احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 22:33
المحور:
الادب والفن
مقدمة الرواية
تمتد هذه الرواية عبر قرن ونصف، من أواسط القرن التاسع عشر، حين كانت السلطنة العثمانية تترنح تحت وطأة ديونها وتطلعات القوى الغربية، إلى عام 2025، حيث تتشابك خيوط السلطة والمال في شبكة معقدة من المصالح العالمية. إنها حكاية السلطنة العثمانية، التي أُطلق عليها "رجل أوروبا المريض"، والتي أصبحت، تحت ضغط الاحتكارات المالية الروتشيلدية وغيرها، أداةً في تأسيس إسرائيل، ليس بحماسٍ وطني، بل كجزء من استراتيجية غربية للهيمنة على الشرق الأوسط. تكشف الرواية كيف استُخدمت هذه المصارف لتمويل منظمات صهيونية مثل الهاغانا وستيرن والإرغون، وكيف امتدت أياديها لدعم جماعات مثل الإخوان المسلمين، ثم القاعدة وداعش، عبر قنوات الخليج الصهيو-أمريكية، مستخدمةً خطابًا دينيًا مضللاً لخدمة أهداف سياسية.في قلب هذه القصة، يبرز عدنان مندريس، الذي يُشبّهه رجب طيب أردوغان بـ"الشهيد"، لكنه في الحقيقة كان أداةً للهيمنة الغربية. مندريس، الذي قاد تركيا للانضمام إلى حلف الناتو عام 1952، جعل بلاده رأس حربة في مواجهة الاتحاد السوفيتي، وتحولت تركيا إلى قاعدة عسكرية أطلسية، كما فتحت قاعدة إنجرليك أبوابها للقوات الأمريكية. في عهده، أصبحت إسرائيل، التي وصفها ألكسندر هيغ، الأمين العام السابق للناتو، بأنها "أرخص حاملة طائرات" للحلف، حليفةً وثيقةً لتركيا، حيث وقّع مندريس اتفاقيات تعاون معها، بما في ذلك اتفاقية استخباراتية سرية عام 1958. تحت قناع الدفاع عن الإسلام، دعم مندريس مصالح الغرب، بينما كان خطابه الإسلامي، مثل خطاب أردوغان لاحقًا، يخفي ولاءه للاستراتيجية الأطلسية.بعد إعدام مندريس عام 1961، وجدت القوى المالية الغربية بديلاً جديدًا في أردوغان، الذي يواصل، تحت شعارات الدفاع عن الإسلام، دعم إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال تدفق نفط علييف وموارد أخرى – من الفولاذ والحديد للأسلحة إلى الملابس والخضروات والفواكه – إلى الكيان الصهيوني، بينما تستمر الإبادة الجماعية في غزة. من خلال شخصيات مثل سليم بك، الذي وقّع على قروض الروتشيلد، وآنا أرطويان، التي وثّقت جرائم الإبادة الأرمنية، وحسن البنا، الذي أُغري بالذهب البريطاني، ويعقوب، القائد في الهاغانا الذي بدأ يشك في "الوطن" الذي يقاتل من أجله، تكشف الرواية عن شبكة من الخيوط التي نسجتها المصارف للسيطرة على العالم. إنها قصة الذهب الذي يشتري الصمت، والدين الذي يُستخدم كقناع، والشعوب التي تدفع ثمن أطماع القلة، من يافا إلى إسطنبول، ومن القاهرة إلى لندن.
الفصل الأول: ظلال الذهب
1. في قاعة البنك العثماني الإمبراطوري، حيث تتدلى الثريات كأنها أحلام السلاطين المنسية، جلس سليم بك على كرسي من خشب الماهوغاني المصقول، يعبث بقلمه كما لو كان يحاول كتابة مصير السلطنة. كانت القاعة مزدحمة بروائح العرق الممزوج بالعطور الرخيصة، وأصوات الهمسات بين الموظفين الذين يتنقلون بأوراقهم كالنمل في عش مهدد بالغرق. أمامه، عبر الطاولة الطويلة المغطاة بقماش أخضر مهترئ، جلس حاييم كوهين، ممثل عائلة روتشيلد، بعينيه الثعلبيتين وابتسامة تجمع بين الود والخبث. كان حاييم رجلاً قصير القامة، لكنه يحمل هيبة الرجال الذين يعرفون أن جيوبهم أعمق من البحر الأسود. "الذهب، يا بك، هو الدم الذي يجري في عروق الإمبراطوريات،" قال حاييم، وهو يدفع عقد قرض ضخم عبر الطاولة. "والسلطنة، كما تعلم، تعاني من فقر دم مزمن." ضحك سليم، لكنه شعر بثقل غامض في صدره، كأن قلبه يعرف ما لا يعرفه عقله.
2. كانت إسطنبول في عام 1860 مدينة تمزقها تناقضاتها. في الشوارع الضيقة للبازار الكبير، كان التجار يصرخون لجذب الزبائن، بينما كانت روائح التوابل والسمك المملح تملأ الهواء. لكن وراء هذا الصخب، كانت السلطنة تتهاوى. ديونها تراكمت كالجبال، والسلطان عبد المجيد، بقصوره الفخمة ومظاهره البراقة، كان يعيش في وهم الإمبراطورية العظيمة. سليم بك، وهو في الأربعين من عمره، كان واحدًا من أولئك الرجال الذين يعيشون في ظل هذا الوهم. كان موظفًا كبيرًا في البنك، لكنه لم يكن مجرد موظف؛ كان يحلم بأن يكون مهندسًا لنهضة السلطنة، رجلاً يُكتب اسمه في كتب التاريخ. لكن حلمه كان يصطدم دائمًا بحقيقة مريرة: السلطنة لم تكن ملكه، ولا حتى ملك السلطان. كانت ملكًا لأولئك الذين يملكون الذهب.
3. في تلك الأمسية، وبينما كان سليم يغادر البنك، صادف خليل الصغير، الشاعر الفاشل الذي كان يتجول في شوارع إسطنبول بحثًا عن "الإلهام". كان خليل رجلاً نحيفًا، ذا لحية غير مهذبة، يرتدي جبة بالية ويحمل دائمًا دفترًا مليئًا بقصائد لم يقرأها أحد. "يا بك، هل سمعت؟" قال خليل بنبرة درامية، وهو يلوح بدفتره. "كتبت قصيدة عن الرجل المريض! تريد أن أقرأها لك؟" ضحك سليم رغمًا عنه. "خليل، لو كانت قصائدك تملأ الخزائن بالذهب، لكنت الآن سلطانًا." رد خليل بنظرة متظاهرة بالإهانة: "الذهب؟ الذهب للأغبياء! أنا أكتب للأبدية!" لكن عينيه كانتا تخفيان جوعًا لشيء أكثر من الشعر: الشهرة، أو على الأقل، وجبة دسمة.
4. في اليوم التالي، عاد حاييم إلى البنك، هذه المرة برفقة رجل إنجليزي يدعى السير ويليام، ممثل بنك إنجلترا. كان السير ويليام رجلاً طويل القامة، ذا شارب كثيف ونظرات متعجرفة، يتحدث التركية بلكنة ثقيلة تجعل الكلمات تبدو كأنها تُلقى من أعلى برج. "السلطنة بحاجة إلى هذا القرض، يا سادة," قال وهو يوزع أوراقًا مليئة بالأرقام. "بدون الذهب، ستنهار إمبراطوريتكم كقصر من الرمل." سليم تصفح الأوراق، وشعر بصداع يزداد مع كل رقم. كان القرض ضخمًا، لكنه مشروط بتفاصيل غامضة: فتح أسواق جديدة، السماح باستيطان أجنبي في فلسطين، وإعادة هيكلة الجيش. "هل هذا قرض أم استسلام؟" سأل سليم بصوت منخفض. ابتسم حاييم وقال: "الفرق بينهما، يا بك، هو مجرد وجهة نظر."
5. في تلك الليلة، عاد سليم إلى منزله في حي غلطة، حيث كانت زوجته فاطمة تنتظره بقلق. كانت فاطمة امرأة ذكية، ذات عينين عميقتين كالبحر، لكنها كانت تحمل هموم السلطنة في قلبها. "سليم، أنت تتعامل مع الشيطان," قالت وهي تقدم له كوبًا من الشاي. "هؤلاء الروتشيلد ليسوا مجرد مصرفيين. إنهم يشترون أرواح الدول." ضحك سليم، لكنه شعر برعشة. "فاطمة، إذا لم نأخذ ذهبهم، ستنهار السلطنة. وإذا أخذناه، ربما ننقذها." ردت فاطمة بنظرة حادة: "أو ربما تبيعها." تلك الكلمات ظلت عالقة في ذهنه وهو يحاول النوم، بينما كانت أصوات إسطنبول – صراخ الباعة، أجراس الكنائس، وآذان المساجد – تملأ الليل.
6. في اليوم التالي، وبينما كان سليم يتجول في البنك، صادف آنا أرطويان، المعلمة الأرمنية التي كانت تزور إسطنبول لتقديم التماس إلى السلطان بشأن مدرستها في الأناضول. كانت آنا امرأة في الثلاثين، ذات شعر أسود طويل وعينين تحملان حزنًا قديمًا. "سمعت أنك تتعامل مع الروتشيلد," قالت بنبرة هادئة لكنها حادة. "هل تعتقد أن ذهبهم سيحل مشاكلنا؟" تفاجأ سليم من جرأتها. "الذهب هو الحل الوحيد، سيدتي," رد بنبرة دفاعية. لكن آنا هزت رأسها وقالت: "الذهب لا يحل المشاكل. إنه يخلقها." غادرت، تاركة سليم في حيرة، يتساءل إن كان يقود السلطنة إلى الخلاص أم إلى الهلاك.
7. في الأيام التالية، بدأت شائعات تنتشر في إسطنبول عن صفقات سرية بين البنك والروتشيلد. كان خليل الصغير، كعادته، يتجول في المقاهي، يقرأ قصائده لمن يستمع، ويحكي قصصًا مبالغًا فيها عن "اليهود الذين يشترون السلطنة". "سمعت أن الروتشيلد يخططون لشراء القصر السلطاني!" قال في إحدى الليالي، وهو يلوح بكأس الراقي. ضحك الحاضرون، لكن في أعماقهم، كانوا يشعرون بالقلق. كان الجميع يعرف أن السلطنة تتداعى، لكن لا أحد يجرؤ على قول ذلك بصوت عالٍ.
8. في إحدى الليالي، دعا حاييم كوهين سليم بك إلى عشاء في منزله الفاخر في بيرا. كان المنزل مزينًا بلوحات أوروبية وأثاث باريسي، كأنه جزء من عالم آخر. خلال العشاء، تحدث حاييم عن خطط طموحة: استيطان يهودي في فلسطين، إنشاء بنوك جديدة في الشرق، و"إصلاح" السلطنة. "السلطنة بحاجة إلى دماء جديدة," قال حاييم، وهو يقطع شريحة لحم بنعومة. "ونحن، يا بك، سنكون الأطباء." لكن سليم شعر أن هذا الطبيب لا يريد شفاء المريض، بل تشريحه.
9. في الأيام التي تلت، بدأ سليم يلاحظ تغيرات طفيفة في البنك. كان هناك موظفون جدد، أجانب غالبًا، يتحدثون بلغات لا يفهمها، ويحملون أوراقًا تحمل أختامًا غريبة. كان الجميع يتحدث عن "الإصلاحات"، لكن لا أحد يعرف بالضبط ما تعنيه. في إحدى الليالي، وبينما كان يتجول في شوارع إسطنبول، رأى خليل الصغير يقف على رصيف، يقرأ قصيدة جديدة لمجموعة من العمال. كانت القصيدة عن "سلطنة تبيع ذهبها للغرباء"، وكانت كلماتها مليئة بالسخرية اللاذعة. "خليل، أنت لا تعرف شيئًا عن الاقتصاد!" صرخ سليم، لكن خليل رد: "لكنني أعرف شيئًا عن الروح، يا بك. وروح هذه السلطنة تموت."
10. في الأسبوع التالي، زار السير ويليام البنك مرة أخرى، هذه المرة برفقة رجل فرنسي يدعى ميشيل دوبون، وهو مستشار مالي يعمل لصالح الروتشيلد. كان ميشيل رجلاً هادئًا، لكنه يحمل نظرة الرجال الذين يعرفون أسرارًا لا يشاركونها. "السلطنة بحاجة إلى هيكلة جذرية," قال ميشيل بنبرة باردة. "الجيش، التجارة، حتى الدين... كل شيء يجب أن يُعاد تنظيمه." سأل سليم: "ومن سيحدد هذا التنظيم؟" رد ميشيل بابتسامة خفيفة: "الذين يملكون المال، بالطبع." شعر سليم بغضب يتصاعد في صدره، لكنه كتمه. كان يعرف أن مقاومة هؤلاء الرجال تعني نهاية مسيرته.
11. في تلك الليلة، عاد سليم إلى منزله ووجد فاطمة تقرأ كتابًا قديمًا عن تاريخ السلطنة. "انظر، سليم," قالت، وهي تشير إلى صفحة مفتوحة. "في الماضي، كنا نصد الأعداء بالسيف. الآن، نصدهم بالديون." حاول سليم الدفاع عن نفسه: "فاطمة، لا خيار أمامنا. بدون هذا القرض، لن يكون هناك جيش، ولا سفن، ولا حتى قصور." لكن فاطمة ردت: "ومع هذا القرض، لن يكون هناك سلطنة." كانت كلماتها كالسكاكين، تقطع أحلامه وتكشف عن حقيقة لا يريد مواجهتها.
