أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الفضائيات العربية المستحدثة: التباسات التأسيس والدور














المزيد.....

الفضائيات العربية المستحدثة: التباسات التأسيس والدور


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 22:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعود مرة أخرى للكتابة عن الفضائيات الناطقة بالعربية وطريقة تغطيتها لمجريات الأحداث وما يجري من تطورات في المنطقة العربية والاقليم منذ بداية تأسيسها قي منتصف التسعينيات من القرن الماضي وخصوصاً في تغطيتها لحرب الإبادة على غزة وتداعياتها الإقليمية والدور العربي فيها وخديعة مفاوضات وقف إطلاق النار التي تجري في قطر.
قبل الاستطراد نؤكد على أهمية الإعلام في تشكل وتوجيه الرأي العام والتأثير عليه والتلاعب بالعقول أحياناً، وإن كان قديماً يُقال إن الإعلام وخصوصاً الصحاقة تشكل السلطة الرابعة في الدولة فإن الفضاء السيبراني وخصوصا الفضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي احتلت هذه المكانة ،لذا لا يمكن للدول الاستغناء عنها ولكن يمكنها تنظيمها وتوجيهها بما يخدم المصلحة الوطنية، كما يجب على المتلقين أو الجمهور الحذر في التعامل مع كل الوسائل الإعلامية المستحدثة وخصوصاً أن الغرب وإسرائيل لهم القدرة على اختراق العالم السيبراني والتأثير عليه تكنولوجياً ومالياً.
أحياناً لا ألوم دول وفضائيات ناطقة بالعربية عندما تفتح المجال لـ(قيادات) ومحللين سياسيين فلسطينيين وعرباً يفتون بدون علم عبر إعلامها، لأن هذه الأنظمة، المُطبعة مع العدو أو غير المطبعة، وإعلامها تريد ستر عورتها وأحياناً تواطؤها مع العدو والتغطية على استضافتها ناطقين رسميين ومحللين سياسيين وقادة إسرائيليين يتحدثون نفس الخطاب المؤيد لإسرائيل والمبرر لجرائمها بل تبث هذه الفضائيات مباشرة كل تصريحات وخطابات قادة العدو من نتنياهو وسموترتش وبن غفير إلى إيلي كوهن و أفيخاي أدرعي، حتى أصبحت الشعوب العربية تسمع وتشاهد نتنياهو أكثر من سماعها ومشاهدتها لزعمائها ، وتعرف قادة الأحزاب الإسرائيلية أكثر من معرفتها لقادة أحزاب بلادها .
صحيح أن كثيرين من الفلسطينيين والعرب ممن يظهرون في الفضائيات يكون دافعهم وطني ويرغبون بكشف حقيقة الصراع مع العدو والدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العربية ويرفضون المشاركة مع صهاينة في نفس البرنامج ،ولكن المشكلة في الإمعات من الناطقين الرسميين والمحللين السياسيين فلسطينيين وعرباً عندما يصدقون أنفسهم أنهم مُهمون ويؤثرون في الرأي العام وأن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية تنتظر ما يقولون وأن اسرائيل ترتعب من تصريحاتهم وتهديداتهم، وهم يعلمون وقد لا يعلمون، أن الفضائية لم تستضيفهم لأن عندهم ما يقولون وما تجهله الفضائية والجمهور، بل لتمرر من خلال وجودهم الضيوف الصهاينة والأمريكيين والرسالة التي تريد الفضائية ومن يمولها توصيلها للمستمعين، وهدفها من وراء ذلك أيضاً الزعم إنها مع فلسطين وشعبها أو محايدة وموضوعية في موقفها من الحرب الفلسطينية الاسرائيلية على أقل تقدير.
عندما نرى أن الفضائيات الناطقة بالعربية وجيش إعلاميها بكل فذلكاتهم وفهلوتهم لم يؤثروا على مجريات الحرب ولا على الرأي العام العربي وزيادة وعيه بعدالة القضية الفلسطينية وكشف حقيقة ما يجري بل زادت في التباعد بين الشعوب العربية وفلسطين وشتت الوعي القومي العربي وشككت بكل انتماء للوطن وجعلت الرواية الصهيونية تروج على كل لسان ويرددها الجيل الجديد المستلب من الفضاء السيبراني وأدواته ، لنا أن نتساءل عن جدوى وجود هذه الفضائيات إلا كمنابر لتبرير تصرفات الحكام والتغطية على تواطؤهم بل ومشاركة بعضهم فيما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر التصفية، وخدمة سياسات دول وأطراف خارجية شاركت في تأسيس هذه الفضائيات وما زالت تشارك في التمويل والتوجيه ورسم استراتيجية عملها؟
