كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 09:19
المحور:
كتابات ساخرة
تتظاهر الشعوب من حولنا كل يوم لنصرتنا نحن العرب، بينما ينشغل شبابنا بأمور لا علاقة لها بمستقبلهم، ولا علاقة لها بشؤونهم. فالغالبية العظمى منهم اقتصرت اهتماماتهم بمتابعة مباريات كرة القدم في الدوري الإسباني والألماني والفرنسي، حتى صارت لدينا طوائف مؤيدة لنادي برشلونة، وأخرى مناصرة لريال مدريد. .
شبابنا يمتلكون قوة استثنائية في نشر ثقافة التفاهة، والدخول في مراشقات ومهاترات دفاعاً عن الفاشنستات والبلوجرات والراقصات والداعرات والمتهتكات. .
فلانة تزوجت للمرة الحادية عشر، وفلانة تطلقت من زوجها السابع عشر، وفلانة متورطة بتجارة الأعضاء والمخدرات، وفلانة أعلنت تخليها عن الحجاب للمرة الرابعة. وفلانة باعت ملاهيها الليلية وتفرغت لدراسة الرقص الشرقي على اصوله. .
والطامة الكبرى ان الفضائيات العربية تستعرض من وقت لآخر اخبار الاشقياء والبلطجية والمافيات والسرسرية. تهتم بالأخبار الاستفزازية. تدعم البرامج التسقيطية. .
اصبحت لمعطم العواصم العربية مواسمها الترفيهية. اشهرها في جرش و في الرياض بمشاركة العاريات من كافة ارجاء الكون. فتصدرت (المناضلة الكولومبية شكيرا) قوائم الهرج والهرج برعاية (المجاهد) العربي الكبير (طرشي آل الشيخ). .
أسوأ اختراعين في تاريخنا: الأسلحة الكاتمة للصوت، وبرامج التواصل الاجتماعي. . فالكواتم جعلت القوة بيد المراهقين. وبرامج التواصل جعلت السفلة يتطاولون على كبار القوم. واخطر ما ينفرد به شبابنا في هذه المرحلة، هو: الخواء الفكري. والتأييد بلا فهم، والتكرار بلا وعي. فعندما ترغمك الحياة على التعايش مع هذه النماذج، لا يسعك إلا ان تصمت، وتترك لهم التخبط والثرثرة والخروج عن المألوف. .
ختاماً: لا ادري كيف يكون النسر شعاراً لجيل يتحرك مترنحاً ومنزلقاً كالبطريق، لا يعرف معنى السير، ولا يجيد التحليق. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