أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - قرار المحكمة الدستورية وإشكالية التخطيط التشريعي: قراءة في ضعف السلطة التنفيذية والتشريعية بالمغرب : إلغاء المادة 17 من قانون المسطرة المدنية…نمودجا...














المزيد.....

قرار المحكمة الدستورية وإشكالية التخطيط التشريعي: قراءة في ضعف السلطة التنفيذية والتشريعية بالمغرب : إلغاء المادة 17 من قانون المسطرة المدنية…نمودجا...


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 21:44
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


أثار قرار المحكمة الدستورية رقم 255/25 الصادر بتاريخ 4 أغسطس 2025 جدلًا واسعًا في الأوساط القانونية، بعدما أسقطت المحكمة ما يزيد عن ثلاثين مادة من مشروع قانون المسطرة المدنية الجديد رقم 23.02. هذا الحدث ليس مجرد محطة تقنية في المسار التشريعي، بل هو كاشف عميق عن أعطاب بنيوية تمس كل من السلطة التنفيذية باعتبارها مُعدة المشروع، والسلطة التشريعية باعتبارها من صادق عليه.
تسلط هذه الورقة الضوء على مواطن القصور في صناعة هذا القانون، وعلى مظاهر الانفصال بين النص الدستوري كمُرتكز نظري، والممارسة التشريعية كمُخرَج عملي من خلال الكثير من المقتضيات المثيرة للجدل.
وسنقف اليوم على المادة 17 من قانون المسطرة المدنية التي كانت تعد من بين أخطر تلك المقتضيات على مبدأ الأمن القضائي واستقرار المعاملات .
أولاً: ماذا كانت تنص المادة 17؟
كانت هذه المادة تمنح للنيابة العامة، سواء كانت طرفًا في الدعوى أم لم تكن، حق الطعن في الأحكام خارج جميع الآجال وبدون أي تقييد، تحت ذريعة حماية النظام العام.
وبعد مناقشة المشروع بالبرلمان، تم تحديد أجل خمس سنوات من تاريخ صدور الحكم النهائي لطلب الإلغاء، لكن هذا التعديل ظل يفتح المجال للطعن في أحكام اكتسبت قوة الشيء المقضي به منذ سنوات .
هذا المقتضى كان يضرب في الصميم مبدأ حجية الشيء المقضي به (L’autorité de la chose jugée)، ويعطل استقرار الأحكام القضائية .
ثانياً: خطورة النص على الأمن القضائي
لقد وضعت المادة 17 النيابة العامة في موقع "خصم استثنائي" فوق الضوابط الإجرائية، وهو ما:
يهدد الثقة في القضاء.
يزعزع استقرار المعاملات والمراكز القانونية المكتسبة.
يبقي الأحكام القضائية عرضة للطعن لفترات زمنية غير معقولة .
المحكمة الدستورية أكدت في قرارها أن هذا الامتداد الزمني الممنوح للنيابة العامة يمس مبدأ اليقين القانوني (La sécurité juridique) ويخل بالتوازن بين الأطراف .
ولقد استندت المحكمة على الأسس الدستورية التالية حيث أكد القرار على مقتضيات :
الفصل 6 من الدستور الذي ينص على أن : "القانون هو أسمى تعبير عن إرادة الأمة".
وعلى الفصل 117 الذي ينص على أن : "القاضي مسؤول عن حماية الحقوق والحريات وأمنهم القضائي".
وعلى الفصل 126 الذي نص على أن الأحكام النهائية "ملزمة للجميع"
ثالثاً: موقفي المبدئي ومعركة الإلغاء
منذ طرح مشروع القانون، عبّرتُ – كما فعل العديد من الزملاء والهيئات المهنية والحقوقية – عن رفضي القاطع لهذا المقتضى، وخضت معارك متعددة من أجل إلغائه من خلال:
- ندوة وطنية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط السويسي.
- ندوات مهنية نظمتها جمعية هيئات المحامين بالمغرب، بشراكة مع هيئة المحامين بالرباط، حيث أكدت أن المادة 17 توسع من سلطة النيابة العامة خارج الإطار الدستوري .
- استشارات قانونية لجهات مهنية وحقوقية،
- إضافة إلى مقالات رأي وتحذيرات على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، كان آخرها بتاريخ 27 يوليوز 2024، حيث وصفت المادة بأنها "نكسة تشريعية وحقوقية".
رابعاً: القرار الدستوري… لحظة الانتصار
بعد مصادقة مجلسي البرلمان على القانون، أحيل النص على المحكمة الدستورية، التي أصدرت قرارها التاريخي بإلغاء المادة 17، معللة ذلك بأنها:
"تُخل بمبدأ استقرار الأحكام القضائية وحماية الحقوق المكتسبة، وتشكل خروجًا عن الضوابط التي رسمها الدستور لممارسة سلطة الطعن" .
هذا الحكم لم يكن مجرد إجراء شكلي، بل كان انتصارًا لروح الدستور، ولمبدأ فصل السلط، وللحق في محاكمة عادلة قائمة على استقرار المراكز القانونية
لقد أثبتت تجربة المادة 17 من تم أن التشريع ليس مجرد عملية تقنية لصياغة نصوص، بل هو صناعة تحدد مصائر الأفراد واستقرار المجتمع لعقود.
كما أكدت أن اليقظة الحقوقية والمهنية تمثل خط الدفاع الأول ضد أي انحراف تشريعي يمس الحقوق والحريات.
إن إلغاء هذه المادة هو رسالة واضحةتفيد بأنه لا حماية للحقوق ولا استقرار للمعاملات إلا بتشريع منضبط بمبادئ الدستور وروحه .
كما أن القرار الدستوري...أكد على أهمية الرقابة الدستورية
وأن السلطة التنفيذية لا يمكنها أن تعمل على صناعة القوانين بدون بوصلة دستورية
وأن السلطة التشريعية ... لا يمكن أن تتحول من سلطة رقابة إلى
مجرد أداة تقنية للتزكية ...
وللحديث بقية، حيث سنلقي مستقبلا نظرة على باقي المواد التي قضت المحكمة الدستورية بعدم دستوريتها والبالغ عددها مع الأسف 30 مادة وكذا في المواد التي مرت عليها المحكمة الدستورية مر الكرام لنسجل موقفنا من هذه المواد.
مع التأكيد على أن المحكمة الدستورية كانت رحيمة بالسلطة التشريعية، عندما اكتفت بإسقاط ثلاثين مادة من القانون، وكأنها تمنح المشرّع فرصة لتصحيح مساره، بدل أن تفتح سجل الحساب كاملاً… ولو فعلت، لكان السقوط أكبر بكثير.!!!



