خالد خالص
الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 18:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من منا لا يعرف هذا الكائن العجيب،
ذلك الذي لا يوافقك الرأي أبداً،
لا عن اقتناع، بل عن مبدأ !
تقول له صباح الخير؟ يقول لك وأين رأيت الخير
تقول له أبيض، فيجيبك: أسود!
تقترح عليه قضاء وقت ممتع بجانب البحر يرد عليك انا أفضل الغابة!!
تقول: فلان رجل محترم، فيغمغم: لا أثق فيمن يتفق عليه الجميع... لا بد أن وراء الأكمة ما وراءها!
إنه السيد "انا عكسنا " أو "العكسي"، ابن عم "دادا الفاهيم" وصديق "نعم ولكن"، وحفيد "أنا جلالة نفسي"
هذا الكائن لا يعيش إلا في نغمة النفي. لا يرضيه شيء. لا يوافق على أحد. لا يحب الانسجام، ويصاب بالحساسية من كلمة "أتفق معك".
وإذا حدث و"أخطأ" واتفق معك صدفة، يصاب بأزمة هوية.
كل نقاش معه يتحول إلى معركة، وكل رأي يتحول إلى تحدٍّ وجودي.
هو لا يرى الأشياء كما هي، بل كما ينبغي ألا تكون.
إنه ليس مجرّد ناقد...
بل هو "صاحب العكس"،
هو بكل بساطة:
دائم المعارضة لأنه يعتبر الموافقة خضوعًا.
لا يعترف، لأن الاعتراف هزيمة.
لا يبتسم، لأن الابتسامة نقطة ضعف في وجه العناد.
لا يرتاح إلا إذا خالف،
ولا يهدأ إلا إذا قال: "أنا لا أتفق!"، أو "الأمور ليست بهذه البساطة!"
يملك موهبة نادرة:
أن يعارضك حتى لو وافقك قبل لحظات.
أن يناقض نفسه دون أن يرف له جفن.
أن يُسقِط الحوارات في حفرة "الجدل البيزنطي" بلا مخرج ولا نهاية.
إنه ليس ضدك فقط... بل ضد الحياة، ضد المنطق، ضد الراحة النفسية.
ولو بقي وحده في غرفة، لاختلق نقاشًا مع نفسه... وخالف نفسه.
فهو مرآة صغيرة للإنسان فينا...ذلك الإنسان المليء بالتناقضات،
الذي يريد كل شيء... ويرفض كل شيء!
ومع ذلك...
لا تخف منه، ولا تحاول تغييره، ولا تدخل معه في نقاش، ولا حتى في نزال ... فقط اتركه يتشاجر مع ظله، فأمثاله لا يُقنِعون، ولا يُقنَعون لأن الانسان في الأصل ابن طبعه إلا إذا عمل على تغييره بالتأقلم والتطور مع التجارب نحو الأفضل.
#خالد_خالص (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