أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 22:13
المحور:
الادب والفن
اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإيطالية أكد الجبوري
-I-
عندما أعود إلى مسقط رأسي،
ربما بعد خمسين عامًا،
بعد زيارة المنزل القديم
والتجول في الشارع الرئيسي،
سأحمل زهرة إلى قبري.
كنتُ قد طلبتُ من العائلة ألا يحضروا لي زهورًا،
بل خبزًا،
والآن أشعر بالحرج لترددي في الأمر،
وانشغالي في زهرة خبيزة حمراء
تُسبب ألمًا في العينين.
سأقوم بالرحلة في الثاني من نوفمبر،
عندما يذهب الجميع إلى المقبرة
لتكريم الموتى.
وأنا أرتدي هذه الملابس،
سينظر إليّ الجميع بفضول، متسائلين
من ذا الغريب؟.
حينها. ميشيل المريبة ستُبلغ الشرطة
بوجودي.
لن أجيب على أي أسئلة،
وعند أدنى تشتيت،
سأزيل اللون الرمادي من القبور،
مما يُثير دهشة الجميع.
حينها. سيختلط الصمت بالظلام.
سأغادر غاضبًا وبائسًا،
لأنني توقعتُ أن أجد زهرة أقحوان
على الأقل
تحت صورتي الباهتة.
-II-
محوت آثارَ تلك ذاتي الأخرى
تلك لتي تحكم على الأشياء غير المكتملة أو المهملة
وندمت عليها.
أشبه بمستودع
لعيون قصيرة النظر،
وبعيدة النظر،
ولابؤرية تماما.
-III-
الغضب قد يُشوّه من يستخدمه
ومن يتلقاه.
عله يُجبر المرء على الرقص
في السراويل القصيرة،
وبضيق التنفس.
إذ يظهر منا دائمًا القلق
في المواقف الصعبة.
لم يكن لديّ سوى الغضب
وبعض المقتطفات من قراءات مكيافيلي.
وتصفحت شذرات من صفحاته،
مُنصتًا إلى المبالغات وروعة الأسلوب.
لا أنفي…
كانت نظرتي مكيافيلية،
أفكاري، نفسيتي، وبيتي، مكيافيلية،
أشجار اللوز المُزهرة، والمكانس المُذهّبة
بتدفقات اللون الأصفر
تنوح الوديان وتتنافس
مع ذهب الينابيع.
(من مجموعة "الذوبان"، دار نشر إديليت-إديلازيو، 2013)()
* دانتي مافيا (1946 -)() شاعرًا وكاتبًا ومراسلاً صحفيًا. عُرف مبكرًا بميوله اليسارية. من قبل دراساته العميقة والنقدية لصحيفة "لاناسيون" في بوينس آيرس(). بل يُعد "أحد أرفع شعراء إيطاليا الحديثة"(). رُشِّح لجائزة نوبل 2004(). غير أن في عام 2004، منحه كارلو أزيليو تشامبي (1920-2016)() رئيس وزراء إيطاليا الميدالية الذهبية للثقافة من رئاسة الجمهورية().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيــو ـ 08/21/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