ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 22:13
المحور:
القضية الفلسطينية
نعلم حجم ما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة من موت وجوع ودمار وخطر التهجير وما تتعرض له الضفة الفلسطينية من استيطان ومخططات ضم وتهجير السكان للأردن ،أيضاً حالة الانقسام وما تتعرض له هويتنا الجامعة من تحديات وحالة تشرذم، كما نلمس ضعف الوضع العربي وما جرى من تطبيع أيضاً عدم كفاية التحرك العالمي على مستوى المنظمات الدولية والدول والشعوب، وهي أمور تقف خلف تبجح نتنياهو واليمين الصهيوني وحديثه عن النصر العظيم وأنه في طريقه لتحقيق الهرطقات التوراتية حول إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ويصنع شرقاً أوسطاً جديداً تقوده إسرائيل.
ولكن كل ذلك محاولة للهروب من الحقيقة الفلسطينية وخصوصاً الديمغرافية.
ما سيفُشِل كل مخططات وأحلام نتنياهو ليس ردة الفعل الدولية أو العربية ولا إيران ومحور مقاومتها ولا المقاومة الفلسطينية المسلحة، بل حقيقة وجود ٧ مليون فلسطيني داخل فلسطين ومثلهم خارجها يحملون الهوية الفلسطينية والعالم يعترف أنهم فلسطينيون ولهم الحق بأن تكون لهم دولة على أرضهم أو جزء منها.
لا شك أن الفلسطينيين منقسمون سياسياً وأيديولوجياً ولكن مجرد بقائهم في أرضهم هو الذي أفشل قيام الدولة اليهودية الخالصة، والفضل الأكبر لفلسطينيي الخط الأخضر أولاً حتى وإن فَرض عليهم الاحتلال حمل الجنسية الإسرائيلية وبعضهم خدم في جيش الاحتلال وانتمى لأحزاب صهيونية، وعدد هؤلاء كما يقول المناضل أيمن عودة لا يتجاوز ١% من فلسطيني الداخل ،ثم الفضل لفلسطينيي الضفة والقطاع الذي حمل الهوية الفلسطينية واحتضن الثورة وأبطل مشاريع التهجير منذ خمسينات القرن الماضي بالرغم من كل ما يتعرضون له من معاناة .
فكيف يمكن لإسرائيل أن تتوسع خارج فلسطين وهي غير قادرة على استيعاب أو اخضاع من هم تحت سيطرتها من الشعب الفلسطيني؟ وكيف ستكون دولة يهودية وأكثر من نصف سكانها من غير اليهود؟
نتنياهو يهرب إلى الأمام من الأزمة الوجودية لدولة إسرائيل والمشكلة كما ذكرنا ليس حماس وفصائل المقاومة وسلاحهم بل الشعب الفلسطيني بحد ذاته، وهنا نكرر ما قلناه بداية الحرب إن أرقى أشكال المقاومة في هذه المرحلة هو صمود الشعب على أرضه، والمقاومون والمجاهدون الحقيقيون هم كل من يدعم صمود الشعب وليس حَمَلة السلاح وأصحاب الشعارات الكبيرة الذين (يناضلون) عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً جمهور قناة الجزيرة ومرتزقتها .
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