أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - حرب إسرائيل الوجودية














المزيد.....

حرب إسرائيل الوجودية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 18:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


دول ومنظمات دولية بالإضافة الى الفصائل الفلسطينية (استغربوا) و(نددوا) بقرار إسرائيل بالعودة للحرب بقوة للسيطرة على قطاع غزة ،وهو استغراب و تنديد فاق بكثير تنديدهم واهتمامهم بقرار الكنيست قبل أيام بضم الضفة الغربية وقبل ذلك ضم القدس والجولان، وكأن القطاع كان قبل ذلك حرا مستقلا وما جرى له في حرب إبادة الابادة والتطهير العرقي طوال عامين كان حدثا عابرا وكأنهم صدقوا الرواية الصهيونية بأن الهدف من الحرب هو تحرير المختطفين والقضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس ،مع أن نتنياهو وفادة حربه صرحوا إن هدف السيطرة على القطاع هو ضمان عدم عودة السلطة الفلسطينية وحركة حماس حكم القطاع مع إخفاء الهدف الحقيقي من الحرب منذ بدايتها وهو هدف تعلمه كل الدول الغربية والعربية وخى حركة حماس وكل الفصائل.

عندما نستغرب استغراب المستغربين والمنددين بقرار إعادة السيطرة الكاملة لإسرائيل على القطاع، لأن هذه الدول تعلم حقيقة أهداف إسرائيل من الحرب وإنها لن توقفها حتى تحقق أهمها وهو تهجير سكان قطاع غزة واستكمال خطة الحسم في الضفة بعد قرار الضم.
استمرار الخرب 22 شهرا ليس كما زعمت حركة حماس وقناة الجزيرة ومرتزقتها من المحللين السياسيين والعسكريين، إن إسرائيل لا تستطيع الاجتياح البري ولا تستطيع دخول المدن والمحجمات بسبب قوة المقاومة، وجنى بعد أن دمر جيش الاحتلال 80% من القطاع واحتل حوالي 75% من أراضيه من مدن وقرى ومخيمات وسقوط حوالي ربع مليون ما بين شهيد ومفقود وأسير غير الجرحى والمعاقين وتجويع الناس... ما زالوا يكابرون ويعاندون ويقولون إن حركة حماس منتصرة وأن إسرائيل لن تستطيع احتلال مدينة غزة ،بينما إسرائيل هي التي تطيل أمد الحرب وتعطل مفاوضات وقف إطلاق النار حتى تستكمل كامل مخططاتها وتصل لمرحلة التهجير لأنها تتعامل مع الحرب كحرب وجودية وليس مجرد معركة كحروبها السابقة.

التخطيط لهذه الحرب لم يبدأ مع طوفان حماس في السابع من أكتوبر ،وإسرائيل وظفت هذا العمل الذي أقل ما يقال عنه إنه أهوج، لخدمة ما كانت تخطط له ،بل قبل ذلك بسنوات عندما اكتشفت الدولة العميقة في إسرائيل والصهيونية العالمية :وهنا أشير الى أن الدولة العميقة لا تتواجد في إسرائيل وحدها بل في واشنطن أيضا، أن خطرا وجوديا يهدد دولتهم ،ليس من دول الجوار أو صواريخ إيران وبرنامجها والنووي ولا من أعمال المقاومة الفلسطينية بل من وجود حوالي ٧ مليون فلسطيني على أرض فلسطين ما بين البحر والنهر وعددهم يتزايد يوميا عن عدد اليهود ،وأنه بالرغم من الممارسات الإسرائيلية بالتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية من استيطان وعربدة مستوطنين ومصادرة أراضي وحواجز وتدمير المخيمات وقتل الأبرياء على مجرد الشبهة والحصار المالي للسلطة والاعتداء على المسجد الأقصى وكل المقدسات ،وفي قطاع غزة من حصار وحروب متكررة وتجويع للمواطنين ،وبالرغم من أن إسرائيل أقوى دول المنطقة عسكريا وتملك السلاح النووي: وبالرغم من تزايد عدد الدول العربية المطبعة معها علنا و المتعاملة معها سرا... بالرغم من كل ذلك كان الفلسطينيون يُعيدون بناء ما دمره الاحتلال و يصمدون على أرضهم بل ويبدعون في كل المجالات بالإضافة الى تزايد الاعترافات الدولية بحقهم في دولة مستقلة على حدود ١٩٦٧.

