق الأبواب كي لا يدخل الجب والغضب مرة أخرى.
الطلاء وإصلاحه.
ثم القضايا التي يمكنني حشرها في نص قصير،
دون أن أجرؤ على تفكيكها،
مثل استعارات جيل دولوز عن الترحال والمعرفة غير الثابتة،
وأسئلة هايدغر:
هل نحن من يسكن الأرض،
أم أننا مجرد أثر مؤقت في مساحاتها المفتوحة؟
والتشريح العلني كأداة لإنتاج الخضوع كما قال فوكو،
وتمزيق الهوية وإعادة تشكيلها بما يناسب الهيمنة كما يرى إدوارد سعيد،
ومفاهيم نيتشه حول انهيار الأشياء نحو عبثيتها الخاصة،
عجز سيوران عن تبرير يأسه،
عجز كافكا عن تبرير تحوّل الإنسان إلى حشرة،
أو لماذا صار القلق هويةً أكثر وضوحًا من أي جواز سفر.
وإلتقاطة فرانز فانون:
"في لحظة ما،
يصبح العنف الوسيلة الوحيدة
لإثبات الوجود".
أو فهم بنيامين أن كل نظام،
حتى وهو يدّعي السلم،
يحتفظ في جوهره بمطرقة العنف جاهزة.
و"العقلانية الأداتية" لأدورنو،
حيث يتم ترويض كل شيء،
حتى الغضب،
حتى التمرد،
حتى الجنون،
ليصبح مجرد تصنيف آخر في كتالوج السلطة.
والصورة وابتلاعها للواقع كما قال بودريار،
و"المنفى" الذي "ليس فقدان المكان،
بل فقدان القدرة على العودة إليه" كما قال سعيد.
وابتلاع “الإنسان المطيع" عند حنة أرندت
أوامر الجريمة الجماعية،
وتحوّل الخضوع إلى روتين
لا يحتاج إلى تبرير.
و"الحياة المجردة" لجورجيو أغامبين
حيث يصبح الإنسان مُعرّضًا
للمحو بقرار إداري بارد.
وطيف ماركس الذي كتب عنه دريدا،
وكيف فهمت ناعومي كلاين استغلال الكوارث،
أي تجول الطارئ إلى العادي،
وكيف يُعاد تشكيلنا تحت ذريعة
الأزمة،
دون أن أتمكن طبعًا من تجنب الأسئلة
حول جدوى الكتابة
بينما أطلاق الرصاص على صورتك
بينما أولوياتي
تجنب كلب آخر،
لا يفقه شيئًا،
رغم ذهابه إلى مدرسة خاصة،
رغم أنه تعلم الإنجليزية بطلاقة،
رغم تكراره تنظيرات لطيفة من فوق منصة زجاجية
حول الديمقراطية والعدالة.
علي أن أعترف،
كل هذا التفاف على ما أردت قوله مباشرة،
يكسرني الوقوف في المنتصف،
كما يكسرني غيابك،
وحيث لا أحد يهتم بتنظيف المكان،
أو فتح النوافذ للتهوية،
أو ترميم الخدوش في جسدي،
أو ترميم الطلاء،
أو - على الأقل،
إيقاف النباح الذي صار لغة.



#نداء_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطر ممّا يمكنك تخيّله
- الحب، الحرب، الحياة، سوء تفاهم، سيرة ناقصة تمامًا
- الثابت والمتحوّل في الخطاب الفلسطيني قراءة في رواية-أخبار نص ...
- لي جسدان
- مغامرة
- الزمن الإعلامي الجديد
- أنت الكمال كله
- كي نعيد كتابة الهوامش
- الحقيقة
- سؤال في النقد
- الحديث من الخارج وصف ومن الداخل تجربة.
- -كمثل السحب، لا أعرف أين أقف-... جديد الشاعرة نداء يونس
- فيليب تانسلان لنداء يونس: العملية الإبداعية في شعرك نقد جذري ...
- -درويش أو الدخول إلى معبد الخراب المقدس-
- فكرة اليوم الاحتفالي مرعبة
- شيء لهذا الغبار
- لا أعرف أين أقف-قصيدة
- لكنّه الحب
- نداء يونس في جرش وسيت، وشعرها إلى الفرنسية
- سيميائية الترجمة: النص الدرويشي بين اخفاقات اللعبي وآخرين


المزيد.....




- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نداء يونس - عليّ أن أعترف