#خالد_خالص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أنا جلالة نفسي !-
- -انا عكسنا !-
- دادا الفاهيم... الموسوعة !
- الحقيقة الهشّة: الإنسان كما لا نراه
- الصحافة الرقمية
- عبد اللطيف أحمد خالص
- هل ستكون الحرب الإسرائيلية – الإيرانية سببًا في تغيير خريطة ...
- المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية
- سعاد خالص - مسيرة حافلة بالعطاء والتميز، منارة في دروب التعل ...
- مستقبل مهنة المحاماة في المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي
- دور القضاء الإداري في حماية الاستثمار
- العدالة بين قدسية الجلسة واستفزاز الخطاب: تأملات في سلوك قضا ...
- -الناموس في الاقاليم المغربية الصحراوية: بين الخصوصية العرفي ...
- حين تقتل الجريمة أرواحًا لا تُرى
- في حضرة المناسبة
- -المحاماة وتحديات الاستقلالية والحصانة في ضوء المبادئ التوجي ...
- خطاب التخوين
- دور البرلماني وحدود الحصانة البرلمانية في ضوء الجدل حول مساء ...
- هل يمكن اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية الأموال ال ...
- جدران للمبكى وسعادة للبيع


المزيد.....




- الأونروا: الوضع في غزة -جحيم بكل أشكاله-
- الأمم المتحدة تطالب بعمل دولي عاجل لوقف الوفيات في غزة
- زامير يحذر نتنياهو: -اقتحام- غزة يعرض حياة الأسرى الإسرائيلي ...
- ماذا بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة؟
- الأمم المتحدة تحذر من مجاعة -من صنع الإنسان- في غزة وتطالب ب ...
- عاجل | القناة 13 الإسرائيلية نقلا عن رئيس الأركان زامير: ثمة ...
- مفوض الأونروا يطالب بالسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساع ...
- زامير: خطر كبير يتهدد الأسرى إذا ما قمنا باحتلال مدينة غزة
- منظمة التعاون الإسلامي: إعلان المجاعة في غزة جريمة حرب تستدع ...
- لازاريني: المجاعة آخر مصائب أهل غزة ويجب وقف التضليل والسماح ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - قرار المحكمة الدستورية وإشكالية التخطيط التشريعي: قراءة في ضعف السلطة التنفيذية والتشريعية بالمغرب : إلغاء المادة 17 من قانون المسطرة المدنية…نمودجا...