أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - لقد أوجعنا مصابك يا مجدي














المزيد.....

لقد أوجعنا مصابك يا مجدي


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 23:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


أوجاعنا لا تتوقف على ما يجري لأهلنا في قطاع غزة من موت ومرض وجوع حتى لم تعد لدينا قدرة على تحمُل المناظر التي تبثها الفضائيات وكأنها حدث عادي، وهي أوجاع كل الشعب الفلسطيني.
يوجعنا خبر سقوط أي شهيد أو جريح كما توجعنا مشاهد موت الناس جوعاً ومرضاً، كما توجعنا حالة الفقر وانهيار المنظومة القيمية في القطاع وانتشار العصابات المسلحة وسرقة ما يصل من مساعدات، كما يوجعنا ويؤلمنا مشاهد المواطنين وهم يموتون أمام مصائد الموت الأمريكية التي تسمى مراكز إنسانية لتقديم المساعدات الانسانية، ويوجعنا رؤية أطفال وشباب كان يفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة في المدارس أو الجامعات، ونساء كان يُفترض أن يكن محصنات مكرمات في بيوتهن، ورجال علم وحملة شهادات عالية ومن كانوا رجال أعمال وهم يتسولون ويقفون في طوابير لتلقى ولو القليل مما يقيهم من الموت جوعاً، كما يؤلمنا أخبار مقاتلين يشتبكون مع العدو ويُقتَلون دون هدف واضح ودون حاضنة شعبية فقط لأن قياداتهم في الخارج تريد ذلك ،ويؤلمنا ويوجعنا أكثر حالة العجز والشلل للنظام السياسي الفلسطيني وكل الطبقة السياسية بكل أحزابها.
كل ذلك يوجعنا ويؤلمنا حتى نجد حرجاً في الحديث عن أوجاعنا الخاصة.
صحيح أن المصاب والوجع عام لكل الشعب حتى من هم خارج القطاع من غير قادة الأحزاب، وكيف لا يشعر به كل الشعب وقد حركت جرائم الاحتلال وما سببه من جوع لأهلنا في القطاع الرأي العام العالمي وخرجت مظاهرات عارمة في كثير من مدن العالم منددة بجرائم الاحتلال وضد تجويع أهل غزة؟
هذا الوجع العام يجعل لا معنى لأي حديث عن أوجاعنا الخاصة حتى وإن كانت مؤلمة.
لقد فُجعت باستشهاد أخي عماد في بداية الحرب مُخلفاً عائلة من ١٠ أفراد، ثم بعد أشهر فجعت باستشهاد ابنه مراد وكان أحب أفراد الأسرة الى قلبي، ومعه زوجته وأطفاله الثلاثة وإصابة بقية أفراد الأسرة من أمه وأخواته وأخوته، ومن بعدهم استشهد أحمد ابن أخي أمين، ويستمر الوضع مع مناشدة بعض من تبقى من أخوتي وأبنائهم بالمساعدة حتى ليأكلوا ولا أستطيع عمل أي شيء إلا تقديم أقل القليل الذي أعلم أنه لن يحل مشكلتهم.
وحديثاً زادت أوجاعي عند سماع خبر إصابة نسيبي مجدي مروان أبو عودة أخو زوجتي بطلق ناري أثناء محاولته الحصول على بعض الطعام لأسرته من مصيدة الموت الأمريكية شمال القطاع، حيث أصيب بطلق ناري في الرقبة مس النخاع الشوكي وهو يرقد منذ ١٠ أيام في العناية المركزة في مستشفى الشفاء مشلولاً وعاجزاً عن الحركة.
وإذ أخص هنا مجدي لأنني كنت أعتبره كأبني نظراً لأخلاقه العالية وطيبته وحبه لكل الناس وهو ما يشهد له جميع من عرفوه.
ذهب مجدي (ابو سراج) ليجلب بعض الطعام لأبنائه وأبويه وأخوته ونجح في مرة بجلب كيس طحين تقاسمه مع بقية أفراد الأسرة، وفي مرات أخرى كان يسهر طوال الليل قرب مكان توزيع ما تسمى مساعدات ثم يعود خاوي الوفاض، ولكنه لم ييأس وكيف له ذلك وأطفاله ووالديه يتضورون جوعاً، فكان يعود وهو يعلم ويشاهد موت العشرات يومياً أمام مصائد الموت الأمريكية وفي يوم ٢١ من الشهر الماضي ذهب على أمل لم يتحقق في المرات السابقة وهو أن يعود منتصراً ومعه كيس طحين ،إلا إنه عاد محمولاً على أكتاف رفاقه مصاباً وبأعجوبة أوصلوه للمستشفى.
هذه قصة مجدي (أبو سراج) وهي قصة الآلاف غيره ممن استشهدوا أو أصيبوا أمام مصائد الموت الأمريكية في شمال ووسط وجنوب القطاع ،وما زالت الحرب قائمة والجوع يحصد مئات الأطفال ومن كل الفئات يومياً، وما زالت حركة حماس تفاوض على بقائها كسلطة فيما سيتبقى من أرض وبشر حتى تحت الاحتلال ودون حاضنة شعبية.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى للعقل علينا حق
- لماذا الآن مؤتمر نيويورك لحل الدولتين؟
- لماذا يغيب تنظيم فتح في قطاع غزة؟
- من يحاصر قطاع غزة: مصر أم إسرائيل؟
- مرة أخرى حول الموقف من المقاومة
- المشكلة ليس في مبدأ المقاومة بل بطريقة ممارستها
- هل فقدت فلسطين عمقها الشعبي العربي؟
- من يتفاوض؟ وعلى ماذا؟
- المرسوم الرئاسي وتحدي إجراء الانتخابات
- القادم أسوأ إن بقيت المواقف على حالها
- لا تلوموا أهل قطاع غزة
- لا أستثني أحداً
- الفضائيات العربية المستحدثة: التباسات التأسيس والدور
- التضليل في مزاعم وجود مفاوضات بين حماس وإسرائيل
- عندما يحل حراس المعبد محل الإله
- لماذا يحقد العدو الصهيوني وأميركا على الشعب الفلسطيني ؟
- جهل يصل درجة التواطؤ
- لماذا استبعاد مصر عن المفاوضات؟
- ما بين السيء والأكثر سوءاً
- وجود عدو كمصلحة استراتيجية!


المزيد.....




- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...
- فيديوهات -الرهينتين النحيلين- تشعل عاصفة غضب أوروبية ضد حماس ...
- طواف فرنسا للسيدات: فيران-بريفو تفوز باللقب لتصبح أول فرنسية ...
- لماذا مؤتمر حل الدولتين مهم؟
- سقوط طائرة قبالة مايوركا الإسبانية ومصرع راكبَيها
- استشهاد أسير فلسطيني داخل سجن مجدو الإسرائيلي


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - لقد أوجعنا مصابك يا مجدي