12. في اليوم التالي، تلقى سليم دعوة لاجتماع سري في القصر السلطاني. كان الاجتماع برئاسة الصدر الأعظم، وهو رجل عجوز يبدو أن الزمن قد أنهكه. حضر الاجتماع عدد من كبار الموظفين، بالإضافة إلى حاييم كوهين والسير ويليام. تحدث الصدر الأعظم عن "ضرورة الإصلاحات"، لكنه كان يكرر كلمات بدت وكأنها مكتوبة من قبل الروتشيلد. "يجب أن نفتح أبوابنا للاستثمارات الأجنبية," قال الصدر الأعظم. "فلسطين، على سبيل المثال، يمكن أن تكون مركزًا تجاريًا عظيمًا." شعر سليم بغصة في حلقه. كان يعرف أن هذا يعني السماح بالاستيطان اليهودي، وهو أمر لم يكن مستعدًا لتقبله.
13. بعد الاجتماع، اقترب حاييم من سليم وقال: "أنت رجل ذكي، يا بك. لكن الذكاء وحده لا يكفي. تحتاج إلى رؤية." سأل سليم: "ورؤيتك هي؟" رد حاييم: "عالم جديد، يا بك. عالم لا يحكمه السلاطين، بل الذهب." كانت كلمات حاييم مثل ريح باردة، تجمد قلب سليم. لكنه، في تلك اللحظة، قرر أن يلعب اللعبة. إذا كان الذهب هو لغة العصر، فسيتعلم كيف يتحدثها.
14. في الأيام التالية، بدأ سليم يشارك في مفاوضات أكثر تعقيدًا مع الروتشيلد. كانوا يطالبون بضمانات غريبة: أراضٍ في فلسطين، امتيازات تجارية في الموانئ، وحتى السيطرة على تعيين بعض الموظفين في البنك. في إحدى الجلسات، سأل سليم حاييم مباشرة: "لماذا فلسطين؟" رد حاييم بنبرة هادئة: "لأنها قلب الشرق، يا بك. ومن يملك القلب، يملك الجسد كله." كانت إجابة حاييم مليئة بالغموض، لكنها أثارت قلق سليم. كان يشعر أن هناك خطة أكبر مما يستطيع فهمها.
15. في تلك الأثناء، واصل خليل الصغير تجواله في المقاهي، يكتب قصائد جديدة عن "السلطنة التي تبيع روحها". في إحدى الليالي، قرأ قصيدة في مقهى صغير في غلطة، وكانت كلماته مليئة بالسخرية: "يا سلطنة الذهب، أين سيوفك؟/ تبيعين أرضك للغرباء وتغنين!" كان الجمهور يضحك، لكن ضحكهم كان ممزوجًا بالمرارة. كانوا يعرفون أن خليل، رغم تفاهته، كان يقول الحقيقة.
16. في الأسبوع التالي، بدأت الصحف في إسطنبول تتحدث عن القرض. كانت المقالات مليئة بالمديح للسلطان و"حكمته" في قبول الدعم الأوروبي، لكن كان هناك همسات في الأزقة عن "بيع السلطنة". قرأ سليم إحدى هذه المقالات وشعر بالغضب. كان يعرف أن الصحف مدفوعة من قبل البنوك الأجنبية، لكنه لم يستطع فعل شيء. في تلك الليلة، زارته آنا أرطويان مرة أخرى، وكانت تحمل كتابًا عن تاريخ الأرمن في السلطنة. "هل تعتقد أن هذا القرض سينقذنا جميعًا؟" سألت. "أم أنه سيزيد من معاناة شعبي؟" لم يجد سليم إجابة، لكنه شعر بالخجل.
17. بحلول نهاية الأسبوع، بدأت الضغوط تتزايد على سليم. كان رؤساؤه في البنك يطالبونه بتسريع المفاوضات، بينما كان حاييم والسير ويليام يضغطان من أجل شروط أكثر صرامة. في إحدى الجلسات، اقترح حاييم إنشاء لجنة مالية مشتركة بين البنك العثماني والبنوك الأوروبية. "لجنة؟" سأل سليم بحذر. "نعم," رد حاييم. "لضمان الشفافية." لكن سليم كان يعرف أن هذه اللجنة ستكون مجرد ذراع للروتشيلد داخل السلطنة.
18. في تلك الليلة، عاد سليم إلى منزله ووجد فاطمة تنتظره بقلق أكبر من المعتاد. "سمعت أنك ستوافق على القرض," قالت. "هل فكرت فيما سيحدث لأبنائنا؟" كانت كلماتها مثل ضربة أخرى. لم يكن سليم يفكر في أبنائه، بل في السلطنة، أو ربما في نفسه. "فاطمة، أنا أحاول إنقاذ بلادنا," قال بنبرة متعبة. لكن فاطمة ردت: "بلادنا لا تُنقذ بالذهب. إنها تُنقذ بالشرف."
19. في اليوم التالي، قرر سليم مواجهة حاييم. في مكتبه بالبنك، سأله مباشرة: "ماذا تريدون منا حقًا؟" كان حاييم يتوقع السؤال، فقال: "نريد الاستقرار، يا بك. السلطنة قوة عظمى، لكنها بحاجة إلى توجيه." كانت كلمة "توجيه" مليئة بالمعاني، وشعر سليم أنها تعني "السيطرة". لكنه لم يملك الجرأة للرد.
20. في الأيام الأخيرة من الفصل، بدأت إسطنبول تعج بالشائعات عن خطط الروتشيلد. كان خليل الصغير، كعادته، يستغل هذه الشائعات لكتابة قصائد جديدة. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة بعنوان "الذهب والدم"، تحدث فيها عن سلطنة تبيع أرضها وشعبها لأجانب. كانت القصيدة مليئة بالسخرية، لكنها أثارت غضب بعض الحاضرين، الذين اتهموه بالخيانة. "أنا أقول الحقيقة!" صرخ خليل، لكن صوته ضاع وسط الضجيج.
21. في تلك الأثناء، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه في البنك يتحدثون عن القرض كأنه نصر عظيم، لكن هو كان يرى فيه هزيمة. في إحدى الليالي، زارته آنا مرة أخرى، وكانت تحمل رسالة من الأناضول. "شعبي يعاني," قالت. "والآن، بسبب هذا القرض، سيعاني أكثر." حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
22. في اليوم التالي، وقّع سليم على عقد القرض، تحت ضغط من رؤسائه والسلطان. كان العقد مكتوبًا بلغة معقدة، مليئة بالشروط التي لا يفهمها إلا القليلون. عندما سأل عن تفاصيل الشروط، رد حاييم بابتسامة: "لا تقلق، يا بك. كل شيء تحت السيطرة." لكن تلك الليلة، وهو يقرأ نسخة من العقد تحت ضوء المصباح، شعر سليم أن السلطنة لم تعد ملكها. كانت قد أصبحت رهينة في يد الروتشيلد.
23. في اليوم الأخير من الفصل، قرر خليل الصغير كتابة قصيدة جديدة، يسميها "ظلال الذهب". كتب فيها عن سلطنة تبيع روحها للذهب، وعن رجال يحلمون بالمجد بينما يغرقون في الوحل. قرأ القصيدة في مقهى صغير، وسط تصفيق خافت من الرواد. لكنه، وهو يغادر المقهى، رأى حاييم كوهين يمر في عربة فاخرة، وشعر للحظة أن قصيدته، مهما كانت بليغة، لن تغير شيئًا في هذا العالم.
24. في تلك الليلة، جلس سليم في غرفته، يفكر في كل ما حدث. كان يشعر أن روحه تتقسم: جزء منه يريد إنقاذ السلطنة، وجزء آخر يريد النجاح الشخصي. لكنه كان يعرف، في أعماقه، أن الذهب الذي قبله سيغير كل شيء. كانت إسطنبول تنام تحت سماء مليئة بالنجوم، لكن بالنسبة لسليم، كانت السماء مظلمة، كأنها مغطاة بظلال الذهب.
25. في اليوم التالي، بدأت الأموال تتدفق إلى خزائن البنك. كان الموظفون يحتفلون، وكان الصدر الأعظم يتحدث عن "عصر جديد". لكن سليم كان يشعر بالفراغ. كان يعرف أن هذا العصر الجديد لن يكون ملك السلطنة، بل ملك أولئك الذين يملكون الذهب.
26. في الأثناء، واصل خليل الصغير كتابة قصائده، لكنه بدأ يشعر باليأس. كان يرى السلطنة تغرق، وكان يعرف أن كلماته لن تنقذها. في إحدى الليالي، كتب في دفتره: "الذهب هو الملك، والشعر هو الفقير." ثم أغلق الدفتر وذهب للنوم، وهو يحلم بيوم قد يقرأ فيه العالم قصائده.
27. في الأسبوع التالي، بدأت الشروط المرتبطة بالقرض تظهر. كانت هناك طلبات لفتح أراضٍ في فلسطين للاستيطان، وإنشاء شركات أجنبية في الموانئ. كان سليم يشعر أن السلطنة تتحول إلى شيء آخر، شيء لا يعرفه. في إحدى الجلسات، سأل حاييم: "إلى أين ستقودنا هذه الخطة؟" رد حاييم: "إلى المستقبل، يا بك." لكن المستقبل الذي تحدث عنه حاييم كان يبدو كالجحيم بالنسبة لسليم.
28. في تلك الأثناء، بدأت آنا أرطويان تخطط للعودة إلى الأناضول. كانت تشعر أن مهمتها لم تنته، وأن شعبها بحاجة إليها. في آخر لقاء مع سليم، قالت: "الذهب سيدمرنا جميعًا، يا بك. لكن ربما، يومًا ما، ستدرك ذلك." غادرت، تاركة سليم في صمت.
29. بحلول نهاية الفصل، كانت إسطنبول تعيش في وهم الانتعاش. كانت الأموال تتدفق، والصحف تمدح القرض، لكن الشائعات عن "بيع السلطنة" كانت تنتشر. كان سليم يشعر أنه وقّع على شيء أكبر منه، شيء سيغير مصير السلطنة إلى الأبد.
30. في اليوم الأخير، جلس سليم في مكتبه، ينظر إلى عقد القرض. كان يعرف أنه اتخذ قرارًا لا رجعة فيه. في تلك اللحظة، سمع صوت خليل الصغير يقرأ قصيدة في الشارع: "يا سلطنة الذهب، أين قلبك؟/ تبيعين أحلامك وتغنين!" كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد سليم مواجهتها. لكنه أغلق عينيه، وحاول أن ينسى.
الفصل الثاني: موجات الأفق
1. في ربيع عام 1862، كانت فلسطين، تلك الأرض الممزقة بين الأحلام والأطماع، تشهد نسمات تغيير لا تُبشر بالخير. تحت سماء زرقاء صافية، كانت سفن تحمل مهاجرين يهود من أوروبا ترسو في ميناء يافا، تحمل معها أكثر من مجرد أشخاص: كانت تحمل خططًا، أموالًا، ووعودًا غامضة. حاييم كوهين، ممثل عائلة روتشيلد، كان يقف على الرصيف، يراقب وصول المجموعة الأولى من المستوطنين. كان يرتدي بدلة أوروبية أنيقة، لكن عينيه كانتا تحملان بريقًا يمزج بين الثقة والقلق. "هذه الأرض،" قال لمرافقه، وهو يشير إلى التلال البعيدة، "ستكون قلب العالم الجديد." لكن مرافقه، وهو تاجر محلي يدعى يوسف، رد بنبرة متشككة: "قلب العالم، أم جيب الروتشيلد؟" ضحك حاييم، لكن ضحكته كانت خالية من الدفء.
2. كانت يافا مدينة صغيرة، مزدحمة بالباعة والفلاحين، حيث تمتزج روائح البرتقال بالغبار والعرق. لكن تحت هذا السطح الهادئ، كانت هناك توترات تنمو. الفلاحون المحليون، الذين كانوا يعملون في حقولهم منذ قرون، بدأوا يلاحظون وجوهًا غريبة، أشخاصًا يتحدثون بلغات أجنبية ويحملون عقودًا مكتوبة بحبر أسود. كان حاييم يشرف على شراء الأراضي، بتمويل من الروتشيلد، وكان يتفاوض مع شيوخ القبائل ووجهاء القرى. "هذه صفقة عادلة," كان يقول، وهو يوزع النقود. لكن الفلاحون كانوا يشعرون أن الأرض، التي كانت ملك أجدادهم، تُسلب منهم تحت ستار القانون.
3. في قرية صغيرة قرب القدس، كانت آنا أرطويان، المعلمة الأرمنية، تقف أمام طلابها في مدرسة متواضعة مبنية من الحجر. كانت آنا، ذات الشعر الأسود الطويل والعينين الحزينتين، تحاول تعليم الأطفال القراءة والكتابة، لكنها كانت تشعر أن العالم من حولها يتغير بسرعة مخيفة. في تلك الأثناء، وصلت أخبار عن بيع أراضٍ قريبة لأجانب. "هذه ليست مجرد أراضٍ," قالت لزميلتها، وهي معلمة محلية تدعى مريم. "إنها ذاكرتنا، تاريخنا." ردت مريم بنبرة يأس: "ومن سيوقف هذا؟ السلطان؟ إنه يبيعنا جميعًا." كانت آنا تشعر بالغضب، لكنها كانت تعرف أن غضبها وحده لن يكفي.
4. في يافا، كان حاييم يتجول في السوق، يراقب حركة الناس. كان يحب هذه الأسواق، ليس لأنها مليئة بالحياة، بل لأنها كانت تعكس الفوضى التي يمكن استغلالها. في إحدى الزوايا، صادف خليل الصغير، الشاعر الفاشل الذي وصل إلى فلسطين بحثًا عن "إلهام". كان خليل يرتدي جبته البالية، ويحمل دفتره المعتاد، يكتب قصائد عن "أرض الميعاد" التي كان يراها كمسرح لملحمته الشعرية. "يا سيد حاييم!" صرخ خليل بنبرة مبالغ فيها. "هل جئت لتشتري الشعر أم الأرض؟" ضحك حاييم وقال: "الشعر لا يُباع، يا خليل. لكنه لا يُشترى أيضًا." كانت كلماته ساخرة، لكن خليل لم ينتبه، فقد كان مشغولًا بكتابة بيت شعر جديد.
