أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - مستقبل مهنة المحاماة في المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي














المزيد.....

مستقبل مهنة المحاماة في المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 16:17
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


السادة الرؤساء، السادة النقباء، الزميلات والزملاء، حضرات السيدات والسادة،
يُسعدني في مستهل هذه المداخلة أن أتقدّم بخالص عبارات الشكر والامتنان للسيد نقيب هيئة المحامين بالرباط، ولعضوات وأعضاء مجلس الهيئة، وكذا للسيد رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، ولكل أعضاء مكتب الجمعية، على مبادرتهم الكريمة بإدراج موضوع: «مستقبل مهنة المحاماة في المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي" ضمن محاور المؤتمر الثاني والثلاثين.
وإني لأعتقد أن هذا الموضوع لم يعُد اليوم مجرد شأن تقني أو ترف فكري، بل أصبح من القضايا الجوهرية التي تستدعي نقاشًا جادًا واستشرافًا واعيًا لمختلف أبعاده القانونية، والأخلاقية، والمهنية. فالذكاء الاصطناعي لم يعُد خيالًا علميًا، بل واقعٌ آخذ في الترسخ داخل شتى القطاعات، بما فيها حقل العدالة والمهن القانونية، ما يفرض علينا، كمحامين، أن نعيد التفكير في أدوارنا وأدواتنا ومهاراتنا، بما يليق بتحديات هذا العصر الرقمي المتسارع.
إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مهنة المحاماة يطرح الآن العديد من الإشكاليات أبرزها:
1- هل يمثل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للمحامي ولاستقلاليته أم فرصة لتطوير أدائه؟
2- هل يمكن التوفيق بين استخدام الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات مهنة المحاماة؟
3- أين يقف القانون المغربي من كل هذا؟
لفهم مستقبل مهنة المحاماة في عصر الذكاء الاصطناعي والاجابة على إشكاليات البحث، فإنه لا بد من استحضار مسارها التاريخي في المغرب، من التنظيمات العرفية قبل الحماية، الى الأنظمة القانونية التي فرضتها سلطات الحماية الفرنسية والإسبانية، إضافة إلى نظام طنجة الدولي إلى التقنين الموحّد بعد الاستقلال سنة 1959، قوانين كرّست في معظمها استقلالية المحامي وحماية السر المهني، وهي مبادئ تعززت لاحقًا في قانون 2008، الذي أكد انتماء المحامي إلى أسرة القضاء كما كان عليه الحال في قانون 1979 وفي ظهير 1993.
غير أن المتغيرات الراهنة، وفي مقدمتها التحول الرقمي المتسارع، أصبحت تضعنا أمام تحديات غير مسبوقة، تستوجب مواكبة ذكية ومسؤولة، تضمن الانخراط في المستقبل دون التفريط في هوية المهنة ورسالتها النبيلة.
وإذا وقفنا على واقع الذكاء الاصطناعي في الممارسة القانونية فإننا نجد بأن تطبيقاته بدأت ب:
• تحليل القوانين والفقه والاجتهادات القضائية،
• صياغة المراسلات والمقالات والمذكرات والعقود،
• تقديم الاستشارات القانونية عبر الروبوتات الذكية.
ورغم ما تحمله هذه الأدوات من مزايا، إلا أنها تطرح تساؤلات جوهرية منها:
• من المسؤول عند الخطأ؟
• هل بيانات الموكلين مؤمنة؟
• هل هذه التكنولوجيا تخلق تمييزًا بين محامين قادرين على اقتنائها وآخرين لا؟
ولقد أنهينا البحث بخلاصات ومقترحات وتوصيات تفيد بأن الذكاء الاصطناعي ليس خطرًا حتميًا على وجود المحامي، بل فرصة مشروطة بالتأطير القانوني والأخلاقي، ويجب العمل من تم على:
أولا: تعديل قانون المحاماة ليشمل تنظيم الذكاء الاصطناعي.
ثانيا: وضع مدونة سلوك رقمية تحمي الأخلاقيات.
ثالثا: تكوين المحامين في التقنيات الحديثة والأمن السيبراني.
رابعا: إحداث منصة رقمية وطنية وآمنة خاصة بالمهنة.
خامسا: دعم مكاتب المحاماة الصغيرة لضمان العدالة الرقمية.
سادسا: إطلاق دراسات دورية لمتابعة آثار الذكاء الاصطناعي.
زميلاتي زملائي، حضرات السيدات والسادة،
أعتقد بإن المطلوب اليوم لا يقتصر على إدماج تقني للذكاء الاصطناعي في مهنة المحاماة، بل يستلزم بناء رؤية قانونية وأخلاقية متكاملة، تصون كرامة المهنة، وتحفظ رسالتها، وتُعزز مكانة المحامي كركيزة أساسية في عدالة رقمية نزيهة ومتقدمة.
فالذكاء الاصطناعي والى حدود الساعة ليس خصمًا للمحامي، بل مرآة لتحدياته ومقياس لمدى جاهزيته لمواكبة المستقبل. إنه اختبار لتأقلم المهني مع العالم الرقمي بصفة عامة ومع الذكاء الاصطناعي بصفة خاصة: إما أن يُطوّعه المحامي ليكون أداة في خدمته، أو يُقصيه فيقصى.
وإذ نقف على أعتاب هذا التحول العميق، فإننا لا نملك ترف التردد أو الانتظار. فإما أن يكون المحامي صانعًا للغد، شريكًا في رسم معالم العدالة الرقمية، أو يرضى أن يصير هامشًا في مشهد لم يعد يعترف إلا بالمبادرة والابتكار. فلنختر أن نكون جميعا في صلب المعادلة، لا على هامشها.
شكراً لكرم إصغائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
( هذا ملخص لبحث علمي أكاديمي ومهني، قُدّم في إطار أشغال المؤتمر الثاني والثلاثين لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، المنعقد في ضيافة هيئة المحامين بطنجة أيام 15، 16 و17 ماي 2025 أضعه رهن إشارة الزميلات والزملاء متابعي هذه الصفحة، في إطار التفاعل المهني وتبادل الرؤى. وتجدر الإشارة إلى أن البحث الكامل بتفاصيله منشور ضمن مجلة المؤتمر، ويقع في 31 صفحة.)



