أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد خالص - الصحافة الرقمية














المزيد.....

الصحافة الرقمية


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 22:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


يلاحظ المتتبع بأن العالم شهد خلال العقود الأخيرة تحولا جذريا بخصوص طريقة إنتاج الأخبار وتداولها، إذ انتقلت الصحافة من الحبر والورق عبر الصحف اليومية والمجلات (الصحافة المطبوعة)، الى الصوت والصورة عبر الإذاعة والتلفزيون (الصحافة الاذاعية والصحافة التلفزيونية)، ثم إلى النقرات والشاشات، (الصحافة الرقمية أو الالكترونية)، بوصفها نمطا إعلاميا جديدا فرضته الثورة التكنولوجية، وساهمت في إعادة تشكيل العلاقة بين الصحفي، والحدث، والمتلقي.
وتختلف الصحافة بصفة عامة حسب المحتوى أو الوظيفة التحريرية من الصحافة الاخبارية - التي تهتم بنقل الأخبار والمستجدات بشكل موضوعي وسريع-، والصحافة الاستقصائية -التي تعتمد على التحقيق والتعمق، وتهدف إلى كشف الفساد أو التجاوزات من خلال البحث والتحليل- والصحافة التحليلية -التي تركز على شرح خلفيات الأحداث وربطها بسياقاتها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية- والصحافة التفسيرية -التي تشرح تفاصيل حدث معقد أو تقنية جديدة بلغة مبسطة للقارئ العام- والصحافة المتخصصة -التي تعالج قضايا أو مواضيع معينة، مثل الصحافة الاقتصادية والصحافة الرياضية والصحافة الثقافية والصحافة العلمية والصحافة القضائية- والصحافة الساخرة – أو صحافة التهكم التي تستعمل الاسلوب الساخر لنقد الواقع السياسي أو الاجتماعي - والصحافة الإنسانية – التي تركز على القصص الإنسانية والاجتماعية التي تحرك العاطفة وتهدف للتوعية أو المساندة-
وتختلف الصحافة أيضا حسب الجمهور المستهدف كالصحافة العامة الموجهة لعامة الناس وتتناول قضايا متنوعة الصحافة المتخصصة أو المهنية موجهة لفئات معينة من الجمهور (كالأطباء، المحامين، المهندسين...) والصحافة الشبابية أو الطلابية موجهة للفئات الشابة وتتناول مواضيع قريبة من اهتماماتهم.
كما أن الصحافة تختلف أخيرا حسب الوظيفة السياسية أو الاجتماعية كالصحافة الرسمية أو الحكومية التي تمثل صوت الدولة أو مؤسساتها، والصحافة الحزبية، التي تصدر عن أحزاب سياسية وتروج لبرامجها وأفكارها، والصحافة المستقلة غير تابعة لأي جهة رسمية أو حزبية، والتي تسعى للموضوعية والحياد والصحافة المعارضة أو النقدية التي تركز على كشف العيوب والخلل.
ويمكن القول بأن الصحافة الرقمية قد تربعت اليوم على عرش وسائل الإعلام، متجاوزة جميع أشكال الصحافة التقليدية نظرا لخصائصها التي تتمثل في السرعة الفورية في نشر الخبر في لحظة وقوعه وفي التفاعل معه إذ لا يكتفي المتلقي بالاستهلاك بل يشارك ويعلق ويصنع المحتوى أحيانا، وبالانتشار الواسع، لأن المادة تصل الى الجمهور وطنيا ودوليا في آن واحد، وفي قلة التكلفة لأن النشر الرقمي لا يحتاج الى مطابع ولا الى موزعين ولا الى أكشاك، بالإضافة الى تعدد الوسائط لأن النص والصورة والصوت والشريط كلها تدمج في منتج إعلامي واحد.
وحينما نتحدث عن الصحافة الرقمية Digital Journalism فإننا نقصد النشاط الصحفي الذي يمارس من قبل صحفيين مهنيين (ملتزمين بـميثاق أخلاقي مثل احترام الخصوصية، التحقق من المعلومات، وتجنب خطاب الكراهية) باستخدام الوسائط الرقمية والذي يهدف الى انتاج الأخبار والتقارير والتحقيقات وفق قواعد التدقيق والتحرير والتوثيق ونشرها عبر الانترنيت على خلاف ما يقوم به صناع المحتوى الذين لا يمتلكون تكوينًا صحفيًا، ( والذين قد لا يلتزمون بأي ميثاق أخلاقي بل أحيانًا يسعون للانتشار السريع حتى لو على حساب المصداقية) .بل يعتمدون على التجربة الشخصية أو المهارات التقنية مثل التصوير، والمونتاج، أو التحدث أمام الكاميرا.
ولقد شهد المغرب بروز عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية التي شكلت قنوات بديلة للرأي والمعلومة، منها من التزم بميثاق المهنة، ومنها من انخرط في الإثارة والشعبوية. كما ظهرت قنوات على "يوتيوب" لعبت أدوارًا إعلامية حقيقية، في التحقيق، ونقل الشهادات، وكشف التجاوزات، بل وأحيانًا تفوقت في التأثير على الإعلام التقليدي.
وبالرغم كل هذا التطور، فإن الصحافة الرقمية لا تزال تواجه تحديات كبرى تتمثل في ضعف التأطير القانوني والمؤسساتي واختلاط الإعلام الجاد بالابتذال والمحتوى الزائف وغياب الحماية المهنية والقانونية للصحفي الرقمي وهيمنة الخوارزميات وتراجع المعايير التحريرية.
ويمكن القول أيضا بأن الصحافة الرقمية ليست مجرد تطور تقني، بل هي تحول ثقافي عميق في ممارسة الحق في الإعلام والتواصل كما أنها فرصة لتوسيع فضاء الحرية، لكنها قد تتحوّل إلى أداة للفوضى إن لم تُؤطر بالقانون، والمهنية، والأخلاق.
وإذا كان الإعلام التقليدي يُعاني اليوم من تراجع التأثير، فإن الصحافة الرقمية تطرح اليوم سؤالًا حادًا وجوهريا حول من يصنع الرأي العام؟ ومن يراقب من؟.