5. في تلك الليلة، دعا حاييم وجهاء يافا إلى عشاء في منزل مستأجر على شاطئ البحر. كان المنزل فاخرًا، مزينًا بأثاث أوروبي، وكان الطعام مزيجًا من المأكولات الشرقية والغربية. خلال العشاء، تحدث حاييم عن "التقدم" الذي سيجلبه الاستيطان. "هذه الأرض بحاجة إلى حياة جديدة," قال، وهو يرفع كأس النبيذ. لكن أحد الوجهاء، وهو شيخ عجوز يدعى أبو حسن، رد بنبرة حادة: "حياة جديدة؟ أم موت قديم لنا؟" ساد الصمت للحظة، لكن حاييم أنقذ الموقف بابتسامة وقال: "كل تغيير يبدأ بألم، يا سيدي." لكن عينيه كانتا تخفيان شيئًا أعمق.
6. في اليوم التالي، زارت آنا قرية مجاورة، حيث سمعت عن نزاع بين فلاحين ومستوطنين جدد. كان الفلاحون يشتكون من أن أراضيهم بيعت دون علمهم، وكان المستوطنون يحملون عقودًا موقعة من السلطنة. وقفت آنا وسط الحشد، تحاول تهدئة الأوضاع، لكنها شعرت بالعجز. "هذه الأرض ملكنا!" صرخ أحد الفلاحين. "ومن أنتم لتبيعوها؟" رد ممثل المستوطنين، وهو شاب روسي يدعى يعقوب: "نحن نشتريها بالقانون." لكن آنا كانت تعرف أن هذا القانون كتبته أيدٍ بعيدة، في مكاتب لندن وباريس.
7. في تلك الأثناء، كان خليل الصغير يتجول في القرى، يحاول كتابة قصيدة عن فلسطين. لكنه، كعادته، كان يفشل في إيجاد الكلمات المناسبة. في إحدى الليالي، جلس تحت شجرة زيتون، يكتب: "يا أرض البرتقال، أين أحلامك؟/ يأتون بالذهب، ويأخذون قلبك." لكنه مزق الورقة، وهو يتمتم: "هذا ليس شعرًا، هذا بكاء." كان خليل يشعر، رغم تفاهته، أن هناك شيئًا خاطئًا يحدث، لكنه لم يكن يملك الشجاعة لمواجهته.
8. في يافا، واصل حاييم مفاوضاته. كان يلتقي بممثلي السلطنة العثمانية، وكان يستخدم لغة الوعود: بناء مدارس، إنشاء طرق، تحسين التجارة. لكن في قلبه، كان يعرف أن هذه الوعود مجرد ستار لخطة أكبر. في إحدى الجلسات، التقى بموظف عثماني شاب يدعى محمود، كان يحلم بترقية مثل سليم بك. "سيد حاييم," قال محمود بنبرة متلهفة، "هل حقًا سيجلب هذا الاستيطان الخير لنا؟" رد حاييم: "الخير يعتمد على من يحدده، يا سيدي." كانت إجابته غامضة، لكن محمود لم ينتبه، فقد كان مشغولًا بحلم الترقية.
9. في القدس، بدأت آنا تلاحظ تغيرات أخرى. كانت هناك حركة غريبة في الأسواق، حيث بدأ التجار يتحدثون عن "أجانب يشترون كل شيء". في إحدى الأمسيات، التقت بتاجر يهودي محلي يدعى إسحاق، كان يعرف عائلة روتشيلد. "إنهم ليسوا مجرد مصرفيين," قال إسحاق بنبرة حذرة. "إنهم يبنون إمبراطورية، لكن ليست لنا." كانت كلماته مثل صاعقة بالنسبة لآنا. بدأت تدرك أن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد استيطان، بل جزء من لعبة أكبر.
10. في تلك الليلة، كتبت آنا رسالة إلى صديقتها في إسطنبول، تحكي فيها عن مخاوفها. "الأرض تُباع، والناس يُطردون، والسلطنة تصمت," كتبت. "لكنني لن أصمت." كانت تشعر أن واجبها هو المقاومة، لكنها لم تعرف كيف تبدأ. في اليوم التالي، زارت مدرسة أخرى، حيث تحدثت إلى الأطفال عن أهمية الأرض. "هذه ليست مجرد تراب," قالت. "إنها قصص أجدادكم." لكنها رأت في عيون الأطفال خوفًا، كأنهم يعرفون أن هذه القصص قد تنتهي قريبًا.
11. في يافا، واصل حاييم خططه. كان يرسل تقارير إلى البارون إدموند دي روتشيلد، يصف فيها تقدم عمليات شراء الأراضي. "الأمور تسير كما هو مخطط," كتب. "السلطنة ضعيفة، والناس جاهزون للقبول." لكنه، في لحظات تأمله، كان يشعر بالاغتراب. كان يهوديًا، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا المشروع سيخدم شعبه أم سيستخدمهم. لكنه كان يطرد هذه الأفكار، ويقول لنفسه: "أنا مجرد تاجر، ولست نبيًا."
12. في تلك الأثناء، تورط خليل الصغير في نزاع مع فلاحين محليين. كان قد كتب قصيدة عن "الغرباء الذين يسرقون البرتقال"، وقرأها في سوق صغير، مما أثار غضب بعض المستوطنين. "أنت تثير الفتنة!" صرخ أحدهم. رد خليل بنبرة ساخرة: "أنا شاعر، لا محارب!" لكنه شعر بالخوف عندما رأى السكاكين تلمع في أيدي الفلاحين. لحسن الحظ، تدخل يوسف، التاجر المحلي، وأنقذه. "خليل، أنت أحمق," قال يوسف. "الشعر لا يوقف الذهب."
13. في القدس، بدأت آنا تنظم لقاءات سرية مع معلمين ووجهاء محليين. كانت تحاول توعية الناس بما يحدث، لكنها كانت تواجه مقاومة. "السلطنة لن تسمح بهذا," قال أحد الوجهاء. لكن آنا ردت: "السلطنة هي من تبيعنا." كانت كلماتها قاسية، لكنها كانت تعكس الحقيقة التي بدأ الجميع يراها. في تلك الليلة، كتبت في يومياتها: "إذا لم نقاوم الآن، فلن يبقى لنا شيء نقاوم من أجله."
14. في يافا، واصل حاييم مفاوضاته مع المسؤولين العثمانيين. كانوا يطالبون بمزيد من النقود، لكنه كان يعرف كيف يتعامل معهم. "المال يتحدث بلغة الجميع," قال لمرافقه. لكنه كان يشعر بثقل غريب. كان يعرف أن هذه الأرض ليست مجرد أرض، بل رمز، وأن شراءها سيغير مصير شعوب بأكملها. لكنه كان يقول لنفسه: "أنا مجرد وسيط."
15. في تلك الأثناء، بدأ خليل الصغير يشعر بالإحباط. كان يحلم بكتابة ملحمة شعرية، لكنه وجد نفسه يكتب قصائد عن الخسارة. في إحدى الليالي، جلس على شاطئ يافا، ينظر إلى البحر، وكتب: "يا بحر، هل تحمل أحلامنا أم تسرقها؟" لكنه لم يقرأ القصيدة لأحد، فقد كان يشعر أن كلماته لا تعني شيئًا في عالم يحكمه الذهب.
16. في القدس، واصلت آنا عملها. كانت تلتقي بفلاحين وتجار، تحاول إقناعهم بالمقاومة. لكنها كانت تواجه تحديات كبيرة. كان الخوف يسيطر على الناس، والسلطنة كانت تبدو غير مبالية. في إحدى الليالي، التقت بشيخ عجوز يدعى أبو يوسف، كان يملك أرضًا كبيرة. "سيدتي," قال، "الأرض ليست ملكنا. إنها ملك الله." ردت آنا: "لكن الله لا يبيعها للغرباء." كانت كلماتها مليئة بالعاطفة، لكن الشيخ هز رأسه وقال: "الذهب أقوى من الكلمات."
17. في يافا، بدأ حاييم يشعر بالضغط. كان الروتشيلد يطالبون بتقدم أسرع، لكنه كان يواجه مقاومة متزايدة من السكان المحليين. في إحدى الجلسات، التقى بممثل عثماني يدعى علي بك، كان يحاول المساومة على المزيد من النقود. "السلطنة لن تقبل أقل من هذا," قال علي. رد حاييم: "والسلطنة لن تحصل على أكثر من هذا." كانت المفاوضات مثل رقصة، لكن حاييم كان يعرف أنه يملك اليد العليا.
18. في تلك الليلة، كتب حاييم رسالة إلى البارون إدموند، يصف فيها الوضع. "الناس هنا يقاومون، لكن مقاومتهم ضعيفة," كتب. "السلطنة جاهزة للاستسلام." لكنه، في لحظة نادرة من الصدق مع نفسه، كتب: "أحيانًا أتساءل إن كنا نبني وطنًا أم سجنًا." لكنه لم يرسل هذا الجزء من الرسالة.
19. في القدس، بدأت آنا تشعر باليأس. كانت ترى الأرض تُباع، والناس يُطردون، والسلطنة تصمت. في إحدى الليالي، التقت بخليل الصغير، الذي كان يحاول بيع قصائده في السوق. "سيدتي," قال بنبرة ساخرة، "هل تريدين قصيدة عن الأرض المفقودة؟" ردت آنا: "لست بحاجة إلى قصائد، يا خليل. أنا بحاجة إلى أمل." لكن خليل ضحك وقال: "الأمل؟ إنه أغلى من الذهب في هذه الأيام."
20. في يافا، واصل حاييم عمله. كان يشرف على بناء مستوطنات صغيرة، وكان يتأكد من أن كل شيء يسير وفق الخطة. لكنه كان يشعر بثقل غريب. كان يعرف أن هذه الأرض ليست مجرد أرض، بل رمز، وأن ما يفعله سيغير العالم. لكنه كان يقول لنفسه: "أنا مجرد تاجر."
21. في تلك الأثناء، بدأت الشائعات تنتشر في فلسطين عن "الأجانب الذين يشترون كل شيء". كان الناس يتحدثون عن الروتشيلد كأنهم أشباح، قوة غير مرئية تحرك الخيوط. في إحدى الليالي، كتب خليل قصيدة جديدة: "يا أرض الزيتون، من سينقذك؟/ يأتون بالذهب، ويأخذون روحك." لكنه لم يقرأها، فقد كان يشعر أن كلماته لا تعني شيئًا.
22. في القدس، واصلت آنا عملها. كانت تحاول توعية الناس، لكنها كانت تواجه مقاومة. في إحدى الليالي، التقت بفلاح شاب يدعى أحمد، كان قد خسر أرضه. "سيدتي," قال، "كيف نقاوم؟ ليس لدينا مال، ولا سلاح." ردت آنا: "لديكم الحق." لكنها كانت تعرف أن الحق وحده لا يكفي.
23. في يافا، بدأ حاييم يشعر بالتعب. كان يعمل لساعات طويلة، وكان يواجه مقاومة من كل جانب. لكنه كان مصممًا على إكمال المهمة. في إحدى الليالي، جلس في منزله، ينظر إلى البحر، وفكر في حياته. كان يهوديًا، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا المشروع سيخدم شعبه أم سيدمرهم.
24. في القدس، بدأت آنا تشعر بأنها تقاتل وحدها. كانت ترى الناس يستسلمون، والسلطنة تصمت. في إحدى الليالي، كتبت في يومياتها: "الذهب يشتري كل شيء، إلا الضمير." لكنها كانت تعرف أن ضميرها وحده لن يكفي.
25. في يافا، واصل حاييم عمله. كان يشرف على بناء مستوطنات جديدة، وكان يتأكد من أن كل شيء يسير وفق الخطة. لكنه كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن هذه الأرض ليست مجرد أرض، بل رمز، وأن ما يفعله سيغير العالم.
26. في تلك الأثناء، بدأ خليل الصغير يشعر باليأس. كان يحلم بكتابة ملحمة، لكنه وجد نفسه يكتب قصائد عن الخسارة. في إحدى الليالي، جلس على شاطئ يافا، وكتب: "يا بحر، هل تحمل أحلامنا أم تسرقها؟" لكنه لم يقرأ القصيدة لأحد.
27. في القدس، واصلت آنا عملها. كانت تحاول توعية الناس، لكنها كانت تواجه مقاومة. في إحدى الليالي، التقت بشيخ عجوز، كان يملك أرضًا كبيرة. "سيدتي," قال، "الأرض ليست ملكنا. إنها ملك الله." ردت آنا: "لكن الله لا يبيعها للغرباء."
28. في يافا، بدأ حاييم يشعر بالضغط. كان الروتشيلد يطالبون بتقدم أسرع، لكنه كان يواجه مقاومة متزايدة. في إحدى الجلسات، التقى بممثل عثماني، كان يحاول المساومة. "السلطنة لن تقبل أقل من هذا," قال. رد حاييم: "والسلطنة لن تحصل على أكثر من هذا."
29. في القدس، بدأت آنا تشعر باليأس. كانت ترى الأرض تُباع، والناس يُطردون، والسلطنة تصمت. في إحدى الليالي، كتبت في يومياتها: "الذهب يشتري كل شيء، إلا الضمير."