ونتساءل أيضاً لماذا أثر إعلام الغرب الاستعماري الناطق بغير اللغة العربية في شعوب الغرب وحرك مظاهرات عارمة ضد الإرهاب الصهيوني بل وضغط على الدول لتغيير سياساتها تجاه الصراع في المنطقة، أكثر مما أثرت الفضائيات العربية؟
قد يقول البعض إن شعوب الغرب تأثرت بالتغطية الإعلامية وبالصور التي تنقلها الفضائيات الناطقة بالعربية كالجزيرة والعربية والحدث وسكاي نيوز والغد الخ. وإذا افترضنا صحة هذا الزعم، هنا نطرح سؤالاً أعمق: لماذا أثرت على شعوب الغرب ولم تؤثر على الشعوب العربية والاسلامية ولا على مواقف الأنظمة في هذه البلدان؟ حيث بالرغم من كل جرائم الاحتلال التي حركت الضمير العالمي وكثير من شعوب العالم لم نسمع عن أي دولة عربية أو اسلامية هددت باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل أو أمريكا شريكتها في الحرب، وغالبية هذه الدول لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وأمريكا وبها قواعد عسكرية أمريكية؟
لمعرفة حقيقة دور هذه الفضائيات التي ظهرت في أوج العولمة والثورة المعلوماتية علينا العودة إلى مرحلة التأسيس والظهور، فلم يكن ظهورها في سياق تطور ونضج فكري وثقافي في الدول المحتضنة لهذه الفضائيات وعملية انتقال ديمقراطي ورغبة في التحول الديمقراطي والانفتاح على حرية الرأي والتعبير، بل ظهرت في سياق تحولات إقليمية ودولية بعد حرب الخليج الثانية ومؤتمر مدريد 1991 وأوسلو ووادي عربة وانفتاح دول المنطقة على فكر التسوية والشرق الأوسط الجديد، حيث ظهرت الجزيرة عام 1996 والعربية عام 2003 ثم تلتها الأخريات.
لم يؤثر ظهور هذه الفضائيات على الوضع الداخلي للدول المستضيفة من حيث عملية التحول نحو الديمقراطية والحريات الشخصية بل تجنبت هذه الفضائيات حتى التطرق للأوضاع الداخلية في بلدانها وتفرغت للقضايا الإقليمية والدولية وخصوصاً الصراع مع إسرائيل وإيران وتأجيج الفتنة والشقاق في البلدان العربية الكبيرة ذات التاريخ والحضور الإقليمي والدولي.
قبل ظهور هذه الفضائيات كان لإسرائيل قناة فضائية واحدة بالكاد يشاهدها أحد وكانت الرواية الصهيونية محاصرة، وبعد ظهور هذه الفضائيات الناطقة بالعربية أصبح لإسرائيل أكثر من 10 فضائيات تغطي كل ما يجري في دولة الكيان كما تنقل الرواية الصهيونية الى كل بيت عربي ومسلم.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضليل في مزاعم وجود مفاوضات بين حماس وإسرائيل
- عندما يحل حراس المعبد محل الإله
- لماذا يحقد العدو الصهيوني وأميركا على الشعب الفلسطيني ؟
- جهل يصل درجة التواطؤ
- لماذا استبعاد مصر عن المفاوضات؟
- ما بين السيء والأكثر سوءاً
- وجود عدو كمصلحة استراتيجية!
- ضعف السلطة وظاهرة (إمارة الخليل)
- لماذا لن يسمح الغرب بهزيمة إسرائيل؟
- حرب إيران وإسرائيل والعودة لنظرية المؤامرة
- لماذا تضخيم القدرات العسكرية لفصائل المقاومة؟
- مشهد فلسطيني مليء بالمتناضات
- ما بين انتقاد حركة حماس ومعاداة الشعب الفلسطيني
- القضية الفلسطينية في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟
- ما بين طوفان النبي نوح وطوفان السنوار
- انتبهوا إلى ما يجري في الضفة الغربية
- رحمة بغزة وكرامة اهلها
- من عراق صدام إلى إيران خامنئي، وماذا بعد؟
- لماذا لا تلجأ إسرائيل للسلاح النووي؟
- لماذا توقفت مساعي الوحدة الوطنية؟


المزيد.....




- تطور جديد بشأن -الرئيس التنفيذي- بعد فيديو عناقه موظفة في حف ...
- -يريد أن يأكل-.. فلسطيني يحمل طفله المصاب بطلقات إسرائيلية: ...
- بنعبد الله يقصف اخنوش ويصف حكومته بالغائبة سياسيا وتواصليا
- سوريا: اليوم السابع من القتال الدامي في السويداء رغم إعلان و ...
- حبس مصرفييْن ليبييْن بسبب الكسب غير المشروع
- ترامب مجددا: دمرنا المواقع النووية الإيرانية بالكامل
- تصاعد التوتر بين روسيا وأذربيجان يهدد -تعاون الحلفاء- ومستقب ...
- لماذا اتفاق السويداء هذه المرة يختلف عن سابقه؟
- ما وراء الخبر: هل سيصمد اتفاق السويداء؟
- متطرفون إسرائيليون يهاجمون عضو الكنيست أيمن عودة ويهتفون -ال ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الفضائيات العربية المستحدثة: التباسات التأسيس والدور