هذا الواقع أرعب الإسرائيليين والصهيونية العالمية وجعلهم يدركون أن خطرا وجوديا يهدد مشروعهم الذي لم يكتمل بعد أكثر من قرن على إعلانه وهو قيام دولة يهودية خالصة على كامل أرض فلسطين ،اذا استمرت الخارطة الديمغرافية على حالها (القنبلة الديمغرافية الفلسطينية)،ومن هنا كان التفكير الاستراتيجي بضرورة تدبير أو افتعال حرب كبرى في فلسطين والمنطقة تؤدي لتهجير أكبر عدد من الفلسطينيين ،كما سبق وأن خططت الحركة الصهيونية وبريطانيا بتواطؤ مع أنظمة عربية لمهزلة حرب ١٩٤٨ التي أدت لتهجير حوالي ٨٠% من الفلسطينيين وقيام دولة إسرائيل ولولا تلك الحرب ما قامت دولتهم في ذلك الوقت وما كان لقرار التقسيم أن يتم تنفيذه، وثد كتبنا عن ذلك قبل سنوات؟

لذلك فإن إسرائيل لن تتوقف في هذه الحرب الراهنة في منتصف الطريق بعد كل ما مارسته من جرائم تفوق ما مارسته النازية وأدت لردود فعل عالمية شعبية ودولية: وتترك ٧ مليون فلسطيني على أرض فلسطين محفوفين بتعاطف دولي متزايد مع عدالة قضيتهم، وإلا ستعود لمواجهة الخطر الذي يهدد وجودها كما ستنتقل الحرب والمواجهة إلى داخل الكيان وبين مكوناته الحزبية والمجتمعية.

لا يعني هذا أن إسرائيل خسرت الحرب والدولة الفلسطينية أصبحت قريبة المنال، ولكن من المؤكد أن التصعيد في استعمال القوة والتهديد باحتلال القطاع والتهجير وتهديد دول الجوار... كل ذلك يخفي حالة خوف صهيوني حقيقي على مستقبل هذا الكيان العنصري الإرهابي، ونكرر أيضا ما قلناه سابقا، إن الكرة الآن في الملعب الوطني الفلسطيني وأحرار العالم ليوظف مأزق إسرائيل والتحولات في الرأي العام إلى ورقة قوة تزيد في غزله الغدو قبل أن تتمكن إسرائيل من امتصاص الصدمة وتتمكن واشنطن والصهيونية العالمية والغرب الاستعماري من الالتفاف على هذه الحالة وإحداث تحولات معاكسة لصالح إسرائيل، وعدم الاكتفاء بالتهليل بالاعترافات المتزايدة بدولة فلسطينية ،فبعض هذه الاعترافات لرفع العتب والتهرب من المسؤولية عما لحق بالشعب الفلسطيني ،وبعضها ملتبس ومشروط بأمور يقلل من قيمة الاعتراف، وكلها تعترف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال! وحتى لو اعترفت كل دول الجمعية العامة للأمم المتحدة: عدا واشنطن وتل أبيب، بالدولة يبقى السؤال: مَن سيجبر إسرائيل على الانسحاب من الضفة والقدس وقطاع غزة؟ وكيف ومتى؟

[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعرفون الحقيقة ولكنهم يتجاهلونها
- الاعتراف بالدولة قبل قيامها لا يكفي
- ليست إسرائيل وحدها صنيعة الغرب الاستعماري
- مخاطر تحويل الصراع في فلسطين لحرب دينية
- نصر حركة حماس القادم
- لقد أوجعنا مصابك يا مجدي
- مرة أخرى للعقل علينا حق
- لماذا الآن مؤتمر نيويورك لحل الدولتين؟
- لماذا يغيب تنظيم فتح في قطاع غزة؟
- من يحاصر قطاع غزة: مصر أم إسرائيل؟
- مرة أخرى حول الموقف من المقاومة
- المشكلة ليس في مبدأ المقاومة بل بطريقة ممارستها
- هل فقدت فلسطين عمقها الشعبي العربي؟
- من يتفاوض؟ وعلى ماذا؟
- المرسوم الرئاسي وتحدي إجراء الانتخابات
- القادم أسوأ إن بقيت المواقف على حالها
- لا تلوموا أهل قطاع غزة
- لا أستثني أحداً
- الفضائيات العربية المستحدثة: التباسات التأسيس والدور
- التضليل في مزاعم وجود مفاوضات بين حماس وإسرائيل


المزيد.....




- بها حانة ومهبط هليكوبتر وحصن.. جزيرة بريطانية خاصة تطرح للبي ...
- تاركة أمريكا في عزلة بين أقرب حلفائها.. أستراليا تُعلن عزمها ...
- مجلس الأمن يدين أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء ويدعو جم ...
- ظنّ أن لقاح كوفيد دفعه للانتحار.. مسلّح يهاجم مركزًا صحيًا ف ...
- من هو الوريث لحركة -اجعل أميركا عظيمة مجددًا-؟ ترامب يُبقي خ ...
- مسيرة شعبية في أنقرة تطالب بدخول المساعدات إلى قطاع غزة
- تشييع جثماني مراسلي الجزيرة في غزة الشريف وقريقع
- إدانات واسعة لاغتيال إسرائيل مراسلي الجزيرة الشريف وقريقع
- -أوصيكم بفلسطين درة تاجِ المسلمين-.. وصية أنس الشريف تشعل ال ...
- أنس الشريف.. صوت غزة والشاهد على كل فصول إبادتها وتجويعها


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - حرب إسرائيل الوجودية