#خالد_خالص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد اللطيف أحمد خالص
- هل ستكون الحرب الإسرائيلية – الإيرانية سببًا في تغيير خريطة ...
- المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية
- سعاد خالص - مسيرة حافلة بالعطاء والتميز، منارة في دروب التعل ...
- مستقبل مهنة المحاماة في المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي
- دور القضاء الإداري في حماية الاستثمار
- العدالة بين قدسية الجلسة واستفزاز الخطاب: تأملات في سلوك قضا ...
- -الناموس في الاقاليم المغربية الصحراوية: بين الخصوصية العرفي ...
- حين تقتل الجريمة أرواحًا لا تُرى
- في حضرة المناسبة
- -المحاماة وتحديات الاستقلالية والحصانة في ضوء المبادئ التوجي ...
- خطاب التخوين
- دور البرلماني وحدود الحصانة البرلمانية في ضوء الجدل حول مساء ...
- هل يمكن اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية الأموال ال ...
- جدران للمبكى وسعادة للبيع
- مدونة الأسرة بين صراع القيم وصخب النقاش العمومي
- النسبية أو التريث: فن التعامل مع الواقع
- التنمر والخطابات العدائية عبر الإنترنت في القانون المغربي
- النجاعة القضائية بين المفهوم والممارسة
- تعليق بيت الزوجية وعدم إدخاله ضمن إحصاء التركة: مسودة دراسة ...


المزيد.....




- مع زعيم أفريقي.. ترامب يشعل ضجة بفيديو أسلوب حديثه: اسمك وبل ...
- فرنسا وبريطانيا تعلنان لأول مرة عن تنسيق جديد في -الردع النو ...
- رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية، وترامب يتوعّد ...
- هاربون ومصابون ومنسيون.. مهاجرون على حدود بولندا مع بيلاروسي ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره
- أطباء: نقص الوقود يهدد بتحويل أكبر مستشفى في غزة إلى مقبرة
- حماس: نسعى لاتفاق شامل ينهي العدوان على غزة
- ممثلون للكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- في قطر لبحث اتفاق سل ...
- روسيا ومؤامرة تسميم ذكاء الغرب الاصطناعي
- حكومة نتنياهو تقيم نموذجا مصغرا لإسرائيل الكبرى في الضفة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد خالص - الصحافة الرقمية