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور القضاء الإداري في حماية الاستثمار
- العدالة بين قدسية الجلسة واستفزاز الخطاب: تأملات في سلوك قضا ...
- -الناموس في الاقاليم المغربية الصحراوية: بين الخصوصية العرفي ...
- حين تقتل الجريمة أرواحًا لا تُرى
- في حضرة المناسبة
- -المحاماة وتحديات الاستقلالية والحصانة في ضوء المبادئ التوجي ...
- خطاب التخوين
- دور البرلماني وحدود الحصانة البرلمانية في ضوء الجدل حول مساء ...
- هل يمكن اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية الأموال ال ...
- جدران للمبكى وسعادة للبيع
- مدونة الأسرة بين صراع القيم وصخب النقاش العمومي
- النسبية أو التريث: فن التعامل مع الواقع
- التنمر والخطابات العدائية عبر الإنترنت في القانون المغربي
- النجاعة القضائية بين المفهوم والممارسة
- تعليق بيت الزوجية وعدم إدخاله ضمن إحصاء التركة: مسودة دراسة ...
- قراءة نقدية في مشروع القانون رقم 02.23 المتعلق بالمسطرة المد ...
- من -المختصر في تاريخ مهنة المحاماة-
- لماذا خرج المحامون المغاربة للشارع ؟
- أي مستقبل لمهنة المحاماة في ظل مشروع قانون المسطرة المدنية ؟
- عبد العزيز النويضي


المزيد.....




- إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا من غزة بعد شهور من التعذيب ...
- تأجيل تبادل الأسرى يعمّق التوتر: كييف تتّهم موسكو بـ-الخداع ...
- وسط تصاعد شبهات الفساد.. عشرات الآلاف يتظاهرون في مدريد ضد ح ...
- اللاجئون بأوروبا وزيف ادعاءات الغرب
- مركز حقوقي يدعو للحفاظ على -اللهجات المحلية-: هناك 500 لهجة ...
- -الأونروا-: جياع غزة يزحفون تحت وابل القصف الإسرائيلي للبحث ...
- صحف عالمية: حماية الأطفال من الموت جوعا أحد أكبر تحديات العا ...
- الأمم المتحدة: الملايين في الساحل الأفريقي بحاجة لمساعدات عا ...
- مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
- مصدر روسي: ملتزمون باتفاق تسليم جثث الجنود الأوكرانيين والأس ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد خالص - مستقبل مهنة المحاماة في المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي