ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 02:53
المحور:
القضية الفلسطينية
لا نقلل من كل جهد دبلوماسي يعزز فكرة (حل الدولتين) بما فيها جهود الدول التي شاركت في مؤتمر نيويورك والتي اعترفت أو ستعترف بالدولة الفلسطينية المنشودة وقد وصل عددها الى 147 دولة أي غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما لا نقلل من أهمية التأكيد على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية حتى وإن لم يصدر عن الأمم المحددة حتى الآن وطوال 75 من الصراع أي قرار ملزم حول القضية الفلسطينية كما أعترف الرئيس أبو مازن بذلك أمام الجمعية العامة. ولكن في عالم يشهد عودة الواقعية السياسية في العلاقات بين الدول والتي تقوم على المسالح المشتركة وحسابات موازين القوى وليس المبادئ واحترام القانون الدولي والشرعية الدولية، ومع تجربتنا المريرة مع الدول الغربية وخصوصا بريطانيا والتباس مفردات نصوص الاعتراف الشفوي بالدولة الفلسطينية قبل قيامها فعليا، في هذه الحالة يجب عدم المبالغة في الترحيب بوعود الاعترافات الأخير بالدولة والبحث عن طرق ونهج مختلف سواء للتفكير أو الممارسة السياسية والتعامل مع الواقع في غزة والضفة.
وبصراحة عندما لا يستطيع هذا التكتل والجهد الدولي أن يوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ولو في سياق وقف مؤقت لإطلاق النار، ويقف عاجزا أمام مشاهد الجوع لجزء أصيل من شعب الدولة المنشودة في قطاع غزة ولا يستطيع إدخال ولو شاحنة طحين او أدوية، وتسقط كل المبادئ أمام إرهاب وجبروت دولة الكيان الصهيونية وغطرسة واشنطن... فكيف سيثق شعب فلسطين بأن هذه المواقف للدول صادقة وليس مجرد هروب للأمام لرفع العتب وتبرئة نفسها من المسؤولية عن جريمة العصر في قطاع غزة؟ وبالعقل والمنطق كيف لهذا العدد الكبير من الدول المعترفة نظرياُ بالدولة الفلسطينية ستٌجبر إسرائيل على وقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات مع منظمة التحرير للبحث حول قيام الدولة مما يؤدي الى الانسحاب الكامل من القطاع ووقف الاستيطان في الضفة وتفكيك المستوطنات والقبول بتطبيق كل قرارات الشرعية الدولية حول القضية الفلسطينية وقيام الدولة على حدود ١٩٦٧ خلال ١٥ شهرا... إن لم تتخذ هذه الدول مواقف عملية الآن لوقف المجاعة ووقف حرب الإبادة الشاملة في القطاع؟
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