30. في اليوم الأخير من الفصل، جلس حاييم في منزله، ينظر إلى البحر. كان يعرف أن ما يفعله سيغير العالم، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا التغيير للأفضل أم للأسوأ. في تلك اللحظة، سمع صوت خليل الصغير يقرأ قصيدة في السوق: "يا أرض الزيتون، من سينقذك؟" كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد حاييم مواجهتها.
الفصل الثالث: دين العثمانيين
1. في ربيع عام 1865، كانت إسطنبول تغرق في وهم الانتعاش. كانت الأموال التي تدفقت من قرض الروتشيلد تملأ خزائن البنك العثماني الإمبراطوري، لكنها كانت أيضًا تُلقي بظلالها على روح السلطنة. في قاعة الاجتماعات الكبرى، حيث كانت الجدران مزينة بنقوش ذهبية باهتة، جلس سليم بك، يستمع إلى خطاب الصدر الأعظم عن "الإصلاحات العظيمة". كان الصدر الأعظم، رجلًا عجوزًا ذا لحية بيضاء وصوت متعب، يتحدث عن "وحدة الأمة" و"الجهاد المقدس"، لكن عينيه كانتا تخفيان شيئًا آخر: خوفًا من المستقبل. أمام سليم، كان حاييم كوهين يجلس بابتسامة خفيفة، كأنه يعرف أن الكلمات التي تُقال ليست سوى صدى لما كتبته أيدي الروتشيلد في لندن وباريس. "الدين، يا سادة، هو ما سيوحدنا," قال الصدر الأعظم. لكن سليم شعر بغصة في حلقه، كأن الدين الذي يتحدث عنه ليس إلا أداة في يد المصرفيين.
2. كانت السلطنة، في تلك السنوات، تعيش في حالة من الفوضى المقنعة. في شوارع إسطنبول، كان الناس يتحدثون عن الإصلاحات، لكن الهمسات في المقاهي كانت تحمل نبرة مختلفة: "السلطان يبيعنا للأجانب." سليم بك، الذي كان يحلم يومًا بأن يكون مهندس نهضة السلطنة، بدأ يشعر أن دوره ليس إلا كاتب عقود للاستسلام. في مكتبه بالبنك، كان يقرأ تقارير عن الأوضاع في الأناضول، حيث بدأت أصوات التمرد تتصاعد بين الأرمن واليونانيين. كانت هذه التقارير مليئة بالتحذيرات، لكن السلطنة كانت أكثر اهتمامًا بإرضاء دائنيها من الاستماع إلى شعبها.
3. في إحدى الأمسيات، زار سليم بك جامع السلطان أحمد، حيث كان شيخ يدعى مولانا إبراهيم يلقي خطبة نارية. كان مولانا إبراهيم رجلًا طويل القامة، ذا صوت يهز الجدران، يتحدث عن "الجهاد ضد الأعداء" وعن "وحدة الأمة تحت راية الإسلام". لكن سليم، الذي كان يجلس في الصفوف الخلفية، لاحظ شيئًا غريبًا: كانت الخطبة مليئة بكلمات تبدو وكأنها مكتوبة مسبقًا، كأنها جزء من خطة أكبر. بعد الخطبة، اقترب من الشيخ وسأله: "مولانا، من هم الأعداء الذين تتحدث عنهم؟" رد الشيخ بنبرة غامضة: "الأعداء هم من يهددون وحدتنا." لكن سليم شعر أن الجواب كان فارغًا، كأن الشيخ نفسه لا يعرف من يقصد.
4. في اليوم التالي، تلقى سليم دعوة لحضور اجتماع سري في قصر يلدز. كان الاجتماع برئاسة وزير المالية، وهو رجل بدين يتعرق باستمرار، يبدو أنه يحمل عبء ديون السلطنة على كتفيه. حضر الاجتماع عدد من الشيوخ والموظفين، بالإضافة إلى حاييم كوهين، الذي كان يجلس في زاوية القاعة كالظل. تحدث الوزير عن "ضرورة توحيد الأمة" ضد تهديدات خارجية، وتحديدًا ضد إمبراطورية ألمانيا، التي بدأت تظهر كمنافس للنفوذ الأوروبي في الشرق. "الإسلام هو درعنا," قال الوزير. لكن سليم لاحظ أن حاييم كان يبتسم، كأنه يعرف أن هذا الإسلام ليس سوى أداة في لعبة أكبر.
5. في تلك الليلة، عاد سليم إلى منزله في حي غلطة، حيث كانت زوجته فاطمة تنتظره بقلق. "سمعت عن الاجتماع," قالت، وهي تقدم له كوبًا من الشاي. "هل حقًا سيقودنا الشيوخ إلى الحرب؟" حاول سليم طمأنتها: "إنه مجرد كلام، فاطمة. الكلام لا يكلف شيئًا." لكن فاطمة ردت بنبرة حادة: "الكلام يكلف كل شيء عندما يكون مدفوعًا بالذهب." كانت كلماتها مثل سكين، تقطع أوهامه وتكشف الحقيقة التي كان يحاول تجاهلها.
6. في الأناضول، كانت آنا أرطويان تواصل عملها كمعلمة، لكنها بدأت تلاحظ تغيرات مقلقة. كانت القرى الأرمنية تعيش في حالة من الخوف، حيث بدأت السلطات العثمانية تفرض ضرائب جديدة وتضيق على السكان. في إحدى الليالي، التقت آنا بقس أرمني يدعى الأب يوحنا، كان يحذر من "مؤامرة" ضد شعبه. "السلطنة تريد القضاء على تنوعنا," قال. "والذهب الأجنبي هو الذي يدفع هذا." كانت كلماته مثل صاعقة، لكن آنا شعرت أنها صحيحة. قررت أن تبدأ بتوثيق ما يحدث، فبدأت تكتب تقارير سرية ترسلها إلى أصدقائها في إسطنبول.
7. في إسطنبول، كان خليل الصغير يواصل تجواله في المقاهي، يقرأ قصائده التي أصبحت أكثر قتامة. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة بعنوان "دين الذهب"، تحدث فيها عن شيوخ يبيعون إيمانهم للغرباء. "يا سلطنة الإسلام، أين إيمانك؟/ تبيعين دينك وتغنين!" كانت الكلمات مليئة بالسخرية، لكنها أثارت غضب بعض الحاضرين، الذين اتهموه بالكفر. "أنا لا أكفر!" صرخ خليل. "أنا أقول الحقيقة!" لكن صوته ضاع وسط الضجيج.
8. في الأثناء، كان سليم يشارك في اجتماعات أخرى مع الشيوخ. كانوا يتحدثون عن "إسلام عثماني" جديد، يركز على الوحدة ضد الأعداء الخارجيين. لكن سليم بدأ يلاحظ أن هذا الإسلام لم يكن سوى قناع. في إحدى الجلسات، سأل أحد الشيوخ، وهو رجل شاب ذو لحية قصيرة: "كيف سنوحد الأمة إذا كنا نضطهد شعوبها؟" رد الشيخ الأكبر بنبرة حادة: "الوحدة تتطلب تضحيات." لكن سليم شعر أن هذه التضحيات لن تكون من الشيوخ، بل من الناس العاديين.
9. في الأناضول، بدأت آنا تشعر بالخطر. كانت تقاريرها عن اضطهاد الأرمن تصل إلى إسطنبول، لكن لا أحد كان يهتم. في إحدى الليالي، تلقت رسالة من صديقة في العاصمة، تحذرها من أن اسمها بدأ يُذكر في أوساط السلطة. "كوني حذرة," كتبت الصديقة. "السلطنة لا تحب من يتحدثون." لكن آنا لم تكن من النوع الذي يصمت. قررت أن تبدأ بتنظيم مقاومة سرية، تجمع بين المعلمين والفلاحين والقساوسة.
10. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالضغط. كان رؤساؤه في البنك يطالبونه بتسريع تنفيذ شروط القرض، بينما كان حاييم كوهين يضغط من أجل المزيد من الامتيازات. في إحدى الجلسات، اقترح حاييم إنشاء "لجنة دينية" للإشراف على الإصلاحات. "الدين هو مفتاح الشعب," قال حاييم. "ومن يملك المفتاح، يملك القلب." شعر سليم أن هذه الكلمات ليست سوى قناع لسيطرة أكبر.
11. في تلك الليلة، عاد سليم إلى منزله ووجد فاطمة تقرأ رسالة من الأناضول. "إنها من آنا," قالت. "إنها تتحدث عن اضطهاد الأرمن." قرأ سليم الرسالة، وشعر بالخجل. كان يعرف أن قرض الروتشيلد، الذي وقّع عليه، كان جزءًا من هذه المأساة. "فاطمة," قال بنبرة متعبة، "أنا أحاول فعل الصواب." لكن فاطمة ردت: "الصواب لا يكون على حساب الآخرين."
12. في الأناضول، واصلت آنا عملها السري. كانت تلتقي بأشخاص من خلفيات مختلفة، تحاول توحيدهم ضد ما أسمته "الظلم العثماني". لكنها كانت تواجه تحديات كبيرة. كان الناس خائفين، والسلطات كانت تراقبها. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي عثماني، حذرها من مغبة أفعالها. "سيدتي," قال، "السلطنة لا تسامح." ردت آنا: "ولا أنا."
13. في إسطنبول، واصل خليل الصغير كتابة قصائده. لكنه بدأ يشعر باليأس. كان يرى السلطنة تتحول إلى شيء آخر، شيء لا يعرفه. في إحدى الليالي، كتب في دفتره: "الدين ليس سوى قناع، والذهب هو الإله الحقيقي." لكنه لم يقرأ هذه الكلمات لأحد، فقد كان يخاف من العواقب.
14. في الأثناء، بدأت السلطنة تفرض المزيد من الضرائب على الأرمن واليونانيين، مما زاد من التوترات. كانت التقارير تصل إلى سليم، لكنه كان يشعر بالعجز. في إحدى الجلسات مع حاييم، سأله: "هل هذا جزء من خطتكم؟" رد حاييم بنبرة هادئة: "الخطة هي الاستقرار، يا بك. والاستقرار يتطلب تضحيات." لكن سليم شعر أن هذه التضحيات ليست سوى إبادة.
15. في الأناضول، بدأت آنا تشعر بالخطر يقترب. كانت تقاريرها تصل إلى أشخاص في إسطنبول، لكنها كانت تعرف أن الوقت ينفد. في إحدى الليالي، التقت بمجموعة من الشباب الأرمن، كانوا مستعدين للمقاومة. "إذا لم نقاوم الآن," قالت، "فلن يبقى لنا شيء." لكنها كانت تعرف أن المقاومة ستكون مكلفة.
16. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه في البنك يحتفلون بالأموال الجديدة، لكنه كان يرى فيها لعنة. في إحدى الليالي، زارته آنا في منزله، وكانت تحمل رسالة من الأناضول. "شعبي يموت," قالت. "والذهب الذي وقّعت عليه هو السبب." حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
17. في تلك الأثناء، واصل خليل الصغير كتابة قصائده. لكنه بدأ يشعر أن كلماته لا تعني شيئًا. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة في مقهى صغير: "يا سلطنة الدين، أين قلبك؟/ تبيعين شعبك وتغنين!" لكن الجمهور لم يصفق، بل بدأ يتهمه بالخيانة.
18. في الأناضول، بدأت آنا تشعر باليأس. كانت ترى الناس يعانون، والسلطنة تصمت. في إحدى الليالي، كتبت في يومياتها: "الذهب يشتري كل شيء، إلا العدالة." لكنها كانت تعرف أن العدالة لن تأتي بسهولة.
19. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالضغط. كان حاييم يطالبه بالمزيد من التنازلات، والسلطنة كانت تستعد لحرب ضد ألمانيا. في إحدى الجلسات، سأل سليم حاييم: "إلى أين ستقودنا هذه الخطة؟" رد حاييم: "إلى المستقبل، يا بك." لكن المستقبل الذي تحدث عنه حاييم كان يبدو كالجحيم.
20. في الأناضول، واصلت آنا عملها السري. كانت تلتقي بأشخاص من خلفيات مختلفة، تحاول توحيدهم. لكنها كانت تواجه تحديات كبيرة. كان الناس خائفين، والسلطات كانت تراقبها. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي عثماني، حذرها من مغبة أفعالها. "سيدتي," قال، "السلطنة لا تسامح." ردت آنا: "ولا أنا."
21. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه في البنك يحتفلون، لكنه كان يرى في الأموال لعنة. في إحدى الليالي، زارته آنا، وكانت تحمل رسالة من الأناضول. "شعبي يموت," قالت. "والذهب الذي وقّعت عليه هو السبب." حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
22. في تلك الأثناء، واصل خليل الصغير كتابة قصائده. لكنه بدأ يشعر أن كلماته لا تعني شيئًا. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة في مقهى صغير: "يا سلطنة الدين، أين قلبك؟" لكن الجمهور لم يصفق، بل بدأ يتهمه بالخيانة.
23. في الأناضول، بدأت آنا تشعر بالخطر يقترب. كانت تقاريرها تصل إلى أشخاص في إسطنبول، لكنها كانت تعرف أن الوقت ينفد. في إحدى الليالي، التقت بمجموعة من الشباب الأرمن، كانوا مستعدين للمقاومة. "إذا لم نقاوم الآن," قالت، "فلن يبقى لنا شيء."
24. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالضغط. كان حاييم يطالبه بالمزيد من التنازلات، والسلطنة كانت تستعد لحرب. في إحدى الجلسات، سأل سليم حاييم: "إلى أين ستقودنا هذه الخطة؟" رد حاييم: "إلى المستقبل." لكن المستقبل كان يبدو كالجحيم.
25. في الأناضول، واصلت آنا عملها. كانت تلتقي بأشخاص من خلفيات مختلفة، تحاول توحيدهم. لكنها كانت تواجه تحديات. كان الناس خائفين، والسلطات كانت تراقبها. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي، حذرها من مغبة أفعالها. "سيدتي," قال، "السلطنة لا تسامح." ردت آنا: "ولا أنا."
26. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه يحتفلون، لكنه كان يرى في الأموال لعنة. في إحدى الليالي، زارته آنا، وكانت تحمل رسالة من الأناضول. "شعبي يموت," قالت. "والذهب هو السبب." حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
27. في تلك الأثناء، واصل خليل كتابة قصائده. لكنه بدأ يشعر أن كلماته لا تعني شيئًا. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة: "يا سلطنة الدين، أين قلبك؟" لكن الجمهور لم يصفق.
28. في الأناضول، بدأت آنا تشعر بالخطر. كانت تقاريرها تصل إلى إسطنبول، لكنها كانت تعرف أن الوقت ينفد. في إحدى الليالي، التقت بمجموعة من الشباب الأرمن. "إذا لم نقاوم الآن," قالت، "فلن يبقى لنا شيء."
29. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالضغط. كان حاييم يطالبه بالمزيد، والسلطنة كانت تستعد لحرب. في إحدى الجلسات، سأل سليم حاييم: "إلى أين ستقودنا؟" رد حاييم: "إلى المستقبل." لكن المستقبل كان يبدو كالجحيم.
30. في اليوم الأخير من الفصل، جلس سليم في مكتبه، ينظر إلى تقارير عن الأناضول. كان يعرف أن الذهب الذي وقّع عليه سيدمر شعوبًا بأكملها. في تلك اللحظة، سمع صوت خليل يقرأ قصيدة في الشارع: "يا سلطنة الدين، أين قلبك؟" كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد سليم مواجهتها.
الفصل الرابع: إنجيل المدافع
1. في صيف عام 1870، كانت أمريكا، تلك الأرض الجديدة التي تتغذى على الأحلام والطموحات، تشهد موجة من الحماس الديني. في كنيسة صغيرة في بوسطن، وقف القس جوناثان سميث، رجل في الأربعين من عمره ذو لحية كثيفة وعينين مشتعلتين بالحماس، يلقي خطبة عن "أرض الميعاد". كان صوته يتردد بين جدران الكنيسة الخشبية، وهو يتحدث عن واجب المسيحيين في دعم عودة اليهود إلى فلسطين. "إنها إرادة الرب!" صرخ، وهو يلوح بالكتاب المقدس. لكن في الصفوف الخلفية، كان هناك رجل يدعى توماس، تاجر محلي، يهمس لجاره: "إرادة الرب، أم إرادة البنوك؟" كانت كلماته ساخرة، لكنها تحمل شيئًا من الحقيقة التي لم يجرؤ أحد على قولها بصوت عالٍ.
2. كان جوناثان سميث رجلًا بسيطًا، نشأ في مزرعة في ولاية أوهايو، لكنه وجد نفسه مدفوعًا بحلم أكبر: نشر كلمة الله. لكنه، دون أن يدرك، كان قد أصبح أداة في يد قوى أكبر. في الأشهر الماضية، تلقى تمويلًا من مصادر مجهولة – كما كان يعتقد – لكنه كان يعرف أن هذه الأموال تأتي من أوروبا، من رجال مثل عائلة روتشيلد. كان جوناثان يرى نفسه كمبشر، لكنه كان، في الواقع، جنديًا في جيش مالي لا يعرف حدوده. في خطبته تلك الأمسية، تحدث عن "الوطن القومي" لليهود، وكيف أن عودتهم إلى فلسطين هي جزء من خطة إلهية. لكن في قلبه، كان هناك شك صغير: لماذا يهتم رجال الأعمال بهذه الخطة؟
3. في الوقت نفسه، في مدينة بال السويسرية، كان حاييم كوهين يجلس في مكتب فخم، يلتقي بصحفي شاب يدعى تيودور هرتزل. كان هرتزل رجلًا نحيفًا، ذا عينين حادتين وطموح يفوق عمره. كان قد بدأ يكتب مقالات عن فكرة "الوطن القومي"، لكنه كان يفتقر إلى المال والدعم. "سيد حاييم," قال هرتزل بنبرة متلهفة، "إذا دعمتم هذه الفكرة، يمكننا تغيير العالم." رد حاييم بابتسامة خفيفة: "العالم لا يتغير بالأفكار، يا سيد هرتزل. إنه يتغير بالذهب." كانت كلماته مليئة بالسخرية، لكن هرتزل لم ينتبه، فقد كان مشغولًا بحلمه الكبير.
4. في بوسطن، واصل جوناثان خطبه، يجذب المزيد من الأتباع. كانت الكنيسة تمتلئ كل أسبوع، والناس كانوا يتبرعون بسخاء لـ"قضية الميعاد". لكن جوناثان لم يكن يعرف أن هذه التبرعات كانت تُرسل إلى أوروبا، حيث تُستخدم لتمويل شراء الأراضي في فلسطين. في إحدى الليالي، تلقى زيارة من رجل يدعى السيد باتريك، وهو ممثل لشركة مالية في لندن. "القس جوناثان," قال باتريك بنبرة هادئة، "عملك يُحدث فرقًا. لكننا بحاجة إلى المزيد من الحماس." سأل جوناثان: "ومن أنتم؟" رد باتريك: "نحن أصدقاء القضية." لكن عينيه كانتا تخفيان شيئًا أعمق.
5. في بال، كان حاييم يواصل لقاءاته مع هرتزل. كان يرى فيه شابًا طموحًا، لكنه كان يعرف أن طموحه يمكن أن يُستخدم. "سيد هرتزل," قال حاييم في إحدى الجلسات، "فكرتك عن الوطن القومي ملهمة، لكنها بحاجة إلى مال." رد هرتزل: "المال سيأتي إذا كانت الفكرة قوية." ضحك حاييم وقال: "الأفكار لا تُطعم الجياع، يا سيدي." كانت كلماته ساخرة، لكنها كانت تعكس الحقيقة التي يعيشها: الذهب هو الذي يحرك العالم.
6. في بوسطن، بدأ جوناثان يلاحظ تغيرات في جمهوره. كان هناك أشخاص جدد يحضرون خطبه، رجال يرتدون بدلات أنيقة ويتحدثون بلكنات أجنبية. في إحدى الأمسيات، اقترب منه رجل يدعى إدوارد، وهو مصرفي من نيويورك. "عملك رائع، يا قس," قال إدوارد. "لكن يجب أن تركز على أهمية فلسطين كحصن ضد الشرق." سأل جوناثان: "وما الشرق؟" رد إدوارد: "الشرق هو كل ما يهدد الحضارة." كانت كلماته غامضة، لكن جوناثان شعر أن هناك شيئًا أكبر يُحاك.
7. في بال، كان حاييم يرسل تقارير إلى البارون إدموند دي روتشيلد، يصف فيها تقدم المشروع. "هرتزل شاب واعد," كتب. "لكنه ساذج. يمكننا استخدامه." لكنه، في لحظات تأمله، كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن فكرة الوطن القومي ليست مجرد حلم، بل أداة في لعبة أكبر. في إحدى الليالي، كتب في يومياته: "أحيانًا أتساءل إن كنا نبني وطنًا أم سلاحًا." لكنه لم يشارك هذه الأفكار مع أحد.
8. في بوسطن، واصل جوناثان خطبه. كان يتحدث عن "عودة اليهود" كجزء من نبوءة إلهية، لكنه بدأ يلاحظ أن تبرعاته كانت تُستخدم لأغراض لا يفهمها. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من السيد باتريك، يطلب فيها زيادة التركيز على "أهمية فلسطين كحصن ضد الشرق". شعر جوناثان بالحيرة. "أليس هذا عن الدين؟" سأل نفسه. لكنه كان يخاف من السؤال بصوت عالٍ.
9. في بال، كان هرتزل يكتب مقالاته، يحلم بمستقبل يهودي مشرق. لكنه بدأ يلاحظ أن حاييم ورفاقه كانوا أكثر اهتمامًا بالمال من الفكرة نفسها. في إحدى الجلسات، سأل حاييم: "هل تعتقد أن هذا الوطن سيكون لنا حقًا؟" رد حاييم: "الوطن ملك من يدفع ثمنه." كانت كلماته مليئة بالسخرية، لكن هرتزل لم ينتبه، فقد كان مشغولًا بحلمه.
10. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالضغط. كان جمهوره يطالبه بالمزيد من الخطب، والمصرفيون يطالبونه بالمزيد من الحماس. في إحدى الليالي، زاره إدوارد مرة أخرى، وكان يحمل حقيبة مليئة بالأوراق. "هذه خطة لجمع التبرعات," قال إدوارد. "نحتاج إلى المزيد من المال لدعم القضية." سأل جوناثان: "وما هي القضية بالضبط؟" رد إدوارد: "القضية هي المستقبل." لكن جوناثان شعر أن هذا المستقبل ليس ملكه.
11. في بال، واصل حاييم لقاءاته مع هرتزل. كان يرى فيه أداة مفيدة، لكنه كان يعرف أن طموحه قد يكون خطرًا. في إحدى الجلسات، سأل هرتزل: "ماذا لو رفض الناس هذا الوطن؟" رد حاييم: "الناس لا يرفضون المال." كانت كلماته ساخرة، لكنها كانت تعكس الحقيقة التي يعيشها.
12. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالعزلة. كان جمهوره يحتفل بخطبه، لكنه كان يشعر أن شيئًا ما خاطئ. في إحدى الليالي، قرأ رسالة من السيد باتريك، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات كبيرة. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب باتريك. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال حقًا؟
13. في بال، كان هرتزل يكتب مقالاته، يحلم بوطن يهودي. لكنه بدأ يلاحظ أن حاييم ورفاقه كانوا أكثر اهتمامًا بالسيطرة من الحلم. في إحدى الليالي، كتب في يومياته: "أحيانًا أشعر أنني أبيع حلمي لمن لا يؤمنون به." لكنه كان يطرد هذه الأفكار، ويقول لنفسه: "المهم هو الوطن."
14. في بوسطن، واصل جوناثان خطبه. كان يتحدث عن "أرض الميعاد"، لكنه بدأ يشعر أن هذه الأرض ليست سوى أداة في يد آخرين. في إحدى الليالي، زاره توماس، التاجر المحلي، وسأله: "هل تعتقد حقًا أن هذا عن الدين؟" رد جوناثان: "إنه عن الإيمان." لكن توماس هز رأسه وقال: "إنه عن المال."
15. في بال، واصل حاييم عمله. كان يرسل تقارير إلى البارون إدموند، يصف فيها تقدم المشروع. "هرتزل أداة مفيدة," كتب. "لكنه ساذج." لكنه، في لحظات تأمله، كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن هذا المشروع سيغير العالم، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا التغيير للأفضل.
16. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالضغط. كان جمهوره يطالبه بالمزيد، والمصرفيون يطالبونه بالمزيد. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من إدوارد، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات كبيرة. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب إدوارد. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
17. في بال، واصل هرتزل كتابة مقالاته. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن حاييم ورفاقه كانوا أكثر اهتمامًا بالمال من الفكرة. في إحدى الليالي، سأل حاييم: "هل تعتقد أن هذا الوطن سيكون لنا؟" رد حاييم: "الوطن ملك من يدفع ثمنه."
18. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالعزلة. كان جمهوره يحتفل بخطبه، لكنه كان يشعر أن شيئًا ما خاطئ. في إحدى الليالي، قرأ رسالة من السيد باتريك، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب باتريك. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
19. في بال، واصل حاييم عمله. كان يرسل تقارير إلى البارون إدموند، يصف فيها تقدم المشروع. "هرتزل أداة مفيدة," كتب. "لكنه ساذج." لكنه كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن هذا المشروع سيغير العالم.
20. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالضغط. كان جمهوره يطالبه بالمزيد، والمصرفيون يطالبونه بالمزيد. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من إدوارد، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب إدوارد. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
21. في بال، واصل هرتزل كتابة مقالاته. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن حاييم ورفاقه كانوا أكثر اهتمامًا بالمال. في إحدى الليالي، سأل حاييم: "هل تعتقد أن هذا الوطن سيكون لنا؟" رد حاييم: "الوطن ملك من يدفع ثمنه."
22. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالعزلة. كان جمهوره يحتفل بخطبه، لكنه كان يشعر أن شيئًا ما خاطئ. في إحدى الليالي، قرأ رسالة من السيد باتريك، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب باتريك. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
23. في بال، واصل حاييم عمله. كان يرسل تقارير إلى البارون إدموند. "هرتزل أداة مفيدة," كتب. لكنه كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن هذا المشروع سيغير العالم.
24. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالضغط. كان جمهوره يطالبه بالمزيد، والمصرفيون يطالبونه بالمزيد. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من إدوارد، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب إدوارد. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
25. في بال، واصل هرتزل كتابة مقالاته. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن حاييم ورفاقه كانوا أكثر اهتمامًا بالمال. في إحدى الليالي، سأل حاييم: "هل تعتقد أن هذا الوطن سيكون لنا؟" رد حاييم: "الوطن ملك من يدفع ثمنه."
26. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالعزلة. كان جمهوره يحتفل بخطبه، لكنه كان يشعر أن شيئًا ما خاطئ. في إحدى الليالي، قرأ رسالة من السيد باتريك، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب باتريك. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
27. في بال، واصل حاييم عمله. كان يرسل تقارير إلى البارون إدموند. "هرتزل أداة مفيدة," كتب. لكنه كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن هذا المشروع سيغير العالم.
28. في بوسطن، بدأ جوناثان يشعر بالضغط. كان جمهوره يطالبه بالمزيد، والمصرفيون يطالبونه بالمزيد. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من إدوارد، يطلب فيها تنظيم حملة تبرعات. "المال سيذهب إلى فلسطين," كتب إدوارد. لكن جوناثان بدأ يتساءل: إلى أين يذهب هذا المال؟
29. في بال، واصل هرتزل كتابة مقالاته. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن حاييم ورفاقه كانوا أكثر اهتمامًا بالمال. في إحدى الليالي، سأل حاييم: "هل تعتقد أن هذا الوطن سيكون لنا؟" رد حاييم: "الوطن ملك من يدفع ثمنه."
30. في اليوم الأخير من الفصل، جلس جوناثان في كنيسته، ينظر إلى الكتاب المقدس. كان يعرف أن خطبه غيرت حياة الناس، لكنه بدأ يتساءل: هل كان يخدم الله، أم قوى أخرى؟ في تلك اللحظة، سمع صوت توماس يهمس في الخلف: "المال هو الإله الحقيقي." كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد جوناثان مواجهتها.
الفصل الخامس: أنقاض الأرمن
1. في خريف عام 1890، كانت الأناضول، تلك الأرض الممزقة بين التاريخ والمآسي، تغرق في صمت مخيف. في قرية صغيرة قرب وان، كانت آنا أرطويان تجلس في غرفة متواضعة مضاءة بمصباح زيتي، تكتب تقاريرها السرية عن الاضطهاد الذي يتعرض له الأرمن. كانت يداها ترتجفان وهي تسجل شهادات الفلاحين الذين طُردوا من أراضيهم، والنساء اللواتي فقدن أزواجهن، والأطفال الذين أصبحوا يتامى. كانت آنا، بجسدها النحيف وعينيها الحزينتين، قد أصبحت صوت الضمير في زمن فقدت فيه السلطنة ضميرها. "هذا ليس مجرد ظلم," كتبت في يومياتها، "إنه إبادة." لكنها كانت تعرف أن كلماتها، مهما كانت قوية، لن توقف السيوف التي تُشهر في القرى.
2. في إسطنبول، كان سليم بك يجلس في مكتبه بالبنك العثماني الإمبراطوري، ينظر إلى أكوام الأوراق التي تحمل أختام الروتشيلد. كانت السلطنة قد أصبحت رهينة ديونها، وكان سليم، الذي كان يحلم يومًا بإنقاذها، يشعر أنه أصبح مجرد أداة في يد المصرفيين. في تلك الأثناء، وصلته تقارير عن أعمال العنف في الأناضول. كانت الأخبار مليئة بالتفاصيل المروعة: قرى أرمنية تُحرق، عائلات تُقتل، وكنائس تُدنس. قرأ سليم التقارير بنظرة زجاجية، وشعر بثقل يضغط على صدره. "هل هذا ما اشتريناه بالذهب؟" سأل نفسه، لكنه لم يجرؤ على قول ذلك بصوت عالٍ.
3. في الأناضول، كانت آنا تنتقل من قرية إلى أخرى، تحمل حقيبة صغيرة مليئة بالوثائق والرسائل. كانت تلتقي بالناجين، تسمع قصصهم، وتكتب كل شيء بدقة. في إحدى القرى، التقت بامرأة عجوز تدعى ماريام، كانت قد فقدت أبناءها الثلاثة في هجوم ليلي. "لماذا يفعلون هذا بنا؟" سألت ماريام، ودموعها تتساقط على وجهها المجعد. لم تجد آنا إجابة، لكنها ضمت المرأة وقالت: "سأروي قصتك. لن أترك العالم ينساكم." لكن في قلبها، كانت تشعر باليأس. كانت تعرف أن السلطنة، بدعم من أموال الروتشيلد، كانت مصممة على القضاء على التنوع الذي كان يميزها.
4. في إسطنبول، كان خليل الصغير، الشاعر الفاشل، يواصل تجواله في المقاهي، لكنه لم يعد يكتب قصائد مليئة بالسخرية. كانت أخبار الأناضول قد وصلت إلى العاصمة، وكان الناس يتحدثون عنها بهمس، كأن الكلام بصوت عالٍ قد يجلب اللعنة. في إحدى الليالي، قرأ خليل قصيدة جديدة بعنوان "أنقاض الإنسانية"، تحدث فيها عن شعب يُذبح باسم الوحدة. "يا سلطنة الدم، أين قلبك؟/ تبنين قصورك على أنقاض شعبك!" كانت الكلمات قاسية، لكن الجمهور لم يصفق. كانوا خائفين، وكان خليل نفسه يشعر بالخوف. "هل أصبحت شاعرًا للموت؟" سأل نفسه وهو يغادر المقهى.
5. في تلك الأثناء، كان حاييم كوهين يزور إسطنبول مرة أخرى. كان يجتمع مع كبار المسؤولين في القصر السلطاني، يناقش شروط قرض جديد. لكن هذه المرة، كانت المحادثات أكثر صراحة. "السلطنة بحاجة إلى استقرار," قال حاييم بنبرة هادئة. "والاستقرار يتطلب وحدة." كان الجميع يعرف ماذا يعني: القضاء على الأرمن، اليونانيين، وأي شخص يهدد "الوحدة" العثمانية. لكن سليم، الذي كان يحضر الاجتماع، شعر بغضب يتصاعد في صدره. "هل هذا استقرار، أم إبادة؟" سأل بصوت منخفض. رد حاييم بابتسامة: "الكلمات مجرد وجهات نظر، يا بك."
6. في الأناضول، واصلت آنا عملها السري. كانت تلتقي بمجموعات صغيرة من الأرمن، تحاول تنظيمهم للمقاومة. لكنها كانت تواجه تحديات كبيرة. كان الناس خائفين، والسلطات كانت تراقب كل تحركاتها. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي عثماني شاب يدعى حسن. "سيدتي," قال بنبرة مترددة، "أنتِ في خطر. غادري قبل فوات الأوان." لكن آنا ردت: "إذا غادرت، فمن سيروي قصة شعبي؟" كانت كلماتها مليئة بالعزيمة، لكنها كانت تعرف أن الخطر يقترب.
7. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بثقل القرارات التي اتخذها. كان يعرف أن توقيعه على قرض الروتشيلد كان جزءًا من هذه المأساة. في إحدى الليالي، زارته زوجته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا. "إنها تتحدث عن الإبادة," قالت فاطمة بنبرة غاضبة. "هل هذا ما أردته، سليم؟" حاول سليم الدفاع عن نفسه: "أنا لم أختر هذا. أنا حاولت إنقاذ السلطنة." لكن فاطمة ردت: "لقد بعتها." كانت كلماتها مثل سكين، تقطع أحلامه وتكشف الحقيقة.
8. في الأناضول، كانت آنا تواصل توثيق الجرائم. كانت تكتب عن القرى التي أُحرقت، والعائلات التي شُردت. في إحدى القرى، التقت بطفل يدعى أرمين، كان قد فقد والديه. "لماذا يفعلون هذا؟" سأل الطفل. لم تجد آنا إجابة، لكنها وعده: "سأحكي قصتك للعالم." لكن في قلبها، كانت تشعر أن العالم لا يستمع.
9. في إسطنبول، كان خليل الصغير يكتب قصائد جديدة، لكنها لم تعد مليئة بالسخرية. كانت قصائده الآن مليئة بالحزن. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة في مقهى صغير: "يا سلطنة الدم، أين إنسانيتك؟/ تبنين قصورك على قبور شعبك." لكن الجمهور لم يصفق. كانوا خائفين، وكان خليل نفسه يشعر بالخوف.
10. في تلك الأثناء، كان حاييم يواصل مفاوضاته في إسطنبول. كان يتحدث عن "الاستقرار"، لكنه كان يعرف أن هذا الاستقرار يعني القضاء على الأرمن. في إحدى الجلسات، سأله سليم: "هل هذا جزء من خطتكم؟" رد حاييم: "الخطة هي التقدم، يا بك." لكن سليم شعر أن هذا التقدم ليس سوى دمار.
11. في الأناضول، كانت آنا تواجه خطرًا متزايدًا. كانت السلطات قد بدأت تراقبها عن كثب، وكانت تقاريرها تصل إلى أشخاص في إسطنبول. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من قس أرمني يدعى الأب يوحنا. "آنا," قال، "أنتِ في خطر. لكن عملك مهم." ردت آنا: "إذا توقفت الآن، فمن سيحكي قصتنا؟"
12. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه في البنك يحتفلون بالأموال الجديدة، لكنه كان يرى فيها لعنة. في إحدى الليالي، زارته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا. "إنها تتحدث عن الإبادة," قالت. "هل هذا ما أردته؟" حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
13. في الأناضول، واصلت آنا عملها. كانت تلتقي بالناجين، تسمع قصصهم، وتكتب كل شيء. في إحدى القرى، التقت بامرأة شابة تدعى سارة، كانت قد فقدت عائلتها. "سيدتي," قالت سارة، "هل سيوقف أحد هذا؟" ردت آنا: "سأحاول." لكنها كانت تعرف أن محاولتها قد تكون عبثية.
14. في إسطنبول، كان خليل يكتب قصائد جديدة، لكنها كانت مليئة بالحزن. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة في مقهى: "يا سلطنة الدم، أين قلبك؟" لكن الجمهور لم يصفق. كانوا خائفين.
15. في تلك الأثناء، كان حاييم يواصل مفاوضاته. كان يتحدث عن "الاستقرار"، لكنه كان يعرف أن هذا الاستقرار يعني القضاء على الأرمن. في إحدى الجلسات، سأله سليم: "هل هذا جزء من خطتكم؟" رد حاييم: "الخطة هي التقدم."
16. في الأناضول، كانت آنا تواجه خطرًا متزايدًا. كانت السلطات تراقبها، وكانت تقاريرها تصل إلى إسطنبول. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي عثماني. "سيدتي," قال، "أنتِ في خطر." ردت آنا: "أعرف."
17. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه يحتفلون، لكنه كان يرى في الأموال لعنة. في إحدى الليالي، زارته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا. "إنها تتحدث عن الإبادة," قالت. حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
18. في الأناضول، واصلت آنا عملها. كانت تلتقي بالناجين، تسمع قصصهم. في إحدى القرى، التقت بطفل يدعى أرمين. "لماذا يفعلون هذا؟" سأل. لم تجد آنا إجابة.
19. في إسطنبول، كان خليل يكتب قصائد جديدة، لكنها كانت مليئة بالحزن. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة: "يا سلطنة الدم، أين قلبك؟" لكن الجمهور لم يصفق.
20. في تلك الأثناء، كان حاييم يواصل مفاوضاته. كان يتحدث عن "الاستقرار"، لكنه كان يعرف أن هذا الاستقرار يعني القضاء على الأرمن. في إحدى الجلسات، سأله سليم: "هل هذا جزء من خطتكم؟" رد حاييم: "الخطة هي التقدم."
21. في الأناضول، كانت آنا تواجه خطرًا متزايدًا. كانت السلطات تراقبها، وكانت تقاريرها تصل إلى إسطنبول. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي. "سيدتي," قال، "أنتِ في خطر." ردت آنا: "أعرف."
22. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه يحتفلون، لكنه كان يرى في الأموال لعنة. في إحدى الليالي، زارته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا. "إنها تتحدث عن الإبادة," قالت. حاول سليم الدفاع عن نفسه.
23. في الأناضول، واصلت آنا عملها. كانت تلتقي بالناجين، تسمع قصصهم. في إحدى القرى، التقت بامرأة شابة تدعى سارة. "سيدتي," قالت سارة، "هل سيوقف أحد هذا؟" ردت آنا: "سأحاول."
24. في إسطنبول، كان خليل يكتب قصائد جديدة، لكنها كانت مليئة بالحزن. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة: "يا سلطنة الدم، أين قلبك؟" لكن الجمهور لم يصفق.
25. في تلك الأثناء، كان حاييم يواصل مفاوضاته. كان يتحدث عن "الاستقرار"، لكنه كان يعرف أن هذا الاستقرار يعني القضاء على الأرمن. في إحدى الجلسات، سأله سليم: "هل هذا جزء من خطتكم؟" رد حاييم: "الخطة هي التقدم."
26. في الأناضول، كانت آنا تواجه خطرًا متزايدًا. كانت السلطات تراقبها، وكانت تقاريرها تصل إلى إسطنبول. في إحدى الليالي، تلقت زيارة من جندي. "سيدتي," قال، "أنتِ في خطر." ردت آنا: "أعرف."
27. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان زملاؤه يحتفلون، لكنه كان يرى في الأموال لعنة. في إحدى الليالي، زارته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا. "إنها تتحدث عن الإبادة," قالت.
28. في الأناضول، واصلت آنا عملها. كانت تلتقي بالناجين، تسمع قصصهم. في إحدى القرى، التقت بطفل يدعى أرمين. "لماذا يفعلون هذا؟" سأل. لم تجد آنا إجابة.
29. في إسطنبول، كان خليل يكتب قصائد جديدة، لكنها كانت مليئة بالحزن. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة: "يا سلطنة الدم، أين قلبك؟" لكن الجمهور لم يصفق.
30. في اليوم الأخير من الفصل، جلس سليم في مكتبه، ينظر إلى تقارير عن الأناضول. كان يعرف أن الذهب الذي وقّع عليه كان جزءًا من هذه المأساة. في تلك اللحظة، سمع صوت آنا في رأسه: "شعبي يموت." كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد مواجهتها.
الفصل السادس: خيوط العنكبوت
1. في ربيع عام 1910، كانت القاهرة تعيش تحت وطأة شمس حارقة وتوترات سياسية تختمر في الخفاء. في مقهى صغير على ضفاف النيل، جلس حسن البنا، شاب في الثلاثين من عمره، ذو لحية قصيرة وعينين تلمعان بحماسة غامضة، يتحدث مع مجموعة من الشباب عن "إحياء الأمة الإسلامية". كان صوته هادئًا لكنه مليء بالعزيمة، وكان يتحدث عن "الجهاد" و"الوحدة" كما لو كان يقرأ من كتاب مقدس. لكن في زاوية المقهى، كان هناك رجل إنجليزي يدعى السير جون، ممثل مخابرات لندن، يراقب المشهد بنظرة باردة. كان السير جون يعرف أن البنا ليس مجرد معلم مدرسة، بل أداة في لعبة أكبر، لعبة تُحاك خيوطها في مكاتب الروتشيلد في لندن. "الإخوان المسلمين،" همس السير جون لمرافقه، "سيكونون سلاحنا في الشرق."
2. في إسطنبول، كان سليم بك، الآن رجلًا في الستين من عمره، يجلس في منزله القديم بحي غلطة، ينظر إلى أوراق قديمة تحمل توقيعه على عقود الروتشيلد. كانت السلطنة العثمانية في أيامها الأخيرة، ممزقة بين الثورات والديون. كان سليم قد تقاعد من البنك، لكنه لم يستطع الهروب من شبح قراراته. في تلك الأثناء، وصلته رسالة من آنا أرطويان، التي كانت الآن في المنفى في باريس. كتبت آنا: "لقد بدأتَ هذا، يا سليم، عندما وقّعت على ذلك القرض. الآن، شعبي يُذبح، والعالم يصمت." كانت كلماتها مثل سكين، تقطع ما تبقى من ضميره. لكنه لم يرد، فقد كان يعرف أنها محقة.
3. في القاهرة، كان حسن البنا يواصل خطبه، يجذب المزيد من الأتباع. كان الإخوان المسلمين، الذين أسسهم بدعم خفي من مخابرات لندن، ينمون بسرعة. كانت أموال الروتشيلد، التي تتدفق عبر قنوات غامضة من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، تمول هذه الحركة. في إحدى الليالي، التقى البنا بالسير جون في فندق فاخر. "سيد حسن," قال السير جون بنبرة هادئة، "الأمة بحاجة إلى رجال مثلك." لكن البنا، رغم سذاجته، شعر أن هناك شيئًا غامضًا في هذا الدعم. "وما مصلحتكم؟" سأل. رد السير جون بابتسامة: "مصلحتنا هي الاستقرار." لكن الكلمة بدت فارغة، كأنها قناع لشيء أكبر.
4. في فلسطين، كانت الأمور تأخذ منعطفًا آخر. كانت منظمات مثل الهاغانا وستيرن والإرغون تنمو بسرعة، مدعومة بأموال الروتشيلد التي كانت تصل عبر شبكات مالية معقدة. في يافا، كان يعقوب، الشاب الروسي الذي أصبح الآن قائدًا في الهاغانا، يشرف على تدريب مجموعة من الشباب. "هذه أرضنا," قال لهم بنبرة قوية. "وسندافع عنها بكل ما لدينا." لكن في قلبه، كان يعرف أن السلاح والمال يأتيان من أوروبا، من رجال لا يعرفون شيئًا عن فلسطين سوى أنها مربحة.
5. في باريس، كانت آنا أرطويان، الآن في الستين من عمرها، تعيش في شقة صغيرة مليئة بالكتب والوثائق. كانت تواصل كتابة تقاريرها عن الإبادة الأرمنية، ترسلها إلى الصحف الأوروبية التي نادرًا ما تنشرها. في إحدى الليالي، تلقت رسالة من صحفي فرنسي يدعى بيير، يسألها عن علاقة الروتشيلد بالإبادة. "إنهم ليسوا مجرد مصرفيين," كتبت آنا. "إنهم مهندسو الفوضى." لكنها كانت تعرف أن كلماتها لن تصل إلى العالم، فقد كان الذهب يتحكم بكل شيء.
6. في القاهرة، كان حسن البنا يواصل خطبه، لكنه بدأ يلاحظ أن أتباعه ينقسمون. كان هناك من يريدون الجهاد بالمعنى الحقيقي، وهناك من أصبحوا أدوات في يد المخابرات البريطانية. في إحدى الجلسات، سأله أحد أتباعه، شاب يدعى خالد: "لماذا يدعمنا الإنجليز؟" رد البنا: "لأنهم يرون فينا القوة." لكنه، في قلبه، بدأ يشك في نواياهم. كان يعرف أن الأموال التي تصل إليهم ليست نظيفة، لكنه كان يقنع نفسه بأن الغاية تبرر الوسيلة.
7. في فلسطين، كانت الهاغانا وستيرن والإرغون تتصرف كجيوش سرية، تهاجم القرى الفلسطينية وتُرهب السكان. في إحدى الليالي، قاد يعقوب هجومًا على قرية صغيرة قرب يافا. كان الهدف هو "تأمين الأرض"، لكنه رأى الرعب في عيون الفلاحين وهم يفرون من منازلهم. "هل هذا ما وعدنا به؟" سأل نفسه وهو يرى النيران تلتهم البيوت. لكنه طرد هذه الأفكار، وذكّر نفسه بأن الهدف هو "الوطن القومي".
8. في إسطنبول، كان خليل الصغير، الآن رجلًا عجوزًا، يكتب قصائده الأخيرة. كانت قصائده مليئة بالحزن والندم. في إحدى الليالي، قرأ قصيدة بعنوان "خيوط العنكبوت": "يا سلطنة الدم، أين روحك؟/ نسجتِ شبكة الموت وغنيتِ!" لكن الجمهور لم يعد يستمع. كان الناس مشغولين بالحرب والفقر، وكان خليل نفسه يشعر أن كلماته لم تعد تعني شيئًا.
9. في لندن، كان البارون إدموند دي روتشيلد يجلس في مكتبه الفاخر، يراجع تقارير من القاهرة وفلسطين. كان يعرف أن أمواله تمول الإخوان المسلمين والهاغانا وستيرن والإرغون، لكنه كان يرى ذلك كجزء من خطة أكبر. "الفوضى تخلق النظام," قال لمساعده. لكنه، في لحظات تأمله، كان يشعر بالقلق. كان يعرف أن هذه الفوضى قد تتحول إلى شيء لا يمكن السيطرة عليه.
10. في القاهرة، بدأ حسن البنا يشعر بالضغط. كان أتباعه يطالبونه بالمزيد من العمليات، والمخابرات البريطانية تطالبه بالمزيد من الولاء. في إحدى الليالي، تلقى زيارة من السير جون، الذي أحضر معه حقيبة مليئة بالنقود. "هذا لدعم القضية," قال السير جون. لكن البنا سأل: "وما هي القضية بالضبط؟" رد السير جون: "القضية هي المستقبل." لكن البنا شعر أن هذا المستقبل ليس ملكه.
11. في فلسطين، واصل يعقوب عمله مع الهاغانا. كان يقود هجمات على القرى، لكنه بدأ يشعر بالإرهاق. في إحدى الليالي، جلس تحت شجرة زيتون، يفكر في حياته. "هل هذا ما وعدنا به؟" سأل نفسه. لكنه كان يعرف أن الأوامر تأتي من أوروبا، من رجال لا يعرفون شيئًا عن فلسطين.
12. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت ترسلها إلى الصحف، لكنها كانت تعرف أن العالم لا يستمع. في إحدى الليالي، تلقت رسالة من بيير، الصحفي الفرنسي. "آنا," كتب، "الروتشيلد يمولون كل شيء. الإخوان، الهاغانا، كلهم جزء من خطتهم." كانت الكلمات مثل صاعقة، لكن آنا كانت تعرف ذلك بالفعل.
13. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان يقرأ تقارير عن فلسطين والقاهرة، وكان يعرف أن الذهب الذي وقّع عليه كان جزءًا من هذه الفوضى. في إحدى الليالي، زارته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا. "إنها تتحدث عن الإبادة والفوضى," قالت. حاول سليم الدفاع عن نفسه، لكنه شعر أن كلماته فارغة.
14. في القاهرة، واصل حسن البنا عمله. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن أتباعه يتحولون إلى أدوات في يد الإنجليز. في إحدى الليالي، سأل السير جون: "هل نحن مجرد أدوات؟" رد السير جون: "أنتم القوة التي ستغير الشرق."
15. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق. في إحدى الليالي، جلس تحت شجرة زيتون، يفكر في حياته. "هل هذا ما وعدنا به؟" سأل نفسه.
16. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت ترسلها إلى الصحف، لكنها كانت تعرف أن العالم لا يستمع. في إحدى الليالي، تلقت رسالة من بيير. "الروتشيلد يمولون كل شيء," كتب.
17. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان يقرأ تقارير عن فلسطين والقاهرة، وكان يعرف أن الذهب كان جزءًا من هذه الفوضى. في إحدى الليالي، زارته فاطمة، وكانت تحمل رسالة من آنا.
18. في القاهرة، واصل حسن البنا عمله. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن أتباعه يتحولون إلى أدوات. في إحدى الليالي، سأل السير جون: "هل نحن مجرد أدوات؟" رد السير جون: "أنتم القوة."
19. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق. في إحدى الليالي، جلس تحت شجرة زيتون، يفكر في حياته.
20. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت ترسلها إلى الصحف، لكنها كانت تعرف أن العالم لا يستمع.
21. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان يقرأ تقارير عن فلسطين والقاهرة، وكان يعرف أن الذهب كان جزءًا من هذه الفوضى.
22. في القاهرة، واصل حسن البنا عمله. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى أن أتباعه يتحولون إلى أدوات.
23. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق.
24. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت ترسلها إلى الصحف، لكنها كانت تعرف أن العالم لا يستمع.
25. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة. كان يقرأ تقارير عن فلسطين والقاهرة.
26. في القاهرة، واصل حسن البنا عمله. لكنه بدأ يشعر بالإحباط.
27. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق.
28. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت ترسلها إلى الصحف.
29. في إسطنبول، بدأ سليم يشعر بالعزلة.
30. في اليوم الأخير من الفصل، جلس سليم في منزله، ينظر إلى رسالة من آنا. كانت تتحدث عن الفوضى التي خلقها الذهب. في تلك اللحظة، سمع صوت خليل الصغير في رأسه: "يا سلطنة الدم، أين روحك؟" كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد مواجهتها.
الفصل السابع: أوهام الشهداء
1. في خريف عام 1961، كانت جزيرة ياصي أدا، قبالة سواحل إسطنبول، مغطاة بضباب كثيف يعكس الخوف الذي يخنق تركيا. في زنزانة ضيقة، جلس عدنان مندريس، رئيس الوزراء السابق، على سرير حديدي، يحدق في الجدران الرمادية التي أصبحت قبره الحي. كان يعرف أن حكم الإعدام قد صدر بعد انقلاب 1960، وأن الجنرالات، بدعم غربي، لن يتراجعوا. تذكر مندريس أيام مجده: خطبه الملتهبة التي استدعى فيها الإسلام لكسب قلوب الشعب، وعود الديمقراطية التي أغرت الجماهير، وانضمام تركيا لحلف الناتو عام 1952، مما جعلها رأس حربة أطلسية. لكنه تذكر أيضًا الأموال التي تدفقت من عائلة روتشيلد عبر قنوات لندن ومحميات الخليج، تمويلًا لحزبه الديمقراطي واتفاقياته السرية مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقية الاستخباراتية لعام 1958. "هل كنتُ أداة؟" سأل نفسه، لكن الصمت كان الجواب الوحيد. كان يرى الآن، في لحظاته الأخيرة، أن خطابه الإسلامي، الذي يشبه خطاب أردوغان لاحقًا، لم يكن سوى قناع لخدمة الغرب.
2. في القاهرة، كانت ذكرى حسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين، لا تزال تلهب خيال أتباعه، رغم اغتياله عام 1949. في قبو مظلم بضواحي المدينة، جلس السيد عبد الله، وسيط الخليج، يراجع تقارير عن الأموال التي تصل من لندن. كانت هذه الأموال، التي تمر عبر شبكات مالية في محميات الخليج الصهيو-أمريكية، تمول عمليات الإخوان، لكنها كانت جزءًا من خطة أكبر للسيطرة على الشرق الأوسط. عبد الله، رجل في الأربعين، ذو لحية قصيرة وعينين حادتين، كان يعرف أن الإخوان ليسوا سوى أداة. "الإسلام هو القناع المثالي," قال لمساعده بنبرة ساخرة، وهو يفتح حقيبة مليئة بالنقود. "والذهب هو الإله الحقيقي." لكنه كان يشعر، في لحظات تأمله، بثقل الخيانة. كان يعرف أن هذه الأموال، التي ستمول لاحقًا جماعات مثل القاعدة وداعش، تخدم مصالح الروتشيلد وإسرائيل، بينما تُروّج للفوضى تحت غطاء الجهاد.
3. في فلسطين، كان يعقوب، قائد في الهاغانا، يقود هجومًا ليليًا على قرية فلسطينية قرب يافا. تحت ضوء القمر، رأى النيران تلتهم البيوت، وسمع صراخ النساء والأطفال وهم يفرون. كانت الأسلحة التي يحملها رجاله تصل من أوروبا، مدفوعة بأموال الروتشيلد عبر قنوات معقدة تمر عبر الخليج. يعقوب، رجل في الثلاثين، ذو وجه متعب وعينين مليئتين بالشك، كان يحاول إقناع نفسه بأن هذا هو "الوطن القومي" الذي وعد به هرتزل. لكن موشيه، أحد رجاله، اقترب وسأله: "من يدفع ثمن هذه الأرض؟" رد يعقوب بنبرة مترددة: "المهم أننا هنا." لكنه كان يعرف أن الأوامر تأتي من لندن، من رجال مثل السير ألفريد، الذين لا يعرفون شيئًا عن فلسطين سوى أنها مربحة. في تلك اللحظة، تذكر يعقوب كيف بدأ كل شيء: الأموال التي اشترت الأراضي، الأسلحة التي صنعت الحرب، والوعود التي تحولت إلى دمار.
4. في لندن، جلس السير ألفريد، ممثل عائلة روتشيلد، في مكتبه الفاخر، يراجع تقارير من تركيا، القاهرة، وفلسطين. كانت الأوراق مليئة بأرقام وأسماء: مندريس، الإخوان، الهاغانا، ستيرن، الإرغون. السير ألفريد، رجل في الخمسين، ذو شعر أشيب وعينين باردتين، كان يرى في هذه الأرقام شبكة عالمية تحركها عائلته. "مندريس كان مفيدًا," قال لمساعده بنبرة هادئة. "لقد جعل تركيا تنضم لحلف الناتو، وفتح الأبواب لإسرائيل كحاملة طائرات رخيصة، كما وصفها ألكسندر هيغ لاحقًا." لكنه أضاف: "لكنه أصبح خطرًا عندما بدأ يصدق أنه يقود." كان يعرف أن انقلاب 1960، بدعم من الغرب، كان ضروريًا لإزالة مندريس، وأن بديلًا سيظهر لاحقًا – رجل مثل أردوغان، يحمل خطاب الإسلام، لكنه يدعم إسرائيل بنفط علييف وفولاذ وخضروات، بينما تستمر الإبادة في غزة.
5. في باريس، كانت آنا أرطويان، الآن في السبعين من عمرها، تجلس في شقتها الصغيرة، محاطة بالكتب والوثائق. كانت تواصل كتابة تقاريرها عن الإبادة الأرمنية، لكنها الآن تركز على شبكة الروتشيلد التي تربط بين مندريس، الإخوان، والهاغانا. كانت آنا، ذات الشعر الأبيض والعينين الحزينتين، قد أمضت حياتها في توثيق الجرائم التي يشتريها الذهب. في إحدى الليالي، كتبت في مذكراتها: "السلطنة كانت البداية، ثم مندريس، والآن إسرائيل. كلهم أدوات في يد الذهب." تلقت رسالة من صحفي فرنسي يدعى بيير، يسألها عن دور تركيا في دعم إسرائيل. "مندريس لم يكن شهيدًا," ردت آنا. "كان دمية، مثل من سيأتي بعده، يتحدثون عن الإسلام بينما يخدمون الإبادة." كانت كلماتها مليئة بالمرارة، لكنها كانت الحقيقة التي أرادت العالم أن يراها.
6. في إسطنبول، كانت الشوارع مليئة بالهمسات عن إعدام مندريس. في مقهى صغير في غلطة، قرأ شاب يدعى أحمد قصيدة لخليل الصغير، الذي توفي قبل سنوات: "يا أرض الدم، من نسج شبكتك؟/ ذهب الغرباء يحرك خيوطك." كانت الكلمات مثل سكين، تقطع الصمت الذي فرضه الجنرالات. لكن الناس حوله كانوا خائفين من التحدث. "مندريس كان شهيدًا," همس أحدهم. "كان خادمًا للغرب," رد آخر. كانت الحقيقة معلقة بين الإعجاب والخيانة. أحمد، الذي كان يحلم بتغيير تركيا، شعر بالعجز. كان يعرف أن الجنرالات، بدعم من الناتو، سيحكمون قبضتهم، وأن مندريس، بكل خطبه الإسلامية، كان مجرد أداة في لعبة أكبر.
7. في القاهرة، واصل السيد عبد الله عمله كوسيط بين الإخوان ولندن. كان يرسل تقارير عن تقدم الحركة، وكيف أن الأموال الروتشيلدية، التي تمر عبر الخليج، تمول عملياتهم. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من ممثل المخابرات البريطانية: "استعدوا للمرحلة القادمة." كان يعني دعم جماعات جديدة، مثل القاعدة، التي ستظهر لاحقًا بدعم من السي آي إيه، لكن بأموال الروتشيلد. عبد الله، الذي كان يرى نفسه رجل أعمال وليس خائنًا، شعر بثقل القرارات. "الفوضى هي النظام," قال لنفسه، لكنه كان يعرف أن هذه الفوضى ستؤدي إلى المزيد من الدم. تذكر كيف بدأت الإخوان كحركة دينية، لكنها تحولت إلى أداة في يد الغرب، مثل مندريس في تركيا.
8. في فلسطين، بدأ يعقوب يشعر باليأس. كان يقود هجمات الهاغانا على القرى الفلسطينية، لكنه بدأ يرى الدمار بعيون جديدة. في إحدى الليالي، جلس مع موشيه تحت شجرة زيتون. "هل هذا الوطن الذي وعدنا به؟" سأل موشيه. رد يعقوب: "إنه ما لدينا." لكن موشيه هز رأسه وقال: "إنه موت." كانت الكلمات قاسية، لكن يعقوب لم يستطع دحضها. كان يعرف أن الأسلحة التي يحملونها، والأراضي التي يستولون عليها، مدفوعة بأموال الروتشيلد، وأن هدفهم ليس الوطن، بل السيطرة. تذكر يعقوب كيف كان يحلم بـ"أرض الميعاد"، لكنه الآن يرى أن هذه الأرض مغطاة بالدم.
9. في لندن، كان السير ألفريد يراجع تقارير عن تركيا. كان انقلاب 1960 قد نجح، ومندريس أصبح ذكرى. "لقد خدمت تركيا مصالحنا," قال لمساعده. "انضمامها للناتو جعلها رأس حربة، وإسرائيل حاملة طائراتنا الرخيصة." لكنه أضاف: "سنحتاج إلى رجل جديد، يتحدث بلغة الشعب، لكنه يخدم مصالحنا." كان يفكر في المستقبل، في رجل مثل أردوغان، الذي سيظهر بعد عقود، يحمل خطاب الإسلام، لكنه يدعم إسرائيل بنفط وفولاذ وخضروات. السير ألفريد كان يعرف أن هذه الخطة، التي بدأت مع السلطنة العثمانية، ستصل ذروتها في هولوكوست غزة.
10. في باريس، واصلت آنا كتابة مذكراتها. كتبت عن مندريس: "كان يظن أنه يقود، لكنه كان دمية، مثل من سيأتي بعده." كانت كلماتها مليئة بالمرارة، لكنها كانت الحقيقة. تلقت رسالة من بيير: "وجدت وثائق عن اتفاقية 1958 بين مندريس وإسرائيل." ردت آنا: "الذهب يشتري كل شيء، حتى الشهداء." كانت تعرف أن مندريس، بتوقيعه على تلك الاتفاقية، جعل تركيا حليفة لإسرائيل، ممهدًا الطريق لما سيأتي لاحقًا: دعم غير مباشر للإبادة في غزة.
11. في إسطنبول، بدأت أصوات المعارضة ترتفع ضد الانقلاب. لكن الجنرالات كانوا أقوى. في إحدى الليالي، اعتقل شاب يدعى أحمد كان يوزع منشورات تدعو إلى إعادة الاعتبار لمندريس. "إنه شهيد," قال أحمد قبل أن يُسحب إلى السجن. لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا: مندريس، مثل أردوغان لاحقًا، كان يخدم الغرب تحت قناع الإسلام. كان أحمد، الذي كان يحلم بتغيير تركيا، يجهل أن مندريس وقّع على انضمام تركيا للناتو، مما جعلها جزءًا من الآلة التي تدعم إسرائيل.
12. في القاهرة، واصل السيد عبد الله عمله. كان يعرف أن الإخوان سيصبحون أداة في يد الروتشيلد، مثل مندريس. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من لندن: "استعدوا لداعش." كانت الكلمات غامضة، لكنه فهم أنها جزء من خطة طويلة الأمد. كان يرى كيف تحول الإخوان من حركة دينية إلى أداة سياسية، وكيف ستتحول جماعات مثل داعش إلى أدوات للفوضى، مدعومة بنفس الذهب الذي يدعم إسرائيل.
13. في فلسطين، واصل يعقوب قيادة الهاغانا. لكنه بدأ يشعر باليأس. في إحدى الليالي، جلس تحت شجرة زيتون، يفكر في حياته. "هل هذا ما وعدنا به؟" سأل نفسه. كان يعرف أن الأوامر تأتي من أوروبا، وأن الدم الذي يُراق هو ثمن الذهب الذي يدفعونه.
14. في لندن، كان السير ألفريد يراجع تقارير جديدة. كانت الأخبار من فلسطين والقاهرة تؤكد نجاح الخطة. "الإخوان والهاغانا يخدمون مصالحنا," قال لمساعده. لكنه كان يعرف أن هذه الفوضى قد تنقلب يومًا ضدهم. كان يفكر في المستقبل، حين يظهر رجل مثل أردوغان، يدعم إسرائيل تحت قناع الإسلام.
15. في القاهرة، بدأ السيد عبد الله يشعر بالضغط. كان الإخوان يطالبونه بالمزيد من العمليات، والمخابرات البريطانية تطالبه بالمزيد من الولاء. في إحدى الليالي، تلقى زيارة من ممثل المخابرات. "هذه أموال جديدة," قال الممثل. لكن عبد الله سأل: "ومن يقف وراءها؟" رد الممثل: "لا تسأل." كان عبد الله يعرف أن هذه الأموال ستمول الفوضى، من القاعدة إلى داعش، وأنها جزء من الشبكة التي تدعم إسرائيل.
16. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق. في إحدى الليالي، جلس مع موشيه. "هل هذا ما وعدنا به؟" سأل موشيه. رد يعقوب: "إنه الوطن." لكن موشيه هز رأسه. كان يعقوب يعرف أن الوطن الذي يقاتل من أجله هو أداة في يد الروتشيلد.
17. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت ترسلها إلى الصحف، لكنها كانت تعرف أن العالم لا يستمع. في إحدى الليالي، تلقت رسالة من بيير. "الروتشيلد يمولون كل شيء," كتب. ردت آنا: "والدم هو ثمنهم." كانت تعرف أن هذا الدم سيستمر في التدفق، من الأناضول إلى غزة.
18. في إسطنبول، بدأت الشوارع تهدأ بعد الانقلاب. لكن الخوف لا يزال يخيم. في إحدى الليالي، قرأ أحمد قصيدة لخليل الصغير: "يا أرض الدم، من نسج شبكتك؟" لكن الناس حوله كانوا خائفين. كان أحمد يعرف أن مندريس لم يكن شهيدًا، بل أداة في لعبة أكبر.
19. في القاهرة، واصل السيد عبد الله عمله. لكنه بدأ يشعر بالإحباط. كان يرى كيف تحول الإخوان إلى أداة. في إحدى الليالي، تلقى رسالة من لندن: "استعدوا للمرحلة القادمة." كان يعرف أن هذه المرحلة ستؤدي إلى المزيد من الفوضى.
20. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق. في إحدى الليالي، جلس تحت شجرة زيتون، يفكر في حياته. كان يرى الدمار الذي خلفته الهاغانا، وكان يعرف أنه جزء من شبكة أكبر.
21. في لندن، كان السير ألفريد يراجع تقارير جديدة. كانت الأخبار من فلسطين والقاهرة تؤكد نجاح الخطة. "الإخوان والهاغانا يخدمون مصالحنا," قال لمساعده. لكنه كان يفكر في المستقبل، حين تستمر الإبادة في غزة.
22. في القاهرة، بدأ السيد عبد الله يشعر بالضغط. كان الإخوان يطالبونه بالمزيد. في إحدى الليالي، تلقى زيارة من ممثل المخابرات. كان يعرف أن الأموال التي يتلقاها ستؤدي إلى المزيد من الفوضى.
23. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق. كان يرى الدمار بعيون جديدة.
24. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها. كانت تعرف أن العالم لا يستمع. في إحدى الليالي، تلقت رسالة من بيير.
25. في إسطنبول، بدأت الشوارع تهدأ. لكن الخوف لا يزال يخيم.
26. في القاهرة، واصل السيد عبد الله عمله. لكنه بدأ يشعر بالإحباط.
27. في فلسطين، واصل يعقوب عمله. لكنه بدأ يشعر بالإرهاق.
28. في لندن، كان السير ألفريد يراجع تقارير جديدة.
29. في باريس، واصلت آنا كتابة تقاريرها.
30. في اليوم الأخير من الفصل، جلس أحمد في إسطنبول يقرأ رسالة من آنا. كانت تتحدث عن شبكة الروتشيلد، وكيف أدت إلى هولوكوست غزة. تذكر قصيدة خليل الصغير: "يا أرض الدم، من نسج شبكتك؟" كانت الكلمات مثل مرآة، تعكس الحقيقة التي لم يرد العالم مواجهتها.
………….
ملاحظة الرواية قد تتعرض، إلى إعادة تحرير في بعض جوانبها لتوسيعها ،أو توضيح ابعاد بعض الشخصيات فيها..ربما يكون هناك التباس معين في بعض التفاصيل، سيتم تحريره للتوضيح ، في إعادة نشر ثانية لها ،لاحقا .. مع ضرورة الإنتباه إلى أن هذه الرواية تواجه اكاذيب الدعاية الغربية الأطلسية ، عبر جماعة الإخوان المسلمين و امبراطوريات اعلام غوبلز لمحميات الخليج الصهيو أمريكية، التي تلمع دور السلطنة ، بعدم بيع فلسطين للصهاينة من طرف عبد الحميد الثاني ، لهذا هي ستحتاج إلى إعادة تحرير حسب ردود الأفعال والسياقات التي سيتم التعامل معها ..
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