سعاد خالص - مسيرة حافلة بالعطاء والتميز، منارة في دروب التعليم

خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 18:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

على مدى عقود، كانت الأستاذة سعاد خالص من الأسماء البارزة التي أضاءت سماء التربية والتعليم في مدينة الرباط، لا سيما في مجال تدريس اللغة الإنجليزية. بشغف عميق، والتزام ثابت، وإيمان راسخ برسالة التعليم، كرست حياتها لتكوين أجيال متعاقبة، غرست في نفوسهم الوطنية وحب المعرفة، والثقة في النفس، وأصالة القيم.
مربية وملهمة
تميزت الأستاذة سعاد خالص بأسلوبها الواضح، وإنسانيتها الدافئة، وابتكارها التربوي الذي حول حجرات الدرس إلى فضاءات حيوية، تنبض بالحياة والتفاعل. لم تكن استاذة فقط، بل كانت قدوة وملهمة، تؤثر في تلامذتها بعمق، وتترك فيهم أثرا لا يمحى. لا يزال كثير من خريجيها يذكرونها بفخر واعتزاز، ويشهدون بما تركته فيهم من قيم وذكريات مشرقة بل ومنهم من لا زال مواضبا على زيارتها في الاعياد إلى يومنا هذا.
مسيرة مهنية مشرّفة
حظيت الأستاذة سعاد خالص خلال مسيرتها الطويلة، بعدد من الجوائز والتكريمات، تقديرا لعطائها المتواصل، وتفانيها في أداء رسالتها، وإسهامها النوعي في الحقل العلمي والتربوي. وقد غدا اسمها مرادفا للتفاني والكفاءة في الأوساط التعليمية، واستحضر باحترام في كثير من المنتديات الأكاديمية ولقاءات الخريجين.
حياة خاصة لا تقل إشراقا
لم ينحصر عطاؤها في قاعة الدرس، بل امتد إلى حياتها الخاصة، حيث جسدت القيم التي آمنت بها قولا وممارسة. كانت زوجة وأما بكل معنى الكلمة، وأختا سندا، وصديقة وفية، وجارة مثالية. كل من عرفها يشهد بطيب معشرها، وسخاء نفسها، وصدق نواياها.
كانت ترى أن التربية تبدأ من البيت، وتجسد في المعاملة، وتترجم في الكلمة الطيبة والمواقف النبيلة. وقد كانت مثالا في ذلك، تنثر من حولها الطمأنينة والنبل، لا تبخل بمشورة، ولا تتأخر في دعم أو مساندة، ولا تغيب عن القلوب التي أحبتها.
التقاعد... دون انطفاء
رغم تقاعدها منذ ازيد من عقد من الزمن، فإن شمعتها لم تنطفئ إذ ما زالت بصماتها حيّة في مسارات كل من مروا من تحت جناحها. لقد تركت إرثا من النبل، والعطاء، والالتزام، يجعل منها إحدى النماذج النادرة التي تستحق الاحتفاء والتقدير.
ذكريات خاصة في كتيب
ولأن الذاكرة لا تُختزل، أصدرت الأستاذة سعاد خالص لاسرتها الممتدة كتيبًا باللغة الإنجليزية بعنوان:
"Some of My Unforgettable Memories"
(Quelques-uns de mes souvenirs inoubliables
بعض من ذكرياتي التي لا تُنسى) ضمّنت فيه باقات من الذكريات العائلية الجميلة، عن والديها وإخوتها وكل من شكّل جزءًا من محيطها الأسري، بأسلوبٍ مفعم بالمحبة، والوفاء، والثناء.
ونأمل أن تثري الاستاذة سعاد خالص هذا العمل مستقبلًا بفصول من مسارها المهني، الذي شكل لبنة أساسية في شخصيتها، وأثرها المجتمعي.
سعاد خالص ختاما...
هي المرأة المتفانية التي صاغت من البساطة عظمة، ومن العطاء أسلوب حياة.
فشكرًا للأستاذة سعاد خالص
شكرًا على تشبثك بأسرتك وقيمك،
شكرًا على وفائك لرسالة التعليم،
شكرًا على السنوات التي قضيتها في خدمة الأجيال،
شكرًا لأنك جعلت من اللغة جسرا للمعرفة، ومن التعليم رسالة خالدة لا تنطفئ.
وأطال الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية ووقاك من كل مكروه..آمين يارب العالمين..
د.خالد خالص
أخوك الذي يعتز بك ويفتخر
شاطيء كي فيل
قرب مدينة الرباط
18 مايو 2025

#خالد_خالص (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل